السيد محمد يونس السيد وهب وتاريخ تلعفر *
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
منذ اكثر من اربعة عقود عرفت الكاتب والمؤرخ السيد محمد يونس السيد وهب ، وكنت ازوره في داره بمدينة تلعفر . وكان انسانا نبيلا ، ورجلا فاضلا ، وكاتبا مهتما بتاريخ تلعفر وله علاقات واسعة مع عدد من السياسيين والمؤرخين واساتذة الجامعات والمثقفين .
ووالد السيد محمد يونس السيدوهب المرحوم عبد الله السيد وهب من احد القادة البارزين لحركة المقاومة للمحتلين الانكليز للموصل وقد ورد جانب من سيرته في وثيقة وجدتها في مكتبة وزارة الهند في لندن وضمن ما يسمى بمن هو ؟ ومن هو في تلعفر?Who is Who in Tel Afar
ومنذ قرابة 45 سنة كنت اعمل في اعداد رسالتي للماجستير عن ولاية الموصل 1908-1922 واثناء البحث في المركز الوطني لحفظ الوثائق ببغداد (الان دار الكتب والوثائق ) عثرت على وثائق كثيرة في ملفة وزارة الداخلية وبرقم B-20-C ومن هذه الوثائق وثيقة تخص شخصيات تلعفر والوثيقة عبارة عن مذكرة كتبها الميجر بارلو Barlow مساعد الحاكم السياسي في تلعفر باللغة الانكليزية وترجمتها انا وقد قتل عند انطلاق ثورة 1920 في تلعفر يوم 4 حزيران 1920 والتي اتسعت لتصل ذروتها في الرميثة يوم 30 حزيران 1920 . والمذكرة موجهه الى الضابط السياسي في الموصل وتاريخ المذكرة هو 26 نيسان 1920 وقد رأيتها محفوظة في ملفة ( ?Who is Who ) يقول في المذكرة وهو يتحدث عن السيد عبد الله بن السيد وهب بن السيد ابراهيم وهو والد الاستاذ محمد يونس انه رئيس عشيرة في تلعفر تعرف بعائلة السيد ومن رؤسائهم السيد سليمان والسيد عبد الله مناؤئ للانكليز لكن الحكومة البريطانية تتسامح معه بسبب ما يملكه من نفوذ في تلعفر وهو عضو في المجلس البلدي وله نفوذ في حي القلعة ونفوذه امتد الى قريتي هارونة وقُبّك وكان تحت إمرته 150 فارسا و200 راجل (مشاة ) وان له علاقات طيبة مع عشيرة شمر .
هذه المذكرة نبهت الى خطورة نفوذ السيد عبد الله السيد وهب كتبت في 26 نيسان 1920 وحركة تلعفر ضد الانكليز اندلعت يوم 4 حزيران 1920 اي كتبت قبل 38 يوما من مقتل الميجر بارلو وعدد من الضباط والجنود الانكليز واحتلال القلعة ورفع العلم العربي الذي رفعه الشريف حسين شريف مكة عندما قام بثورته ضد العثمانيين سنة 1916 .
ومن المؤكد ان المؤرخين والمهتمين سيفيدون من هكذا وثيقة عند كتابتهم للتاريخ الحديث والمعاصر وانوه ان الانكليز ما دخلوا منطقة الا وكتبوا نبذا عن تاريخها ورجالاتها ومواقفها وهو ما كان يعينهم في بسط سيطرتهم
ومنذ قرابة 45 سنة كنت اعمل في اعداد رسالتي للماجستير عن ولاية الموصل 1908-1922 واثناء البحث في المركز الوطني لحفظ الوثائق ببغداد (الان دار الكتب والوثائق ) عثرت على وثائق كثيرة في ملفة وزارة الداخلية وبرقم B-20-C ومن هذه الوثائق وثيقة تخص شخصيات تلعفر والوثيقة عبارة عن مذكرة كتبها الميجر بارلو Barlow مساعد الحاكم السياسي في تلعفر باللغة الانكليزية وترجمتها انا وقد قتل عند انطلاق ثورة 1920 في تلعفر يوم 4 حزيران 1920 والتي اتسعت لتصل ذروتها في الرميثة يوم 30 حزيران 1920 . والمذكرة موجهه الى الضابط السياسي في الموصل وتاريخ المذكرة هو 26 نيسان 1920 وقد رأيتها محفوظة في ملفة ( ?Who is Who ) يقول في المذكرة وهو يتحدث عن السيد عبد الله بن السيد وهب بن السيد ابراهيم وهو والد الاستاذ محمد يونس انه رئيس عشيرة في تلعفر تعرف بعائلة السيد ومن رؤسائهم السيد سليمان والسيد عبد الله مناؤئ للانكليز لكن الحكومة البريطانية تتسامح معه بسبب ما يملكه من نفوذ في تلعفر وهو عضو في المجلس البلدي وله نفوذ في حي القلعة ونفوذه امتد الى قريتي هارونة وقُبّك وكان تحت إمرته 150 فارسا و200 راجل (مشاة ) وان له علاقات طيبة مع عشيرة شمر .
هذه المذكرة نبهت الى خطورة نفوذ السيد عبد الله السيد وهب كتبت في 26 نيسان 1920 وحركة تلعفر ضد الانكليز اندلعت يوم 4 حزيران 1920 اي كتبت قبل 38 يوما من مقتل الميجر بارلو وعدد من الضباط والجنود الانكليز واحتلال القلعة ورفع العلم العربي الذي رفعه الشريف حسين شريف مكة عندما قام بثورته ضد العثمانيين سنة 1916 .
ومن المؤكد ان المؤرخين والمهتمين سيفيدون من هكذا وثيقة عند كتابتهم للتاريخ الحديث والمعاصر وانوه ان الانكليز ما دخلوا منطقة الا وكتبوا نبذا عن تاريخها ورجالاتها ومواقفها وهو ما كان يعينهم في بسط سيطرتهم
اعود لاتحدث عن السيد محمد يونس السيد عبد الله السيد وهب فأقول أن السيد محمد يونس السيد وهب - كما يقول الاستاذ السيد عبدالله محمد طاهر الموسوي في مقالة له - ينتمي الى عشيرة السادة الموسويين التي تتمركز في قضاء تلعفر في مركز المدينة القلعة القديمة والجزء الجنوبي من حي القادسية وحي 7 نيسان والجزء الجنوبي من حي المثنى وقرية هارونة وقرية سجعة(صلوقيو) وقرية قبك التابعة لناحية العياضية وهم يتكلمون اللغتين العربية والتركمانية ويمتلكون الاف الدوانم من الاراضي الزراعية الصالحة لزراعة الحنطة والشعير .وكانت لهم وقفة مجيدة خلال ثورة 1920 الكبرى فهم من اوائل الذين أوقدوا نيران الثورة ضد المحتلين الانكليز في 4 حزيران سنة 1920 والتي امتدت لتكون شاملة لكل العراق ووصلت ذروتها في الرميثة يوم 30 حزيرن 1920 وكان لها تأثير في تغيير بريطانيا لسياستها ومنها الموافقة على ترشيح الامير فيصل بن الحسين شريف مكة ملكا على العراق وتتويجه في 21 اب سنة 1921 .
لااريد ان ادخل في تفاصيل ما جرى في تلعفر فلقد كتبت عن هذا في كتابي المشترك مع عدد من المؤرخين العراقيين اقصد كتاب (المفصل في تاريخ العراق المعاصر ) ، لكني اقول ان ال السيد وهب ومنهم السيد عبد المطلب والسيد عبد الله تعاونوا مع الضباط الشريفيين الذين جاؤوا من سوريا في مطلع حزيران سنة 1921 ، واسقطوا مع عدد من ابناء عشائر تلعفر قلعة تلعفر في 4 حزيران 1920 وقتلوا الميجر بارلو معاون الحاكم السياسي والكابتن ستيوارت وقد نالهم من قصف الطائرات البريطانية ما نالهم من تدمير وتهجير وقتل وكان تجمعهم مع الضباط الشريفيين امثال جميل المدفعي وجميل ال خليل وعبد الحميد الدبوني وممن اجتمع بهم في قرية قبك السيد سليمان اعا السيد وهب وبحضور الشيخ صالح ال خضير رئيس عشيرة الجحيش ومع رؤساء عشائر الكركرية وشمر وبقية العشائر التلعفرية في المنطقة وقد توجهوا الى مدينة تلعفر واجتمع الجميع في بيت السيد عبدالله اغا ال سيد وهب التلعفري وبعد ذلك اتفقوا على القيام بالهجوم على قلعة تلعفر وقتل من فيها من افراد الجيش البريطاني واثناء الهجوم استشهد الشيخ صالح ال خضير رئيس عشيرة الجحيش وبعد ساعات جاءت امدادات الجيش البريطاني وبدأت الطائرات البريطانية تقصف تلعفر قصفا شديدا ، وانسحبت العشائر الى خارج تلعفر وسمي الانسحاب (قاجا قاج ) أي اهربوا . وبعد ذلك صدر بيان من السلطات البريطانية المحتلة يقضي بتغريم رئيس عشيرة السادة السيد عبد الله السيد وهب بمبلغ (82 ) الف روبية قبل الموافقة على عودته وجماعته الى مساكنهم في داخل تلعفر وفعلا دفع المبلغ من قبل رئيس عشيرة السادة الموسويين السيد عبدالله اغا ال سيد وهب .
يقول الاستاذ ذنون قره باش في مقالة له :" كان السيد عبدالله السيد وهب يجري اتصالات مع الضابط الشريفي عبدالحميد الدبوني الذي كان يمثل معاون الحاكم العسكري آنذاك بالتنسيق مع رؤساء عشائر تلعفر والعشائر العربية الأخرى في المنطقة. إذ عقد الإجتماع السري للثوار في دار السيد عبدالله ونتيجة إيمانهم الجريء لإعلان الثورة ضد المحتل الإنكليزي، في الإجتماع تم الإتفاق بعد أن توحدت المواقف وصدقت النوايا وقرروا بالإجماع على القيام بالثورة في الرابع من حزيران ١٩٢٠م وإن دل هذا على شيء يدل على تماسك وتكاتف وتلاحم عشائر تلعفر وطنيا واجتماعيا " .
كان السيد محمد يونس بن السيد عبد الله السيد وهب حاضرا في بعض احداث ثورة تلعفر حتى انه الف كتابا عنها بعنوان : ( اهمية ثورة تلعفر في ثورة 1920 ) روى فيه الاحداث .
وقد قام السيد عبد الله السيد وهب بإعتباره عضوا ورئيسا لجمعية الدفاع الوطني بدور مهم في الفاع عن عائدية ولاية الموصل للدولة العراقية ووقف ضد مطالب الاتراك فيها 1925-1926 .وقد قابلته لجنة عصبة الامم وقال لهم بالحرف الواحد اننا لانريد لا الاتراك ولا الانكليز نحن عراقيون ونريد حكومة عربية مستقلة .
وكان السيد محمد يونس السيد وهب عضوا في مجلس ادارة قضاء تلعفر منذ شهر ايلول سنة 1930 اي بعد وفاة والده السيد عبد الله السيد وهب في 30 تموز سنة 1930 .كما انتخب نائبا في مجلس النواب العراقي خلال العهد الملكي ولعدة مرات منها في الدورة الانتخابية الحادية عشرة من 1كانون الاول 1947 الى 22 شباط 1948 وفي الدورة الانتخابية الثانية عشرة والتي امتدت من 21 حزيران 1948 الى 29 تشرين الثاني 1948 والدورة السادسة عشرة والتي انتهت في 9 من حزيران سنة 1958 .
وقد يكون من المناسب القول ان السيد محمد يونس كان له ديوان كبير يؤمه عدد من رؤساء العشائر والمثقفين ذلك انه كان بعد شخصية إجتماعية بارزة معروفة في المنطقة وبالأخص بين سكان مدينة تلعفر وصاحب كلمة مسموعة في عشيرته بالذات، وكثيرا ما كان من يحضر هذا الديوان يسمع احاديث شتى ويتعلم من خلالها حب البلد وأهله وحسن المعاملة واستقبال الضيوف وأسلوب الكلام وآدابه والاصغاء وخدمة الناس دون مقابل وكان السيد محمد يونس معروفا بالتواضع والحكمة والشجاعة والضيافة والكرم .
الاستاذ عبد الوهاب النعيمي رحمه الله القاص والكاتب والصحفي هو من قدم لكتاب السيد محمد يونس عبد الوهاب الموسوم ( تاريخ تلعفر قديما وحديثا ) والذي طبع في مطبعة الجمهورية بالموصل سنة 1967 قال ان الاستاذ محمد يونس السيد وهب تصدى لتدوين تاريخ تلعفر هذه المدينة الحصينة التي لها تاريخها ولها تقاليدها وعاداتها ولها امتيازاتها ايضا وهي وان تك مدينة صغيرة الا ان الاحداث المتتابعة التي انبثقت منها توحي بأنها شيء مهم يجب ان نكرس جهودنا لحقيقتها . واضاف ان الاستاذ محمد يونس السيد وهب اثبت في كتابه ان اهل تلعفر دافعوا عن العراق ووقفوا ضد العثمانيين وضد الانكليز وما كتبه –يعد بحق – مصادر تاريخية موثوق بها في تفاصيل احداثها وقد خدم –بكتابه –هذا التاريخ وخدم الاجيال الحاضرة والاجيال التي ستأتي .
قد نتفق مع السيد محمد يونس السيد عبد الوهاب في اطروحاته وكتاباته لكننا لابد ان نشيد بجهوده في توثيق الكثير من معالم التاريخ التلعفري الحديث خاصة وانه قد اطلع اثنان من جهابذة التاريخ على ما كتبه وهما السيد عبد الرزاق الحسني والاستاذ كوركيس عواد الذين – كما قال – عاونوه في مشروعه البحثي في تلك المرحلة المبكرة من التاريخ العراقي المعاصر .والشيء الجميل في الكتاب انه عاد الى عدد كبير من المصادر والمراجع فضلا عن مشاهداته العيانية .
فقط اريد ان اقول لمن يقرأ ما كتبته انني عرفت السيد محمد يونس السيد عبد الوهاب من اشد الناس حبا لتلعفر ومن اكثر الناس حماسا لتدوين تاريخها وارثها وتوضيح دورها في التاريخ القديم والوسيط والحديث واعده انا رائدا من رواد التاريخ المحلي في العراق .رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم .
_________________________
*سجلتها كحلقة من برنامجي التفزيوني اليومي ( موصليات ) والذي أقدمه على قناة ( الموصلية ) الفضائية يوم 27-2-2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق