المؤسسات التعليمية الدينية في العراق
أعزائي المشاهدين
احبتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا محدثكم الدكتور ابراهيم العلاف أحييكم
أجمل تحية وأقدم لكم حلقة جديدة من برنامج (شذرات ) ..وهذه الحلقة ستكون عن المؤسسات
التعليمية الدينية في العراق
وبداياتها الاولى واسسها العربية والاسلامية
وارتكازها على المساجد والحسينيات والجوامع والمدارس الدينية والحوزات العلمية
والتكايا والربط .
وكما تدلنا الوثائق المتوفرة في أيدينا على
ان هذه المؤسسات الدينية والثقافية الشعبية ظلت تقوم بدور كبير في تشكيل شخصية
الانسان العراقي حتى في اعقاب احتلال المغول لبغداد سنة 1258 ميلادية .فقد أحجم
الغزاة الاجانب عن التعرض لهذه المؤسسات خوفا من ردود الفعل الشعبية وكان من نتائج
ذلك –كما يقول المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ عباس العزاوي (رحمه الله ) "الاحتفاظ بالمعارف والعلوم فكانت خير واسطة للم الشعث
واستيفاء الحضارة " .ويضيف :" ان العراق بعد ان فقد استقلاله ...وصار
نهبا بيد الغزاة لم يبق بيده ما يعول عليه او يركن الى قوته سوى الاوقاف ..ومنها
المدارس التي لم يهمل شأنها ولااودعت الى ما هو غريب او اجنبي عنها فكانت خدماتها
كبرى وفوائدها عظمى سواء في الحضارة او في الثقافة العامة او الخاصة والسياسة لم
تعارضها ولم يؤثر في سيرها ضياع الكتب او الذهاب بها الى مراغة وانتزاعها من
العراق فلا تزال بقية باقية تغذي العقول وتحجب العلوم وتمكنها نت البلد ودون حاجة
الى مناصرة من حكومة ،والحكومة عندئذ أجنبية " .
لقد مارست تلك المؤسسات رسالتها الدينية والتعليمية
كما كانت مراكز لالتقاء مختلف فئات الشعب وطبقاتهم من اشدهم فقرا الى اعظمهم ثروة
ومكانة واضطلعت بدور يشبه ما تقوم به اليوم النوادي والجمعيات الثقافية والادبية
في اشباع دافع حب الاجتماع عند الناس والترفيه النفسي عنهم وتعريف بعضهم بمشاكل
بعض وتكوين رأي عام في القضايا الدينية والسياسية وغيرها والتقليل من اثار الفوارق
الطبقية بين الناس .
كما انها استخدمت أماكن يأوي اليها الفقراء
والمعوزين والمتعطلون والجائعون والمرضى واليتامى وغيرهم فيصيبون فيها المأؤى
والطعام والكساء ويدفن فيها بعضهم عندوفاته .
هذا فضلا عن انها كانت بمثابة دور ضيافة
وفنادق يلجأ اليها الكثير من الرحالة والزوار خاصة الفقهاء وطلاب العلم .
وكان الناس يعدون هؤلاء مواطنين مثلهم
فيرحبون بهم ويحلونهم المكانة اللائقة وليس من شك في ان كثرة واجبات هذه المؤسسات
القى على عاتقها عبئا كبيرا وكان ذلك سببا من اسباب تبعثر وضياع كثير من جهودها
الاجتماعية والتعليمية في بعض الاحيان .
لنقف الان عند هذه المؤسسات التعليمية والتي
يمكن ان نطلق عليها عنوان المؤسسات التعليمية الشعبية فنقول انها تمثلت بالكتايب
والمدارس الدينية والربط والتكايا وقد قامت كما قلنا بدور مهم في المجتمع العراقي
خاصة قبل نشوءوقيام المؤسسات التعليمية الحديثة في النصف الثاني من القرن التاسع
عشر .
لقد كانت الكتاتيب منتشرة في كل انحاء العراق
ومما ساعد على ذلك ان السلطات العثمانية وما قبلها من سلطات لم تكن تعتبر الخدمات
التعليمية من اختصاصاتها وانما تعدها من اختصاصات الافراد والجماعات وكان التعليم
في هذه المؤسسات مجانا الاان الاباء عادة كانوا يسهمون في تقديم بعض الاموال الى
المعلمين أي (الملالي جمع ملا ) والملالي كانوا يعلمون الاطفال القران الكريم
والكتابة وشيئا من الحساب وكان الكتاب يدار من قبل معلم هو الملا ولايشترط في هذا
المعلم سوى ان يكون من حفظة القران الكريم وما يتطلبه ذلك من معرفة القراءة
والكتابة والعمليات الحسابية البسيطة وجدول الضرب وكان التعليم يتم في حجرة صغيرة
في مسجد أو حسينية او مدرسة دينية ملحقة بالمسجد او الجامع او في دار الملا
واحيانا في دكانه حيث يجلس الاطفال على الحصران واضعين بين ايديهم احد اجزاء
القران الكريم وغالبا ما يبتدأ التلميذ بجزء (عم ) ويحمل كل طفل معه الى الكتاب
ريشة أو قلما وحبرا ولوحا يستعمله في كتابة (الالف باء ) أو العمليات الحسابية
البسيطة .
وكان هناك تعاون بين المعلم ووالد الطفل او
ولي أمره فكان القول المشهور اذا أودع الاب ولده عند المعلم ان يفول له :" لك
اللحم ولي العظم " ويقصد بذلك ان للملا صلاحية واسعة في تربية الولد .
وكان مما عرفناه ان المعلم كثيرا ما كان
يستخدم القوة والقسوة في معاملة الولد الذي يشذ في سلوكه أو يقصر في دراسته ومن
هنا فقد كان بعض الاطفال ينفرون من الكتاب .
كان التعليم في مؤسسة الكتاب حرا لايخضع لنظم
وقوانين فالملا لايلتزم بعدد السنوات في تعليم الاولاد لانهم يومذاك يتقدمون حسب
قابلياتهم فكانوا يختمون القران الكريم في
مدد زمنية مختلفة ومتفاوتة كل حسب ذكائه واجتهاده .
كانت عملية التعليم تتم بتحفيظ الاطفال
القران الكريم وأصول الدين بتكرار مطرد وطريقة التعليم فردية اذ يعد كل طفل صفا
قائما بنفسه وهنا يمكن القول بأن مبدأ مراعاة الفروق الفردية في عملية التعليم
والتعلم كانت من المبادئ التي تنادي بها التربية الحديثة في يومنا هذا .
وبالرغم من ان بعض المعلمين كانوا يعدون
عملهم هذا جزءا من واجباتهم الشرعية الا انهم كانوا يتسلمون اجورا من اولياء امور
الاولاد وتسمى تلك الاجور (الخميسية ) لانها تعطى في كل يوم خميس .ولم تكن اجور
محددة بل يقدم ذوو التلميذ ما تجود به انفسهم وقد يدفعون للمعلم اشياءأ عينية .
كان
الطفل يمكث في الكتاب منذ مطلع الشمس حتى غروبها بإستثناء فترة الغداء الذي
كان يتناوله في بيته القريب من الكتاب .
كان للملا مساعد يسمى (خلفة ) واجبه الاشراف
على الاطفال الجدوحملهم على انجاز واجباتهم وإخبار الملا بذلك ليعطيهم درسا جديدا
وهكذا يتم استيعاب الطفل ما مطلوب منه لينتقل الى مرحلة اخرى .
ذلك كله بالنسبة الى البنين الذين ينصرفون
بعد إكمالهم التعليم الى الحياة العملية لاكتساب حرفة من الحرف وقد يتجه قسم قليل
منهم الى المدارس الدينية ليكمل تعليمه .أما البنات فكن يرسلن الى الملاية أو
الخوجة وتعني المعلمة والتي تعنى بتعليمهن القران الكريم وواجبات الدين الحنيف وقد
يكون الكتاب الذي تديره المعلمة مختلطا .
ان من الامور التي يجب الاشارة اليها ان
الحكومة لم تكن تقدم أية مساعدات مالية الى هذه الكتاتيب والتي ظلت طوال قرون تعمل
وفق اساليب تعليمية متخلفة ولكن التجارب وشكاوى الاهالي المتكررة كثيرا ماكانت تؤدي الى لزم مراقبتها بقانون صدر
في السنوات المتأخرة من عهود السيطرة العثمانية على الولايات العراقية .
والان نتساءل هل كانت لدينا احصائية دقيقة
بعدد الكتاتيب في العراق خلال تلك المرحلة من التاريخ الحديث فنقول في الحقيقة
لاتوجد لدينا احصائية دقيقة ولكن لدينا احصائية تخمينية تشير الى انها كانت في
السنة 1913 لاتقل عن 400 كتاب .
لقد كان لكل الطوائف الدينية
المسيحية واليهودية واليزيدية والصابئية كتاتيب خاصة بها فعلى سبيل المثال كان
للمسيحيين مؤسسات تعليمية دينية تشبه في الغرض الذي من اجله انشئت كتاتيب المسلمين
ومدارسهم .وقد قامت المدارس الدينية المنتشرة في الكنائس والاديرة بدور كبير في
التعليم وكان معظم معلمي هذه المدارس من
القسس والرهبان الشمامسة .وكثيرا ما كان التلميذ يتلقى دروسه باللغتين
العربية والكلدانية .
أما المدارس الخاصة بالأقلية اليهودية في ولايات
ومدن العراق فيمكن القول ان (المدراش ) :-
تعد من أقدم مدارس اليهود، وهي مجموعة من المدارس
الأولية التي كانت أقرب إلى الكتاتيب منها إلى المدارس الابتدائية الحديثة من
ناحية مناهجها الدراسية الدينية التي كانت تقتصر على تدريس الكتاب المقدس وتعليم
الكتابة والقراءة باللغتين العربية والعبرية وبعض المعلومات الأولية في الحساب،
وكان عدد معلميها لا يزيد على معلم واحد أو أثنين لكل مدرسة، وكان يوجد في لواء
الحلة مثلا مدرستين (مدراش) احدهما في مركز مدينة الحلة والأخرى في ناحية الكفل وهي
:
مدرسة مدينة الكفل: وهي مدرسة أولية شبيهة بـ(الكتاب) ألحقت بمعبد مرقد النبي (حزقيال) وكان حاخامي المعبد يقومون بتدريس الطلبة التلمود والقراءة والكتابة باللغتين العربية والعبرية، وكانت المدرسة تعتمد في مصاريفها على تبرعات بعض الأثرياء من يهود الحلة الذين يقومون بزيارة المعبد والمرقد في المناسبات الدينية .
المدارس الدينية :
*************************
نأتي الان لنتحدث عن المدارس الدينية وهي
أرفع مستوى من الكتاتيب ومما ينبغي ذكره في هذا المجال ان المدارس الدينية التي
كانت منتشرة في العراق هي امتداد تاريخي للمدارس العربية والاسلامية ابان ازدهار
الحضارة العربية الاسلامية وخاصة ايام العباسيين في بغداد وغيرها من المدن وقد
تنافس الخلفاء والسلاطين والولاة وابناء الاسر الثرية في انشاء المدارس الدينية بدافع الاخلاص للدين
والتقرب الى الله من خلال نشر العلم وزكاة العلم نشره وكثيرا ماكان هؤلاء يتمثلون
يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال :"من نشر علما كلله الله
بأكاليل الغار ومن كتم علما لجمه الله بلجام من نار " .
كانوا يوقفون لها مايلزم ويسهلون للناس تلقي العلوم
وخاصة النقلية منها وجعلوا في كل مدرسة خزانة كتب أي مكتبة .كما كانوا يقدمون
التسهيلات للطلاب وكانت الدراسة في تلك المدارس تخلو من العلوم الصرف التي تفيد صاحبها في مواجهة الحياة لذلك
فإن تلك المدارس عجزت عن ان تساير العصر بل بالعكس من ذلك فإنها تراجعت الى الوراء
خلال السنين الاخيرة من العهد العثماني لانها تجردت وبالتدريج من جميع العلوم
العقلية وصارت تكاد لاتهتم بشيء غير العلوم النقلية ولم تكن هناك مؤهلات ومتطلبات
علمية تؤهل صاحبها للالتحاق بهذه المدارس وليس لها مدراء واساتذة دائمون ولااجور
دراسية ولاموازنة مالية ولامدة معينة من السنوات للتخرج لكن مما هو مؤكد ان الطالب الذي يدرس عند شيخ
معين مادة معينة او مواد محددة ولمدة
معينة بعدها يمنح "الاجازة العلمية " التي تجيز له التدريس مستقبلا بما
اجيز فيه.ولنأت الان بمثال على كيفية منح الاجازة العلمية من خلال الوقوف على سيرة
أحد علماء الموصل وهو السيد عبد الغني الحبار المتوفي سنة 1973 وشيع حملا على
الاكتاف مع نقر الدفوف من الجامع النوري الكبير الى جامع النبي جرجيس حيث دفن
فالمصادر المتوفرة تشير الى أن الشيخ عبدالغني الحبار رحمه الله
من علماء الدين الافذاذ في الموصل ..كان فقيها ، وواعظا ، واماما متميزا ، ومحبا للادب والثقافة ، ولديه مكتبة ضخمة .حظي بأحترام الناس ومحبتهم .نال الاجازة العلمية من أبرز علماء عصره . واصبح متمكنا من علوم الحديث والتفسير واللغة والتاريخ وغير ذلك .
وهو من مواليد مدينة الموصل - العراق في شهر رمضان المبارك عام 1326هجرية (1908 م ) في محلة النبي جرجيس في دار جده الشيخ حسن الحبار الذي كان مدرسة يٌشار لها بالبنان في العلوم الدينية والفقه والأدب.
لقب فضيلة الشيخ عبد الغني الحبارﺑ " بهاء الدين عبد الغني الحبار " كما جاء في اجازته العلمية عن شيخه أحمد أفندي الجوادي .
تلقى فضيلة الشيخ عبد الغني الحبار ، ومنذ نعومة اضفاره مبادئ علومه عن والده فضيلة الشيخ عبد الغفور حسن الحبار ، وبعد وفاته اكمل علومه على اكابر علماء عصره فمنهم فضيلة الشيخ احمد افندي الجوادي الذي كانت اجازته العلميه على يد فضيلة الشيخ الجليل محمد افندي الرضواني .وجاء في نصها عن شيخه احمد افندي الجوادي : " فقد اجاز له تدريس العلوم ونشر فوائدها وتقرير الرسوم وبسط موائدها وان يروي عني كل كتاب من كل فن يجوز لي ان أرويه من العلوم الدينية واعني التفسير والحديث والكلام واصول الفقه وعلوم الاخلاق وفن العلوم العربية واللغة والوضع والتصريف والاشتقاق والنحو والمعاني والبيان والعروض والقوافي والشعر وانشاء الخطب والرسائل والمحاضرات والتواريخ وجمع العقليات من المنطق والطبيعيات والرياضيات" .. وقد حضر حفل منح الاجازة العلمية العديد من العلماء والاعلام ووجهاء البلد وجمهور غفور من اهالي مدينة الموصل وقد تليت الاجازة في السادس من جمادى الثانية وهو يوم الخميس المبارك عام 1351هجرية(1933 ) في جامع ومدرسة المرحوم نعمان باشا الجليلي.
من علماء الدين الافذاذ في الموصل ..كان فقيها ، وواعظا ، واماما متميزا ، ومحبا للادب والثقافة ، ولديه مكتبة ضخمة .حظي بأحترام الناس ومحبتهم .نال الاجازة العلمية من أبرز علماء عصره . واصبح متمكنا من علوم الحديث والتفسير واللغة والتاريخ وغير ذلك .
وهو من مواليد مدينة الموصل - العراق في شهر رمضان المبارك عام 1326هجرية (1908 م ) في محلة النبي جرجيس في دار جده الشيخ حسن الحبار الذي كان مدرسة يٌشار لها بالبنان في العلوم الدينية والفقه والأدب.
لقب فضيلة الشيخ عبد الغني الحبارﺑ " بهاء الدين عبد الغني الحبار " كما جاء في اجازته العلمية عن شيخه أحمد أفندي الجوادي .
تلقى فضيلة الشيخ عبد الغني الحبار ، ومنذ نعومة اضفاره مبادئ علومه عن والده فضيلة الشيخ عبد الغفور حسن الحبار ، وبعد وفاته اكمل علومه على اكابر علماء عصره فمنهم فضيلة الشيخ احمد افندي الجوادي الذي كانت اجازته العلميه على يد فضيلة الشيخ الجليل محمد افندي الرضواني .وجاء في نصها عن شيخه احمد افندي الجوادي : " فقد اجاز له تدريس العلوم ونشر فوائدها وتقرير الرسوم وبسط موائدها وان يروي عني كل كتاب من كل فن يجوز لي ان أرويه من العلوم الدينية واعني التفسير والحديث والكلام واصول الفقه وعلوم الاخلاق وفن العلوم العربية واللغة والوضع والتصريف والاشتقاق والنحو والمعاني والبيان والعروض والقوافي والشعر وانشاء الخطب والرسائل والمحاضرات والتواريخ وجمع العقليات من المنطق والطبيعيات والرياضيات" .. وقد حضر حفل منح الاجازة العلمية العديد من العلماء والاعلام ووجهاء البلد وجمهور غفور من اهالي مدينة الموصل وقد تليت الاجازة في السادس من جمادى الثانية وهو يوم الخميس المبارك عام 1351هجرية(1933 ) في جامع ومدرسة المرحوم نعمان باشا الجليلي.
كما نال اجازة خاصة في الفقه الشافعي رحمه الله تعالى عن شيخه الجليل
الاستاذ احمد افندي الجوادي وتليت في دروسه في جامع نعمان باشا الجليلي .
شغل وظائف عديدة منها :
1- امامة وخطابة في جامع العباس في الموصل عام 1925 ميلادي
2- امامة وخطابة ووعظ في جامع النبي جرجيس في الموصل في 10 حزيران عام 1935 ميلادي
3- امامة وخطابة في جامع يونس افندي في الموصل عام 1942ميلادي
4- امامة وخطابة وتدريس ووعظ في الجامع النوري الكبير في الموصل من 21 -9-1948 ولغاية 25-8-1971 ميلادي حيث احيل الى التقاعد بسبب المرض
5- كما كان مدرسا للفقه الشافعي في مدرسة جامع باب الطوب في الموصل .
6- كان مدرسا للنحو والصرف في المدرسة الفيصلية الدينية من عام 1948 الى 1958 ميلادي.
تلقى عنده العلم العديد من الاساتذة والعلماء من مدينة الموصل ومنهم فضيلة الشيخ احمد افندي الحبار رحمه الله واسكنة فسيح جناته وفضيله الاستاذ الشيخ عبد الوهاب الشماع وفضيلة الاستاذ محمد على العدواني وفضيلة الاستاذ محمد ياسين عبد الله مؤلف كتاب:" نيل المرام " ، وفضيلة الاستاذ شمس الدين السيد الحاتم وفضيلة الاستاذ بشير حسن القطان وفضيلة الاستاذ وعدالله ابراهيم المشرف التربوي الاختصاصي في اللغة العربية والاستاذ مصطفى محي الدين اليوزبكي المشرف التربوي الاختصاصي في اللغة العربية وفضيلة الاستاذ محمد نوري محمد امام جامع الصفار وفضيلة الاستاذ غانم محمد العيثان امام وخطيب جامع الحاج صديق رشان في الموصل والاستاذ محمد نوري محمد خطيب جامع الامام الباهر وغيرهم. .
شغل وظائف عديدة منها :
1- امامة وخطابة في جامع العباس في الموصل عام 1925 ميلادي
2- امامة وخطابة ووعظ في جامع النبي جرجيس في الموصل في 10 حزيران عام 1935 ميلادي
3- امامة وخطابة في جامع يونس افندي في الموصل عام 1942ميلادي
4- امامة وخطابة وتدريس ووعظ في الجامع النوري الكبير في الموصل من 21 -9-1948 ولغاية 25-8-1971 ميلادي حيث احيل الى التقاعد بسبب المرض
5- كما كان مدرسا للفقه الشافعي في مدرسة جامع باب الطوب في الموصل .
6- كان مدرسا للنحو والصرف في المدرسة الفيصلية الدينية من عام 1948 الى 1958 ميلادي.
تلقى عنده العلم العديد من الاساتذة والعلماء من مدينة الموصل ومنهم فضيلة الشيخ احمد افندي الحبار رحمه الله واسكنة فسيح جناته وفضيله الاستاذ الشيخ عبد الوهاب الشماع وفضيلة الاستاذ محمد على العدواني وفضيلة الاستاذ محمد ياسين عبد الله مؤلف كتاب:" نيل المرام " ، وفضيلة الاستاذ شمس الدين السيد الحاتم وفضيلة الاستاذ بشير حسن القطان وفضيلة الاستاذ وعدالله ابراهيم المشرف التربوي الاختصاصي في اللغة العربية والاستاذ مصطفى محي الدين اليوزبكي المشرف التربوي الاختصاصي في اللغة العربية وفضيلة الاستاذ محمد نوري محمد امام جامع الصفار وفضيلة الاستاذ غانم محمد العيثان امام وخطيب جامع الحاج صديق رشان في الموصل والاستاذ محمد نوري محمد خطيب جامع الامام الباهر وغيرهم. .
كان التعليم في المدارس الدينية يمتاز بالحرية الواسة النطاق فالطالب حر في
اختيار الاستاذ والشيخ الذي يريد ان يتلقى
عليه موضوعا من المواضيع أو درسا من الدروس والدراسة تستمر طوال السنة .أما الهدف
من التعليم في هذه المدارس فلم يكن اكتساب معرفة جديدة بل التمكن الى أقصى حد ممكن
من المادة التي انتجتها الاجيال السابقة .
وهنا لابد ان نقف عند أحدي المدارس الدينية
في الموصل وهي المدرسة الفيصلية الدينية :" ومن يقرأ كتاب المرحوم الدكتور داؤود
الجلبي (( مخطوطات الموصل )) يكتشف أن الموصليين كانوا من أوائل الذين
اهتموا بتأسيس المدارس الدينية . ولعل ذلك يرجع إلى طبيعتهم المعروفة بالتدين
والورع والتقوى والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالعمل الصالح . وأتذكر حينما كنت
طفلا انه قلما كان هناك مسجد أو جامع في الموصل يخلو من مدرسة دينية . ولقد تعلمت
ردحا من الزمن في جامع عبد الله المكي في محلة المكاوي وكان معلمنا وأستاذنا
وشيخنا اسمه ( الملا إسماعيل ).
وفي
هذا المجال يسعدني أن أحدثكم عن المدرسة الفيصلية الدينية ، وقصة هذه المدرسة
ترتبط بقصة إنشاء المدرسة الإسلامية التي أسسها نخبة من مثقفي وعلماء الموصل أمثال
الشيخ عبد الله النعمة والأساتذة رشيد الخطيب وعثمان الديوه جي ومعهم من رجالات
المدينة ، حمدي جليمران والحاج أيوب العبد الواحد وسعيد الحاج ثابت وياسين العريبي
وقاسم الصابونجي وبالتعاون مع جمعية العهد فرع الموصل وقد عين الشيخ النعمة مديرا
لها وبـدأ نـشاطها التـربوي أوائل نيسان 1919 واتخذت من الجامع ألنوري
الكبير مقرا لها . ومع أن السلطات البريطانية المحتلة أرادت فرض هيمنتها على هذه
المدرسة إلا إن إدارتها رفضت ذلك وامتنعت عن قبول المساعدة المالية التي كانت تقدم
للمدارس الأهلية آنذاك .
وبعد تشكيل الحكم
الوطني سنة 1921 وافقت إدارة المدرسة على الارتباط بمنطقة معارف الموصل ، وفي 24
كانون الثاني 1924 أمر الملك فيصل الأول رحمه الله بجعل المدرسة تابعة لجامعة آل
البيت 1922 ـ 1930 وبعد إلغاء هذه الجامعة ألحقت المدرسة بوزارة
الأوقاف وصدرت الإرادة الملكية بتغيير اسمها وجعله ( المدرسة الفيصلية ) وصارت
متوسطة يقبل خريجوها في ثانوية بغداد الدينية ثم في كلية الشريعة .
كان
من مدرسيها فضلا عن الشيخ عبد الله النــــعمة مصطفى الدباغ وضياء يونس ومحمد رؤوف
الغلامي ،ومحمد طاهر الفخري ،وعبد القادر كمالي رسول أغا ،ومحمود فوزي قصاب باشي،
وصالح احمد المتيوتي، وعبد الرزاق الصفار (الدكتور في اللغة العربية فيما بعد ) .وسالم
عبد الرزاق .
وبعد صدور قانون 1975 المتعلق بالمدارس
الأهلية توقفت الدراسة فيها ونقل طلبتها إلى مدارس تابعة لوزارة التربية .
تخرج
من المدرسة عدد كبير وصار لكثير منهم دور في تكوين العراق المعاصر ولازال خريجوها
يفخرون بمدرستهم ويتذكرون أساتذتها وهي لم تكن تقتصر في منهجها على العلوم الدينية
بل كانت تدرس العلوم الحديثة واللغات .. أتذكر بنايتها مقابل جامع النعمانية وأدعو
إلى إحياء ذكراها ودعوة خريجيها لتدوين ما لديهم من معلومات عن مناهجها وحياتها
الداخلية وما تركته من آثار علمية ودينية وثقافية .
ما تحدثنا به ينطبق على المدارس الدينية التي
سادت في مناطق ومدن الموصل وشمالي العراق وبعض المناطق في بغداد.. لكن في الجنوب
من العراق حيث العتبات المقدسة فقد ساد نوع من التعليم في المدارس الدينية يختاف
عن ما ذكرناه فالمنهج التعليمي في تلك المدارس كان يُنظم على ثلاث مراحل وهي : السطوح
والفضلاء والخارج أي البحث الخارجي فالمرحلة الاولى أو السطوح كانت تشمل دروس
اللغة العربية والبلاغة والمنطق والكتب المعتمدة في دروس هذه المرحلة الاجرومية
.أما المتقدمون من الطلبة فيدرسون العربية في جامع "المقدمة "وألفية ابن
مالك ومغني اللبيب والمطول للتفتازي والحاشية للملا عباس .أما مساق الدروس في المرحلة الثانية فيركز على درس المنهج والفقه
وعلى الطالب ان يدرس مختلف المناهج التي توصل الى معرفة الادلة والثبوت والاصول
والشرائع والفروض .والكتب المعتمدة في دروس مختاف المناهج هي (المعلم ) و(القوانين
) و(الرسائل ) و(الكفاية ) .اما الكتب المعتدة في درس الفقه فهي كتاب
"التبصرة " والشريعة والملمع والمكاسب والعروة الوثقى .
ثم ينتقل الطالب بعد إنهاء هاتين المرحلتين الى المرحلة الثالثة
:الخارجية وليس في هذه المرحلة كتب خاصة معتمدة انما يحضر الطلاب دروسا ومحاضرات
عامة يلقيها علماء كبار لهم شهرة دينية وفكرية بعدها يمنح الطالب "الاجازة
العلمية " التي تجيز له التدريس مستقبلا بما اجيز فيه .
لقد قامت المدارس الدينية وخاصة في بغداد
والنجف الاشرف والموصل والبصرة وسامراء بدور كبير في الحفاظ على اللغة العربية
والتراث العلمي العربي الاسلامي كما انها استطاعت ان تلبي احتياجات المجتمع
العراقي حتى القرن التاسع عشر حيث برز من خريجي هذه المدارس عدد من العراقيين
الذين قاموا بدور مهم وكبير في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية انذاك .
ان من ابرز المدارس الدينية التي كانت لها
شهرة معروفة في العراق خلال عهود الغزاة المغول
الايلخانيين والجلائريين :المدرسة المستنصرية التي بقيت تمارس رسالتها
التعليمية في بغداد حتلى النصف الاول من القرن الثالث عشر الميلادي والمدرسة
النظامية التي تأسست سنة 1065 م وبقيت تعمل حتى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي
وكانت تسمى "أم المدارس " والمدرسة الوفائية والمدرسة العلائية ومدرسة
العاقولي والمدرسة السعودية والمدرسة البشيرية والمدرسة المرجانية ومدرسة الوزير
اسماعيل والمدرسة المغيثية .
أما في الموصل فقد استمرت المدرسة النورية
والمدرسة البدرية بممارسة نشاطها العلمي .
وفي واسط اي الكوت برزت المدرسة الشرابية
ومدرسة الشيخ تقي الدين عبد المحسن الواسطي ومدرسة ناصر الدين الصاحبي . وفي الحلة كانت هناك المدرسة الزينبية والتي ورد أول ذكر لها في مطلع القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي وكان من ابرز اساتذتها جمال الدين احمد بن فعد الاسدي الحلي .
وفي اربيل كانت هناك مدرسة خفتيان
هذا الى جانب بعض المدارس الدينية التي وجدت
في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة منها مدرسة النجف ومدرسة الروضة المقدسة في
كربلاء
ومن مدارس بغداد في العهد العثماني مدرسة
الامام الاعظم والمدرسة المرادية والمدرسة الاحمدية والمدرسة السليمانية
.
اما ابرز المدارس التي وجدت في الموصل خلال
العهذ العثماني الممتد من القرن السادس عشر حتى مطلع القرن العشرين فهي المدرسة
الاحمدية ومدرسة يحيى باشا الجليلي والمدرسة اليونسية والمدرسة النورية والمدرسة
الخزامية والمدرسة الامينية والمدرسة الجرجسية .
ومن مدارس البصرة الدينية المدرسة الحللية
والمدرسة المرجانية والمدرسة السليمانية .
وفي النجف الاشرف
كانت هناك مدرسة الشيخ عبد الله والمدرسة الطاهرية والمدرسة المهدية والمدرسة الغروية ومدرسة المقداد السيوري ومدرسة القزويني ومدرسة الشيخ مهدي ال كاشف
الغطاءومدرسة الصدر ومدرسة الايرواني ومدرسة البخاري ومدرسة الافغانيين ومدرسة الخليلي الصغرى ومدرسة
السيد عبد الله الشيرازي ومدرسة السيد
كاظم اليزدي .
وتعد من
أشهر المدارس في النجف الأشرف عمارة، وزخرفة، وفخامة، تقع في محلة الحويش وفي
الشارع الواقع بين شارع الرسول في الشرق وسوق الحويش في الغرب وقد بنيت بناء
بديعاً وفي هندسة رائعة كانت في وقتها ولا تزال حتى اليوم مضرب المثل. أرضها مبلطة
بالرخام الصقيل وجدرانها مكسوة بالحجر الكاشاني البديع. وفيها من فن الهندسة
والريازة ما جعلها محط أنظار السواح والزائرين، وتحتوي على (80) غرفة في طابقين.
وأمام كل غرفة ايوان صغير كهندسة سائر المدارس المشيدة في النجف الأشرف منذ النصف
الاول من القرن السادس عشر ، ولها عدة سراديب محكمة جميلة باردة الهواء. وأرض هذه
السراديب والجدران مكسوة بالحجر الكاشاني، وتعتبر هذه السراديب المبنية طابقاً فوق
طابق من أغرب العمارات وأفخمها تحت الأرض. يزورها في كل سنة عدد من السواح فيعجبون
بهذه العمارة القائمة تحت الأرض. أسُست
وعُمرت بأمر الإمام السيد محمّد كاظم
اليزدي الوزير البخاري (استان قلي) الذي عمر مدرسة الأخوند الوسطى على أرض مساحتها
(750) متراً مربعاً. وقد ابتدأ تعميرها سنة 1325 هـ وأكمل بناءها في سنة 1327 هـ
وعندما كمل تشييدها فضل من الأموال التي أرسلها الوزير المذكور لتعميرها مبلغ كبير
اشتروا به نصفاً من حمامين، وأحد عشر دكاناً وفندقاً من سوق الخلخالي بقضاء
الكوفة، كما ابتيعت لها أيضاً سبعة حوانيت اُخرى وخان هو الآن معمل
لاستخراج الدبس من التمور مع ساحة كبيرة خلف هذا المعمل في سوق الكوفة المتوسط.
وقد أوقفت كلها عليها على أن تصرف وارداتها في شؤون المدرسة من ماء وكهرباء وما
تحتاجه من الاصلاحات. وقد كان المباشر لتعميرها والساعي في ادارتها وتنظيمها السيد
محمّد اليزدي نجل الحجة السيد محمّد كاظم اليزدي، وقد أسس فيها بعد اكمالها مكتبة
عامرة بالمصادر المهمة وبعدد من المخطوطات القيمة.
وقد أرخ بناءها بعد الاكمال بعض الاُدباء وكتب
التأريخ بالكاشاني على جبهة الباب وهو:
قد أبهج المصطفى وعترته
|
بذا وقالوا شيدت دعائمنا
|
يا طالبي فقهنا وحكمتنا
|
دونكم هذه معالمنا
|
كما انتشرت المدارس الدينية في السليمانية والحلة واربيل
وغيرها من المدن العراقية .يقول الاستاذ شعبان مزوري وهو يتحدث عن مدارس
السليمانية : " لقد صدرت بضعة كراريس تتحدث عن مساجد السليمانية ومدارسها
منها كراس " تعريف بمساجد السليمانية ومدارسها الدينية" لمؤلفة الشيخ محمد القزلجي مدرس مدرسة جامع حسين
باشا في بغداد (الاعظمية) والمطبوع سنة 1938في مطبعة النجاح ببغداد. والكراس
الثاني الموسوم بـ" سادات البرزنجة" لمؤلفة عبدالقادر محمد البرزنجي المطبوع سنة
1956في مطبعة الترقي بكركوك حيث يتناول فيه الباحث علماء ومشايخ سادات البرزنجة،والكراس
الثالث تحت عنوان:" محمد طاهر الكردي الخطاط.. حياته وآثاره" وكلها
تتحدث عن اهتمام الاكراد
ببناء المساجد والمعابد التي تقام فيها
العبادات،وأسسوا بجنبها مدارس لتعليم القرآن الكريم والعلوم المتعلقة به وبنوا
مدارسهم على تلك الجبال الشامخة ووديانها الواطئة وبلغت عنايتهم في ذلك حد ان لا
ترى قرية مؤلفة من خمسة بيوت إلا وفيها مسجد ومدرسة)).
بالنسبة للأكراد تعد المساجد والجوامع من المعالم العمرانية البارزة والرئيسة في المدينة الكردية فهي محل عبادة ومركز لتجمعهم وحلقة للتواصل العلمي بين الطلبة والعلماء في التزود بالعلم والمعرفة وتلقي أصول الشريعة الإسلامية وعقائدها. وكانت في القرى والمدن الكردية أنواع مختلفة من الربط والزوايا والتكايا إضافة إلى المساجد.
الزوايا ومفردها الزاوية وهي مأخوذة من الفعل انزوى ينزوي زاوية وتعني اتخاذ ركن من أركان المسجد أو زاوية من زواياه للعبادة والتقرب إلى الله من خلال الصلاة والإكثار من ذكر الله والذي يسمى بـ(الذكر) لدى الأكراد. وهي احد أركان الربط أو تكايا أو المدارس أقيمت للدراسة وإقامة المناظرات الدينية والحلقات العلمية بإدارة المشايخ. ولا يمكن ان نغفل ما أسهمت به دور العبادة في مجال النهوض بالوعي الثقافي من خلال تأليف الكتب وجمعها وتأسيس المكتبات التي تحتوي على موضوعات دينية وعلمية والأدب واللغة. حيث ان المدارس كانت من الملامح الحضارية العلمية وواجهة أساسية على ازدهار الحياة العلمية فيها نظر لاتساع الناس إقبال عليها لتلقي العلوم والمعارف المختلفة على الرغم كانت مقتصرة بشكل اساسي على العلوم الشرعية الدينية ولكن ظهرت في ولاية الموصل بعض المساجد كانت تلقى فيها العلوم التطبيقية والنظرية العقلية والنقلية على حد سواء.
فمنذ العصور الإسلامية الأولى كان المسجد النواة العلمية الأولى في العالم الإسلامي التي احتضنت طلاب العلم وشملت أروقتها على الكتب والمكتبات التي وضعت على رفوف المساجد والجوامع. وان للدين الإسلامي فضلاً في توعية أبناء الشعب ويجب ان لاننسى ما قامت به الربط والتكايا والزوايا وهي بمثابة مدارس علم وأدب ومجالس وعظ وإرشاد .
بالنسبة للأكراد تعد المساجد والجوامع من المعالم العمرانية البارزة والرئيسة في المدينة الكردية فهي محل عبادة ومركز لتجمعهم وحلقة للتواصل العلمي بين الطلبة والعلماء في التزود بالعلم والمعرفة وتلقي أصول الشريعة الإسلامية وعقائدها. وكانت في القرى والمدن الكردية أنواع مختلفة من الربط والزوايا والتكايا إضافة إلى المساجد.
الزوايا ومفردها الزاوية وهي مأخوذة من الفعل انزوى ينزوي زاوية وتعني اتخاذ ركن من أركان المسجد أو زاوية من زواياه للعبادة والتقرب إلى الله من خلال الصلاة والإكثار من ذكر الله والذي يسمى بـ(الذكر) لدى الأكراد. وهي احد أركان الربط أو تكايا أو المدارس أقيمت للدراسة وإقامة المناظرات الدينية والحلقات العلمية بإدارة المشايخ. ولا يمكن ان نغفل ما أسهمت به دور العبادة في مجال النهوض بالوعي الثقافي من خلال تأليف الكتب وجمعها وتأسيس المكتبات التي تحتوي على موضوعات دينية وعلمية والأدب واللغة. حيث ان المدارس كانت من الملامح الحضارية العلمية وواجهة أساسية على ازدهار الحياة العلمية فيها نظر لاتساع الناس إقبال عليها لتلقي العلوم والمعارف المختلفة على الرغم كانت مقتصرة بشكل اساسي على العلوم الشرعية الدينية ولكن ظهرت في ولاية الموصل بعض المساجد كانت تلقى فيها العلوم التطبيقية والنظرية العقلية والنقلية على حد سواء.
فمنذ العصور الإسلامية الأولى كان المسجد النواة العلمية الأولى في العالم الإسلامي التي احتضنت طلاب العلم وشملت أروقتها على الكتب والمكتبات التي وضعت على رفوف المساجد والجوامع. وان للدين الإسلامي فضلاً في توعية أبناء الشعب ويجب ان لاننسى ما قامت به الربط والتكايا والزوايا وهي بمثابة مدارس علم وأدب ومجالس وعظ وإرشاد .
بعد تأسيس المدارس الرسمية أي الحكومية في
النصف الثاني من القرن التاسع عشر فقدت المدارس الدينية في بعض مدن العراق أهميتها
وتراجع دورها بعد ان انتشرت المدارس الحديثة على النمط الاوربي وقل الاقبال على
المدارس الدينية لكن هذا لم يكن يعني تواريها وانما ظل بعضها يعمل جنبا الى جنب مع
مؤسسات التعليم الرسمي الحديثة وتشير بعض الاحصائيات الى ان عدد المدارس الدينية
في العراق وصل في اواخر العهد العثماني في مطلع القرن العشرين الى( 49 ) مدرسة
فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق