حزن من سِفْرِ تكوين العراق
شعر :محمد جلال الصائغ
مِنْ ألفِ دَهْرٍ وكانَ الكونُ مُتَّقِدا
قيلَ العراقُ ... فجاءَ الحُسْنُ مُحْتَشِدا
قيلَ العراقُ فَهَبَّ العِطْرُ يَتْبَعُهُ
صُبْحُ بَهيٌّ ووردٌ ناضِرٌ وَمَدى
واضّارَبَتْ حولَهُ الأنباءُ....قيلَ فتىً
أندى مِنَ الماءِ للظمآنِ إن وَردا
سيفاً مِنَ الغيثِ – رَغْمَ الجوع يسكُنُهُ –
عِنْدَ الملماتِ للأصحابِ مُنْجردا
قيلَ العراقُ فراتٌ ضِفَّيهِ على
عِزْفِ النواعيرِ تَغْفو والبهاءُ صدى
وقيلَ دجلة قَبْلَ الماءِ كانَ هُنا
يُهدي لِكُلِّ بنيهِ عيشَةً رَغَدا
سُمّارُ دجلةَ من أقداحِهِ شربوا
خمراً وأرجَعَهُمْ مِنْ موجِهِ رُشَدا
يا سيدي ..... والذي أبكيهِ في حُلُمي
حُلْمُ العراقِ الذي في حُزْنِهِ وئِدا
كانَ العراقُ عصياً والغزاةُ على
أسوارِهِ اجتمعوا فاسَّاقَطوا بَدَدا
أضحى العراقُ كسيراً.... كُلُّ نازلةٍ
إليهِ تومئُ أنّي ألتقيكَ غدا
جَهِّزْ لأبنائِكَ الأكفان..... ليسَ لَهُمْ
لأَنَّهُمْ مِنْكَ إلا اليأس مُلْتَحَدا
يا سيدي ... لَمْ يَعُدْ في الروح لَحْنُ هوىً
كُلُّ المواويلِ صارَتْ تَرْسُمُ الكمدا
ماذا سَنَكْتُبُ عَنْكَ الآنَ إن كَتَبوا
تاريخَهُمْ ....غيرَ أنَّ الحُزْنَ مِنْكَ بدا
واننا مَنْ عراقٍ كُلُّ مقبرةٍ
تُريدُ مِنْ دَمْنا في فَجْرِها مَددا
تاريخُهُ رَجْعُ ثاراتٍ مُعَمَّمَةٍ
يسيرُ في رَكبها والموتُ فيهِ حدا
هذا العراقُ نبيٌّ في توجُعِهِ
يجيءُ مِنْ جُرْحِهِ شَعْبٌ مِنَ الشُهدا
يا سيدي ..... أيها الماضي إلى وجعٍ
تبقى بهياً نقياً صابراً جَلِدا
تبقى العراق الذي - والليل يخنقه-
يمد للشمس حلماً شاهقاً ويدا
حلماً بلون حماماتٍ محلقةٍ
نحو القباب التي في حُسْنِها انْفَرَدا
كصوتِ فيروز إن غَنَّتْ على وَتَرٍ
بغدادُ فيهِ ربيعٌ رائقٌ أبدا
كلً الحروفِ غبارٌ حين ننطقها
إلا حروف عراق القلبِ فهي ندى
18/7/2014
شعر :محمد جلال الصائغ
مِنْ ألفِ دَهْرٍ وكانَ الكونُ مُتَّقِدا
قيلَ العراقُ ... فجاءَ الحُسْنُ مُحْتَشِدا
قيلَ العراقُ فَهَبَّ العِطْرُ يَتْبَعُهُ
صُبْحُ بَهيٌّ ووردٌ ناضِرٌ وَمَدى
واضّارَبَتْ حولَهُ الأنباءُ....قيلَ فتىً
أندى مِنَ الماءِ للظمآنِ إن وَردا
سيفاً مِنَ الغيثِ – رَغْمَ الجوع يسكُنُهُ –
عِنْدَ الملماتِ للأصحابِ مُنْجردا
قيلَ العراقُ فراتٌ ضِفَّيهِ على
عِزْفِ النواعيرِ تَغْفو والبهاءُ صدى
وقيلَ دجلة قَبْلَ الماءِ كانَ هُنا
يُهدي لِكُلِّ بنيهِ عيشَةً رَغَدا
سُمّارُ دجلةَ من أقداحِهِ شربوا
خمراً وأرجَعَهُمْ مِنْ موجِهِ رُشَدا
يا سيدي ..... والذي أبكيهِ في حُلُمي
حُلْمُ العراقِ الذي في حُزْنِهِ وئِدا
كانَ العراقُ عصياً والغزاةُ على
أسوارِهِ اجتمعوا فاسَّاقَطوا بَدَدا
أضحى العراقُ كسيراً.... كُلُّ نازلةٍ
إليهِ تومئُ أنّي ألتقيكَ غدا
جَهِّزْ لأبنائِكَ الأكفان..... ليسَ لَهُمْ
لأَنَّهُمْ مِنْكَ إلا اليأس مُلْتَحَدا
يا سيدي ... لَمْ يَعُدْ في الروح لَحْنُ هوىً
كُلُّ المواويلِ صارَتْ تَرْسُمُ الكمدا
ماذا سَنَكْتُبُ عَنْكَ الآنَ إن كَتَبوا
تاريخَهُمْ ....غيرَ أنَّ الحُزْنَ مِنْكَ بدا
واننا مَنْ عراقٍ كُلُّ مقبرةٍ
تُريدُ مِنْ دَمْنا في فَجْرِها مَددا
تاريخُهُ رَجْعُ ثاراتٍ مُعَمَّمَةٍ
يسيرُ في رَكبها والموتُ فيهِ حدا
هذا العراقُ نبيٌّ في توجُعِهِ
يجيءُ مِنْ جُرْحِهِ شَعْبٌ مِنَ الشُهدا
يا سيدي ..... أيها الماضي إلى وجعٍ
تبقى بهياً نقياً صابراً جَلِدا
تبقى العراق الذي - والليل يخنقه-
يمد للشمس حلماً شاهقاً ويدا
حلماً بلون حماماتٍ محلقةٍ
نحو القباب التي في حُسْنِها انْفَرَدا
كصوتِ فيروز إن غَنَّتْ على وَتَرٍ
بغدادُ فيهِ ربيعٌ رائقٌ أبدا
كلً الحروفِ غبارٌ حين ننطقها
إلا حروف عراق القلبِ فهي ندى
18/7/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق