بعض إشكاليات الفكر العربي المعاصر :
*************************************
لعل من أبرز الاشكاليات التي يواجهها الفكر العربي المعاصر الاشكالية المتعلقة بمفهومي (الاصالة ) و(المعاصرة ) .وترتبط هذه الاشكالية بمفهوم أوسع وهو الهوية الثقافية الخاصة بالامة .فمفهوم الثقافة يجمع بين الثقافة كتراث إنساني والثقافة كهوية وليس ثمة تنافض بين المفهومين .كما ان الاصالة هي محاورة الماضي من اجل الحاضر والمستقبل .أما المعاصرة فهي المشاركة في التحولات التي تشهدها الانسانية اليوم والاصالة بهذا المفهوم ليست الركون الى الماضي وانما اعتماده كركيزة للانطلاق الى المستقبل والمعاصرة ليست عبادة كل ماهو جديد بل التفاعل مع المنجزات والاستفادة منها سواء أكانت متنجزات تكنولوجية أم فكرية .
وهكذا فالثقافة القومية والشخصية الحضارية تتحقق بإعمال العقل في كل مايحيط بنا وإعمال العقل هو من القيم الثقافية التي يتميز بها الفكر العربي الاسلامي ننظر عبره ونسير بواسطته الى مايصلح لحياتنا ويقينا اننا بحاجة الى الابداع واذا ما أهملنا الابداع فسنظل في مؤخرة الركب الحضاري الانساني وهنا لابد للامة من ان تتجدد وتكيف حياتها وتشارك الامم الاخرى بشرط ان تحافظ على اصالتها وشخصيتها من خلال تجاوز التبعية للماضي والتبعية للاخرين .
كما هو معروف ،فأن المجتمعات الانسانية العالمية مرت بتحولات كبرى كان من ابرزها ظهور الحضارات ونهوض العلم وتطور التكنولوجيا ووضع حد لسيطرة الاقطاع ورجال الدين والتركيز على فكرة ان الانسان هو المحور والثورات الزراعية والتجارية والصناعية والاختراعات التي سهلت على الانسان حياته وها نحن نعيش عصر الاتصالات وثورة المعلومات والاتصالات والانترنت والفيسبوك هذه الانجازات التي حولت العالم الى قرية كونية صعيرة ومعنى هذا كله ان المعاصرة تأخذ اشكالا متعددة فقد تأخذ شكل التحرر من الاستعمار وقد تأخذ شكل التنمية والتخطيط الاقتصادي وقد تكون بمزج عناصر ثقافية تقليدية مع عناصر ثقافة العصر او قد تأخذ شكل تهيئة البنى التحتية لقيام المجتمع المدني الحديث .
كما أن المعاصرة لاتقتصر على ميدان واحد من ميادين الحياة بل انها عملية واسعة شاملة لكل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ..لابد أن تطال المجتمع كله وقد يكون للمعاصرة وجه بارز يتجسد في التمتع بالمبتكرات التكنولوجية وقد يكون لها وجه داخلي يتجلى بإقتباس القيم الانسانية .لكن من خصائص المعاصرة اعتماد التفكير العلمي .
*من كتاب :محاضرات في تاريخ الفكر الفلسفي المعاصر " للدكتور ابراهيم العلاف ،قيد الاعداد
*************************************
لعل من أبرز الاشكاليات التي يواجهها الفكر العربي المعاصر الاشكالية المتعلقة بمفهومي (الاصالة ) و(المعاصرة ) .وترتبط هذه الاشكالية بمفهوم أوسع وهو الهوية الثقافية الخاصة بالامة .فمفهوم الثقافة يجمع بين الثقافة كتراث إنساني والثقافة كهوية وليس ثمة تنافض بين المفهومين .كما ان الاصالة هي محاورة الماضي من اجل الحاضر والمستقبل .أما المعاصرة فهي المشاركة في التحولات التي تشهدها الانسانية اليوم والاصالة بهذا المفهوم ليست الركون الى الماضي وانما اعتماده كركيزة للانطلاق الى المستقبل والمعاصرة ليست عبادة كل ماهو جديد بل التفاعل مع المنجزات والاستفادة منها سواء أكانت متنجزات تكنولوجية أم فكرية .
وهكذا فالثقافة القومية والشخصية الحضارية تتحقق بإعمال العقل في كل مايحيط بنا وإعمال العقل هو من القيم الثقافية التي يتميز بها الفكر العربي الاسلامي ننظر عبره ونسير بواسطته الى مايصلح لحياتنا ويقينا اننا بحاجة الى الابداع واذا ما أهملنا الابداع فسنظل في مؤخرة الركب الحضاري الانساني وهنا لابد للامة من ان تتجدد وتكيف حياتها وتشارك الامم الاخرى بشرط ان تحافظ على اصالتها وشخصيتها من خلال تجاوز التبعية للماضي والتبعية للاخرين .
كما هو معروف ،فأن المجتمعات الانسانية العالمية مرت بتحولات كبرى كان من ابرزها ظهور الحضارات ونهوض العلم وتطور التكنولوجيا ووضع حد لسيطرة الاقطاع ورجال الدين والتركيز على فكرة ان الانسان هو المحور والثورات الزراعية والتجارية والصناعية والاختراعات التي سهلت على الانسان حياته وها نحن نعيش عصر الاتصالات وثورة المعلومات والاتصالات والانترنت والفيسبوك هذه الانجازات التي حولت العالم الى قرية كونية صعيرة ومعنى هذا كله ان المعاصرة تأخذ اشكالا متعددة فقد تأخذ شكل التحرر من الاستعمار وقد تأخذ شكل التنمية والتخطيط الاقتصادي وقد تكون بمزج عناصر ثقافية تقليدية مع عناصر ثقافة العصر او قد تأخذ شكل تهيئة البنى التحتية لقيام المجتمع المدني الحديث .
كما أن المعاصرة لاتقتصر على ميدان واحد من ميادين الحياة بل انها عملية واسعة شاملة لكل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ..لابد أن تطال المجتمع كله وقد يكون للمعاصرة وجه بارز يتجسد في التمتع بالمبتكرات التكنولوجية وقد يكون لها وجه داخلي يتجلى بإقتباس القيم الانسانية .لكن من خصائص المعاصرة اعتماد التفكير العلمي .
*من كتاب :محاضرات في تاريخ الفكر الفلسفي المعاصر " للدكتور ابراهيم العلاف ،قيد الاعداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق