إنّ جهود مدحت في تحديـث العراق ، أدت في النتيجـة إلى ظهور تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ميّزت تاريخ العراق الحديث فيما بعد ، فسياسة مدحت ازاء العشائر أدت إلى ازدياد نفوذ الشيوخ الاقتصادي والسياسي ، وظهور فئات ثرية ، والتي كان رفاهها متأتياً من عمق استغلال الفلاحين ، كما تعاون بعض رؤساء العشائر ، وأثرياء المدن في الاستحواذ على كثير من الأراضي الزراعية والقرى .
وإزاء إفساح الدولة العثمانية المجال لرؤوس الأموال الأجنبية بالتغلغل نحو العراق منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، واتجاه التجار الأوربيين إلى جعل العراق كله منتجاً للخامات ، وسوقاً لتصريف بضائعهم المصنوعة ، محاولين ربط اقتصاده باقتصاد السوق العالمية،لذلك ازداد الطلب على المنتوجات الزراعية والحيوانية ، وتحت تأثير ضغط الملاكين الجدد اتجه الاقتصاد على العموم في العراق من ( اقتصاد طبيعي ) يسد الحاجة المحلية إلى
( اقتصاد التسويق ) القائم على الربح.وقد أسهمت البنوك في تسهيل عملية التعامل المصرفي، وكانت معظم رؤوس أموال هذه البنوك ، انكليزية ، وأصبح لتجارة العراق فعاليات مهمة في مجال الاستيراد والتصدير ، وكان لهذه النشاطات أثر كبير في نشوء فئات برجوازية تجارية جديدة ، وأصبح لهـذه الفئات وزن لهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، وكان لهذه الفئات كذلـك صلات قويـة بالأوساط الاقطاعية المحلية ، وقد أخـذت هذه الفئات تحاول أن تثبت وجودها ، وتعبر عن واقعها بشكل أو بآخر ، وكان كـل تغير في ذلك التغيير يعتمد إلى حد كبير على مدى تطورها ، خاصةً في امكاناتها لإيجاد مواقع ثابتة بلها في الحياة الاقتصادية .
وبالرغم من المواقع الاقتصادية التي أحرزتها الفئات البرجوازية تلك ، إلاّ أنها لم تستطع أن تتحول إلى قوة مستقلة في الكيان الاجتماعي ، زيـادة على ذلك أن شرائح عديدة من هذه الفئات ، أمثال صغار التجـار وأصحاب الدكاكين الحرفية وغيرهـم كانت تلاقي الكثير من اضطهاد رأس المال الأجنبي والبرجوازية الكبيرة ، إلاّ أنها بحكم واقعها لم تستطع أن تتحرك باتجاه من شأنه فرض رياح التغيير على مجتمع المدينة ، وربما كان المثقفون ، وهم القطاع الديناميكي داخل البرجوازية ، الوحيدين الذين بدأوا يتحركون بمثل ذلك الاتجاه ، والمثقفون أساساً هم من أبناء العوائل الكبيرة ، ومن البيوتات التجارية المعروفة آنذاك ، أو من أبناء علماء الدين ........ابراهيم العلاف
وإزاء إفساح الدولة العثمانية المجال لرؤوس الأموال الأجنبية بالتغلغل نحو العراق منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، واتجاه التجار الأوربيين إلى جعل العراق كله منتجاً للخامات ، وسوقاً لتصريف بضائعهم المصنوعة ، محاولين ربط اقتصاده باقتصاد السوق العالمية،لذلك ازداد الطلب على المنتوجات الزراعية والحيوانية ، وتحت تأثير ضغط الملاكين الجدد اتجه الاقتصاد على العموم في العراق من ( اقتصاد طبيعي ) يسد الحاجة المحلية إلى
( اقتصاد التسويق ) القائم على الربح.وقد أسهمت البنوك في تسهيل عملية التعامل المصرفي، وكانت معظم رؤوس أموال هذه البنوك ، انكليزية ، وأصبح لتجارة العراق فعاليات مهمة في مجال الاستيراد والتصدير ، وكان لهذه النشاطات أثر كبير في نشوء فئات برجوازية تجارية جديدة ، وأصبح لهـذه الفئات وزن لهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، وكان لهذه الفئات كذلـك صلات قويـة بالأوساط الاقطاعية المحلية ، وقد أخـذت هذه الفئات تحاول أن تثبت وجودها ، وتعبر عن واقعها بشكل أو بآخر ، وكان كـل تغير في ذلك التغيير يعتمد إلى حد كبير على مدى تطورها ، خاصةً في امكاناتها لإيجاد مواقع ثابتة بلها في الحياة الاقتصادية .
وبالرغم من المواقع الاقتصادية التي أحرزتها الفئات البرجوازية تلك ، إلاّ أنها لم تستطع أن تتحول إلى قوة مستقلة في الكيان الاجتماعي ، زيـادة على ذلك أن شرائح عديدة من هذه الفئات ، أمثال صغار التجـار وأصحاب الدكاكين الحرفية وغيرهـم كانت تلاقي الكثير من اضطهاد رأس المال الأجنبي والبرجوازية الكبيرة ، إلاّ أنها بحكم واقعها لم تستطع أن تتحرك باتجاه من شأنه فرض رياح التغيير على مجتمع المدينة ، وربما كان المثقفون ، وهم القطاع الديناميكي داخل البرجوازية ، الوحيدين الذين بدأوا يتحركون بمثل ذلك الاتجاه ، والمثقفون أساساً هم من أبناء العوائل الكبيرة ، ومن البيوتات التجارية المعروفة آنذاك ، أو من أبناء علماء الدين ........ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق