الخميس، 27 يناير 2022

جامع الامام الباهر في الموصل يُبعث من جديد

































جامع الامام الباهر في الموصل يُبعث من جديد

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل  

وايضا ، وبجهود الخيرين من أبناء الموصل عاد  جامع الامام الباهر في محلة المشاهدة في الجانب الايمن من مدينة الموصل الى سابق عهده وأفضل ان شاء الله بعد ما لحقه من تدمير خلال سيطرة عناصر داعش على الموصل 2014-2014 .

وقد اكان يخبرني  بذلك احد الاخوان وهو يتابع مراحل الاعمار فضلا عن ان محبي الجامع انشأؤا له صفحة في الفيسبوك .

وجامع الامام الباهر  هو من اعرق الجوامع التي تضمها محلة المشاهدة التاريخية العريقة في الجانب الايمن من مدينة الموصل و يعود تاريخه الى القرن الثاني عشر الميلادي -السادس الهجري وتشير المدونات التاريخية والاثارية المتوفرة لدينا الى انه في بداية أمره كان (مدرسة دينية ) ،  لكن حاكم الموصل المعروف  وصاحبها  الملك الرحيم  بدر الدين لؤلؤ اتخذ من المدرسة مشـهداً للإمام الباهر بن الإمام محمد الباقر عليه السلام ورضي الله عنه ، وصار البناء يعرف ب( مـشهد الإمام الباهر) ، وقد جدده الحكام المغول  التي سيطروا على الموصل سنة 1261 ميلادية بعد اسلامهم ..

وكان مبنى المدرسة يبدو على شـكل مربع طول ضلعه 6,85م تعلوه قبة جميلة تستند على مقرنصات بشـكل مناطق. ويزين جـدران الغرفة زخارف جبسية على شـكل ألواح مربعة الشكل، ويوجد في أعلى الجدار الغربي وحدتان يزينهما زخارف جبسية بارزة كل منها على شكل نصف كرة مدببة ومزخرفة، ويقابلهما على الجدار المقابل وحدتان بنفس الشكل، وأرتفاع قبة الحـضرة يزيد على 15م وهي مـبنية بالجص وتتألف من قبتين بينها فراغ كما هو الحال في القباب الاتابكية .

 وفيما يتعلق بالحضرة يقول شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي فانها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل على يمينهِ وشـمالهِ غرفـتان صـغيرتان تحوي كل منهما على قبة صـغيرة تستند على مقرنصات كثيرة، وكان للحضرة مدخل جميل من المرمر فيهِ نقوش ناتئة داخل جامات وفيه زخارف نباتيه مؤلفة من أوراق وأزهار بارزة في المرمر داخل مستطيلات يحيط به صورة ثعبانين بارزين في المرمر ملتفين على بعضهما بين مساحات متساوية تؤلفان نطاقا من المسـتطلات المذكورة، وهي على شـكل محاريب صغيرة يزين داخلها زخرفة على شكل مناشير ثلاثية تشبه المقرنصات ويكون رأس الثعابين في أعلى الباب، أما ذنباهما في أسفل جانبي الباب، مكتوب فوق الجبهة المدخل بالخط الكوفي " الملك لله " وعلى جانبي هاتين الكلمتين مكتوب بخط سخنى "مـحمد. علي"، ولكن المحراب تم نقله إلى القصر العباسي في بغداد من قبل مديرية الآثار العامة مع الآثار التي وجدت في هذهِ الحضرة، وأسـتعيض عنها بنـسخة من الاسمنت. أما المصلى فهو مبنى يتـكون من مسـتطيلين، المستطيل الشرقي يحتوي على محراب بسـيط الشكل بدون زخارف أو كتابة مسـيع بالجص وأضيف إلى المصلى من جهة الغرب مستطيل على أمتداد المصلى لا يزيد عرضة على 1.5م كأنه من الأروقة أمام البناء وفي سنة 1939 جـددت بعض أقسـام المصلى وفتح لهُ باب آخر وبني غرفة بجانب المصـلى لسكنى المقيم في الجامع .

الجامع عمره الاخيار وافتتح في احتفال جميل يوم 21 من تشرين الاول سنة 2021

تعليق مفيد للتاريخ أقصد لتاريخ اعمار الجامع :

كتب المهندس الاستشاري الاخ والصديق الاستاذ احمد العمري في صفحته التالي ويتاريخ 21 اكتوبر - تشرين الاول 2021 :

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
منجزي التصميمي الجديد
تم اليوم وبفضله سبحانة وتعالى افتتاح جامع الامام الباهر في محلة المشاهدة في الموصل القديمة والذي تم انشاؤه في القرن السادس الهجري بعد اعادة بنائه وعلى نفقة متبرعة كريمة ومحسنين ضمن احد مهامي في جمعية فعل الخيرات والذي سبق ان تم تفجيره مع الضريح وتجريفه بالكامل من قبل قوى الظلام باستثناء مناره كانت فيه قيد الانشاء
الجامع الاصلي له مدخلين جنوبي وشمالي من الازقه وكان بناؤه متواضعا من ناحية العناصر المعمارية وكما في الصور الاصلية المرفقه وابرز عناصره القبة المخروطية والحنيات الركنية وعدد من الاقواس وكان في القبة من الداخل زخرفه شبه مندثرة من اطباق نجمية متراكبة
اما الجزء الشمالي فجميعه بناء مستحدث بسيط من محلات الوضوء وغرف تخلو من اية قيمة معمارية
تم اعادة تصميم الجامع بتوظيف تفاصيل العمارة الموصلية واستخدام نفس اللغة المعمارية باسلوب متجدد للتعامل مع فضاء المصلى الداخلي مع زخارف مماثله للاصل ثلاثية الابعاد في القبة وتوليد نمط جديد من المحاريب بنفس تفاصيل العمارة الموصلية ومن الفرش الموصلي ليراعي عدم قطع صفوف المصلين واتاحة مساحة اكبر في الفضاء الداخلي مع الاقواس المتعاقبة في داخل الجامع وفي الرواق واضافة فعاليات في الجزء الشمالي يشمل قاعه لمصلي يومي ومصلي النساء وشقتين سكنيتين وتم معالجة الواجهات في ضمن تفاصيل النسيج المجاور بالبروزات والخسفات والكوابيل وتم توظيف التفاصيل الموصلية في اعمال الحديد في الاسيجة .اما
الاروقه المطله على فناء الجامع الرحب الفسيح فقد تم تاطيرها بالفرش الموصلي لتستوعب بصريا الناظر من خلالها جماليات العناصر الداخلية
ومن المدخل الشمالي حيث اماكن الوضوء والحمامات و ضمن مسار منكسر يتم من خلاله استيعاب القبه مؤطره ضمن قوس ايوان موصلي مع التلاعب بالظل والضوء
تم توظيف اللون الابيض حيث النقاء والتفرد في السياق الحضري
ارخ لي مشكورا صديقي العزيز الشاعر د. وليد الصراف تاريخ البناء بالابيات اعلاه
يدٌ قد أبت أن نسمّيَها ..... أعادت لنا جامع الباهرِ
كما كان عاد فأرّخ ..... وقل ألا دام أمسكَ في حاضري 1443 ه
الشكر موصول لكل من كانت لها اسهامة واضافة وجهد في العمل والمتابعة واخص بالذكر د. سعدالله توفيق سليمان رئيس الجمعية والمهندس عمر الضاحي والشيخ ميسر الشيخاوي امام الجامع والدكتور عمر عادل في اعداد التفاصيل واخرين قد يكون فاتني ان اذكر اسمائهم جزاهم الله كل خير
الموصل امانه في اعناقنا وستعود باجمل مما كانت بهمة رجالاتها واهلها الاصلاء باذن الله

 

.

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...