عز الدين بن الاثير المؤرخ الاسلامي الكبير .. ولد في مثل هذا اليوم 12 مايس -ايار 1160 ميلادية (4 جمادى الأول 555 هجرية) أي قبل 856 عاما ....لي عنه بحث منشور بعنوان :"أثر عز الدين بن الاثير في تطوير الكتابة العربية " منشور في كتاب :"بحوث ندوة ابناء الاثير " اصدرة كلية الاداب -جامعة الموصل سنة 1983 .
والندوة كانت قد عقدت بين 27 اذار الى 1 نيسان 1982 والبحوث التي قدمت للندوة طبعت في هذ الكتاب ، وكانت ندوة عراقية عربية .وقفت في البحث عند مصادر ثقافة ابن الاثير، ودواعي اهتمامه بالتاريخ والتأليف فيه، ومفهومه للتاريخ واسلوبه في اعادة تشكيل الحدث التاريخي وتفسيره واخيرا حجم الاضافات التي قدمها ابن الاثير في مجال تطوير التاريخ . لأبن الاثير كتب منها : (الكامل في التاريخ ) و( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) و(التاريخ الباهر في الدولة الاتابكية ) ...عاش ابن الاثير في الموصل وانضم الى جيش صلاح الدين الايوبي لمقالتلة الصليبيين كما سافر الى القاهرة وبغداد وحلب .
كان عز الدين بن الاثير مؤرخا فذا سبق إبن خلدون في الاعلان بإن التاريخ دراية ورواية .. وهو من المؤرخين الذين ارسوا اسس المنهجية التاريخية -الميثودولوجيا .. كان يفقه اصول الكتابة التاريخية ويعرف تقنياتها وكان يربط بين الاحداث التاريخية المتقاربة ويوحد الاسباب ويحرص على التعليل تعليل الظواهر التاريخية ونقدها .. وعظمته تكمن في اهتمامه بمساحة واسعة من التاريخ الاسلامي زمانا ومكانا .. وكان مؤرخا مفكرا مدركا واعيا تنبه الى خطر المغول والصليبيين وربط ذلك بمضايقة الاسبان لعرب الاندلس وكان يذكر الناس بوجود الجهاد والدفاع عن الارض الاسلامية ولم يغفل دور الابطال في التاريخ .. ومن هنا جاء اهتمامه بتدوين سير عظماء الامة وفي مقدمتهم الصحابة لان سيرهم هي سنن الهداية والقدوة للمسلمين واعتقد ابن الاثير ان التاريخ ليس الا حوارا متصلا بين المؤرخ ووقائعه ولم يهتم بالتاريخ السياسي فقط بل بكل ميادين التاريخ الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ولو لم يكتب ابن الاثير ما كتب لضاعت علينا حقائق كثيرة على مدى سبعة قرون متصلة ......ابراهيم العلاف
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق