السبت، 8 يناير 2022

جمهورية كازخستان ...ما الذي يجري ؟!


 


جمهورية كازخستان ...ما الذي يجري ؟!
-ابراهيم العلاف**
وانا استمع ، واشاهد القنوات الفضائية ، والاذاعات قفزت الى مقدمة الاحداث ( جمهورية كازخستان الاسلامية ) ، وعاصمتها المآتا ورئيسها الحالي قاسم جومارت توكاييف (68 عاما) .
وتذكرت ، اننا في مطلع التسعينات من القرن الماضي ، وسعنا اهتمامات مركز الدراسات التركية - الاقليمية حاليا في جامعة الموصل وتشرفت برئاسته اكثر من مرة منذ تأسيسه سنة 1985 حتى تقاعدي سنة 2013 لتشمل الى جانب تركيا ما كان يسمى (جمهوريات آسيا الوسطى الاسلامية) التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي السابق ، وعقدنا في اوائل التسعينات من القرن الماضي اكثر من ندوة ( 13-14 نيسان 1992 ، و30-31 ايار 1992 و27-28 ايلول 1992 ) والفنا كتابا ترون غلافه الى جانب هذه السطور وهو بعنوان ( جمهوريات آسيا الوسطى وقفقاسيا :الجذور التاريخية والعلاقات الاقليمية " طبع في دار ابن الاثير للطباعة والنشر في الموصل سنة 1993 وكان من تأليف عدد من الاساتذة المتخصصين وحرره المرحوم الدكتور عبد الجبار عبد مصطفى النعيمي وكتبتُ انا فيه فصلا بعنوان (صراع النفوذ التركي - الايراني في جمهوريات قفقاسيا وآسيا الوسطى )
وفيما يتعلق بكازخستان ، والاخ الدكتور سيار كوكب الجميل كتب عن (الجذور التاريخية لجمهوريات اسيا الوسطى ) قال ان شعب الكازاخ من الشعوب التركية وان الروس والسوفيت حكموهم منذ امد تاريخي طويل وحتى القرن التاسع عشر والقرن العشرين ولهم ماض تاريخي ورقعتهم الجغرافية واسعة وعانوا ما عانوا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وكازخستان تمتلك المزارع الواسعة والاراضي صالحة للزراعة تخترقها الانهار واهم نهر عندهم هو نهر سرداريا وهو نهر سيحون نفسه وعليه سدود ولديهم صناعات وخاصة في الشرق من مناطقهم .
واصدر الدكتور عبد اللطيف بندر اوغلو كتابا عن جمهوريات اسيا الوسطى وقدم نظرة في اوضاعهم التاريخية والجغرافية والسياسية صدر عن دار الشؤون الثقافية ببغدادسنة 1997 وترون غلافه الى جانب هذه السطور ، وقال ان جمهورية قازخستان هكذا كتبها ، تقع في توركستان الغربية . اما القسم الجنوبي منها فيقع ضمن حدود اسيا الوسطى ومساحتها ( 2717330) كم مربع وعدد سكان كازخستان اليوم عند كتابة هذه السطور (19 ) مليون نسمة ،وفي جمهورية كازخستان ( 19) ولاية و ( 210) مناطق ادارية و(82 ) مدينة و( 183) قصبة والقازاخ هم الاكثرية وفيها قوميات اخرى منهم من الروس ، والاوكرانيون ، والاوزبك ، والتاتار ، والاويغور .
وجمهورية كازخستان ، تجاور روسيا والصين وكان رئيسها لفترة (نور سلطان نزار باييف) ، وهي عضو في مجموعة الدول المستقلة منذ 21 كانون الاول 1991 والتي تقودها روسيا ، وتعد كازخستان اقوى دولة في اسيا الوسطى لامكاناتها العسكرية ، ومصادرها الطبيعية وتهتم بعلاقاتها مع روسيا الاتحادية والنفوذ الروسي فيها قويا وفيها صواريخ روسيا البالستية وتعد دولة نووية ، واقتصادها اليوم هو اقتصاد السوق ولديها اتفاقات مع الصين وتحاول ان تكون جسرا بين آسيا واوربا .وهي عضو في الامم المتحدة وعضو مراقب في منظمة المؤتمر الاسلامي
خلال اليومين الماضيين ، شهدت كازخستان تطورات متسارعة ، وكان ارتفاع أسعار الغاز والبانزين فيها القشة التي فتحت باب الاحتجاجات، واتسعت دائرتها في البلاد، وتركز أعنفها في مدينة ألما آتا كبرى المدن، ووصلت حد السيطرة على مطار المدينة.ويمكن متابعة ذلك في قناة الجزيرة الفضائية والرابط التالي :
وقد نشرت نشرت صحيفة ال (تايمز) البريطانية (The Times) استنادا الى ماجاء في موقع قناة (الجزيرة) والرابط :
مقالا حول الاحتجاجات في ( كازاخستان) ، تناول السبب المباشر لاندلاعها، ونشر روسيا قواتها هناك، وأهمية تلك الدولة بالنسبة لموسكو، وتأثير الاحتجاجات على إنتاج النفط، والفساد المالي للنخبة السياسية في كازاخستان.وذكرت في مقال للكاتب ( مارك بينيت) أن الشرارة الأولى للاحتجاجات تمثلت في الارتفاع الحاد في أسعار وقود السيارات ، ثم تحولت بسرعة إلى احتجاجات ضد السلطة الحاكمة .وقد استقالت الحكومة
تحت وطأة الاحتجاجات.كما سقط عدد من القتلى واعلنت حالة الطوارئ ورُفعت شعارات اسقاط النظام .وتقول الحكومة إن الاضطرابات نظمتها عصابات مسلحة تدربت في الخارج، لكنها لم تقدم أي دليل على ذلك ويمكن القول أن معظم المتظاهرين كانوا من الغاضبين من الفساد وعدم المساواة الاقتصادية.وقال الكاتب إن الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف طلب من (منظمة معاهدة الأمن الجماعي ) ، وهي مجموعة تقودها موسكو، وكازاخستان عضوة فيها المساعدة في قمع الاحتجاجات أرسلت روسيا والأعضاء الآخرون (أرمينيا ، وبيلاروسيا ، وقيرغيزستان وطاجيكستان) قوات -بمن في ذلك المظليون الروس- للعمل على "استقرار" الوضع.
ووصف الكاتب عملية الانتشار بأنها المرة الأولى التي تقوم فيها منظمة معاهدة الأمن الجماعي بعمل عسكري مشترك منذ تأسيسها في سنة 1999.
وأوضح بينيت أن كازاخستان كانت واحدة من أكثر دول الاتحاد السوفياتي السابق استقرارا، قائلا إن موسكو ستشعر بالرعب من السرعة التي تنتشر بها الاضطرابات، كما سيشعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقلق إزاء سرعة تحول الكازاخيين ضد السلطات، مضيفا أن الكرملين لن يرغب في المخاطرة بظهور حكومة موالية للغرب في كازاخستان. وقال إن كازاخستان تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في منطقة بحر قزوين، وتنتج حوالي ( 1.1 ) مليون برميل يوميا من النفط الخام، وإن الشركات الغربية ضخت عشرات المليارات من الدولارات في حقول نفط بغرب كازاخستان، حيث اندلعت الاحتجاجات، بينها إنفاق كونسورتيوم تقوده شركة شيفرون (Chevron) الأميركية ما يقدر بنحو (37 )مليار دولار على مشروع لتعزيز الإنتاج هناك.كما أشار بينيت إلى أن كازاخستان تمثل ( 18% ) من عمليات تعدين البتكوين في العالم، وقد تسببت الاضطرابات في إضعاف حوالي ( 5% ) من قيمتها.وحول الفساد المالي للنخبة الكازاخية ذكر المقال أنه في سنة 2019 صادرت الوكالة الوطنية للجريمة في بريطانيا ( 3 ) عقارات في لندن تبلغ قيمتها 80 مليون جنيه إسترليني تخص ابنة وحفيد الرئيس الكازاخي السابق نزارباييف، وتم تجميد تلك الممتلكات والاحداث لاتزال تتفاعل ونحن بانتظار ما سيحصل لكن الوضع الان كما يبدو قد استتب بعد ان فرضت الدولة سيطرتها واعلن مساء اليوم .7-1-2022 الرئيس الكازخستاني اعادة النظام وفرض السلطة بالقوة ورفض اي محاولة للحوار وشكر دول معاهدة الامن الجماعي على دورها في فرض القانون
*صورة الرئيس الكازخستاني قاسم جومارت توكاييف من قناة الحدث
كاتب ومؤرخ عراقي 7-1-2022**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...