الاثنين، 23 مايو 2016

خليل حميد الطالب رئيس جامعة البصرة وكيفية إغتياله ا.د.ابراهيم خليل العلاف








خليل حميد الطالب رئيس جامعة البصرة وكيفية  إغتياله 
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل 

في تاريخ العراق المعاصر توجد بضعة حوادث تعرض فيها الاساتذة للقتل من قبل الطلبة ومنها حادثة قيام احد طلبة كلية الحقوق بقتل استاذه في الاربعينات من القرن الماضي ، وحادثة مقتل رئيس جامعة البصرة الذي ترون صورته الى جانب هذه السطور وهو يكرم احد الاساتذة في جامعة البصرة . تولى الدكتور خليل حميد الطالب رئاسة جامعة البصرة بين 1-1-1970 واستمر في منصبه حتى مقتله في 4-7-1970 .وهو من ال الطالب العائلة الموصلية العريقة .كان استاذا متمكنا ، ورئيس جامعة تميز بالنشاط والحيوية والرغبة في تطوير جامعة البصرة ، ولكن الحياة سارت كما لاتشتهي السفن اذ تعرض للقتل بالرصاص على يد طالب في الصف الثالث بكلية الهندسة فصل بسبب الغش في الامتحان النهائي .اسم الطالب هو (موسى عبد الحميد ) وهو من اهل الاعظمية يقول الاستاذ الدكتور علي الساعدي الاستاذ في جامعة البصرة وكان شاهد عيان ان الطالب موسى عبد الحميد كان رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة العراق بجامعة البصرة ، وانه كان يعمل في المخابرات وانه اي الدكتور علي الساعدي عرض نفسه للخطر عندما حاول التصدي للقاتل لكنه كان شابا واقوى منه بدنيا وان جميع من كان في رئاسة الجامعة بالتنومة في حينه قد هربوا خوفا على حياتهم ، ولذلك كان هو (احد الشهود مع انه قال انه الشاهد الوحيد ) حيث حكم على الطالب بالاعدام شنقا حتى الموت وامر الرئيس العراقي الاسبق المهيب احمد حسن البكر بإعدامه على باب الجامعة وامام الطلبة فأعدم .نعود الى جريدة "الثغر " البصرية العدد 8903 الصادر في 26 تموز 1970 لنتابع القصة .فتحت عنوان :"الحادث المفجع :اغتيال رئيس جامعة البصرة على يد طالب فاشل " كتبت تقول :" أقدم الطالب موسى عبد الحميد الذي فصل بسبب غشه في الامتحان النهائي للصف الثالث في كلية الهندسة -جامعة البصرة على اغتيال رئيس الجامعة الدكتور خليل حميد الطالب في مكتبه صباح السبت 4-7-1970 " .وتحت عنوان :"محكمة الثورة تصدر حكمها بإعدام القاتل " كتبت الصحيفة :"اصدرت محكمة الثورة التي انعقدت في البصرة قرارها العادل بإعدام المجرم الطالب الفاشل موسى عبد الحميد الذي اقدم يوم السبت 4 الجاري على ارتكاب جريمة بشعة راح ضحيتها الدكتور خليل الطالب رئيس جامعة البصرة . وقيما يلي نص قرار التجريم والحكم : قرار التجريم :تشكلت محكمة الثورة برئاسة السيد نوري حمادي وعضوية السيدين النقيب فارس حسين واخمد حسين في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم 4-7-1970 واصدرت بإسم الشعب القرار الاتي : أحيل الى هذه المحكمة المتهم موسى عبد الحميد بموجب قرار السيد رئيس الجمهورية المرقم فوق العادة والمؤرخ في 4-7-1970 لمحاكمته وفق المادة 406 فقرة (هاء ) من قانون العقوبات لقتله مع سبق الاسرار وبقصد سيء رئيس جامعة البصرة المجني عليه الدكتور خليل الطالب .وقد باشرت المحكمة بالاستماع الى شهادة شهود الاثبات وهم كل من الدكتور ناصر رشيد حلاوي والسيد زياد الناصر والدكتور علي حسين الساعدي وعبد الكريم محمد ومدير الشرطة ياسين حمداني وقد شهد الشهود جميعا ان المتهم الحاضر موسى عبد الحميد دخل عنوة الى غرفة رئيس الجامعة المجني عليه الدكتور خليل الطالب وحدثت مشادة كلامية حادة بينهما خرج على اثرها المتهم بتهمة المجني عليه صائا (لزموه عنده سلاح ) وقد فلت المتهم من يد المجني عليه والشهود امام باب الجامعة واطلق المتهم طلقا ناريا من مسدسه من نوع توكاريف نحو المجني عليه الذي هرب الى داخل ممرات الجامعة وكان المتهم يتبعه ويرمي النار وراءه الى ان دخل الى احدى الغرف بالجامعة واجهز عليه بإصابته باربع اطلاقات نارية اصابت احداها في رأسه والثانية في صدره والثالثة في بطنه والرابعة في يده اليمنى وفارق المجني عليه الحياة على اثرها متأثرا بجراحه ثم تلي التقرير الطبي ومخطط مكان الحادث ووصف الجثة .كما دونت إفادة المتهم فأعترف بجريمته من كونه اطلق النار غير انه ادعى انه لايدري ماذا حدث بعدها وكان يود الانتحار لانه فصل من الجامعة .كما اعترف بأنه بإطلاقه النار على رئيس الجامعة وقتله اياه كان مخطئا وانه مجرم بحق المجني عليه وبحق الشعب .وطالب المدعي العام بتجريم المتهم وفق المادة 406 فقرة ( هاء ) من قانون العقوبات وتحديد عقوبته بمقتضاها .كما طلب وكيل المتهم الرأفة بالمتهم .وعليه فقد حصلت عند المحكمة القناعة التامة من كون المتهم موسى عبد الحميد قد ارتكب عملا ينطبق واحكام الفقرة (هاء ) من المادة 406 من قانون العقوبات وعليه قررت المحكمة تجريمه بموجبها وتحديد عقوبته بمقتضاها .وصدر القرار بإتفاق الاراء وأفهم علنا في 4-7-1970 ووقع على القرار رئيس واعضاء المحكمة .وجاء في قرار الحكم :"تشكلت محكمة الثورة في الساعة الثامنة من مساء 4-7-1970 في مدينة البصرة برئاسة السيد نوري حمادي وعضوية السيدين النقيب فارس حسين واحمد حسين واصدرت بإسم الشعب قرار الحكم الاتي :
1. 
الحكم على المجرم موسى عبد الحميد بالاعدام شنقا حتى الموت وفق احكام الفقرة هاء من المادة 406 وبدلالة المادة 135 فقرة واحد من قانون العقوبات .
2. 
مصادرة المسدس المرقم 1942-35124-2 من نوع توكاريف مع أطلاقاته وتسليمه الى مديرية العينة بوزارة الدفاع .
3, 
تسليم الحقيبة مع محتوياتها (اوراق فقط وهوية ) الى ورثة المجرم بعد ابرازهم القسام الشرعي 
4. 
اعتبار جريمته من الجرائم العادية المخلة بالشرف حسب احكام قانون رد الاعتبار رقم 3 لسنة 1967 المعدل .قرارا صدر بالاتفاق وافهم علنا في 4-7-1970 تواقيع رئيس المحكمة وعضويها . وهكذا أسدل الستار على هذه الجريمة البشعة التي فقدنا فيها استاذا ورئيس جامعة معروف ونشيط ومتميز وشاب كان من الممكن ان يقدم الكثير لبلده وامته ولكنه الجهل والطيش والظلم الانساني أسأل الله الرحمة للدكتور خليل حميد الطالب وان يتقبله شهيدا عنده وما على الله ذلك ببعيد .
في اربعينيته استذكره ابنائه وكما ترون في الجريدة المرفقة مع هذه السطور الصورة للدكتور خليل حميد الطالب (الأول من اليمين )وهو يكرم يصافح ويكرم أحد الأساتذة في الجامعة .


هناك تعليقان (2):

  1. معلومة تاريخية مهمه... نستخلص منها العبر... الطالب غبي ومتهور... والأستاذ طبق القانون.. تحياتي لكم استاذي الفاضل

    ردحذف
    الردود
    1. لو اطلعت على التفاصيل لعرفت انك اخطأت الوصف خليل الطالب هو الغبي والمتهور والجاهل إذ انزل نفسه من مرتبة الرسل (كاد المعلم أن يكون رسولا ) إلى مرتبة طالب مبتدىء...السؤال لماذا يخرج خلف طالب غاضب فقد مستقبله أليس هناك حرس جامعي وأمن جامعي يمكنه الاتصال بهم للقيام بواجبهم تجاه الطالب هل من واجب رئيس الجامعة ملاحقة الطلاب في الممرات...هناك تفاصيل كثير موجودة في جعبتي تثبت تقصير خليل الطالب وانه دفع الطالب دفعا للقتله لانه هو الغبي والمتهور وليس الطالب

      حذف

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...