الخميس، 19 سبتمبر 2013

( أيام مظلمة في حياتي )رواية الصديق الاستاذ محمود كريم الموسوي

( أيام مظلمة في حياتي )رواية الصديق الاستاذ محمود كريم الموسوي وصلتني قبل قليل نسخة منها (19-9-2013 ) تحكي الرواية جانبا من ما شهده العراق المعاصر من احداث وحروب مؤلمة تركت اثارها ليس على النسيج الاجتماعي للعراق فحسب ، بل على قيم المجتمع ومعاييره الاخلاقية .
والرواية تجسد صراع المواطن في العراق مع السلطة ..انه القانون العراقي المهم منذ ان شهدت الارض العراقية في العصور التاريخية الموغلة في القدم ظهور السلطة وحتى يومنا هذا ..المواطن او بالاحرى الانسان العراقي يخشى السلطة ويتجنبها ، ويرفض سطوتها ويتذمر من سلوكياتها ويقينا انها اي السلطة لم ترحمه ولم تقم له وزنا وهكذا فهو يعيش في واد وهي تعيش في واد اخر مما يتطلب الامر معالجة ليست نفسية وانما اجتماعية - سياسية -اقتصادية .
الراوي يستجمع قواه ويضغط على ذاكرته ويحرك خزينها الدفين ليعود الى الطفولة حيث البراءة انه يجري حوارا مع ذاته عسى ولعل يقف على حقيقة الامور بلا تزويق وبلا رتوش .. يستذكر البيت الطيني الذي ولد فيه وما احاطه من مشاعر الحب والالفة ..أسعد هو بطل الرواية لكنه يعاني في حياته بسبب المحيط فيرى اياما مظلمة وضغوطات نفسية فيبدأ بالتمرد على الواقع والحرب كانت سيدة هذا الواقع تلك هي الثيمة التي تدور حولها الرواية الجميلة التي نحن بصددها ..حرب ضروس بين العراق وايران ..وتستمر الحياة لكنها تتعقد وتشوبها المنغصات وابرزها التضييق على الناس وفقدان الاحبة من الشهداء وما كادت الحرب الاولى تنتهي حتي تلد حربا اخرى ينجم عنها نتائج تركت اثارا سلبية على المجتمع ومنها التقشف ، وازدياد التضخم وفقدان المواد الاساسية، وتتعاظم المشكلات النفسية والاجتماعية ويزداد الامر سوءا بتدخل الغرب وينسحب الجيش من الكويت ويتكبل العراق بالقيود الدولية وتتصاعد الاسعار وتهبط قيمة الدينار وتغزو البضائع الفاسدة الاسواق كما العملة المزيفة ويأخذ الدولار دوره في سوق العملة وحتى الكرافس والباذنجان صار يقَيم بالدولار وتعم الفوضى الاسواق. وفي كل تلك الظروف يستمر عيش الانسان في العراق ولكن بصعوبة بالغة ...وسرعان ما يبدأ الانهيار ..ويحصل الاحتلال وتعم الفوضى وعاد بطل الرواية للعمل في سلك الشرطة الذي سبق ان هرب منه قبل الاحتلال ويحاول الزواج من ابنة خاله انعام التي كانت متزوجة من رجل كويتي بعقد عالم ديني وتركها بعد سبعة ايام من الزواج وعاد الى الكويت لكن امها رفضت فخطب فتاة اخرى لكن مشكلة والده الحزبي سابقا تتفاقم ، وكان عليه ان يتحمل تبعات ذلك وكان عليه ان يغادر مدينته وسمى ابنه الذي ولد حديثا "مظلوم " .... وازدادت الشكاوى على والده وعليه هو شخصيا بحجة انه كان مع ابيه عندما تم اعتقال شقيق المشتكي عليهما ايام النظام السابق ، فأعتقل ووضع في زنزانة مع موقوفين سياسيين من النظام السابق وكان وجوده بينهم سببا في استرجاع ذكريات حياته وروايتها .. ومن سخريات القدر انه تحمل وزر امور لم يقم بها وبعد 2626 يوما من عذاب السجن والقهر والحرمان من الحرية اطلق سراحه وخرج ليروي مأساته مأساة جيل عاش اياما مظلمة لم يكن له يد في خلقها ...
رواية تنتمي الى الادب الواقعي كُتبت بصدق وروت احداثا مأساوية شهدها العراق في تاريخه المعاصر ..بوركت جهود الصديق الاستاذ محمود كريم الموسوي وشكرا على هديته وانصح بأهمية قراءة هذه الرواية البديعة حقا .ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ متمرس -جامعة الموصل -العراق .
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بيوت في ذلك الزقاق ...............فيلم عراقي مهم

  بيوت في ذلك الزقاق ...............فيلم عراقي مهم - ابراهيم العلاف وفي إطار التوثيق للسينما العراقية المعاصرة ، ثمة أفلام تنتمي الى الواقع...