الأحد، 30 يناير 2022

منطقة الزنجيلي في الموصل


 منطقة الزنجيلي في الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل

ورسميا اي في الدوائر الرسمية لا توجد محلة تحمل اسم محلة الزنجيلي في الموصل ، بل توجد منطقة يسميها الناس منطقة الزنجيلي لها امتدادات على شارع ابن الاثير المتجه الى باب سنجار وعلى شارع الشيخ فتحي عند مخفر شرطة الشيخ فتحي وهما المدخلان الرئيسيان لمنطقة الزنجيلي في الجانب الايمن من مدينة الموصل وتقع في شمال غرب مدينة الموصل .

ويشير الاستاذ عبد الله محمد خضر في كتابه عن ( التوسع العمراني في مدينة الموصل في القرن العشرين ) ، وقد عمل الرجل مساحا في شعبة الهندسة بمديرية التسجيل العراقي لسنوات طويلة الى ان توسع مدينة الموصل في جانبها الايمن والتي كانت ضمن السور جرى في بدء سنوات القرن العشرين .. ومنطقة الزنجيلي التي كانت ارضا زراعية خالية والتوسع جرى في سنوات الخمسينات من القرن الماضي واستمر التوسع الى سنوات السبعينات من القرن العشرين وقد شمل التوسع الاحياء الواقعة في الجهة الشمالية الغربية لمدينة الموصل في حي الشفاء وما كان يسمى اراضي المزريب وخبرة البزون وحي النجار (الان حي الربيع) .

ومن المؤكد انالتوسع العمراني الذي امتد الى منطقة الزنجيلي في مرحلته الاولى كان يقع ضمن منطقة سميت في سجلات العقار الرسمية (جوار الموصل) حيث ان الدولة سجلتها باعتبارها عقارات اقيمت على اراض زراعية ومنطقة الزجيلي كانت تسمى (خبرة البزون) وهي ارض منخفضة تتجمع فيها المياه وكانت ارضا زراعية وليست ملكا صرفا للأفراد وليست مهيئة للسكن لكن الضرورات الجأت الدولة الى تغيير صنفها وجعلها اراض لسكن المواطنين وهكذا تم السماح لمن لديه اراض في منطقة الزنجيلي ان  يقسمها ويبيعها مع بقاء صفتها ارضا زراعية وحين يتم تشييد البناء عليها يقدم طلبا ويدفع الرسومات لقاء تصحيح صنفها واراضي الزنجيلي وخبرة البزون والمزريب ووادي حجر كانت ضمن هذه المناطق التي بدأت تتحول الى سكنية مابين السنوات 1930 الى 1960 وبعدها سنت الدولة قوانين وجعلت الاراضي هذه ملكا صرفا بعد اخذ حصة وزارة المالية لااقامة المستوصفات والمدارس والدوائر الرسمية والحدائق .ومن المناطق التي حدثت في الموصل من بين (38) منطقة الزنجيلي  وسنوات تحديثها الفعلية كانت بين سنتي 1958-1970 ومنطقة خبرة البزون 1960-1970 وتقع عقارات الزنجيلي ضمن عقاري مقاطعة (50) المسمى خبرة البزون والعقار هذا يقع مابين جوار الموصل من جهة الخاتونية والزنجيلي ومقاطعة وادي العين الشمالية وعقار مقاطعة رقم ( 49) المزريب وهي المنطقة الواقعة مابين الزنجيلي وباب سنجار وعقار مقاطعة (47) الزنجيلي ويقع العقار بين عقار المزريب وباب سنجار ووادي العين الشمالية .

في منطقة الزنجيلي معالم كثيرة منها الاسواق والمعامل والمدارس والمستوصفات والجوامع فهناك جامع الشهيد عدنان الراوي ، وجامع الشهيد فارس حميد .وكما هو معروف فان جامع الشهيد الذي يقع بالقرب من محلة الزنجيلي انشأه المرحوم علي الراوي سنة 1962 وسمي بالشهيد نسبة الى المقدم سعد الله الراوي الذي اعدم بعد فشل حركة الشواف في الموصل 1959 ودفن داخل الجامع رحمة الله عليه وطيب ثراه .

في منطقة الزنجيلي مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية وهناك مدرسة سعد بن ابي وقاص الابتدائية للبنين  ومن معلميها الذين اعرفهم الاستاذ عبد اللطيف طه العبيدي والاستاذ  حكمت سلمان التحافي وثمة مدارس اخرى في المنطقة ، وهناك اعدادية اليقظة للبنات وانتقلت الى بنايتها الحالية في 2 من تشرين الاول سنة 1967 جنوبي منطقة الزنجيلي خلف بناية دائرة الدفاع المدني شارع البورصة والبناية شيدت بتبرعات الاهالي .

واسواق الزنجيلي عامرة بالبضائع المتنوعة وكان هناك معمل للثلج قريب من مدخل شارع ابن الاثير هو معمل ثلج القزاز وفي منطقة الزنجيلي حي سكني واسياف للحنطة والملح والمنطقة تجاور حي الصحة وقد سميت المنطقة بالزنجيلي لانها كانت ممرا للتهريب باتجاه بلاد الشام وكان فيها مخفر للجندرمة او الدرك العثماني ومنتسبيه يقومون بإلقاء القبض على المهربين وربطهم بالسلاسل (الزناجيل) ،  والقدوم بهم الى المركز العام مركز الشرطة العام داخل الموصل لهذا سميت المنطقة بالزنجيلي . وثمة رواية اخرى تقول ان من كان يملك اراض فيها شخص من ال الزنجيلي كما هو الحال مثلا بالنسبة لمن كان يملك الاراضي في حي الكركوكي قرب الاربجية في الجانب الايسر من الموصل .

مما لدي من المدونات التاريخية ومنها كتاب الاخ الاستاذ محمود حسن ال طليان والموسوم (تاريخ الموصل في قرن 1900-2003) ، ان اسرة الحاج يونس الجماس وهي اسرة موصلية عربية من عشيرة البو سالم من قبيلة الجحيش الزبيدية قامت في سنة 1951 ببناء خان في محلة الزنجيلي ثم انتقلت الاسرة من محلة باب الجبلين ومن محلة المشاهدة الى الزنجيلي سنة 1967 . كما ان اسرة الحاج سلطان جاسم الزهيري الجماس وهي اسرة موصلية من عشيرة الزهيرات القيسية وقد امتهنت تربية الجاموس انتقلت الى محلة الزنجيلي حالها حال الكثير من اصحاب الجاموس بعد قرار البلدية بأمر متصرف اللواء سعيد قزاز في سنة 1950 بترحيل اصحاب المواشي من داخل الموصل وممن برز من شخصيات هذه الاسرة العميد هاشم الياس الجماس الزهيري .

ومن الذين سكنوا في منطقة باب سنجار بداية الدخول الى منطقة الزنجيلي ال شيخو ، وهم أُسرة  عربية من عشيرة السادة الحياليين وقد قدموا من بلاد الشام اواخر القرن التاسع عشر وكان المرحوم محمد علي الشيخو تاجرا للأغنام وشريكا للمرحوم الشيخ سالم الشيخ علي العزاوي في شحن قطعان الاغنام الى سوريا وضمن ما يسمى (البراخين)  . ومنهم الشيخ غازي الشيخو الشخصية السياسية العروبية المعروفة .

واهل الزنجيلي ، عشائر عربية كريمة وقد برز منهم الاساتذة والقادة والاداريين والتجار ، وفيها اسر وعوائل معروفة في محافظة نينوى اتمنى لهم التقدم الدائم وارجو من المسؤولين في المحافظة الى الاهتمام برفد منطقة الزنجيلي بما يساعد على توفير الخدمات البلدية والصحية والتربوية والرياضية والثقافية . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...