الأربعاء، 18 مايو 2016

مع عزيز محمد الامين العام السابق للحزب الشيوعي العراقي




الأمين العام السابق للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد في حوار مع (الزمان): الأحزاب الشيوعية الحاكمة فقدت مصداقيتها وتحولت إلى نخب ذات إمتيازات

 الأمين العام السابق للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد في حوار مع جريدة (الزمان): الأحزاب الشيوعية الحاكمة فقدت مصداقيتها وتحولت إلى نخب ذات إمتيازات
كتب : الاستاذ حمدي العطار
المصادفة قادتني اليه…
ربما كان في نيتي أجراء لقاء معه للتعرف على مسيرة رجل أمضى عقودا من عمر تجاوز التسعين في ظلال قضية شغلت أجيالا من العراقيين وتوزع الالآف منهم في السجون والمعتقلات الرهيبة وساحات الإعدام وما زال الالآف في المنافي أو الهجرة الاضطرارية في السنوات السابقة.
كنت أتساءل في سري كيف تأتى لمواطن كردي لم يحصل على تعليم عال او تخصص في مجال من مجالات المعرفة ان يقود حزبا وطنيا يمتد نطاق عمله ونشاطه من زاخو الى أقاصي الجنوب ، حتى أوحى لي أحد الأصدقاء الكرد بأمكان اللقاء به وتعجلت الأمر لأضع بين يديه تساؤلات وأفكارا ظلت تراودني ردحا من الزمن.
في حي جديد من أحياء عاصمة الإقليم اربيل وفي منزله الأنيق استقبلني بحفاوة من يعرفني لسنوات خلت وما كان يدور في خلده بأنني بصدد أجراء مقابلة معه حتى وضعت جهاز التسجيل امام الامين العام السابق للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد.. تداعت في ذهني صورته وهو يوقع في مساء صيفي من تموز 1973 ميثاق (الجبهة الوطنية والقومية التقدمية) مع قيادة البعث الحاكم برئاسة أحمد حسن البكر وكلمته المقتضبة في حفل التوقيع التي أختتمها بالقول “متى ينتهي طموح المرء حتى ينتهي أن يكون ثوريا .. “الجملة التي ظل الشيوعيون يرددونها كلما واجهتهم مصاعب وانتكاسات في علاقتهم بالحزب (الحليف) بيد أن رهانات الشيوعيين وآمالهم بالوصول الى أهدافهم سوية وحلفائهم انتهت الى الخيبة والفشل لتنفتح بوابات الجحيم مرة أخرى وتستأنف متلازمة الموت والتنكيل والتشريد والملاحقات والعمل السري في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد.
كان يحدثني محمد بعفوية وبساطة ولا يجد حرجا من الاعتراف بتقدم العمر وضعف الذاكرة أو أن يقول لي (أنت أحسن مني تتذكر) مفتتحا أجوبته بكلمات (اخوية، حبيبي ..) أسترعى اهتمامي فيه أنه لا يحمل غلا أو أدنى شعور بالتبرم والضيق أو التبخيس لأقدار رجال عرفهم وأعتورت علاقته بهم تبدلات وخلافات وما زال يكن لمن رحلوا أو من بقي منهم التقدير والاحترام.
–           هذه العفوية والتلقائية الصادقة أذهلتني عندما كنت اقوم بافراغ جهاز التسجيل،لذلك سارعت الى إرسال المقابلة على الورق الى “عزيز محمد” مباشرة كنت أتوقع إن يعدل او يغير او قد يحذف بعض الإجابات ولكنني فوجئت بقوله(اعتبر المقابلة ملغاة) قمت بترتيب المقابلة مرة أخرى وحذفت بعض الإجابات المحرجة وقدمتها إليه هدية في المقابلة الثانية ليطلع عليها عسى إن يوافق على نشرها او يجري التعديلات التي يراها ضرورية، لكنه اصر على عدم نشر المقابلة الاولى!طالبا مني ان تكون المقابلة الاولى بيني وبينه ، فوعدته بذلك حزينا! واكتفيت بنشر المقابلة الثانية فقـــــط !!
 مذكرات الرفاق تمثل وجهات
 نظرهم
{  ما هو تقييم عزيز محمد لمذكرات قادة شيوعيين عاصرهم لسنوات عديدة مثل (رحيم عجينة- باقر ابراهيم- بهاء الدين نوري ) هؤلاء ذكروا مجموعة من الحقائق ،وكانوا يؤكدون بأن الحزب في أكثر من مرة كان بحاجة ماسة لوجود سكرتير اللجنة المركزية بينهم،وكنت انت بعيدا عنهم ودورك –  كما يقولون – ضئيل- في هذه المراحل الحرجة من تاريخ الحزب؟
– لا شك أني مطلع على مذكرات الرفاق المذكورين وغيرهم وفي تلك المذكرات حقائق معينة ألا أن كلا منهم كتب حسب وجهة نظره للأحداث وفهمه للتطورات وتقييمه لمسيرة الحزب النضالية ،وأن ابتعادي عن الساحة السياسية لفترات قصيرة مرتبط بالظروف الأمنية وبتوجيه من قيادة الحزب.
 توفير الصلاحية والاستقلالية للحزب الشيوعي في كردستان
{  هل يمكن تفسير تشكيل الحزب الشيوعي الكردستاني ؟ وهل أعطت هذه النقلة النوعية  قوة دفع للحركة أم عادت عليها بالضعف؟
– أن الحزب منذ البداية شكل فرع كوردستان ومع تطورات الحركة الكوردية وبعد ثورة (14 تموز 1958 ) والظروف المستجدة بعد ذلك أقرت اللجنة المركزية للحزب بتغيير الفرع الى أقليم كوردستان وعقد الأقليم أول مؤتمر له في عام 1969 وبعد التطورات الحاصلة في الوضع السياسي ونمو وتطور الحركة الكوردية ودور منظمتنا في كوردستان سعينا لتحويل الإقليم الى الحزب الشيوعي الكوردستاني العراقي وذلك لتوفير الاستقلالية الصلاحية لمنظمتنا ولمعالجة ما يواجهه من قضايا تخص كوردستان لإبقاء العلاقة بالحزب الشيوعي العراقي وديمومتها ولحمل الرفاق مسؤوليتهم في التصدي لمعالجة المشاكل وطرح برامجهم حسب الظروف المستجدة  بعد انتفاضة آذار 1991، أن الرفاق في الحزب الشيوعي الكوردستاني يشاركون بمؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي وسكرتير الحزب(حشك) وعدد من أعضائه، اعضاء في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
 تراجع الحزب انهيار الاشتراكية والصحوة الاسلامية
{  كان للشيوعيين في انتفاضة سنة 1991 دور مؤثرا في كردستان ،لقد حرروا نصف اربيل ، بينما ألان نجده خارج التمثيل البرلماني وخارج الحكومة؟ ما هي أسباب هذا التراجع؟
– لا شك أن الشيوعيين ادوا دورا كبيرا في انتفاضة 1991، وأن الحزب شارك في حكومة أقليم كوردستان منذ أول تشكيلة لها، أن تراجع الحزب له أسبابه الذاتية والموضوعية،بعضها يتحمل رفاق الحزب والقسم الآخر خارج أرادتنا ومرتبط بالتطورات السياسية ليس في العراق وكوردستان فقط، بل بالظروف الدولية وأنهيار الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الأشتراكي كذلك بموجات ما يسمى بـ(الصحوة الأسلامية) والتغييرات الحاصلة بعد سقوط الدكتاتورية /2003 ، والهجمة الشرسة ضد الشيوعية والنزعة الطائفية والمذهبية والتخلف السياسي والاجتماعي في البلد.
 الاشتراكية حلم البشرية للتخلص من الاضطهاد الطبقي
{ عشت عمرك من سن الشباب الى مرحلة متقدمة من العمر في داخل الحزب الشيوعي،وهو تاريخ لظهور الاشتراكية وصعودها وانحداراها وانهيارها؟ كيف يمكن ان يحلل لنا عزيز محمد ظاهرة الاشتراكية؟
– لا شك أن الاشتراكية حلم البشرية للتخلص من الاضطهاد الطبقي والأثني وإرساء العدالة الاجتماعية وخلق مجتمع يليق بالإنسان كأثمن رأسمال وتسوده الحريات، أن أنتصار الثورة الاشتراكية في /1917 ،رغم الهجوم الشرس على الدولة السوفيتية الفتيه من قبل الدول الرأسمالية وصمود الثورة كان ملهما لكل الثوريين في العالم ، وكل من قرأ ما كتب عن تلك الثورة من مؤلفات ك(الفولاذ سقيناه وعشرة أيام هزت العالم) وكذلك أنتصار السوفيت على الهتلرية في الحرب العالمية الثانية وكذلك موقف السوفيت من حركات التحرر الوطنية لشعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، لا شك أنها اضافت قوة دفع جديدة للحركات الثورية للشعوب ضد الكولونيالية والاستعمار ومن أجل الاستقلال والحرية ، وأن أنهيار الاشتراكية أو دول المعسكر الاشتراكي لا يتعلق بفشل الاشتراكية،بل ترتبط بالممارسة والتطبيق والأخطاء المرتكبة من قبل الأحزاب الشيوعية الحاكمة، التي فقدت مصداقيتها وتحولت الى أحزاب النخبة ذات الامتيازات العديدة والتمييز بين المواطنين على أساس الانتماء الحزبي وفقدان الحريات الأساسية،بعيدا عن جوهر الاشتراكية وأهدافها وقيمها، أن الاشتراكية ستبقى هدفا تناضل البشرية من أجله، ما دام هناك الاضطهاد والتفاوت الطبقي والاجتماعي لا بد أن تنتصر الاشتراكية في النهاية.
لست نادما لأختيار طريق الشيوعية
{  قادة أحزاب شيوعية يمتلكون الجراءة للنقد والندم مثل (جيفكوف) الذي قال لم أكن أتصور بأن الشيوعية قبيحة الى هذا الحد بحيث تخرج  الناس ضدنا بهذه الكثافة البشرية؟هل انتقد عزيز محمد الشيوعية او الأخطاء التي حدثت؟
– أولا أنني أستبعد أن تيودور زيفكوف قال ذلك،وأين نشر هذا القول؟ وأنني لست نادما لأختيار هذا الطريق وأنا مؤمن بأن الشيوعية تحقق العدالة الاجتماعية وتخلق مجتمعا يليق بالإنسان ، أنني أنتقدت وأنتقد الأخطاء المرتكبة في التطبيق، ولا أنتقد الشيوعية والفكر الأشتراكي وأنا لا زلت عضوا في الحزب، أما فيما يتعلق بالانتقاد الشخصي، لقد مارست ذلك في الكلمة للمؤتمر الرابع للحزب حيث جاء نصا : أن موقعي الحزبي يجعلني المسؤول الأول عن الحزب وسياسته ولكي لا أسيء لحزبنا وتقاليده لا بد لي من القول بشأن مسؤوليتي بالدرجة الأساسية .. كما وأني مسؤول أيضا عن كل الاسهامات والمبادرات التي قمت بها شخصيا لتطبيق هذه السياسة والتقصيرات التي انتابت هذا التطبيق. وقلت كذلك : أن اللجنة المركزية تتحمل المسؤولية الأدبية الأولى بعدي ، أنني أتحمل المسؤولية الأولى في نطاق القيادة ولم أنفرد بالقرارات ، بل دائما مع القرارات الجماعية.
  لم اقدم نفسي زعيما كورديا بل شيوعيا مسؤولا اول للحزب
{  حزب الشيوعي ،حزب وطني أممي، هل قدم نفسه عزيز محمد للقيادات الشيوعية للنخبة الثقافية في العراق وفي الوطن العربي والعالم ،هل لديكم علاقات مع المثقفين اليساريين العرب ؟ام فضل ان يكون زعيما كرديا فقط؟
– أنني لم أعتبر نفسي قائدا أو زعيما للحزب، بل كنت المسؤول الأول منتخبا من قبل اللجنة المركزية ،ممارسا لصلاحياتي الحزبية، مخولا من قبل الحزب، لم أقدم نفسي زعيما كورديا، بل شيوعيا مسؤولا اول للحزب، وخلال هذه الفترة لم أكن بعيدا عن لقاءات الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية وعلاقاتي بهم جيدة.
 المؤتمر الثامن كان ايجابيا
–  (عزيز محمد) حضر المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي  المنعقد في بغداد ما هي انطباعات عزيز محمد عن جلسات المؤتمر؟
– أن انطباعاتي عن المؤتمر الثامن ايجابية بنظري.
  المسؤولية يقدرها الرفاق
–  هناك من يحمل عزيز محمد المسؤولية التاريخية عن تحول أقوى حزب شيوعي في الشرق الأوسط الى حزب لا يستطيع ان يكون له ممثل واحد في البرلمان في بغداد او كردستان؟
– خلال 29 عاما كنت المسؤول الأول في الحزب، وحول دوري في مجمل المسؤولية يبقى تقديره لرفاق الحزب.
 عزيز سباهي قدم وثيقة قيمة
وشاملة عن الحزب
{  اين نجد تاريخ الحزب؟وما هي الدراسات والمذكرات التاريخية التي يوصي السيد عزيز بقراءتها؟
– أعتقد أن جهد الرفيق عزيز سباهي “عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ” 3 أجزاء يعتبر وثيقة قيمة وشاملة لحد كبير وكذلك مذكرات رفاق الحزب التي نشرت تحتوي حقائق تاريخية يمكن الاستفادة منها.
 حنا بطاطو دراسته أكاديمية لا يمكن الاستغناء عنها
{  هل اطلع عزيز محمد على كتاب حنا بطاطو المعنون (العراق، الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني الى قيام الجمهورية) وهل يمكن عده مرجعا أساسيا ورئيسيا حول تاريخ الحزب؟
– نعم أطلعت على مؤلفات الباحث حنا بطاطو في ثلاثة أجزاء ومن ترجمة عفيف الرزاز، انها دراسة أكاديمية رصينة وجيدة وتحتوي على حقائق غير قليلة عن تاريخ العراق السياسي والاجتماعي، لا يمكن الاستغناء عنها ، وكذلك يمكن الاستفادة من مذكرات الشخصيات السياسية الوطنية العراقية وما كتب عن تجربة الشيوعية والثورية في العراق، كمؤلفات د.كاظم حبيب وسالم عبيد النعمان وزكي خيري وغيرهم.
تم إعادة الاعتبار للرفاق اليهود
–  يلاحظ وجود نوع من التعتيم المتعمد من الحزب حول الدور النضالي للشيوعيين العراقيين اليهود ما هو السبب برأيك؟
– لا شك أن الدور النضالي للشيوعيين العراقيين اليهود في الأربعينيات كان واضحا وكبيرا قبل ترحيلهم وإسقاط الجنسية عنهم، من المؤسف في الخمسينات جرت محاولة طمس دورهم، هنا نذكر دور الرفاق “شاؤل طويق” و”يعقوب مصري” كان كبيرا وأن قيادة حزبنا كانت مؤلفة من مختلف القوميات والأديان ولقد جرى أعادة الاعتبار للرفاق اليهود ولدورهم وأعتبر الرفيق “ساسون دلال” شهيدا للحزب.
انا منتخب من اللجنة المركزية واعيد انتخابي من المؤتمرات الحزبية
{ اختيار القيادات الشيوعية من خلال مؤتمرات الحزب، وأذا علمنا ان الفترة الزمنية الفاصلة بين أنعقاد المؤتمر الاول للحزب عام 1945 والمؤتمر الثاني عام 1970 يعني ما يقارب الربع قرن فكيف كان يتم أختيار القيادات خلال هذه الفترة؟
– بعد أستشهاد الرفيق فهد لم يتمكن الحزب من عقد مؤتمرات أو كونفرنسات، لذلك كانت اللجان الحزبية غير المفوضة من قبل مؤتمر حزبي أن تتولى مهمة أدارة شؤون الحزب، وكان هدف هذه اللجان أو الرفاق تيسير دفة الحزب في تلك الظروف الحرجة، بعد كل ضربة وأعتقال الكوادر المسؤولة لحين انعقاد الكونفرنس الثاني ايلول 1956 ، حيث أنتخب الكونفرس الرفيق الشهيد “سلام عادل” سكرتيرا للحزب حتى أستشهاده في عام 1963 ، وأن اللجنة المركزية للحزب في 1964 انتخبتني سكرتيرا للحزب وفي المؤتمر الثاني وبعده في المؤتمرين ( الثالث والرابع) أنتخبت من قبل المؤتمر.
الرفيقان فهد وسلام عادل اديا دورا تاريخيا في اصعب الظروف
{  تناوبت على قيادة الحزب الشيوعي قيادات شيوعية متعددة لكننا نلاحظ ان أدبيات الحزب الشيوعي تركز على قيادة الرفيق فهد والرفيق سلام عادل ،ما هو السبب برأيك؟
– أن دور الرفيق فهد التاريخي لكونه مؤسسا للحزب ، مضحيا بحياته من أجل الشعب ،أن دوره التاريخي في النضال وكنموذج شيوعي جريء ومقدام يجعلنا نركز عليه ونشيد به،وأما الرفيق “سلام عادل” لدوره التاريخي لوحدة الحزب وقيادته وثباته المبدئي وصموده وتضحيته بحياته في سبيل الحزب والشعب والوطن ، وأن الرفيقين فهد وسلام عادل اديا دورا تاريخيا في أصعب الظروف وهذا لا يعني بأن الحزب لا يشيد بغيرهم من الرفاق الشجعان والأبطال في مسيرة حزبنا كالرفاق الشهداء جمال الحيدري ومحمد صالح العبلي وغيرهم.
 كنت اعتقد بأني غير مؤهل لقيادة الحزب الشيوعي
{ يشتكي السيد عزيز محمد من قلة تأهيله الثقافي في وقت تشير فيه بعض المصادر انه في عام 1964 كان يدرس في معهد الدراسات الماركسية اللينينية في موسكو؟
– في عام 1964 كنت ضد ترشيح نفسي لسكرتير الحزب وأنا صوت للرفيق “سلام الناصري” وكنت على اعتقاد بأنني غير مؤهل لقيادة حزب كالحزب الشيوعي العراقي ، فلم أكن أمتلك من الثقافة الماركسية مما يؤهلني لتولي هذا المنصب ولأنني كنت أقل الرفاق دراسة، حيث كان بعض الرفاق حاملي شهادات جامعية عالية ورغم ذلك حملني الرفاق هذه المسؤولية أنذاك وتكرر أنتخابي في المؤتمرات (الثاني والثالث والرابع) ورغم إمكانياتي المتواضعة خلال هذه الفترات كلها فكان الاعتماد الكلي على الرفاق الذين كنت أعمل معهم خلال 29 عاما، واكتسبت خبرة وتجربة غنية لا بأس بها.
اكدت على تعميق الديمقراطية في الحزب وتجديده
{  في المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي 1993 والذي تنحى فيه عزيز محمد عن  قيادة الحزب ،أطلق على المؤتمر (مؤتمر الديمقراطية والتجديد) ما هو التجديد الذي حدث على الحزب من وجهة نظر عزيز محمد؟
– لقد أكدت في كلمة المؤتمر الخامس للحزب بما يلي: أننا نريد لحزبنا أن يتجدد فكرا وسياسة وتنظيما ونريد لقيادة حزبنا ان تتجدد وتضم كفاءات شابه ودماء جديدة  وأكدت  على ضرورة تعميق الديمقراطية في الحزب وتجديده على كل الصعد، سابقا كنا نطمح الوثوب الى السلطة بقوة السلاح الا اننا  اليوم نأمل عن طريق صناديق الاقتراع ان عامل الزمن والتطورات في العالم جعلنا نغير أساليبنا وبرامجنا ورؤيانا.
وفي ختام المؤتمر الخامس أكدت على ضرورة فسح المجال للرفاق الجدد الذين هم أكفا منا  فلكل  زمان ولكل ظرف أشخاصه ورفاقه لذا لم أرشح نفسي ولم اقبل بترشيحي حتى نفسح المجال لرفاق آخرين وأكدنا  ان نضع كل إمكانياتنا تحت تصرف القيادة الجديدة.
الخاتمة
وأنا أتأمل أجوبته المقتضبة والمصاغة بحسٍ منضبطٍ بارد غابت عنه التلقائية والحضور الانساني الحميم الذي وسم جلستي الأولى معه ،سألتمس له الأسباب في ما اعتاد عليه من قواعد سلوك وانضباط صارم وما تتطلبه التقاليد التنظيمية في حزب من الطراز اللينيني يقوم على مبدأ المركزية الديمقراطية التي اتضح أنه يؤول الى نوع من البيروقراطية وغياب الشفافية وضعف الإبداع كما تجلــــى ذلك في انهيار التجارب الاشتراكية في نهاية الثمانينات..ولعله لا يريد الإفصاح عن ملفات وأسرار قد تثير الامتعاض وردود الأفعال لدى قيادة الحزب والقاعدة الحزبية على السواء ،ففي مسيرة حياته التي اربت على تسعة عقود أمضى أكثر من سبعة منها في صفوف الحزب ولا يريد المجازفة بالإساءة أو التشويه أو بما ينكأ جراحا لم تندمل بعد ..لعلنا بحاجة الى البوح الصادق والأمين للوقوف على منعطفات وملابسات كثيرة في تاريخ الحركة الوطنية  في العراق،وهي مهمة ليست يسيرة للباحثين مثلما هي مهمة المناضلين  من اجل عراق ديمقراطي مزدهر .
عزيز محمد في سطور
–  الاسم :-عزيز محمد عبد الله- مواليد 1924 في قرية بيركوت على الحدود العراقية التركية
– الانحدار الطبقي :- من عائلة فلاحية الاب من كوردستان العراق والام “سوسن محمود” من كوردستان تركيا
-طفولة قاسية:- زواج الاب من أمرأة اخرى ادى الى ترك الاب والسفر للاقامة في اربيل مما اضطر عزيز محمد للعمل وهو  صغيرا
– البداية:- تعلم القرآن في مسجد أبو بكر الصديق ودرس الفقه لمدة قصيرة،وفي التحصيل الدراسي اكمل الدراسة الابتدائية
– التحول الى الثورية:- ما بين 1940- 1941 تأثر بمعلمه الصحفي والاديب (عز الدين فيض) وانضم الى جمعية “هيوا” معناها – الامل- ومن ثم الى حزب “شورش” ومعناها – الثورة-
–  التعرف على الماركسية :- سنة 1942 أصبح عضوا في “جمعية الشعب” وكانت تصدر جريدة (بليسة) ومهناها (الشرارة) وهي جريدة ماركسية
– الانتماء للشيوعية:- 1945 أنتمى عزيز محمد الى الحزب الشيوعي  متأثرا ببرنامج الحزب الشيوعي الذي  اقر عند انعقاد المؤتمر الاول للحزب الذي انعقد سنة 1945 واكد على حقوق الشعب العراقي بالحرية والاخاء والمساواة وضمان حقوق الفئات الدنيا في المجتمع العراقي
– المسؤولية الحزبية:- اصبح عزيز محمد مسؤول للحزب الشيوعي في اربيل بعد ان اصبح مسؤول اربيل “نافع يونس″ مسؤول الالوية الشـمالية .
– الرحيل الى بغداد:- سنة 1947 اعتقلت قيادة الحزب (فهد وحازم وصارم) ودعي عزيز محمد ليكون في بغداد ،ومع امه رحل الى بغداد للسكن في دار مطبعة الحزب
– الاعتقال والسجن:- سنة 1948 اعتقل عزيز محمد مع اعضاء اللجنة المركزية جماعة مالك سيف- يهودا صديق ، 1949 حكم المجلس العرفي العسكري الاول برئاسة عبد الله رفعت النعساني بالسجن 15 سنة على عزيز محمد وسجن في نقرة السلمان
– تعلم اللغة العربية:- كان عزيز محمد لا يجيد  الا اللغة الكردية وفي السجن تعلم اللغة العربية وقرأ الكثير من الروايات والكتب في السجن لذلك يقول دائما “الحزب قضى على أميتي”
– الانشقاق عن الحزب:- سنة 1953 كان سكرتير الحزب بهاء الدين نوري يدعو الى اسقاط النظام الملكي وحق الكرد في الانفصال ،كتب عزيز محمد رسالة الى قيادة الحزب وضح فيها رأيه مع مجموعة من الرفاق في امكانية النضال لتطوير النظام الملكي الى نظام ديمقراطي ،تفاجأوا بقرار طرد من صفوف الحزب “جمال الحيدري-نافع يونس-حمزه سلمان الجبوري- عزيز محمد” لذلك حدث انشقاق بالحزب تحت اسم “راية الشغيلة” ولم يتغير الوضع حينما استلم “حميد عثمان ” قيادة الحزب بعد اعتقال “بهاء الدين نوري”
– توحيد الحزب:- سنة 1956 عندما استلم قيادة الحزب سلام عادل قام بتوحيد الحزب فأنضمت راية الشغيلة للحزب لعب خالد بكداش القيادي الشيوعي السوري دورا في توحيد الحزب
-ثورة 14 تموز 1958 :- تم اطلاق سراح عزيز محمد بعد ثورة 14 تموز 1958
– مسؤول لفرع كردستان:- سنة 1960 اصبح عزيز محمد مسؤولا للحزب الشيوعي لفرع كردستان والذي يضم (اربيل- السليمانية – كركوك)
-سكرتير للحزب الشيوعي:- سنة 1964 انتخب في اجتماع اللجنة المركزية انتخب عزيز محمد سكرتيرا للحزب الشيوعي، وتكرر انتخابه كسكرتير للحزب الشيوعي في مؤتمرات الحزب الشيوعي (الثاني سنة 1970 ، والثالث سنة 1976، والرابع سنة  1985 )
– التنحية:- في مؤتمر الحزب الشيوعي الخامس سنة 1993 تنحتى عزيز محمد عن منصبه
______________________________________
* عن :جريدة الزمان والرابط :http://www.azzaman.com/?p=160866

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...