ثورة 26 سبتمبر -ايلول 1962 في اليمن في ذكرى قيامها ال (60)
- ابراهيم العلاف
في كتابي (تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر) صدر عن دار ابن الاثير للطباعة والنشر بجامعة الموصل سنة 1985 تحدثت عن ثورة اليمن 1962وضمن الفصل السابع الموسوم ( صعود حركة الثورة العربية بعد الحرب العالمية الثانية وعلى الصفحات 209-213 ومما قلته ان الامام يحيى حميد الدين امام اليمن 1905-1948 انصرف منذ اواخر الحرب العالمية الاولى الى فرض سيطرته المركزية على انحاء اليمن فاهتم بتقوية الجيش وارسل عددا من الشباب الى الكلية العسكرية العراقية كما استعان بالبعثة العسكرية العراقية في تطوير الجيش اليمني لكن الشعب اليمني ظل يعاني من الفقر والتخلف ولم تنل الخدمات التعليمية والصحية ما تستحقه من اهتمام وكان يعتمد على رؤساء العشائر وابقى بلده بعيدا عن التفاعل مع العالم الخارجي والتأثر بالنظم والتيارات الفكرية المختلفة .
وقد تنامت حركة وطنية في اليمن وتأسس تنظيم سري بقيادة احمد المطاع سنة 1936 بإسم ( هيئة النضال) لكن الامام واجه ذلك بقوة واعتقل العديد من الشباب ممن تلقوا تدريباتهم في الكلية العسكرية العراقية وفي سنة 1944 تأسس حزب الاحرار وكان من قادته احمد النعمام ومحمد محمود الزبيري وانضم اليه سيف الاسلام ابراهيم بن الامام يحيى سنة 1946 وازداد نشاط حزب الاحرار اليمنيين مطلع سنة 1946 وحدثت ثورة 1948 واغتيل الامام يحيى لكن الثورة انتكست حين استطاع ولي العهد الامام احمد من احباطها واعتقال قادتها واعدامهم وفي 15 اذار 1948 بويع بالامامة ويذكر الدكتور يحيى طاهر سويحل في بحثه الموسوم ( الحركة الوطنية في اليمن واثرها في على حركة 26 سبتمبر 1962) ان الثورة قامت قبل اوانها لان وعي التشكيلات الاجتماعية التقليدية في المدن وخاصة في صنعاؤ لم يكن بالمستوى المطلوب فالكثيرون لم يحسوا بحاجتهم الى الثورة لهذا لم يتجاوبوا معها .
خلال الستينات من القرن الماضي ظهرت في اليمن قوى واحزاب سياسية وتأسست سرا منظمة الضباط الاحرار في ديسمبر - كانون الاول سنة 1961 وشهدت اليمن حركة معارضة شعبية وقامت سلسلة من المظاهرات والمسيرات الطلابية وفي 18 ايلول - سبتمبر 1962 توفي الامام احمد وتولى الحكم ابنه محمد البدر واسرع الضباط الاحرار في اقتناص الفرصة للانقضاض على الحكم وعقد اجتماع في بيت القاضي عبد السلام صبرة حضرته اللجنة القيادية للضباط الاحرار واختير الزعيم عبد الله السلال قائدا للثورة وفي الساعة الحادية عشرة من مساء يوم 25 من ايلول سبتمبر 1962 توجهت قطعات عسكرية الى قصر البشائر وهو مقر الامام البدر لمحاصرته ووجهوا انذارا الى الامام البدر بضرورة الاستسلام وتوجهوا بالنداء الى افراد الحرس الملكي بالوقوف مع الثورة وفي صبيحة يوم 26 ايلول 1962 انطلقت نيران من القصر الملكي بغزارة مما اضطر قيادة الثورة لقصف قصر البشائر واسقاط النظام بالقوة وصدر البيان رقم (1) والذي تضمن اهداف الثورة وابرزها "القضاء على الحكم الفردي المطلق والقضاء على التفوذ الاجنبي وانهاء الملكية واقامة الجمهورية " وتم الاعلان عن قيام مجلس قيادة الثورة برئاسة المشير الركن عبد الله السلال وعضوية سبعة من الضباط منهم عبد الله جزيلان وعلي عبد المغني وعبد اللطيف ضيف الله وفي 28 ايلول 1962 تشكلت وزارة جديدة واعلن الدستور في 31 تشرين الاول 1962 وهرب الامام البدر الى خارج اليمن وبدأ يتلقى دعما من بعض القبائل وم المملكة العربية السعودية للعودة الى اليمن والقضاء على الثورة لكن الرئيس جمال عبد الناصر دعم الثورة دعما سياسيا وعسكريا كان له اثر كبير في استمرار النظام الجمهوري ولهذا قصة سنرويها ان شاء الله في وقت لاحق .
مدونة جميلة وغنية
ردحذف