الاثنين، 23 مايو 2016

دزمـونـد سـتـيـوارت في العراق * بقلم : الـدّكـتـور صـبـاح الـنّـاصـري






دزمـونـد سـتـيـوارت في العراق *
 
 بقلم : الـدّكـتـور صـبـاح الـنّـاصـري
 
قـرأت عـنـدمـا كـنـت في مـطـلـع شـبـابي مـقـالاً عـن دزمـونـد سـتـيـوارت في مـجـلّـة بـغـداديـة ، ثـمّ قـرأت الـتّـرجـمـة الـعـربـيـة لإحـدى روايـاتـه الّـتي تـدور أحـداثـهـا في الـعـراق . ولأنّي لـم أقـرأ لـه أو عـنـه شـيـئـاً بـعـد ذلـك فـقـد نـسـيـتـه  في إحـدى زوايـا ذاكـرتي يـرقـد فـيـهـا مـا شـاءت لـه الأقـدار أن يـرقـد.
وقـد تـذكّـرتـه في مـرّات قـلـيـلـة عـنـدمـا قـرأت اسـمـه عـلى كـتـب نـشـرهـا عـن تـاريـخ الـعـرب والإسـلام. [ومن كتبه كتاب تاريخ الشرق الاوسط الحديث ] وحـاولـت أن أتـذكّـر روايـتـه الـبـغـداديـة الّـتي كـنـت قـد قـرأتـهـا في مـطـلـع شـبـابي فـلـم تـعـد لي مـنـهـا إلّا صـور مـهـتـزّة بـاهـتـة يـنـقـصـهـا الـوضـوح ...
و وجـدت هـذا الـصّـيـف عـنـد بـائـع كـتـب قـديـمـة روايـة لـه ، وقـرأتـهـا بـنـصـهـا الإنـكـلـيـزي الأصـلي : وكـانـت هي نـفـسـهـا الّـتي كـنـت قـد قـرأتـهـا في مـطـلـع شـبـابي بـتـرجـمـتـهـا الـعـربـيـة. وأدركـت لـمـاذا لـم يـبـقَ لي مـنـهـا في ذاكـرتي إلّا هـذا الأقـل مـن الـقـلـيـل ، فـهي سـيـئـة الـحـبـكـة سـاذجـة الأحـداث ، تـدلّ عـلى أنّ كـاتـبـهـا رغـم كـلّ مـزايـاه لـم يـكـن كـاتـبـاً روائـيـاً. وقـد فـهـم هـو نـفـسـه ذلـك فـتـرك الـفـنّ الـرّوائي لـيـكـرس وقـتـه لـلـكـتـابـات الـتّـاريـخـيـة.

ومـع ذلـك فـدزمـونـد سـتـيـوارت ولا شـكّ واحـد مـن الـبـريـطانـيـيـن الّـذيـن يـسـتـحـقـون أن نـتـذكّـرهـم ، فـهـو قـد ارتـبـط بـالـشّـرق الّـذي أحـبّـه و تـعـاطـف مـع قـضـايـاه وعـاش فـيـه حـتّى نـهـايـة حـيـاتـه وكـتـب عـنـه مـا لا يـعـدّ ولايـحـصى مـن الـمـقـالات والـكـتـب.

دزمـونـد سـتـيـوات  :
لـم أجـد في الـمـنـشـورات الـعـربـيـة عـن دزمـونـد سـتـيـوارت إلّا مـقـالات قـلـيـلـة ذكـر فـيـهـا ذكـراً سـطـحـيـاً ، فـلـم يـكـرّس لـه أحـد بـعـد ، عـلى مـا أعـلـم ، دراسـة كـامـلـة مـتـعـمـقـة. ولـهـذا قـررت أن أكـتـب عـنـه هـذا الـنّـصّ الـقـصـيـر مـشـاركـة مـتـواضـعـة مـنّي في إحـيـاء ذكـراه. وقـد عـثـرت عـلى مـقـال قـصـيـر كـتـبـه عـنـه زمـيـلـه وصـديـقـه  John Haylock  في  The Oxford Dictionary of National Biography . وسـاعـدني هـذا الـمـقـال في تـنـظـيـم الـمـعـلـومـات الّـتي وجـدتـهـا عـنـه في أمـاكـن أخـرى :

ولـد دزمـونـد سـتـيـرلـنـغ سـتـيـوارتDesmond Stirling Stewart سـنـة 1924 في إنـكـلـتـرة، في مـنـطـقـة  Hertfordshire  الّـتي تـقـع شـمـال لـنـدن.  ثـمّ درس في The Trinity College  في أكـسـفـورد مـن 1942 إلى 1944.  وفي 1947 عـاد إلـيـهـا لـيـكـمـل دراسـتـه ، ويـبـدو أنّـه تـعـرّف عـلى صـالـح أحـمـد الـعـلي الّـذي كـان يـتـابـع دراسـتـه في أوكـسـفـورد (1). وحـصـل دزمـونـد سـتـيـوارت عـلى الـمـاجـسـتـيـر في الآداب في نـهـايـة الـعـام الـدّراسـي 1948 .

دزمـونـد سـتـيـوات  في الـعـراق :
وفي خـريـف 1948  وصـل دزمـونـد سـتـيـوارت إلى بـغـداد بـعـد أن تـعـاقـد مـع كـلـيـة الآداب لـيـدرّس فـيـهـا الأدب الإنـكـلـيـزي. وفي بـغـداد ، تـعـرّف عـلى جـبـرا إبـراهـيـم جـبـرا الّـذي كـان قـد وصـل إلى بـغـداد أيـضـاً لـيـدرّس فـيـهـا. كـمـا تـعـرّف عـلى بـلـنـد الـحـيـدري ونـزارسـلـيـم وحـسـيـن مـردان وبـعـض أعـضـاء جـمـاعـة " الـوقـت الـضّـائـع " (2) الآخـريـن ، وعـلى فـنـانـيـن مـثـل جـواد سـلـيـم. وقـد كـتـب جـبـرا إبـراهـيـم جـبـرا في سـيـرتـه الـذّاتـيـة " شـارع الأمـيـرات" (3)عـن حـضـوره لـدعـوة في دار عـلي حـيـدر الـرّكـابي مـع دزمـونـد سـتـيـوارت وبـلـنـد الـحـيـدري وآخـريـن في عـام 1948. ونـحـن نـعـرف أنّ عـلي حـيـدر الـرّكـابي كـان قـد درس في Victoria College  في الإسـكـنـدريـة وأصـبـح في بـغـداد مـن أهـمّ الـدبـلـومـاسـيـيـن الـمـقـربـيـن مـن الـوصي عـبـد الإلـه . وكـان عـلي حـيـدرالـرّكـابي يـمـتـلـك ثـقـافـة إنـكـلـيـزيـة عـمـيـقـة مـمـا وثّـق عـلاقـاتـه مـع دزمـونـد سـتـيـوارت الّـذي خـصـص لـه إهـداء روايـتـه الـثّـانـيـة عـن الـعـراق.

ويـبـدو أنّ جـبـرا إبـراهـيـم جـبـرا قـد اسـتـوحي شـخـصـيـة Brian Finch في روايـتـه  Hunters in a Narrow Street  الّـتي نـشـرهـا بـالـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة عـام 1960 والّـتي تـدور أحـداثـهـا عـنـد وصـولـه إلى بـغـداد في 1948 مـن شـخـصـيـة دزمـونـد سـتـيـوارت. ويـتـعـرّف الـرّاوي في هـذه الـرّوايـة عـلى Brian Finch عـن طـريـق عـدنـان ( الّـذي يـبـدو أنّـه اسـتـوحـاه مـن شـخـصـيـة بـلـنـد الـحـيـدري ). ورغـم أنّ Brian Finch  يـعـمـل في الـرّوايـة في بـنـك ويـتـعـلّـم الـعـربـيـة في نـفـس الـوقـت إلّا أنّ تـقـربـه مـن الـمـثـقـفـيـن الـعـراقـيـيـن وتـعـاطـفـه مـع قـضـايـاهـم يـجـعـلـنـا ولا شـكّ نـفـكّـر بـدزمـونـد سـتـيـوارت.

وفي 1950، نـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت تـرجـمـة كـتـاب لإفـلاطـون إلى الإنـكـلـيـزيـة ، ونـشـر في 1952 :  The Memoirs of Alcibiades ، وهي رغـم عـنـوانـهـا سـيـرة ذاتـيـة روائـيـة عـن حـيـاتـه في الـعـراق.
ولا شـكّ في أنّ أشـهـر كـتـبـه عـن الـعـراق روايـتـه :  The Unsuitable Englishman ، الّـتي نـشـرهـا عـام 1954 ، وهي الّـتي قـرأتـهـا بـالـعـربـيـة في مـطـلـع شـبـابي في تـرجـمـة مـتـري عـبـد الـعـزيـز الـسّـرحـان تـحـت عـنـوان : " فـضـائـح الإنـكـلـيـز أو الإنـكـلـيـزي غـيـر الـمـرغـوب فـيـه " (4). وبـطـلـهـا شـاب إنـكـلـيـزي إسـمـه  Jason  وصـل إلى بـلـد خـيـالي أسـمـاه الـكـاتـب Media . وكـان Jason هـذا شـابـاً يـحـاول أن يـكـتـشـف الـعـالـم الـواسـع وأن يـعـيـش تـجـارب جـديـدة خـارج مـجـتـمـعـه الـمـحـافـظ الـضّـيـق. وكـانـت الـمـديـنـة عـنـدمـا وصـلـهـا في الـقـيـلـولـة سـاكـنـة لا حـركـة فـيـهـا ، أغـلـقـت أبـوابـهـا و واجـهـات مـخـازنـهـا كـمـا لـو أصـابـهـا الـطّـاعـون :
The city, when he came upon it, was closed down for the midday heat as for a plague.   
وقـد اسـتـغـرب أهـل الـبـلـد مـن هـذا الإنـكـلـيـزي الّـذي لاقـاهـم بـدون عـجـرفـة ، وسـرعـان مـا فـتـحـوا لـه أبـواب دورهـم كـمـا فـتـحـوا لـه قـلـوبـهـم . وكـان اسـتـغـراب الـجـالـيـة الـبـريـطـانـيـة مـن تـصـرفـاتـه أشـدّ. وحـاول بـعـضـهـم الـتّـقـرب مـنـه لإقـنـاعـه بـالانـضـمـام إلـيـهـم ، ولـكـنّـهـم فـشـلـوا في ذلـك. وسـكـن Jason مـع حـسـن ، سـائـق سـيـارة أجـرة ، وأصـبـح عـشـيـقـاً لـلـمـغـنـيـة كـريـمـة كـريـم ، وارتـضى أن يـعـمـل سـائـقـاً لـضـاري سـلـمـان.
وبـخـروجـه مـن قـيـود الـحـضـارة الـبـريـطـانـيـة لـيـعـيـش مـثـل الـنّـاس الّـذيـن جـاء إلى بـلـدهـم ، أثـار Jason  حـفـيـظـة الـمـسـؤول عـن الـجـالـيـة الـبـريـطـانـيـة في الـبـلـد : الـدّبـلـومـاسي الـشّـاذ جـنـسـيـاً Hugh Flodden، الّـذي بـدأ بـالـضـغـط عـلـيـه لإكـراهـه عـلى الـعـودة إلى "الـصّـواب" أي أن يـتـصـرف كـإنـكـلـيـزي مـتـسـلـط في بـلـد أجـنـبي ، وانـتـهى الأمـر بـتـخـريـبـه لـحـيـاتـه.
والـغـريـب في الأمـر هـو أنّ هـذه الـرّوايـة نـشـرت في عـام 1956 في طـبـعـة أمـريـكـيـة تـحـت عـنـوان مـخـتـلـف : " غـريـب في جـنـة عـدن  A Stranger In Eden "، وبـغـلاف مـثـيـر جـنـسـيـاً !

وقـد نـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت في 1954 تـرجـمـات لـنـمـاذج مـن الـشّـعـر الـعـربي مـن بـيـنـهـا قـصـائـد لـشـعـراء عـراقـيـيـن في مـجـلّـة  New World Writing  الّـتي كـانـت تـصـدرهـا New American Library's Mentor . وقـد صـاحـبـت الـمـقـال رسـوم لـلـفـنـان جـواد سـلـيـم.
ويـذكـر John Haylock (5) أنّ دزمـونـد سـتـيـوارت أعـطى بـعـض الـدّروس في الـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة لـلـزّعـيـم عـبـد الـكـريـم قـاسـم في عـامي 1955ــ 1956 أي قـبـل عـامـيـن مـن ثـورة 14 تـمّـوز 1958.
وفي 1956، نـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت في الـمـجـلـد الـخـامـس مـن مـجـلـة دارالـمـعـلـمـيـن الـعـالـيـة: " صـوت الـدّار" مـقـالاً بـالـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة عـن لـورنـس " الـعـرب " عـنـوانـه : T.E.Lawrence  and the Arabs , An Analysis .

كـمـا نـشـر في نـفـس الـعـام بـالإشـتـراك مـع زمـيـلـه و صـديـقـه  John Haylock  الّـذي كـان يـدرّس مـعـه في بـغـداد كـتـاب: New Babylon : A Portrait of Iraq. .ويـتـكـلّـم الـكـتـاب عـن الـحـيـاة الـيـومـيـة في الـعـراق في خـمـسـيـنـيـات الـقـرن الـمـاضي : بـيـن الـحـداثـة والـتّـقـالـيـد. وتـصـاحـبـه عـدّة صـور بـالأبـيـض والأسـود. وقـد أثـار صـدوره انـتـقـادات الـجـالـيـة الـبـريـطـانـيـة. ونـحـن نـعـرف مـن عـدّة مـصـادر أنّ الـسّـفـارة الـبـريـطـانـيـة في بـغـداد كـانـت تـنـظـر بـريـبـة إلى تـبـنّي الـكـاتـبـيـن لـلـقـضـايـا الـعـربـيـة. ولـهـذا لـم يـجـدد عـقـداهـمـا ، وتـركـا الـعـراق في نـفـس الـعـام.
ورغـم أنّ دزمـونـد سـتـيـوارت قـد تـرك الـعـراق في 1956، فـقـد ظـلّ يـتـابـع إنـتـاجـات الأدبـاء الـعـراقـيـيـن حـتّى نـهـايـة حـيـاتـه ، فـقـد نـشـر في 1976 بـالإشـتـراك مـعGeorge Masri     كـتـابـاً عـن الـشّـاعـر عـبـد الـوهـاب الـبـيـاتي :
Poet of Iraq, Abdul Wahab Al-Bayati: An Introductory Essay with Translations  ،
وفي 1979:
Abdul Wahab al-Bayati, (a short introduction and four poems, trans. Desmond Stewart and George Masri) . كـمـا صـدر في 1985 ، أي بـعـد وفـاتـه كـتـاب :
Abdul Wahab al-Bayati, Love Under Rain (Al-hubb tahta al-matar), (transl. Desmond Stewart and George Masri)
 
دزمـونـد سـتـيـوارت بـيـن بـيـروت والـقـاهـرة :

وصـل دزمـونـد سـتـيـوارت وجـون هـايـلـوك إلى لـبـنـان في 1956 بـعـد أن تـركـا الـعـراق، وأقـامـا في بـيـروت لـتـدريـس الأدب الإنـكـلـيـزي فـيـهـا. وفي عـام 1958 نـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت كـتـاب : " Turmoil in Beirut " . وتـرك بـعـدهـا بـيـروت لـيـقـيـم في الـقـاهـرة. وقـد أحـبّ هـذه الـمـديـنـة وبـقي فـيـهـا حـتّى وفـاتـه. وفي 1961 نـشـر روايـة عـن مـصـر قـبـل ثـورة 52 : "The Men of Friday"  الّـتي تـرجـمـهـا مـصـطـفى شـفـيـق تـحـت عـنـوان : " رجـال يـوم الـجـمـعـة " (6) . وصـدرت في نـفـس الـعـام تـرجـمـتـه لـروايـة  فـتـحي غـانـم : "الـرّجـل الّـذي فـقـد ظـلّـه" تـحـت عـنـوان The Man Who Lost His Shadow. وصـدرت في الـعـام الـتّـالي، 1962 تـرجـمـتـه لـروايـة عـبـد الـرّحـمـن الـشّـرقـاوي : "الأرض" تـحـت عـنـوان : "Egyptian Earth ".
وفي 1965، نـشـركـتـاب : Cairo  الّـذي تـرجـمـه الـكـاتـب الـشّـهـيـر يـحـيى حـقي في نـفـس الـعـام تـحـت عـنـوان : "الـقـاهـرة". كـمـا نـشـر كـتـاب : Great Cairo في 1968. وفي تـلـك الـسّـنـوات صـدرت ثـلاثـيـتـه الـمـصـريـة : The Round Mosaic في 1965، وThe Pyramide Inch في 1966، و The Mamelukes في 1968.
ونـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت عـدّة كـتـب عـن الـعـرب والإسـلام : "الـعـالـم الـعـربي The Arab world " في 1962، و "صـدرالإسـلام  Early Islam " في سـلـسـلـة : "Great Ages of Man " في 1967، و "قـصـر الـحـمـراء  The Alhambra" في 1974، و "مـكّـة  Mecca" في 1980. كـمـا نـشـر كـتـابـاً عـن تـيـودور هـيـرتـزل : "Theodor Herzl : Artist and Politician" في 1974، وكـتـابـاً عـن "لـورنـس الـعـرب T. E.Lawrence " في 1977.
وقـد زار دزمـونـد سـتـيـوارت الـضّـفـة الـغـربـيـة مـرّتـيـن لـيـتـعـرّف عـلى أحـوال الـفـلـسـطـيـنـيـيـن تـحـت الإحـتـلال ونـدد بـاغـتـصـاب الـسّـلـطـات الإسـرائـيـلـيـة لأراضـيـهـم وإنـشـاء الـمـسـتـعـمـرات فـيـهـا وكـتـب عـنـهـم كـتـابـاً صـدر في الـعـام الـتّـالي لـوفـاتـه : "Palestinians: Victims of Expediency " ( 1982).
وقـد عـمـل مـراسـلاً مـن الـقـاهـرة لـمـجـلـة "مـيـدل إيـسـت  The Middle East(magazine) " الّـتي بـدأ صـدورهـا في 1971 ، وأظـهـر في مـقـالاتـه تـعـاطـفـاً مـع الـقـضـايـا الـعـربـيـة.

وفي عـام 1981، وكـان في الـسّـابـعـة والـخـمـسـيـن مـن عـمـره ، أدخـل إلى الـمـسـتـشـفى الأمـريـكي في الـقـاهـرة بـعـد إصـابـتـه بـمـرض غـريـب. وقـد زاره في الـمـسـتـشـفى صـديـقـه دنـيـس جـونـسـون ـ ديـفـز Denys Johnson-Davies ، أشـهـر الـمـتـرجـمـيـن لـنـصـوص الأدب الـعـربي إلى الـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة، ونـشـرعـن زيـارتـه هـذه مـقـالاً ذكـر فـيـه أنّ دزمـونـد سـتـيـوارت كـان يـعـتـقـد بـأنّـه سُـمـم لـمـسـانـدتـه لـلـفـلـسـطـيـنـيـيـن. (7) وقـد نُـقـل بـعـد ذلـك إلى مـسـتـشـفى في لـنـدن وتـوفي فـيـهـا.
 
ــــــــــــــــــــــــــ
(1)  نـال صـالـح أحـمـد الـعـلي شـهـادة الـدّكـتـوراه في الـتّـاريـخ مـن جـامـعـة أوكـسـفـورد في 1949.
(2)  تـشـكّـلـت الـجـمـاعـة في بـغـداد عـام 1946.
(3)  صـدرت الـطّـبـعـة الأولى مـن روايـة " شـارع الأمـيـرات " في 1994.
(4)  بـغـداد ، مـطـبـعـة الـبـرهـان 1959.
(5)  في مـقـالـه عـن دزمـونـد سـتـيـوارت في :  The Oxford Dictionary of National Biography
(6)  يـكـتـب الـمـصـريـون اسـمـه بـالـعـربـيـة : ديـزمـونـد أي بـإضـافـة يـاء.
(7) نـشـرت تـرجـمـة عـربـيـة لـلـمـقـال في جـريـدة الـبـيـان الـصّـادرة في 31/12/ 2012.
 
©  حـقـوق الـنّـشـر مـحـفـوظـة لـلـدّكـتـور صـبـاح الـنّـاصـري.

_________________________________________________
*مـن يـتـذكّـر  دزمـونـد سـتـيـوارت ؟
 
الـدّكـتـور صـبـاح الـنّـاصـري
 
قـرأت عـنـدمـا كـنـت في مـطـلـع شـبـابي مـقـالاً عـن دزمـونـد سـتـيـوارت في مـجـلّـة بـغـداديـة ، ثـمّ قـرأت الـتّـرجـمـة الـعـربـيـة لإحـدى روايـاتـه الّـتي تـدور أحـداثـهـا في الـعـراق . ولأنّي لـم أقـرأ لـه أو عـنـه شـيـئـاً بـعـد ذلـك فـقـد نـسـيـتـه  في إحـدى زوايـا ذاكـرتي يـرقـد فـيـهـا مـا شـاءت لـه الأقـدار أن يـرقـد.
وقـد تـذكّـرتـه في مـرّات قـلـيـلـة عـنـدمـا قـرأت اسـمـه عـلى كـتـب نـشـرهـا عـن تـاريـخ الـعـرب والإسـلام. وحـاولـت أن أتـذكّـر روايـتـه الـبـغـداديـة الّـتي كـنـت قـد قـرأتـهـا في مـطـلـع شـبـابي فـلـم تـعـد لي مـنـهـا إلّا صـور مـهـتـزّة بـاهـتـة يـنـقـصـهـا الـوضـوح ...
و وجـدت هـذا الـصّـيـف عـنـد بـائـع كـتـب قـديـمـة روايـة لـه ، وقـرأتـهـا بـنـصـهـا الإنـكـلـيـزي الأصـلي : وكـانـت هي نـفـسـهـا الّـتي كـنـت قـد قـرأتـهـا في مـطـلـع شـبـابي بـتـرجـمـتـهـا الـعـربـيـة. وأدركـت لـمـاذا لـم يـبـقَ لي مـنـهـا في ذاكـرتي إلّا هـذا الأقـل مـن الـقـلـيـل ، فـهي سـيـئـة الـحـبـكـة سـاذجـة الأحـداث ، تـدلّ عـلى أنّ كـاتـبـهـا رغـم كـلّ مـزايـاه لـم يـكـن كـاتـبـاً روائـيـاً. وقـد فـهـم هـو نـفـسـه ذلـك فـتـرك الـفـنّ الـرّوائي لـيـكـرس وقـتـه لـلـكـتـابـات الـتّـاريـخـيـة.

ومـع ذلـك فـدزمـونـد سـتـيـوارت ولا شـكّ واحـد مـن الـبـريـطانـيـيـن الّـذيـن يـسـتـحـقـون أن نـتـذكّـرهـم ، فـهـو قـد ارتـبـط بـالـشّـرق الّـذي أحـبّـه و تـعـاطـف مـع قـضـايـاه وعـاش فـيـه حـتّى نـهـايـة حـيـاتـه وكـتـب عـنـه مـا لا يـعـدّ ولايـحـصى مـن الـمـقـالات والـكـتـب.

دزمـونـد سـتـيـوات  :
لـم أجـد في الـمـنـشـورات الـعـربـيـة عـن دزمـونـد سـتـيـوارت إلّا مـقـالات قـلـيـلـة ذكـر فـيـهـا ذكـراً سـطـحـيـاً ، فـلـم يـكـرّس لـه أحـد بـعـد ، عـلى مـا أعـلـم ، دراسـة كـامـلـة مـتـعـمـقـة. ولـهـذا قـررت أن أكـتـب عـنـه هـذا الـنّـصّ الـقـصـيـر مـشـاركـة مـتـواضـعـة مـنّي في إحـيـاء ذكـراه. وقـد عـثـرت عـلى مـقـال قـصـيـر كـتـبـه عـنـه زمـيـلـه وصـديـقـه  John Haylock  في  The Oxford Dictionary of National Biography . وسـاعـدني هـذا الـمـقـال في تـنـظـيـم الـمـعـلـومـات الّـتي وجـدتـهـا عـنـه في أمـاكـن أخـرى :

ولـد دزمـونـد سـتـيـرلـنـغ سـتـيـوارتDesmond Stirling Stewart سـنـة 1924 في إنـكـلـتـرة، في مـنـطـقـة  Hertfordshire  الّـتي تـقـع شـمـال لـنـدن.  ثـمّ درس في The Trinity College  في أكـسـفـورد مـن 1942 إلى 1944.  وفي 1947 عـاد إلـيـهـا لـيـكـمـل دراسـتـه ، ويـبـدو أنّـه تـعـرّف عـلى صـالـح أحـمـد الـعـلي الّـذي كـان يـتـابـع دراسـتـه في أوكـسـفـورد (1). وحـصـل دزمـونـد سـتـيـوارت عـلى الـمـاجـسـتـيـر في الآداب في نـهـايـة الـعـام الـدّراسـي 1948 .

دزمـونـد سـتـيـوات  في الـعـراق :
وفي خـريـف 1948  وصـل دزمـونـد سـتـيـوارت إلى بـغـداد بـعـد أن تـعـاقـد مـع كـلـيـة الآداب لـيـدرّس فـيـهـا الأدب الإنـكـلـيـزي. وفي بـغـداد ، تـعـرّف عـلى جـبـرا إبـراهـيـم جـبـرا الّـذي كـان قـد وصـل إلى بـغـداد أيـضـاً لـيـدرّس فـيـهـا. كـمـا تـعـرّف عـلى بـلـنـد الـحـيـدري ونـزارسـلـيـم وحـسـيـن مـردان وبـعـض أعـضـاء جـمـاعـة " الـوقـت الـضّـائـع " (2) الآخـريـن ، وعـلى فـنـانـيـن مـثـل جـواد سـلـيـم. وقـد كـتـب جـبـرا إبـراهـيـم جـبـرا في سـيـرتـه الـذّاتـيـة " شـارع الأمـيـرات" (3)عـن حـضـوره لـدعـوة في دار عـلي حـيـدر الـرّكـابي مـع دزمـونـد سـتـيـوارت وبـلـنـد الـحـيـدري وآخـريـن في عـام 1948. ونـحـن نـعـرف أنّ عـلي حـيـدر الـرّكـابي كـان قـد درس في Victoria College  في الإسـكـنـدريـة وأصـبـح في بـغـداد مـن أهـمّ الـدبـلـومـاسـيـيـن الـمـقـربـيـن مـن الـوصي عـبـد الإلـه . وكـان عـلي حـيـدرالـرّكـابي يـمـتـلـك ثـقـافـة إنـكـلـيـزيـة عـمـيـقـة مـمـا وثّـق عـلاقـاتـه مـع دزمـونـد سـتـيـوارت الّـذي خـصـص لـه إهـداء روايـتـه الـثّـانـيـة عـن الـعـراق.

ويـبـدو أنّ جـبـرا إبـراهـيـم جـبـرا قـد اسـتـوحي شـخـصـيـة Brian Finch في روايـتـه  Hunters in a Narrow Street  الّـتي نـشـرهـا بـالـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة عـام 1960 والّـتي تـدور أحـداثـهـا عـنـد وصـولـه إلى بـغـداد في 1948 مـن شـخـصـيـة دزمـونـد سـتـيـوارت. ويـتـعـرّف الـرّاوي في هـذه الـرّوايـة عـلى Brian Finch عـن طـريـق عـدنـان ( الّـذي يـبـدو أنّـه اسـتـوحـاه مـن شـخـصـيـة بـلـنـد الـحـيـدري ). ورغـم أنّ Brian Finch  يـعـمـل في الـرّوايـة في بـنـك ويـتـعـلّـم الـعـربـيـة في نـفـس الـوقـت إلّا أنّ تـقـربـه مـن الـمـثـقـفـيـن الـعـراقـيـيـن وتـعـاطـفـه مـع قـضـايـاهـم يـجـعـلـنـا ولا شـكّ نـفـكّـر بـدزمـونـد سـتـيـوارت.

وفي 1950، نـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت تـرجـمـة كـتـاب لإفـلاطـون إلى الإنـكـلـيـزيـة ، ونـشـر في 1952 :  The Memoirs of Alcibiades ، وهي رغـم عـنـوانـهـا سـيـرة ذاتـيـة روائـيـة عـن حـيـاتـه في الـعـراق.
ولا شـكّ في أنّ أشـهـر كـتـبـه عـن الـعـراق روايـتـه :  The Unsuitable Englishman ، الّـتي نـشـرهـا عـام 1954 ، وهي الّـتي قـرأتـهـا بـالـعـربـيـة في مـطـلـع شـبـابي في تـرجـمـة مـتـري عـبـد الـعـزيـز الـسّـرحـان تـحـت عـنـوان : " فـضـائـح الإنـكـلـيـز أو الإنـكـلـيـزي غـيـر الـمـرغـوب فـيـه " (4). وبـطـلـهـا شـاب إنـكـلـيـزي إسـمـه  Jason  وصـل إلى بـلـد خـيـالي أسـمـاه الـكـاتـب Media . وكـان Jason هـذا شـابـاً يـحـاول أن يـكـتـشـف الـعـالـم الـواسـع وأن يـعـيـش تـجـارب جـديـدة خـارج مـجـتـمـعـه الـمـحـافـظ الـضّـيـق. وكـانـت الـمـديـنـة عـنـدمـا وصـلـهـا في الـقـيـلـولـة سـاكـنـة لا حـركـة فـيـهـا ، أغـلـقـت أبـوابـهـا و واجـهـات مـخـازنـهـا كـمـا لـو أصـابـهـا الـطّـاعـون :
The city, when he came upon it, was closed down for the midday heat as for a plague.   
وقـد اسـتـغـرب أهـل الـبـلـد مـن هـذا الإنـكـلـيـزي الّـذي لاقـاهـم بـدون عـجـرفـة ، وسـرعـان مـا فـتـحـوا لـه أبـواب دورهـم كـمـا فـتـحـوا لـه قـلـوبـهـم . وكـان اسـتـغـراب الـجـالـيـة الـبـريـطـانـيـة مـن تـصـرفـاتـه أشـدّ. وحـاول بـعـضـهـم الـتّـقـرب مـنـه لإقـنـاعـه بـالانـضـمـام إلـيـهـم ، ولـكـنّـهـم فـشـلـوا في ذلـك. وسـكـن Jason مـع حـسـن ، سـائـق سـيـارة أجـرة ، وأصـبـح عـشـيـقـاً لـلـمـغـنـيـة كـريـمـة كـريـم ، وارتـضى أن يـعـمـل سـائـقـاً لـضـاري سـلـمـان.
وبـخـروجـه مـن قـيـود الـحـضـارة الـبـريـطـانـيـة لـيـعـيـش مـثـل الـنّـاس الّـذيـن جـاء إلى بـلـدهـم ، أثـار Jason  حـفـيـظـة الـمـسـؤول عـن الـجـالـيـة الـبـريـطـانـيـة في الـبـلـد : الـدّبـلـومـاسي الـشّـاذ جـنـسـيـاً Hugh Flodden، الّـذي بـدأ بـالـضـغـط عـلـيـه لإكـراهـه عـلى الـعـودة إلى "الـصّـواب" أي أن يـتـصـرف كـإنـكـلـيـزي مـتـسـلـط في بـلـد أجـنـبي ، وانـتـهى الأمـر بـتـخـريـبـه لـحـيـاتـه.
والـغـريـب في الأمـر هـو أنّ هـذه الـرّوايـة نـشـرت في عـام 1956 في طـبـعـة أمـريـكـيـة تـحـت عـنـوان مـخـتـلـف : " غـريـب في جـنـة عـدن  A Stranger In Eden "، وبـغـلاف مـثـيـر جـنـسـيـاً !

وقـد نـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت في 1954 تـرجـمـات لـنـمـاذج مـن الـشّـعـر الـعـربي مـن بـيـنـهـا قـصـائـد لـشـعـراء عـراقـيـيـن في مـجـلّـة  New World Writing  الّـتي كـانـت تـصـدرهـا New American Library's Mentor . وقـد صـاحـبـت الـمـقـال رسـوم لـلـفـنـان جـواد سـلـيـم.
ويـذكـر John Haylock (5) أنّ دزمـونـد سـتـيـوارت أعـطى بـعـض الـدّروس في الـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة لـلـزّعـيـم عـبـد الـكـريـم قـاسـم في عـامي 1955ــ 1956 أي قـبـل عـامـيـن مـن ثـورة 14 تـمّـوز 1958.
وفي 1956، نـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت في الـمـجـلـد الـخـامـس مـن مـجـلـة دارالـمـعـلـمـيـن الـعـالـيـة: " صـوت الـدّار" مـقـالاً بـالـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة عـن لـورنـس " الـعـرب " عـنـوانـه : T.E.Lawrence  and the Arabs , An Analysis .

كـمـا نـشـر في نـفـس الـعـام بـالإشـتـراك مـع زمـيـلـه و صـديـقـه  John Haylock  الّـذي كـان يـدرّس مـعـه في بـغـداد كـتـاب: New Babylon : A Portrait of Iraq. .ويـتـكـلّـم الـكـتـاب عـن الـحـيـاة الـيـومـيـة في الـعـراق في خـمـسـيـنـيـات الـقـرن الـمـاضي : بـيـن الـحـداثـة والـتّـقـالـيـد. وتـصـاحـبـه عـدّة صـور بـالأبـيـض والأسـود. وقـد أثـار صـدوره انـتـقـادات الـجـالـيـة الـبـريـطـانـيـة. ونـحـن نـعـرف مـن عـدّة مـصـادر أنّ الـسّـفـارة الـبـريـطـانـيـة في بـغـداد كـانـت تـنـظـر بـريـبـة إلى تـبـنّي الـكـاتـبـيـن لـلـقـضـايـا الـعـربـيـة. ولـهـذا لـم يـجـدد عـقـداهـمـا ، وتـركـا الـعـراق في نـفـس الـعـام.
ورغـم أنّ دزمـونـد سـتـيـوارت قـد تـرك الـعـراق في 1956، فـقـد ظـلّ يـتـابـع إنـتـاجـات الأدبـاء الـعـراقـيـيـن حـتّى نـهـايـة حـيـاتـه ، فـقـد نـشـر في 1976 بـالإشـتـراك مـعGeorge Masri     كـتـابـاً عـن الـشّـاعـر عـبـد الـوهـاب الـبـيـاتي :
Poet of Iraq, Abdul Wahab Al-Bayati: An Introductory Essay with Translations  ،
وفي 1979:
Abdul Wahab al-Bayati, (a short introduction and four poems, trans. Desmond Stewart and George Masri) . كـمـا صـدر في 1985 ، أي بـعـد وفـاتـه كـتـاب :
Abdul Wahab al-Bayati, Love Under Rain (Al-hubb tahta al-matar), (transl. Desmond Stewart and George Masri)
 
دزمـونـد سـتـيـوارت بـيـن بـيـروت والـقـاهـرة :

وصـل دزمـونـد سـتـيـوارت وجـون هـايـلـوك إلى لـبـنـان في 1956 بـعـد أن تـركـا الـعـراق، وأقـامـا في بـيـروت لـتـدريـس الأدب الإنـكـلـيـزي فـيـهـا. وفي عـام 1958 نـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت كـتـاب : " Turmoil in Beirut " . وتـرك بـعـدهـا بـيـروت لـيـقـيـم في الـقـاهـرة. وقـد أحـبّ هـذه الـمـديـنـة وبـقي فـيـهـا حـتّى وفـاتـه. وفي 1961 نـشـر روايـة عـن مـصـر قـبـل ثـورة 52 : "The Men of Friday"  الّـتي تـرجـمـهـا مـصـطـفى شـفـيـق تـحـت عـنـوان : " رجـال يـوم الـجـمـعـة " (6) . وصـدرت في نـفـس الـعـام تـرجـمـتـه لـروايـة  فـتـحي غـانـم : "الـرّجـل الّـذي فـقـد ظـلّـه" تـحـت عـنـوان The Man Who Lost His Shadow. وصـدرت في الـعـام الـتّـالي، 1962 تـرجـمـتـه لـروايـة عـبـد الـرّحـمـن الـشّـرقـاوي : "الأرض" تـحـت عـنـوان : "Egyptian Earth ".
وفي 1965، نـشـركـتـاب : Cairo  الّـذي تـرجـمـه الـكـاتـب الـشّـهـيـر يـحـيى حـقي في نـفـس الـعـام تـحـت عـنـوان : "الـقـاهـرة". كـمـا نـشـر كـتـاب : Great Cairo في 1968. وفي تـلـك الـسّـنـوات صـدرت ثـلاثـيـتـه الـمـصـريـة : The Round Mosaic في 1965، وThe Pyramide Inch في 1966، و The Mamelukes في 1968.
ونـشـر دزمـونـد سـتـيـوارت عـدّة كـتـب عـن الـعـرب والإسـلام : "الـعـالـم الـعـربي The Arab world " في 1962، و "صـدرالإسـلام  Early Islam " في سـلـسـلـة : "Great Ages of Man " في 1967، و "قـصـر الـحـمـراء  The Alhambra" في 1974، و "مـكّـة  Mecca" في 1980. كـمـا نـشـر كـتـابـاً عـن تـيـودور هـيـرتـزل : "Theodor Herzl : Artist and Politician" في 1974، وكـتـابـاً عـن "لـورنـس الـعـرب T. E.Lawrence " في 1977.
وقـد زار دزمـونـد سـتـيـوارت الـضّـفـة الـغـربـيـة مـرّتـيـن لـيـتـعـرّف عـلى أحـوال الـفـلـسـطـيـنـيـيـن تـحـت الإحـتـلال ونـدد بـاغـتـصـاب الـسّـلـطـات الإسـرائـيـلـيـة لأراضـيـهـم وإنـشـاء الـمـسـتـعـمـرات فـيـهـا وكـتـب عـنـهـم كـتـابـاً صـدر في الـعـام الـتّـالي لـوفـاتـه : "Palestinians: Victims of Expediency " ( 1982).
وقـد عـمـل مـراسـلاً مـن الـقـاهـرة لـمـجـلـة "مـيـدل إيـسـت  The Middle East(magazine) " الّـتي بـدأ صـدورهـا في 1971 ، وأظـهـر في مـقـالاتـه تـعـاطـفـاً مـع الـقـضـايـا الـعـربـيـة.

وفي عـام 1981، وكـان في الـسّـابـعـة والـخـمـسـيـن مـن عـمـره ، أدخـل إلى الـمـسـتـشـفى الأمـريـكي في الـقـاهـرة بـعـد إصـابـتـه بـمـرض غـريـب. وقـد زاره في الـمـسـتـشـفى صـديـقـه دنـيـس جـونـسـون ـ ديـفـز Denys Johnson-Davies ، أشـهـر الـمـتـرجـمـيـن لـنـصـوص الأدب الـعـربي إلى الـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة، ونـشـرعـن زيـارتـه هـذه مـقـالاً ذكـر فـيـه أنّ دزمـونـد سـتـيـوارت كـان يـعـتـقـد بـأنّـه سُـمـم لـمـسـانـدتـه لـلـفـلـسـطـيـنـيـيـن. (7) وقـد نُـقـل بـعـد ذلـك إلى مـسـتـشـفى في لـنـدن وتـوفي فـيـهـا.
 
ــــــــــــــــــــــــــ
(1)  نـال صـالـح أحـمـد الـعـلي شـهـادة الـدّكـتـوراه في الـتّـاريـخ مـن جـامـعـة أوكـسـفـورد في 1949.
(2)  تـشـكّـلـت الـجـمـاعـة في بـغـداد عـام 1946.
(3)  صـدرت الـطّـبـعـة الأولى مـن روايـة " شـارع الأمـيـرات " في 1994.
(4)  بـغـداد ، مـطـبـعـة الـبـرهـان 1959.
(5)  في مـقـالـه عـن دزمـونـد سـتـيـوارت في :  The Oxford Dictionary of National Biography
(6)  يـكـتـب الـمـصـريـون اسـمـه بـالـعـربـيـة : ديـزمـونـد أي بـإضـافـة يـاء.
(7) نـشـرت تـرجـمـة عـربـيـة لـلـمـقـال في جـريـدة الـبـيـان الـصّـادرة في 31/12/ 2012.
 
©  حـقـوق الـنّـشـر مـحـفـوظـة لـلـدّكـتـور صـبـاح الـنّـاصـري.https://plus.google.com/114494687066154376367/posts/egHYaii2cSF

هناك تعليق واحد:

  1. مقالة رائعة. كنت أجهل كل شئ عن هذا الكاتب الإنكليزي. شكرا للكاتب وللناشر.

    ردحذف

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...