الأربعاء، 19 يناير 2022

جامع خزام في الموصل .............ابراهيم خليل العلاف

                                                                   جامع خزام في الموصل 
                                                              سبيلخانة جامع خزام في الموصل
                                                                 منارة جامع خزام في الموصل
 

                                       صورة رقم (4) جامع خزام من الداخل بعد التعمير والحمد لله 2021


جامع خزام في الموصل 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل

 

وجامع خزام ، في محلة جامع خزام القريبة من محلة باب لكش من الجوامع القديمة في الموصل .. له تاريخ يعود الى القرن العاشر الهجري - القرن السادس عشر الميلادي . والجامع يعود الى رجل اسمه  خُزام الصيادي ، وخزام هذا هو

السيد محمد خزام الثاني بن السيد نور الدين الصيادي الرفاعي 950-985 هجرية – 1544- 1578 ميلادية بنى جامعه بعد ان جاء الى الموصل ، وكان ثريا ، وينتمي الى اسرة الصيادي الشامية المعروفة في حلب ، وفي اسطنبول .

وقد جاء في كتاب (تنوير الابصار في طبقات الرفاعية الابصار ) ،  الذي الفه الشيخ ابو الهدى الصيادي ، ان السيد محمد خزام "اشتغل عند نزوله الموصل ، بإطعام الطعام ، وإكرام الضيفان ، وتشييد الخيرات ، والمبرات ، والجوامع والمساجد وكان أخر خيراته بناء الجامع الذي هو مدفون فيه ، واليه ينسب عند اهل الموصل فيقال جامع خزام " .

وعندما توفي دفن في جامعه .. ومن الطريف أن اسم الجامع غلب على المحلة فسميت محلة جامع خزام ، وهي قريبة من محلة باب لكش بأسم الجامع نفسه .وتاريخ الجامع كما يقول شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي في كتابه (جوامع الموصل ) يعود الى ماقبل سنة 985 هجرية – 1578 ميلادية .

وللجامع بابان اولهما في جنوب الجامع ، والثاني في غربه .. وفي الجامع الذي هو ليس كبيرا في المساحة ، فناء ، ومصلى مساحته 18 في 7 متر وامامه اروقة وسقف كل رواق يشبه القبة .. وللمصلى ثلاثة ابواب ، والقبة تستند الى مقرنصات جميلة ، والمنارة تقع في الجهة الغربية من الجامع في لحف المصلى ، وقد جدد الجامع الحاج جرجيس جلبي عبدال سنة 1208 هجرية – 1794 ميلادية وجرجيس جلبي عبدال هو من رجالات اسرة ال عبدال المعروفة في الموصل وهي ايضا من بنت جامع الشيخ عبدال في سوق السراي بالموصل .

وكان مكتوبا فوق قوس الباب الاوسط من المصلى : بسم الله الرحمن الرحيم .في بيوت اذن الله ان ترفع (الى ) بغير حساب سورة النور الاية 36-38 .وفي صدر المحراب الذي داخل المصلى :بسم الله الله الرحمن الرحيم .الله نور السموات والارض (الى ) فيها مصباح " سورة النور الاية 35

وفوق قوس المحراب : ولكل وجهة هو موليها ؛ فإستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ، ان الله على كل شيء قدير .ومن حيثُ خرجتَ فولِ وجهكَ شطر المسجد الحرام وانه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره " سورة البقرة 148-150 .

وفوق القوسين :" انما يعمر مساجد الله (الى ) من المهتدين " سورة البقرة 144 .وفوق باب المنبر منبر الجامع :" لا إله الا الله محمد رسول الله " .

والمنارة مبنية بالآجر ، ومزخرفة بآجر مزلج وكان في الجامع مدرسة وفي المدرسة خزانة كتب وممن درس في المدرسة سنة 1787 ميلادية الشيخ علي الجعفتري العالم الموصلي الكبير .وصورة المنارة التي ترونها الى جانب هذا الكلام هي من ارشيف الاخ الاستاذ يحيى قاسم ابو زكريا .

الذي اريد ان اقوله عن جامع خزام ، ان اروقته فريدة لا يوجد مثيل لها في كل جوامع الموصل فسقفها يشبه القبة ، وتستند على مقرنصات ، وتشكل زخرفا جميلا في اعلى السقف .كما ان للمصلى كما قلنا ثلاثة ابواب بابان جانبيان وباب في الوسط وفي المصلى محراب جميل تحيط به كتابات ، وهو مزين من الداخل بمناشير ثلاثة في كل منشور كتابة من قبيل ( ازكى الصلاة على الهادي وعترته ) والاية الكريمة (انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر وآتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين ) صدق الله العظيم .

وفيما يتعلق بالمنبر الذي في جامع خزام فيمكن القول انه منبر جميل ، وكان مكتوبا فوقه (لااله الا الله محمد رسول الله ) وفوق ركنه الايمن مكتوب بيت من الشعر باللغة التركية يقول :

محى جار ياري مسك عنبر ***سر جراغ مسجد محراب عنبر

ابو بكر عمر عثمان حيدر

وفوق الركن الايسر منه مكتوب ايضا :

مراد مد جهار ياري ايتمك *** كما اوزره ابو بكر عمر عثمان علي كورشو سلطانه نك .

وفي الجامع قبة ، تستند على مقرنصات وفوق المقرنصات زخارف جبسية وكانت القبة مزخرفة الا انه وبسبب محاولات التجديد التي مرت بها لم يعد للزخارف وجود .وقد جاء في سالنامة الموصل لسنة 1323 مالية رومية -1325 هجرية - 1907 ميلادية (والسالنامة بالتركية الكتاب السنوي الذي كانت تصدره الولاية وسال سنة ونامه كتاب ) ، ان حسن باشا الجليلي والي الموصل جدد عمارة الجامع سنة 1107 هجرية 1696 ميلادية وبنى فيه منارته الجميلة المزينة بالاجر الزوردي الملزج .

وفي سنة 1208 هجرية – 1794 ميلادية بنى الحاج جرجيس جلبي عبدال سبيلخانة أي (دار السبيل) في الجامع وقد تحدث عن السبيلخانة نيقولا سيوفي في كتابه ( مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل ) وكتبت عنها انا ايضا في بحث لي عن (سبيلخانات الموصل ) القيته في جامعة حلب قبل سنوات . وتعتبر سبيلخانة جامع خزام من السبيلخانات الجميلة وقد وضعها على الطريق الذي يسميه الناس طريق جامع خزام وكان مكتوبا على باب غرفة السبيلخانة : (فول وجهك شطر المسجد الحرام )وكان مكتوبا فوق شباك السبيلخانة التي ترون صورتها الى جانب هذا الكلام ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل الصدقة سقي الماء .وقد وقف وخلد هذا السبيل الحاجي جرجيس جلبي عبدال ) .

نقطة مهمة اريد ان اذكرها ان الشيخ ابو الهدى الصيادي وهو من رجالات الصوفية الكبار وكان من مستشاري السلطان عبد الحميد الحميد الثاني 1876-1909 اهتم كثيرا بجامع خزام وبمدرسته ، بهدف تشجيع الحركة الصوفية في الموصل حتى ان احد رجالات الموصل وعلماءها وهو الشيخ داؤود افندي الصائغ سافر الى العاصمة العثمانية استنبول والتقى الشيخ ابو الهدى الصيادي وعرض عليه امر ترميم المدرسة الخزامية وقد استجاب الى طلبه وساعده في توسيع المدرسة واعمارها وتولى التدريس فيها الشيخ داؤود الصائغ نفسه وقد توفي سنة 1323 هجرية 1905 ميلادية .

كما درس في المدرسة الخزامية بعده الشيخ سعيد افندي بن السيد شهاب الدين افندي المليسي الموصلي .

وكان في المدرسة خزانة كتب فيها الكثير من المخطوطات التي ذكرها الدكتور داؤد الجلبي في كتابه ( مخطوطات الموصل ) والتي تحولت كلها فيما بعد الى مكتبة الاوقاف في الموصل

27 نوفمبر - تشرين الثاني 2018 https://www.facebook.com/photo/?*fbid=10217495132147161&set=pcb.10217495137947306

ملاحظة : تمت والحمد لله اعادة اعمار الجامع 2021 وعاد الى ما هو افضل من السابق ( 19-1-2022 ) وكما يتضح في الصورة المرفقة رقم 4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...