الاثنين، 21 أغسطس 2017

إحياء شارع النجفي ضرورة ثقافية ا.د. ابراهيم خليل العلاف







إحياء شارع النجفي ضرورة ثقافية 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
إحياء شارع النجفي ضرورة ثقافية خاصة من المثقفين.. من لايعرف شارع النجفي او شارع المكتبات أو شارع المعرفة . وقد سبق ان كتبت عن هذا الشارع وكتب غيري لكن مما اريده اليوم وادعو اليه ان تتدخل الاوساط الثقافية العراقية والعربية والعالمية ومنها وزارة الثقافة العراقية واليونسكو لاعادة تأثيث وترميم هذا الشارع بإعتباره رمزا ثقافيا بعد التدمير الذي طاله خلال معركة تحرير الموصل من الظلاميين واعادتها الى حضن العراق العظيم .
ويقينا ان هذا الشارع - كما قلت آنفا - ارتبط في ذاكرة الموصليين بالكتاب والطباعة والصحافة والثقافة عموما منذ افتتاحه سنة 1914 وعلى مدى قرن من الزمان .
لم يكن شارعا عاديا ، بل كان شارعا للثقافة يرتاده الادباء والشعراء والفنانين ليجدوا فيه ضالتهم من الكتب والمجلات العربية والاجنبية وكنا ، وخاصة في الخمسينات من القرن الماضي ، نجد حول هذه المكتبة او تلك تجمعات من المثقفين يتناقشون في موضوعات الحياة المختلفة وبذلك كان الشارع يبدو وكأنه منتدا ثقافيا .
ولازلت اتذكر كيف انني اذهب الى الدكتور محمد صديق الجليلي وهو الكاتب والباحث والفلكي وعالم الموسيقى في داره بمحلة الامام عون الدين ونأتي من هناك سوية الى شارع النجفي سيرا على الاقدام لنقف عند الاستاذ عبد الرحمن نصار صاحب مكتبة الاهالي التي اسسها بعد ان جاء من البصرة ونبتاع منه الكتب ..كان هو نفسه يعرف تخصص كل منا ..هذا يحب كتب التاريخ وذاك يحب كتب الشعر والثالث يميل الى الكتب العلمية وهكذا .
شارع النجفي يربط بين جهة من شارع نينوى ومنطقة باب الطوب حيث مركز مدينة الموصل في جانبها الايمن ولم يكن يزيد طول الشارع عن كيلو متر واحد لكن المكتبات والمطابع ومجلدي الكتب ومؤطري الصور ومكاتب الصحف والمجلات تمتد على جانبي الشارع الذي شهد توسعا بعد ان هدم آل الشبخون بعض بيوتهم فيه وحولوها الى عمارات فتحت فيها محلات عديدة لبيع الكتب والاحبار والقرطاسية وحتى الحلويات . ومن الطريف ان ترتبط الكتب بالحلويات واول دكان للحلويات فيه كانت في جهته العليا من جهة شارع نينوى وهي محلات آل الشيخ علي للحلويات .
المكتبة العربية لصاحبها عبد الرحمن الكركجي تأسست سنة 1921 ، ومكتبة المعارف لصاحبها احمد شهاب تأسست سنة 1931 ، ومكتبة الامين ومكتبة المنار ، والمكتبة العصرية ، ومكتبة الامل، ومكتبة الاهالي، ومكتبة العروبة ، ومكتبة بسام ، ومكتبة العسلي ، ومكتبة الجيل العربي ، ومكتبة الجزائر . ولكل من هذه المكتبات تاريخ خاص بها ولكل مكتبة زبائنها ومرتاديها .
والى جانب المكتبات ، كانت ثمة مطابع ومنها مطبعة ام الربيعين ومطبعة الزهراء ومطبعة الاتحاد والمطبعة العصرية ومطبعة الجمهور ومطبعة الجمهورية .. وهناك مكاتب الصحف العريقة في الموصل مكتب جريدة فتى العراق ومكتب جريدة صدى الجمهور ومكتب جريدة النضال . المحامون ومكاتبهم لم تكن بعيدة عن شارع النجفي وكذلك الخطاطون ومنهم الخطاط زهير محمد صالح والخطاط نوري السعيد .
وكان ثمة مجلدي الكتب والبريد القديم لم يكن يبعد عن شارع النجفي سوى بضع خطوات .
الشارع تعرض كما تعرض شارع المتنبي وسوق المكتبات ببغداد لاحداث تفجير منها مثلا ما حدث مساء الأربعاء (25 أيلول 2013) عندما فجرت عربة مفخخة لبيع العصير أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 51 آخرين.
متى تعاد الحياة الى هذا الشارع وانا - بيني وبينكم - أعول على اهلي في الموصل اصحاب المكتبات والمحلات فيه ؛ فهم من سوف يعيده لكن لابد ان تمتد يد المعماريين ورجالات التاريخ والاثار لتعاوننا في احياء شارع العلم والثقافة في الموصل شارع المكتبات شارع النجفي .
صورة شارع النجفي سنة 1961

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...