الثلاثاء، 15 يوليو 2014

ثقافتنا الوطنية * بقلم :الاستاذ جواد عبد الكاظم محسن

ثقافتنا الوطنية *
بقلم :الاستاذ جواد عبد الكاظم محسن
رئيس تحرير مجلة "أوراق فراتية " الحلة
كشفت الأحداث الأخيرة التي عصفت بالبلاد عن نواقص عديدة ومخاطر أكيدة ، ومنها غياب الثقافة الوطنية ، وهو أمر لا يقل خطورة عن سواه إن لم يكن سبباً رئيساً لنشوء المخاطر الأخرى ، وتأثير ذلك في ولادة آفات فتاكة، وتهديدات جدية وجديدة لم تكن من قبل قد عرفت أو وردت في الحسبان .
ومما لاشك فيه أن بضعة عقود من قمع الديكتاتورية ثم مجيء الاحتلال الأجنبي البغيض وما حمله من أجندات عاملان مهمان ساهما في إضعاف الثقافة الوطنية وتهميشها ، بينما كانت في عقدي الخمسينات والستينيات – كما عشنا ورأينا - من المظاهر الإيجابية الملحوظة في المجتمع العراقي خلال العهد الملكي والعهد الجمهوري الذي تلاه ، وكان تأشير غيابها – وهو نادر جداً - لدى جهة صغيرة أو شخص ما يعد اتهاماً معيباً يحذره الجميع ، ويخشى عواقبه وعقابه .
الثقافة الوطنية هي السلك الذهبي الذي تنتظم فيه كل مكونات البلاد القومية والدينية والمذهبية كحبات اللؤلؤ لتصنع للبلاد أحلى عقد ثمين غير قابل للانفراط والضياع ، وهي أيضاً تحفظ لتلك المكونات خصوصيتها وتضمن حقوقها المشروعة ضمن المصلحة العليا التي لا يمكن أن يتقدم عليها أمر ، والكلام هذا ليس عبارات إنشائية للتزويق ، فبفضل وجود الثقافة الوطنية صار محمد فاضل الجمالي رئيساً للوزراء وليس بالمحاصصة الباطلة ، ومثله صالح جبر وعبد الوهاب مرجان وأحمد مختار بابان ، وبفضلها صار محمد صادق الصدر رئيساً لمجلس الأعيان ، وسعيد قزاز وزيراً للداخلية ، وقبله بعقود ساسون حسقيل وزيراً للمالية ، وبعده بقليل عبد الجبار عبد الله رئيساً لجامعة بغداد ، والأمثلة كثيرة لو أردنا تقليب صفحات التاريخ القريب .
نحن مطالبون اليوم بأن نستعيد ثقافتنا الوطنية المفقودة ، ونعزز وجودها بيننا ، ونعيد لها دورها الفاعل في مجتمعنا الذي مزقته الحروب العدوانية والتدخلات الأجنبية ، وأبدلت سلمه عنفاً ونظامه فوضى ، وأدخلته في دوامة من الاحتراب والتناحرات العقيمة التي لا يمكن أن يخرج منها من دون أن يخلع عنه جلباب التخلف المتهرئ ، ويرتدي جلباب الثقافة الوطنية الزاهي لكي يزرع الأمن والأمان في ربوع الوطن ، ويعيد روح المحبة والاحترام والطمأنينة لنفوس مواطنيه المعذبين منذ عقود .
ليس من العدل أن نقرأ لمثقفين تنكروا لوطنهم العراق وبانت شماتتهم به وفرحهم بما حل به من حيف ونزلت به من محن ، متوهمين بذلك انتصارهم لقوميتهم أو طائفتهم أو مناطقهم أو مصالحهم الشخصية الضيقة ، والصواب أن سلامة الوطن تعني سلامة الجميع ، وانتكاسته – لا سمح الله – انتكاسة وخسارة للجميع وضياعهم ولو بعد حين ، ولذا جاء في الحديث الشريف (حبّ الوطن من الإيمان) ، ولا أعز من البلاد على قلوب أبنائها المخلصين ، ولا سعادة لهم إلا عليها .. حفظ الله العراق وحفظ أهله من كل سوء ومكروه .
*المقال الافتتاحي لمجلة أوراق فراتية - العدد الثالث ، السنة الخامسة ، 1435هـ / 2014م)
صورة: ‏ثقافتنا الوطنية *
بقلم :الاستاذ جواد غيد الكاظم محسن
رئيس تحرير مجلة "أوراق فراتية " الحلة 
كشفت الأحداث الأخيرة التي عصفت بالبلاد عن نواقص عديدة ومخاطر أكيدة ، ومنها غياب الثقافة الوطنية ، وهو أمر لا يقل خطورة عن سواه إن لم يكن سبباً رئيساً لنشوء المخاطر الأخرى ، وتأثير ذلك في ولادة آفات فتاكة،  وتهديدات جدية وجديدة لم تكن من قبل قد عرفت أو وردت في الحسبان . 
ومما لاشك فيه أن بضعة عقود من قمع الديكتاتورية ثم مجيء الاحتلال الأجنبي البغيض وما حمله من أجندات عاملان مهمان ساهما في إضعاف الثقافة الوطنية وتهميشها ، بينما كانت في عقدي الخمسينات والستينيات – كما عشنا ورأينا - من المظاهر الإيجابية الملحوظة في المجتمع العراقي خلال العهد الملكي والعهد الجمهوري الذي تلاه ، وكان تأشير غيابها – وهو نادر جداً - لدى جهة صغيرة أو شخص ما يعد اتهاماً معيباً يحذره الجميع ، ويخشى عواقبه وعقابه . 
الثقافة الوطنية هي السلك الذهبي الذي تنتظم فيه كل مكونات البلاد القومية والدينية والمذهبية كحبات اللؤلؤ لتصنع للبلاد أحلى عقد ثمين غير قابل للانفراط والضياع ، وهي أيضاً تحفظ لتلك المكونات خصوصيتها وتضمن حقوقها المشروعة ضمن المصلحة العليا التي لا يمكن أن يتقدم عليها أمر ، والكلام هذا ليس عبارات إنشائية للتزويق ، فبفضل وجود الثقافة الوطنية صار محمد فاضل الجمالي رئيساً للوزراء وليس بالمحاصصة الباطلة ، ومثله صالح جبر وعبد الوهاب مرجان وأحمد مختار بابان ، وبفضلها صار محمد صادق الصدر رئيساً لمجلس الأعيان ، وسعيد قزاز وزيراً للداخلية ، وقبله بعقود ساسون حسقيل وزيراً للمالية ، وبعده بقليل عبد الجبار عبد الله رئيساً لجامعة بغداد ، والأمثلة كثيرة لو أردنا تقليب صفحات التاريخ القريب .
نحن مطالبون اليوم بأن نستعيد ثقافتنا الوطنية المفقودة ، ونعزز وجودها بيننا ، ونعيد لها دورها الفاعل في مجتمعنا الذي مزقته الحروب العدوانية والتدخلات الأجنبية ، وأبدلت سلمه عنفاً ونظامه فوضى ، وأدخلته في دوامة من الاحتراب والتناحرات العقيمة التي لا يمكن أن يخرج منها من دون أن يخلع عنه جلباب التخلف المتهرئ ، ويرتدي جلباب الثقافة الوطنية الزاهي لكي يزرع الأمن والأمان في ربوع الوطن ، ويعيد روح المحبة والاحترام والطمأنينة لنفوس مواطنيه المعذبين منذ عقود .
ليس من العدل أن نقرأ لمثقفين تنكروا لوطنهم العراق وبانت شماتتهم به وفرحهم بما حل به من حيف ونزلت به من محن ، متوهمين بذلك انتصارهم لقوميتهم أو طائفتهم أو مناطقهم أو مصالحهم الشخصية الضيقة ، والصواب أن سلامة الوطن تعني سلامة الجميع ، وانتكاسته – لا سمح الله – انتكاسة وخسارة للجميع وضياعهم ولو بعد حين ، ولذا جاء في الحديث الشريف (حبّ الوطن من الإيمان) ، ولا أعز من البلاد على قلوب أبنائها المخلصين ، ولا سعادة لهم إلا عليها .. حفظ الله العراق وحفظ أهله من كل سوء ومكروه . 
*المقال الافتتاحي لمجلة أوراق فراتية - العدد الثالث ، السنة الخامسة ، 1435هـ / 2014م)‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...