الأحد، 22 مايو 2016

روم لاندو والغد العربي ابراهيم العلاف





روم لاندو والغد العربي 
ابراهيم العلاف 
قبل سنوات قليلة نشر الباحث والصحفي والمؤرخ رياض الريس كتابا بعنوان :" شخصيات عربية من التاريخ " .. وقد حصلت على الكتاب وكان مطبوعا في لندن فوجدت انه كتاب الفه الباحث والمستشرق الانكليزي المعروف (روم لاندو ) ، وقد نشر في لندن بالانكليزية سنة 1938 بعنوان :" البحث عن الغد العربي " . وللامانة فإن رياض الريس ترجمه وكتب له مقدمة طويلة لكنه لم يذكر اسم المؤلف على الغلاف ، وانما جاء ذكر المؤلف في المقدمة هذه .
الكتاب مؤلف من ثمانية فصول هي على التوالي :
السعودية : الدين اساس الحكم
الاردن : تدهور الدين من تدهور السلطة
لبنان " الجزيرة المسيحية في بحر الاسلام
سوريا : الوحدة العربية هدف نهائي
فلسطين : اسئلة من غير أجوبة
العراق : وحدة فدرالية من المحيط الى الخليج
مصر : العروبة الممكنة ثقافيا والصعبة سياسيا
اليمن : صورة من بعيد
الكتاب اذا رحلة قام بها روم لاندو الى بعض البلدان العربية بين سنتي 1936-1937 وخلال تلك الرحلة قابل قادة وزعماء تلك البلدان وشخصياتها البارزة وطرح عليهم اسئلة عديدة من قبيل :
1. كيف ستؤثر مذاهب الغرب وايديولوجياته الجديدة كالنازية والفاشية والشيوعية والليبرالية على مستقبل الشرق الادنى ؟
2.ماهو شعور العرب الحقيقي إتجاه الوحدة العربية وما مدي ايمانهم بها ؟
3. ماهي علاقة الاسلام بالسياسة ؟
والغريب ان المؤلف روم لاندو كان يلح في اسئلته للقادة والزعماء العرب الذين قابلهم على ضرورة إقامة إتصال وثيق بين الدين والحياة ، وعلى ضرورة الاصلاح اصلاح الحياة العربية وتحديثها على النمط الغربي الليبرالي ولكن دون اضعاف النوازع الدينية .
لكن -كما يبدو- ان القادة والزعماء العرب لم يسمعوا الاسئلة جيدا ولم يعبأوا بها وانساقوا كالعميان وراء الغرب ، وكان النتيجة انهم أضاعوا (المشيتين ) فلا هم بقوا على اصالتهم ، ولا هم اخذوا عن الغرب ما يجب ان يأخذوه .
_____________________________
*هذه المقالة كتبتها ونشرتها في جريدة (فتى العراق ) الموصلية 22 تشرين الاول 2005 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...