تلعفر تاريخا وموقفا
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
سألني أحد الاصدقاء ممن يعيش خارج العراق منذ سنين طويلة ان اكتب شيئا عن مدينة تلعفر بعيدا عن القتال والمعارك فقلت له ان تلعفر مدينة عراقية عريقة في تاريخها فتاريخها يرتقي الى قرابة 7000 سنة وهي احدى المستوطنات البشرية التي استمر غيها السكن الاف السنين وحتى اليوم ولها ذكر في النصوص التاريخية القدمة سواء في العهود ما قبل التاريخ او في العصور التاريخية وتشتهر بقلعتها التي تعد بمثابة قاعدة عسكرية وبموقعها الاستراتيجي بين بلاد الرافدين وبلاد الشام
وتقع تلعفر بالقرب من الحدود العراقية - السورية وتبعد عن مدينة الموصل قرابة 70 كم، وعن جنوب الحدود التركية بقرابة 100 كم وعن الحدود السورية بحوالي 60 كم.
وابان العصور الاسلامية كان لها تاريخ حيث انها كانت قاعدة من قواعد الاسلام .وتم فتحا بعد فتح الموصل وخلال العصرين الاموي والعباسي كان لها تاريخ وخاصة فيما يتعلق بالصراعات السياسية والفكرية .
وخلال العهد العثماني كان لها ايضا تاريخ حافل وقد دخلت تحت سيطرتهم في عهد السلطان سليمان القانوني 1534 وانسحب منها العثمانيون بعد انسحابهم من الموصل في تشرين الثاني 1918 .وكان الخط السلطاني الذي انشأه العثمانيون بعد سيطرتهم على العراق يبدأ بتلعفر .
وبعد الاحتلال البريطاني للعراق 1914-1918 كان لها ايضا تاريخ حافل في مقاومة الاستعمار البريطاني فمنها انطلقت شرارة ثورة العشرين 1920 الكبرى في 4 حزيران 1910 بعد مقتل الكابتن بارلو معاون حاكمها السياسي .
وخلال تشكيل الدولة العراقية اسهمت تلعفر وكانت ناحية ثم قضاءَ 1918 في تشكيل الدولة العراقية وبنائها . واهل تلعفر وهم من نسيج اجتماعي مختلف لكنه متآلف تجمعهم محبة تلعفر وتأكيد شخصيتها الحضارية اناس جديون جادون عاملون وطنيون يحاولون ان تكون لهم بصمة في تقدم العراق وتنميته .برز من تلعفر كثيرون منهم قادة ورؤساء عشائر منهم عبد الرحمن اغا عبد الكريم السيد عبد الله اسيد وهب والشيخ صالح الخضير وعلي اغا عبد الكريم ويونس افندي بن عزيز اغا وسلموالخلف العوجان وقادر اغا ومنهم عبد القادر (قدو ) افندي التلعفري من عشيرة بير نزار وعمل مأمورا للعنابر (المخازن ) وهو المسؤول ايضا عن جباية الاعشار فيها اواخر العهد العثماني .ومن معلمي تلعفر الرواد الياس افندي التلعفري مدير مدرسة نجم للترقي ومنهم مؤرخون وقضاة وعلماء في التربية والسياسة والفن العسكري والعلوم الصرف اعرف منهم المؤرخ السيد محمد يونس السيد وهب والمؤرخ الاستاذ الدكتور ياسين عبد الكريم والقاضي احمد الديوجي والسياسي عبد الحميد الدبوني وعالم السياسة الاستاذ الدكتور قحطان احمد سليمان الحمداني والقائد العسكري الفريق سعيد حمو قائد اللواء الخامس ثم قائد الفرقة الرابعة ومعاون رئيس اركان الجيش وعالم التربية الدكتور طه الحاج الياس والدكتور احمد محمود التلعفري والاستاذعبدالله محمود الافندي مدير انحصار تبغ اربيل سابقا ولاننسى الشيخ غالب الافندي الذائع الصيت أحد قضاة العشائر.
وتشتهر تلعفر بقلعتها الحصينة وبكونها منطقة زراعية اشتهرت بزراعة الحبوب وفيها اليوم جامعة تلعفر الفتية وقد كتبت عنها كتب كثيرة اضافت الكثير من المعلومات عن تاريخها ورموزها ودورها التاريخي .
وممن كتب عنها من المؤرخين والبلدانيين العرب القدماء ياقوت الحموي صاحب كتاب (معجم البلدان ) وقال :"تل أعفر ـ ويقال تل يعفر ـ وقيل إنما اصله ـ تل الاعفر ـ للونه فغير بكثرة الاستعمال وطلب الخفة وهو اسم قلعة وربض بين سنجار والموصل .. وفي وسطه وادي فيه نهر جار على تل منفرد، حصينة محكمة وفي مائها عذوبة وبها نخيل كثيرة يجلب رطبه إلى الموصل" .
وتقع مدينة تلعفر في شمال غرب العراق، وتتبع أداريا محافظة نينوى. ويقدر عدد سكانها بنحو 205,000 نسمة حسب تقديرات عام 2014، وقد احتلها الظلاميون في 15 حزيران سنة 2014 والجهود تبذل اليوم لتحريرها وستنطلق عمليات التحرير بعد ايام قليلة حيث احكم الجيش العراقي والقوات الامنية الطوق عليها وسوف لن تكون معركتها طويلة ان شاء الله .
في قضاء تلعفر مدارس ومستشفيات ومستوصفات ومقار عسكرية ومطار وهي مدينة كبيرة لابل هي من اكبر الاقضية العراقية قاطبة .وقد حظيت تلعفر بقائمقامين ومدراء نواح مهنيين منهم السيد مصطفى العمري 1926 الذي كتب عنها تقريرا مفصلا قمنا بنشره قبل ايام . وتسكن تلعفر عشائر تركمانية وعربية وكردية معروفة بتاريخها . وثمة علاقات ومصاهرات وتداخلات اجتماعية بين تلك العشائر حتى تبدو تلك العشائر حقا وكأنها عشيرة واحدة .
ومما لحظته عن اهالي تلعفر أدبهم وكياستهم وحبهم للعراق ولمدينتهم تلعفر واعتزازهم بها اعتزازا لايوصف من حيث قوته وأثره .
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
سألني أحد الاصدقاء ممن يعيش خارج العراق منذ سنين طويلة ان اكتب شيئا عن مدينة تلعفر بعيدا عن القتال والمعارك فقلت له ان تلعفر مدينة عراقية عريقة في تاريخها فتاريخها يرتقي الى قرابة 7000 سنة وهي احدى المستوطنات البشرية التي استمر غيها السكن الاف السنين وحتى اليوم ولها ذكر في النصوص التاريخية القدمة سواء في العهود ما قبل التاريخ او في العصور التاريخية وتشتهر بقلعتها التي تعد بمثابة قاعدة عسكرية وبموقعها الاستراتيجي بين بلاد الرافدين وبلاد الشام
وتقع تلعفر بالقرب من الحدود العراقية - السورية وتبعد عن مدينة الموصل قرابة 70 كم، وعن جنوب الحدود التركية بقرابة 100 كم وعن الحدود السورية بحوالي 60 كم.
وابان العصور الاسلامية كان لها تاريخ حيث انها كانت قاعدة من قواعد الاسلام .وتم فتحا بعد فتح الموصل وخلال العصرين الاموي والعباسي كان لها تاريخ وخاصة فيما يتعلق بالصراعات السياسية والفكرية .
وخلال العهد العثماني كان لها ايضا تاريخ حافل وقد دخلت تحت سيطرتهم في عهد السلطان سليمان القانوني 1534 وانسحب منها العثمانيون بعد انسحابهم من الموصل في تشرين الثاني 1918 .وكان الخط السلطاني الذي انشأه العثمانيون بعد سيطرتهم على العراق يبدأ بتلعفر .
وبعد الاحتلال البريطاني للعراق 1914-1918 كان لها ايضا تاريخ حافل في مقاومة الاستعمار البريطاني فمنها انطلقت شرارة ثورة العشرين 1920 الكبرى في 4 حزيران 1910 بعد مقتل الكابتن بارلو معاون حاكمها السياسي .
وخلال تشكيل الدولة العراقية اسهمت تلعفر وكانت ناحية ثم قضاءَ 1918 في تشكيل الدولة العراقية وبنائها . واهل تلعفر وهم من نسيج اجتماعي مختلف لكنه متآلف تجمعهم محبة تلعفر وتأكيد شخصيتها الحضارية اناس جديون جادون عاملون وطنيون يحاولون ان تكون لهم بصمة في تقدم العراق وتنميته .برز من تلعفر كثيرون منهم قادة ورؤساء عشائر منهم عبد الرحمن اغا عبد الكريم السيد عبد الله اسيد وهب والشيخ صالح الخضير وعلي اغا عبد الكريم ويونس افندي بن عزيز اغا وسلموالخلف العوجان وقادر اغا ومنهم عبد القادر (قدو ) افندي التلعفري من عشيرة بير نزار وعمل مأمورا للعنابر (المخازن ) وهو المسؤول ايضا عن جباية الاعشار فيها اواخر العهد العثماني .ومن معلمي تلعفر الرواد الياس افندي التلعفري مدير مدرسة نجم للترقي ومنهم مؤرخون وقضاة وعلماء في التربية والسياسة والفن العسكري والعلوم الصرف اعرف منهم المؤرخ السيد محمد يونس السيد وهب والمؤرخ الاستاذ الدكتور ياسين عبد الكريم والقاضي احمد الديوجي والسياسي عبد الحميد الدبوني وعالم السياسة الاستاذ الدكتور قحطان احمد سليمان الحمداني والقائد العسكري الفريق سعيد حمو قائد اللواء الخامس ثم قائد الفرقة الرابعة ومعاون رئيس اركان الجيش وعالم التربية الدكتور طه الحاج الياس والدكتور احمد محمود التلعفري والاستاذعبدالله محمود الافندي مدير انحصار تبغ اربيل سابقا ولاننسى الشيخ غالب الافندي الذائع الصيت أحد قضاة العشائر.
وتشتهر تلعفر بقلعتها الحصينة وبكونها منطقة زراعية اشتهرت بزراعة الحبوب وفيها اليوم جامعة تلعفر الفتية وقد كتبت عنها كتب كثيرة اضافت الكثير من المعلومات عن تاريخها ورموزها ودورها التاريخي .
وممن كتب عنها من المؤرخين والبلدانيين العرب القدماء ياقوت الحموي صاحب كتاب (معجم البلدان ) وقال :"تل أعفر ـ ويقال تل يعفر ـ وقيل إنما اصله ـ تل الاعفر ـ للونه فغير بكثرة الاستعمال وطلب الخفة وهو اسم قلعة وربض بين سنجار والموصل .. وفي وسطه وادي فيه نهر جار على تل منفرد، حصينة محكمة وفي مائها عذوبة وبها نخيل كثيرة يجلب رطبه إلى الموصل" .
وتقع مدينة تلعفر في شمال غرب العراق، وتتبع أداريا محافظة نينوى. ويقدر عدد سكانها بنحو 205,000 نسمة حسب تقديرات عام 2014، وقد احتلها الظلاميون في 15 حزيران سنة 2014 والجهود تبذل اليوم لتحريرها وستنطلق عمليات التحرير بعد ايام قليلة حيث احكم الجيش العراقي والقوات الامنية الطوق عليها وسوف لن تكون معركتها طويلة ان شاء الله .
في قضاء تلعفر مدارس ومستشفيات ومستوصفات ومقار عسكرية ومطار وهي مدينة كبيرة لابل هي من اكبر الاقضية العراقية قاطبة .وقد حظيت تلعفر بقائمقامين ومدراء نواح مهنيين منهم السيد مصطفى العمري 1926 الذي كتب عنها تقريرا مفصلا قمنا بنشره قبل ايام . وتسكن تلعفر عشائر تركمانية وعربية وكردية معروفة بتاريخها . وثمة علاقات ومصاهرات وتداخلات اجتماعية بين تلك العشائر حتى تبدو تلك العشائر حقا وكأنها عشيرة واحدة .
ومما لحظته عن اهالي تلعفر أدبهم وكياستهم وحبهم للعراق ولمدينتهم تلعفر واعتزازهم بها اعتزازا لايوصف من حيث قوته وأثره .
عفوا دكتور دخلت تلعفر تحت الحكم العثماني في عهد السلطان سليم الاول سنة 1516م وليس في عهد السليمان القانوني.
ردحذف