السبت، 7 مايو 2016

دكة الجسر 27 كانون الثاني 1948 ابراهيم العلاف








دكة الجسر 27 كانون الثاني 1948 

ابراهيم العلاف


ذكرني الصديق الاستاذ إياد البلداوي ب(دكة الجسر ) التي استشهد فيها حسب تقارير الشرطة العراقية (28 ) شهيدا وجرح اكثر من 130 آخرين وتناثرت جثث الضحايا فوق الجسر .وانا اكتب عن قطع الجسور المؤدية للمنطقة الخضراء ببغداد بالكونكريت وقال ان لاشيء يعيق الشعب.
وقصة واقعة (العراقيون يسمونها دكة ) واقعة الجسر حدثت في 27 كانون الثاني 1948 ، وتسمى ايضا (وثبة كانون ) التي حدثت احتجاجا على عقد معاهدة بور تسموث مع بريطانيا وعندما قامت الشرطة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين على جسر المأمون والذي سمي فيما بعد ب( جسر الشهداء ) بعد ثورة 14 تموز 1958 ...استشهد عددا من المتظاهرين برصاص الشرطة التي اعتلت البنايات والمساجد المطلة على الجسر وخاصة جامع حنان وجامع الاصفية .
سقطت حكومة صالح جبر وتأسست وزارة جديدة برئاسة السيد محمد الصدر في 29 كانون الثاني 1948 لتهدئة الموقف ومع هذا استمرت التظاهرات خلال شهري اذار ونيسان 1948 وجاءت حرب فلسطين واعلان الاحكام العرفية لتعطي الحكومة فرصة اعلان الاحكام العرفية ومواجهة الحركة الوطنية وقمع الشعب ومحاربة الاحزاب والغريب ان الحكومة وصفت ماحدث بأنه (هياج جنوني وثورة عاتية ) .وقد سجلت الوثبة نصرا وطنيا من حيث انها احبطت مشلروع المعاهدة واسقطت حكومة صالح جبر .
من الذين استشهدوا قيس الالوسي وجعفر الجواهري شقيق شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري الذي قال قصيدته الشهيرة :
أتعلم أم أنت لاتعبلم ***بإن جرح الضحايا فم
أن الدماء التي طلها *** مُدلُّ بشرطته مُعرم
تنضحُ من صدرك المستطاب *** نزيفاً الى الله يستِظلم
ستبقى طويلاً تجُرُ الدماء *** ولن يبرد الدَم الاّ الدم
يقولون من هم اولاء الرعاعُ *** فأفهمهم بدم من هم
مما يجب ان نذكر به ان (18 ) نائبا قدموا استقالاتهم ومعهم رئيس مجلس النواب عبد العزيز القصاب احتجاجا على ما حدث . وكانت معركة الجسر بحق حدثا وطنيا كبيرا حيث اسقطت الجماهير الغاضبة واحدة من اسوأ الوزارات في تاريخ العراق ابان العهد الملكي ومما يسجل ايضا ان الجيش رفض ضرب المتظاهرين وحذر رئيس الاركان الفريق صائب صالح الجبوري الوصي عبد الاله من مغبة استخدام الجيش لقمع المتظاهرين .
انه درس مهم لماذا لايتعلمه العبادي وزمرته ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظات حول التاريخ ..كتابته واهميته وفائدته

  ملاحظات حول التاريخ ..كتابته واهميته وفائدته  ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس -مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموص...