الأحد، 22 سبتمبر 2013

الحاج طه الملك :ملك الطرشي والبقلاوة في الموصل

الحاج طه الملك :ملك الطرشي والبقلاوة في الموصل
ا.د.ابراهيم العلاف
من الوجهاء الذين لايزال ابناء الموصل يتذكرونهم، ويتذكرون مواقفهم . ويقينا انني لاامتلك الكثير من المعلومات عن هذا الرجل الذي ذاع صيته ، ولكن اقول انني عرفته قبل 50 سنة ولم يكن عمري يتجاوز ال15 سنة وكان ولده شاكر صديقي وكنت اعرف دكانه للطرشي في باب السراي في الموصل وبيته ومعمله في محلة العكيدات ..


وكنتُ اسمع انه متزوج بأكثر من امرأة ..وقد ارسل لي الصديق الحاج ايثار احمد الديري صوة له فشجعني ان اكتب عنه وان استجمع ذكرياتي التي تمتد لاكثر من نصف قرن وكل ما أعلمه ان الحاج طه الملك من (الحياليين ) وانه طه بن عبد الله بن خليل وكان رجلا طيبا متدينا وكان اقرب الى الملك (بفتح اللام ) لحسن اخلاقه وتدينه وطيبته ومحبة الناس له وكانت الاسرة تسكن في بداية امرها في محلة باب العراق القريبة من محلة العكيدات وقد اشتهر بمعمله ودكانه الذي يبيع فيه الطرشي بأنواعه المختلفة حتى انه اعلن مرة في جريدة "العمال " الموصلية بعددها 23 الصادر في 25-11-1931 ان في معمله ودكانه " عشرة انواع من الطرشي منها :خيار خشن -خيار ناعم-ترعوز-طماطة-زيتون بحزاني أسود -زيتون دمكا اخضر -لهانة -ثوم عجم وكلها مرباة بالخل والكاري سعر الحقة الكبيرة اربع انات (الانة 4 فلوس ) والمشتري مٌخير ان شاء اخذها مع ماء طرشي او بلا ماء طرشي وهذا التنزيل (أي التخفيض ) المهم خاص ليوم الاثنين والخميس من كل اسبوع من الساعة الثامنة الى الساعة العاشرة صباحا ومن الساعة الرابعة الى الساعة السادسة مساء وسعر بطل الخل البكر اثنان وذلك اعتبارا من يوم الخميس 3 كانون الاول 1931 فأنتهزوا الفرصة".

كان الحاج طه الملك قد اشتهر بعمل الطرشي وذاع صيته في معظم مدن العراق وقد اشترك في معرض للانتاج الزراعي والصناعي اقيم في الموصل خلال الاربعينات وفاز بلقب "ملك الطرشي " .وقد تحداه احد صناع البقلاوة في الموصل من ال الحلبي وقال انه عاجز عن صنع البقلاوة فأقدم كما حدثني احد المسنين قبل سنوات على عمل البقلاوة فتهافت الناس لشراء بقلاوة الحاج طه الملك وتركوا بقلاوة ذلك الرجل الذي تحداه وقد سمى الموصليون الحاج طه الملك ب"ملك البقلاوة " كذلك .
عرف الحاج طه الملك بنوجهاته الوطنيه ، وتبرعاته . وكثيرا ما نشرت صحف الخمسينات ما كان يقوم به من اعمال خيرية فعلى سبيل المثال نشرت جريدة "العاصفة "لصاحبها الاستاذ عبد الباسط يونس في 12 تموز 1953 خبر تبرعه لدار يقع في شارع الفاروق القديم ليكون مقرا للميتم الاسلامي وعلقت الجريدة على هذا الخبر بقولها :"ان الحاج طه الملك كتب بذلك صفحة مشرقة في سجل العمل الانساني واعطى درسا فاصلا لاصحاب الاموال " . وفي العدد 1961 من جريدة " فتى العراق " الصادر في 4 حزيران 1956 ورد بأن الحاج طه الملك سبق ان وزع على مرضى مستشفى الامراض الصدرية 250 دينارا وقد شكرت له رئاسة صحة لواء الموصل "هذا اللطف واليوم يقدم الدكتور حسين توحلة مدير المستشفى شكره وتقديره للحاج طه الملك لزيارته للمرضى والمصدورين وتوزيع 35دينارا و250 فلسا عليهم " ..
وفي سنة 1958 وجه الدكتور عثمان احمد رئيس صحة لواء الموصل (محافظة نينوى ) كتابا اشار فيه الى " ان الحاج طه الملك صاحب معمل الطرشي هو انسان سبق ان تبرع للفقراء والمرضى في المستشفى واخرها تبرعه بمبلغ 400 اربعمائة دينار بمناسبة العيد للمستشفى الملكي (الجمهوري فيما بعد ) .....رحم الله الحاج طه الملك وجزاه خيرا على ما قدم لمدينته ووطنه .

هناك تعليق واحد:

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...