الأحد، 8 مايو 2016

المؤرخ المصري الكبير الاستاذ الدكنتور محمد جمال الدين سرور






الأستاذ الدكتور محمد جمال الدين سرور المؤرخ المصري الكبير
بقلم :الاستاذ الدكتور / محمود عرفه محمود
الكروب الرسمي لقسم التاريخ -كلية الاداب -جامعة القاهرة
https://www.facebook.com
---------------------------------------------------
إنه واحد من الرواد الشوامخ من المؤرخين المصريين الذين كان لهم دور بارز فى إثراء الكتابة التاريخية ، وتوضيح خصائصها بأسلوب راق متميز فريد بالسهل الممتنع .
ولد استاذنا الجليل عام 1912 ، وحصل على الليسانس سنة 1935 ، والماجستير 1937 ، والدكتوراه سنة 1943
من اهم مؤلفاته : رسالته للماجستير عن الظاهر بيبرس وحضارة مصر فى عصره ، والتى تعد من أوائل الدراسات الاكاديمية العربية فى تاريخ مصر فى العصور الوسطى .
رسالته للدكتوراه عن دولة بنى قلاوون فى مصر
-قيام الدولة العربية الاسلامية فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
-الحياة السياسية فى الدولة العربية الاسلامية خلال القرنين الأول والثانى بعد الهجرة
-النفوذ الفاطمى فى جزيرة العرب
-النفوذ الفاطمى فى بلاد الشام والعراق
-مصر فى عصر الدولة الفاطمية
-دراسات فى العلاقات السياسية بين دول الشرق الاسلامى والدولة البيزنطية فى العصور الوسطى
-سياسة الفاطمين الخارجية
-تاريخ الحضارة الاسلامية فى الشرق
فضلا عن مئات المقالات فى الصحف والاحاديث الاذاعية وبخاصة لهيئة الاذاعة البريطانية بمصر ، والتى كنت أصحبه إليها كثيرا . والاشراف على المئات من الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراه ليس بمصر فحسب ، ولكن على مستوى العالم العربى
ويعد كتاب قيام الدولة العربية الاسلامية من أهم كتبه استاذنا الجليل فى تاريخ العرب والاسلام والذى يتجلى من قراءته فضل الدعوة الاسلامية على العرب التى جعلت منهم أمة موحده سياسياً ودينياً بعد أن كانوا أن كانوا شعوبا وقبائل متفرقة لاتجمعهم رابلطة دينية ولا يظلمهم نظام موحد،وقد أختص هذا المؤلف الرصيينببحث مظاهر الحياة السياسية والدينية فى جزيرة العرب قبل الاسلام ، وظهور الدعوة الاسلامية فى مطة والجهود التى بذلها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى نشرها ، وما لاقاه فى سبيل ذلك من شدائد ، اضطرته الى اتخاذ المدينة دار هجرة للمسلمين ، وهناك فى المدينة بين لنا كيف وحد الرسول صلى الله عليه وسلم كلمة المسلمين بها ، ونظم الحياة العامة فيها ، والجهود التى تمت فى بسط سلطان الاسلام على بلاد الحجاز ، كما اهتم إهتماماً بالغا فى تبيان الجهود التى بذلت فى توجيه الدعوة الاسلامية الى خارج بلاد الحجاز لتحقيق ما ورد فى القرآن الكريم من مطالبة الناس جميعا بقبول هذا الدين السامى الجديد ، فضلا عن جهود الرسول صلى الله عليه وسلم فى تأمين حدود بلاد العرب الشمالية وتوطيد سلطان المسلمين بها ، و~أخيراً توضيح كيف استجابت القبائل العربية لدعوته صلى الله عليه وسلم ، وإنضوائها تحت لوائه مما ساعد على توديد اركان الدولة العربية 1952
** تاريخ الحضارة الاسلامية فى الشرق أما هذا المؤلف الضخم فيعد بحق من أول ما كتب عن تاريخ الحضارة الاسلامية فى الشرق فى هذا الوقت المبكر من الدراسات التاريخية الحضارية وهو كتاب شامل جامع عنى فيه أستاذنا الجليل ببحث تطور النظام السياسى فى الدولة الاسلامية فى عصر نفوذ الأتراك والعوامل التى أدت الى ضعف وزاول كثير من رسوم الخلافة الاسلامية ، كما إهتم فيه بدراسة سياسة البويهين فى إقامة سلطانهم بالعراق وموقفهم من الخلفاء العباسيين وحرصهم على مشاركتهم فى مظاهر سيادتهم الدينية والسياسية وتطور نظام الوزارة فى عهدهم ، كما تناول الظروف التى ساعدت على ظهور الدول المستقلة بالشرق ، وكيف حافظت هذه الدول على كيانها والسير فى طريق الحضارة بعد استقلالها
عن الخلافة .
كما عنى استاذنا الجليل عناية غائقة ببحث تطور النظم الادارية والمالية فى الولايات الاسلامية والدواوين التى اختصت بها و المواردالمالية ووجوه الانفاق فى مصالح الدولة ز
كذلك إهتم بالحالة الاقتصادية وعناية الخلفاء بالزراعة وتقدم الصناعة ومظاهر النشاط التجارى فى بلاد المشرق الاسلامى ، وفضلا عن ذلك بحث الحالة الاجتماعيةوبخاصة عناصر السكان ومظاهر الترف والاحتفال بالأعياد والمواسم الدينية ، وكان للحركة العلمية والأدبية نصيب موفور من عنايته وبخاصة خصائص النهضة الثقافية وأشهر رجالها فى العراق والدول المستقلة بالشرق ، وفى الشام ومصر .
وهذا السفر العظيم سار على نهجه كل من تطلع لدراسة الحضارة الاسلامية فى شتى مجالات من الباحثين والمتطلعين للحصول على الدرجات العلمية الرفيغة .
ستون عاما قضاها أستاذنا الجليل فى الكتابة التاريخية المتأنية الراقية باسلوب رائع وعبارات مركزة وفكرة واضحة اعتمادا واهتماما بالتوثيق المصدرى مما جعل مؤلفاته مراجع هامة أصيلة يعتمد عليها فى التوثيق مثلها مثل المصادر تماما .
لقد سطر بقلمه الرصين تاريخ وحضارة الأمة الإسلامية فى عصورها المختلفة ، وصارت هناك مدرسة جمال سرور للدراسات التاريخية ارتادها وتتلمذ فيها على يديه أجيال من الباحثين والمفكرين فى شتى الوان المعرفة التاريخية ، التى تناولت تاريخ الشعوب العربية الاسلامية فى الشرق والغرب
ظل استاذنا الجليل طوال سنوات عمره المباركة عاكفا على الكتابة فى شتى المجالات التاريخية والحضارية ، وقراره وفحص رسائل ابنائه المتطلعية الى السمو والرقى العلمى، فضلا عن قراره وفحص مئات الابحاث التى عهد إليه بها لترقيةأجيال وأجيال من المدرسين والاساتذة المساعدين بالجامعات المصرية والعربية فى شتى اقطار العالم العربى
أما من الناحية الاجتماعية فقد كان زاهدا فيما عند الناس كان يسكن فى بيته المتواضع بشارع كامل صدقى بالفجالة ، ولم يغيره طيلة حياته ، وملما ذهبت للقائه هناك كانت صورة هائلة تستحوذ على فكرى ، د/هت تنتابنى ، صورة المفكر الكبير والمؤرخ العظيم الذى تندر حياته كلها لقضايا التاريخ الاسلامى والدفاع عن هوية الأمة وشخصيتها التاريخية وحضارتها ، بعيدا فى ذلك غاية البعد عن مجالات الشهرة والنجومية واللهث وراء المناصب الزائلة .
رحم الله استاذنا الجليل الذى كان منقطعا للعلم والعمل ، رائدا من جيل العمالقة الأصلاء والقمم والشوامخ ، لقد كان زاهدا فى محراب الفكر ، راهبا فى صومعة العلم
ان يحق من النماذج النادرة التى قلما تجود بها الحياة او تظهر فى التاريخ الانسانى لاساتذة الجامعات ،لقد كان واحدا من العباقرة العظماء ،ومع ذلك فقد ضرب مثلا فى التواضع لامثيل له
تلك كانت لمحة خاطفة من تاريخ حياة أستاذنا الجليل التى تعد نبراسا للأجيال على مر الزمان للاقتداء يها سوف نتبعها باذن الله دراسة شاملة لأهم المؤلفات والأبحاث فى الكتاب الذى سوف يصدر عن اتحاد المؤرخين العرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وفارقنا ماجد حامد محمد الحسيني .. أبا عقيل

                                                     ابراهيم خليل العلاف وماجد حامد محمد الحسيني  وفارقنا ماجد حامد محمد الحسيني .. أبا عقي...