الأربعاء، 16 يوليو 2014

الجامعيون والصحافة

الجامعيون والصحافة*


الجامعيون والصحافة
الجامعيون والصحافة 
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل 
الصحافة خيرُ أداةِ لنشر الادب ، والفكر ، والثقافة ..كلمة سبق أن قالها الشاعر ت.س.إاليوت الحائز على جائزة نوبل في الادب منذ سنة 1948 ، وتناقلها كثير من الكتاب منهم الناقد المصري الدكتور محمد مندور .ما الذي قاله إليوت بالضبط .. ؟ قال : "ان الصحافة يمكن أن تستخدم كوسيلة لنشر الادب والفكر ولكن بشرط ان يكون ماتنشره من أدب وفكر متصلا بأحداث جارية أو مناسبات معروفة " . ويعلق الدكتور مندور على ذلك فيشير الى أن بعضا من اساتذة الادب ، قد يقررون هذا الرأي رغم معارضتهم له في قضايا أدبية ، ونقدية أخرى ، ولكن الشيء المهم ان الصحافة تظل ليس فقط الاداة ، والوسيلة بل الوعاء الذي يحفظ النصوص الابداعية شعرا ، وقصة ، ورواية ،ومسرحية ، وما الى ذلك من الفنون والاداب .
يتذمر بعض الصحفيين من أن بعضً ما يكتبه الاساتذة الاكاديميون ، لا يصلح للنشر في المجلة ، والصحيفة اليومية ، أو الاسبوعية ، أو الشهرية بسبب ارتفاع مستواه عن مستوى القراء الثقافي .
كما يذهب آخرون الى ان من وظيفة الاستاذ الجامعي أو الاكاديمي عموما ، أن يفسر ويحلل ما يكتبه بأسلوب بسيط ، وجذاب لتسهيل عملية نشره ، وإلا فإن الصلة بين الاكاديمي والقراء ستظل مقطوعة .
ويبدو أن الأمر لايتعلق فقط بالنصوص الادبية ، وانما هناك مشكلة أخرى تتعلق بالمقالات ذات الطابع العلمي الصرف أو التطبيقي ..والعالم ، والطبيب والمهندس مطالب بأن ينشر وأن لايكون بعيدا عن القراء فالعلم والادب والفن أولا وآخرا وجدا لخدمة الانسان وتوجيهه وفائدته .
ويتذرع الصحفيون بمثل ما قلناه ويذهبون أبعد من ذلك عندما يطالبون العالم والاديب والفنان أن يعيد صياغة منتجه صياغة قريبة المنال .كما انهم يطالبون بتفسير الاصطلاحات الفنية التي ترد في ما يكتبونه ..ويأتي الرد وهو أن على الصحافة والصحفيين عدم إغفال ذلك ، فواجب الصحفي نشر المعرفة وتثقيف القراء وتنمية وعيهم وتوسيع مداركهم ؛أي ان الصحفي ينبغي أن يكون مثقفا ، مدركا ، شجاعا ، صريحا ، ذو رسالة .
وتظل الحقيقة الاخيرة المهمة ؛ وهي أن معظم أدباء ومفكري العالم إبتدأوا بالصحافة ،التي استوعبت آرارهم وأفكارهم وعندما نشرت هذه الاراء والافكار في كتب لم يواجه القراء أية مشكلة ،فهم قد إطلعوا على أبرز مضامينها .
وأخيرا ، فإن الدراسات المعمقة والنصوص الابداعية المتميزة هي التي تجذب القارئ الذكي اللماح القادر على الاستيعاب والتفكير فيما يقرأ ،ولايمكن أن تسهم الصحافة في تبسيط المعرفة وتسطيحها ، بل بالعكس ينبغى على الصحافة أن ترتفع بمستويات قراءها ،وتسهم بشكل أو بآخر في تيقظ الافكار وتساعدهم في أن يكون لهم موقف من الحياة والكون والانسان والمجتمع .
- See more at: http://www.alhadathpcnews.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9.html#sthash.VHrgjXcG.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...