الأحد، 13 مارس 2022

ماقبل النوم .........حديث عن الاحباط والتذمر وعدم الرضا - ابراهيم العلاف


 ماقبل النوم .........حديث عن الاحباط والتذمر وعدم الرضا

- ابراهيم العلاف
وقبل ان نذهب الى النوم ، واقول لكم تصبحون على خير ، طبعا بتوقيت العراق والموصل أُريد أن أَتحدث لكم عن ظواهر مرضية نفسية تعشعش في ادمغة عدد من الناس وتحول حياتهم وحياة من حولهم الى جحيم . يستيقظ صباحا أو ظهرا ، ونراه وقد شاهد الكوابيس يحارب نفسه ، ويتذمر من الطقس ، ومن الاحلام ، ومن فلان الذي قال كذا ، وعلان الذي فعل كذا ويخرج وهو لا يلوي على شيء غاضبا ، وطبعا كثير من امور الحياة تستقيم مع تذمره ، ومع هواجسه ، وكوابيسه وهنا يزداد سخرية من هذا وتهكما من ذاك .
وان كان مثقفا ، ولديه قدرة على الكتابة ؛ فسنجده يكتب كل ما يعكس حالات واوضاع تذمره ، وسخطه من الحكومة .. من الناس .. من زملاءه .. من المذيعين والمذيعات في التلفزيون .. من النواب والسياسيين ، وهكذا تمضي السنوات وهو على هذه الحال التعيسة .
اقول ان حال هذا المسكين ، لاتسر صديقا ، والامر الخطير ان كل هذا يؤثر على صحته ، وعلى نفسيته وسلوكه ، ونراه غير قادر على ان يكون ايجابيا ونظرته قاتمة ، وسوداء الى كل من حوله والى كل ما حوله .
الامر يحتاج الى وقفة .. الى طبيب .. الى وعي بخطورة الحالة ، نعم احيانا نشعر ان كل ما حولنا لايشجع على الاستمرار بالحياة، لكن اين الايمان .. اين الاحلام .. اين المبادئ .. اين المسؤوليات ، ونحن خلفاء في هذه الارض .. لابد ان نكون مؤمنين بقدرتنا على التغيير ، وعلى زرع الامل ، وعلى التفكير في حل العُقد ، والمشاكل ، وعلى ان نكون احرارا في دراسة واقعنا ، ووضع الحلول .
واعود في نهاية الامر لأُردد مع شاعرنا الكبير.. الشاعر المهجري ايليا ابو ماضي :
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم
لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
قالَ الَّتي كانَت سَمائِيَ في الهَوى
صارَت لِنَفسِيَ في الغَرامِ جَهَنَّما
خانَت عُهودي بَعدَما مَلَّكتُها
قَلبي فَكَيفَ أُطيقُ أَن أَتَبَسَّما
قُلتُ اِبتَسِم وَاِطرَب فَلَو قارَنتَها
قَضَّيتَ عُمرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّما
قالَ التِجارَةُ في صِراعٍ هائِلٍ
مِثلُ المُسافِرِ كادَ يَقتُلَهُ الظَما
أَو غادَةٍ مَسلولَةٍ مُحتاجَةٍ
لِدَمٍ وَتَنفُثُ كُلَما لَهَثَت دَما
قُلتُ اِبتَسِم ما أَنتَ جالِبَ دائِها
وَشِفائِها فَإِذا اِبتَسَمتَ فَرُبَّما
أَيَكونُ غَيرُكَ مُجرِماً وَتَبيتُ في
وَجَلٍ كَأَنَّكَ أَنتَ صِرتَ المُجرِما
قالَ العِدى حَولي عَلَت صَيحاتُهُم
أَأُسَرُّ وَالأَعداءُ حَولِيَ الحِمى
قُلتُ اِبتَسِم لَم يَطلُبوكَ بِذَمِّهِم
لَو لَم تَكُن مِنهُم أَجَلَّ وَأَعظَما
قالَ المَواسِمُ قَد بَدَت أَعلامُها
وَتَعَرَّضَت لي في المَلابِسِ وَالدُمى
وَعَلَيَّ لِلأَحبابِ فَرضٌ لازِمٌ
لَكِنَّ كَفّي لَيسَ تَملُكُ دِرهَما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفيكَ أَنَّكَ لَم تَزَل
حَيّاً وَلَستَ مِنَ الأَحِبَّةِ مُعدَما
قالَ اللَيالي جَرَّعَتني عَلقَماً
قُلتُ اِبتَسِم وَلَئِن جَرَعتَ العَلقَما
فَلَعَلَّ غَيرَكَ إِن رَآكَ مُرَنَّماً
طَرَحَ الكَآبَةَ جانِباً وَتَرَنَّما
أَتُراكَ تَغنَمُ بِالتَبَرُّمِ دِرهَماً
أَم أَنتَ تَخسَرُ بِالبَشاشَةِ مَغنَما
يا صاحِ لا خَطَرٌ عَلى شَفَتَيكَ أَن
تَتَلَثَّما وَالوَجهِ أَن يَتَحَطَّما
فَاِضحَك فَإِنَّ الشُهبَ تَضحَكُ وَالدُجى
مُتَلاطِمٌ وَلِذا نُحِبُّ الأَنجُما
قالَ البَشاشَةُ لَيسَ تُسعِدُ كائِناً
يَأتي إِلى الدُنيا وَيَذهَبُ مُرغَما
قُلتُ اِبتَسِم ما دامَ بَينَكَ وَالرَدى
شِبرٌ فَإِنَّكَ بَعدُ لَن تَتَبَسَّما
.................................................................وتصبحون على خير وتفاؤل وايمان حقيقي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...