نواب ولاية الموصل في مجلس المبعوثان لسنة
1914*
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
أجرى الأتحاديون انتخابات جديدة لمجلس المبعوثان فأعلنت نتائجها في 4 كانون
الثاني1914.وقد مارس الأتحاديون فيها أساليب مختلفة من الضغط فأرسلوا (29) ضابطاً
إلى سائر أنحاء العراق ليضمنوا إجـراء الانتخابات لصالحهم ([i])
، ففي ولايـة الموصل فاز عـدد من
الأشخاص معظمهم من المبعوثين السابقين ، وقد عمد الأتحاديون إلى ترشيح مبعوث تركي
عن لواء الموصل ([ii])
ألا وهـو ابراهيم فـوزي البتليسي (
قومنـدان الجندرمة في الموصل ) ([iii])
، وفيما يلي أسماء نواب الموصل :
عن لواء كركوك :
محمد علي قيردار ، ناظم نفطجي ، عبد الله صافي .
لقد جاءت نسبة تمثيل ولاية الموصل منسجمة مع عدد نفوس الولاية ، إلاّ أنّ
الأتحاديين حشروا بين المبعوثين شخصاً تركياً ([vi])
.
جرى افتتاح مجلس المبعوثان في 14 آيار 1914 . وقد تركزت مناقشات مبعوثي
ولاية الموصل على إثارة بعض القضايا المتعلقة بالأمور الأقتصادية والتعليمية
والأجتماعية . وفيما يلي بعض هذه المواقف ([vii])
.
1 ـ
رفع ناظم نفطجي مبعوث كركوك تقريراً في جلسة 19 تموز 1914
حول مشروع إرواء أراضي الحويجة في كركوك وحفر ترعة باسم
( ترعة الرشادية ) تتفرع من الزاب الكبير . وجاء في تقريره أنّ
مبعوثي كركوك تقدموا سنة 1908 بتقرير بيّنوا فيه وجـود آثار قناة
تاريخية من القرون الوسطى في منطقة الحويجة وأنّ إحياء المشروع
هذا سيعود بفائدة عظيمة للمنطقة . وقد أخذت الحكومة هـذا التقرير
بنظر الاعتبار وأوفـدت شخصاً يدعى حسني أفنـدي إلى المنطقة ،
ولكن مما يؤسـف له أن هـذا الشخص قـدّم كشوفات هي أقـرب
ما تكون إلى وصف رحلة سياحية . ثم أرسـلت لجنة أخرى برئاسة
شخص آخر يدعى خرستو وكانت هذه اللجنة جاهلة بالأمـور الفنية
تماماً، فبعد أن تجولت في المنطقة مدة 6 أشهر على غير هدى عادت
إلى الأستانة خالية الوفاض . وقد علمت الحكومة بعـد مرور سنة
ونصف بأن تلك اللجنة قد أضرّت بالخزينة بمبلغ(14000)ليرة وعلى
أثرها أرسلت لجنة فنية لدراسة الموضوع وجاء تقريرها بما يثبت أنّ
الكشـوفات المقدمة من قبل لجنة خرستو كانت غير قانونية ([viii]) ،
وقد طالب ناظم نفطجي بضرورة تعيين مهندسـين مختصين لتحقيق
هـذا المشروع ومحاسبة المسـؤولين عن التقصير والإهمال المتعمد
وتغريمهم المبالغ التي صُرفت على المشروع هباء ([ix]) .
حول مشروع إرواء أراضي الحويجة في كركوك وحفر ترعة باسم
( ترعة الرشادية ) تتفرع من الزاب الكبير . وجاء في تقريره أنّ
مبعوثي كركوك تقدموا سنة 1908 بتقرير بيّنوا فيه وجـود آثار قناة
تاريخية من القرون الوسطى في منطقة الحويجة وأنّ إحياء المشروع
هذا سيعود بفائدة عظيمة للمنطقة . وقد أخذت الحكومة هـذا التقرير
بنظر الاعتبار وأوفـدت شخصاً يدعى حسني أفنـدي إلى المنطقة ،
ولكن مما يؤسـف له أن هـذا الشخص قـدّم كشوفات هي أقـرب
ما تكون إلى وصف رحلة سياحية . ثم أرسـلت لجنة أخرى برئاسة
شخص آخر يدعى خرستو وكانت هذه اللجنة جاهلة بالأمـور الفنية
تماماً، فبعد أن تجولت في المنطقة مدة 6 أشهر على غير هدى عادت
إلى الأستانة خالية الوفاض . وقد علمت الحكومة بعـد مرور سنة
ونصف بأن تلك اللجنة قد أضرّت بالخزينة بمبلغ(14000)ليرة وعلى
أثرها أرسلت لجنة فنية لدراسة الموضوع وجاء تقريرها بما يثبت أنّ
الكشـوفات المقدمة من قبل لجنة خرستو كانت غير قانونية ([viii]) ،
وقد طالب ناظم نفطجي بضرورة تعيين مهندسـين مختصين لتحقيق
هـذا المشروع ومحاسبة المسـؤولين عن التقصير والإهمال المتعمد
وتغريمهم المبالغ التي صُرفت على المشروع هباء ([ix]) .
2 ـ
رفع مبعوث الموصل صالح السعدي في جلسـة 2 حزيران 1945
تقريراً إلى مجلس المبعوثان أثناء مناقشة لائحة ( تشجيع الصناعة )
جاء فيه : " أنّ لائحة تشجيع الصناعة الموزعة لبيان المطالعة لإبداء
المساعدات والإعفاءات هي آراء صائبة . إلاّ أنّ غالبية شعبنا يفتقدون
روح المغامرة في الاشتغال بأعمال غير مجربة . لهـذا أرى أن تتبع
الحكومة سياسة إلزامية في تعميم وتقدم الصناعة كما هو مسلم به في
ضرورة التعليـم الإلزامي ، فمثلاً تشـير الحكومة إلى الأغنياء في
المدينة لتأسيس شركة صناعية فيما بينهم وتمهلهم لمدة سـنة ، وفي
حالة عدم قيام الشركة خلال المـدة المذكورة يقرر المجلـس البلدي
تأسيس الشـركة وتعيين الأشـخاص المساهمين بذلـك والمبالغ التي
يسـاهمون بها " ([x]) ، ولم يقبـل التقرير هذا لعـدم حصوله على
الأكثرية ([xi]) .
تقريراً إلى مجلس المبعوثان أثناء مناقشة لائحة ( تشجيع الصناعة )
جاء فيه : " أنّ لائحة تشجيع الصناعة الموزعة لبيان المطالعة لإبداء
المساعدات والإعفاءات هي آراء صائبة . إلاّ أنّ غالبية شعبنا يفتقدون
روح المغامرة في الاشتغال بأعمال غير مجربة . لهـذا أرى أن تتبع
الحكومة سياسة إلزامية في تعميم وتقدم الصناعة كما هو مسلم به في
ضرورة التعليـم الإلزامي ، فمثلاً تشـير الحكومة إلى الأغنياء في
المدينة لتأسيس شركة صناعية فيما بينهم وتمهلهم لمدة سـنة ، وفي
حالة عدم قيام الشركة خلال المـدة المذكورة يقرر المجلـس البلدي
تأسيس الشـركة وتعيين الأشـخاص المساهمين بذلـك والمبالغ التي
يسـاهمون بها " ([x]) ، ولم يقبـل التقرير هذا لعـدم حصوله على
الأكثرية ([xi]) .
3 ـ
ساهم نواب ولاية الموصل حوالي (80) نائباً آخرين في رفـع تقرير
إلى المجلس وذلك في جلسـة 2 حزيران 1914 طالبـوا فيه إلزام
الدوائر الحكومية بشراء ما تحتاجه من المصنوعات الوطنية وتغريم
الموظفين الذين لا يلتزمون بذلك ([xii]) .
إلى المجلس وذلك في جلسـة 2 حزيران 1914 طالبـوا فيه إلزام
الدوائر الحكومية بشراء ما تحتاجه من المصنوعات الوطنية وتغريم
الموظفين الذين لا يلتزمون بذلك ([xii]) .
لقـد أخذت أنبـاء الحرب
العالمية الأولـى تطغى على أخبار مجلس المبعوثان ، فأصدر السلطان محمد الخامس
إرادة سلطانية في آب 1914 تقضي بتعطيل المجلس نظراً لظروف الحرب
([xiv])
.
([vi]) ليس من السهل تعيين أتجاهات النواب ، ولكن
جريدة صدى بابل 5 نيسان
1914 كتبت تقول: علمنا من أخبار الموصل أنه قد أسفر الانتخاب عن مبعوثيها
الذين ترشحوا من قبل الجحمعية ( جمعية الأتحادج والترقي ) نواباً عنها محمد
علي فاضل ، وداؤد يوسفاني ، وصالح السعدي ، وابراهيم فوزي التبليسي ، ولم
نجد في المصادر التي بين أيدينا ما يدل على أنّ مبعوثي ولاية الموصل يحملون
أتجاهات مغايرة لاتجاهات الأتحاديين باستثناء داؤد يوسفاني ومحمد علي فاضل.
وقد يرجع السبب في انتخابهما المستمر إلى اعتبـارات دينية . فانتماء يوسفاني
إلى الطائفة الكلدانية ، وهي أكبر الطوائف المسيحية في الموصل وتأييد بطريرك
الكلدان له أثر كبير في ضمان فوزه. أما بالنسبة للثاني فقد كان لشخصيته القوية
ولمكانته بين رجال الدين والوجهاء واشتغاله في المحاكم سابقاً دور كبير في أن
يصبح نائباً مزمناً للواء الموصل .
1914 كتبت تقول: علمنا من أخبار الموصل أنه قد أسفر الانتخاب عن مبعوثيها
الذين ترشحوا من قبل الجحمعية ( جمعية الأتحادج والترقي ) نواباً عنها محمد
علي فاضل ، وداؤد يوسفاني ، وصالح السعدي ، وابراهيم فوزي التبليسي ، ولم
نجد في المصادر التي بين أيدينا ما يدل على أنّ مبعوثي ولاية الموصل يحملون
أتجاهات مغايرة لاتجاهات الأتحاديين باستثناء داؤد يوسفاني ومحمد علي فاضل.
وقد يرجع السبب في انتخابهما المستمر إلى اعتبـارات دينية . فانتماء يوسفاني
إلى الطائفة الكلدانية ، وهي أكبر الطوائف المسيحية في الموصل وتأييد بطريرك
الكلدان له أثر كبير في ضمان فوزه. أما بالنسبة للثاني فقد كان لشخصيته القوية
ولمكانته بين رجال الدين والوجهاء واشتغاله في المحاكم سابقاً دور كبير في أن
يصبح نائباً مزمناً للواء الموصل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق