رحم الله الاستاذ الدكتور علي الوردي عالم الاجتماع العراقي الكبير الذي كتب مقالة بعنوان :"المتفرنجون " في مجلة "العيادة الشعبية " حزيران 1952 والتي كانت تطبع 14 الف نسخة تنفذ خلال ايام ..ومما قاله ان في هذا البلد طائفة من البشر قد ابتلوا بمرض اجتماعي خطير اولئك هم المتفرنجون .فلا يكاد احدهم يتصل بالحضارة الغربية من قريب او بعيد حتى تراه قد نفخ اوداجه وصعر خده وأخذ يتفلسف ويتحذلق بالمصطلحات الجديدة .فهو لايكاد يحفظ شيئا من مبادئ العلوم الحديثة حتى اصبح افلاطونا يتعالى على الناس ويزدري من الفقير ويشمخ بأنفه
من السوقة فإذا رأرى شحاذا يستجدي الناس انتهره قائلا : لماذا لاتعمل ؟ واذا وجد عاملا كادحا يكسب قوته بعرق جبينه تقززت نفسه وتأفف واخذ يسب الناس على بلادتهم وقذارتهم . ان هؤلاء المتفرنجين بلاء على الامة .وربما كان ضررهم أعم حين يتولون شيئا من امور الدولة ويصبحون موظفين .
ان البلاء آت من نظرة هؤلاء الى الحياة فهم يعتقدون مثلا بإن الفقير اصبح فقيرا من جراء كسله وتواكله ولو كان جادا حازما عاقلا لوصل في زعمهم الى اعلى درجات الغنى وهم اذا رأوا شخصا قذرا بصقوا عليه واحتقروه وظنوا انه يستطيع ان يكون نظيفا لوشاء .....ثم يصل الدكتور الوردي الى نتيجة فيقول ان علماء الاجتماع وجدوا ان سلوك الفرد ماهو في الحقيقة إلا نتيجة من نتائج البيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها . ويقول ان هؤلاء المتفرنجين يشكلون خطرا على المجتمع العراقي لانهم لايتنازلون لدرسة مشاكله الواقعية ولايسمحون لانفسهم بالنظر فيها .
ان مشاكل المجتمع من فقر أو قذارة أو خرافة لاتعالج بالاحتقار والاستنكاف ...انها تحتاج الى دراسة موضوعية ، ونظر مشفق متواضع .فالقذر لايصبح نظيفا الا بإصلاح ظروفه اصلاحا جذريا وتبديل عقليته تبديلا عميقا .اما الاشمئزاز منه فهو ظلم وتفرنج وغرور يؤدي الى توسيع الشقة بين المثقف والانسان البسيط وهذا داء عضال " .
تعليق :
ترى كم يصلح هذا الكلام الذي عمره اكثر من نصف قرن على واقعنا الحالي ؟
ان مشاكل المجتمع من فقر أو قذارة أو خرافة لاتعالج بالاحتقار والاستنكاف ...انها تحتاج الى دراسة موضوعية ، ونظر مشفق متواضع .فالقذر لايصبح نظيفا الا بإصلاح ظروفه اصلاحا جذريا وتبديل عقليته تبديلا عميقا .اما الاشمئزاز منه فهو ظلم وتفرنج وغرور يؤدي الى توسيع الشقة بين المثقف والانسان البسيط وهذا داء عضال " .
تعليق :
ترى كم يصلح هذا الكلام الذي عمره اكثر من نصف قرن على واقعنا الحالي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق