المؤرخ البريطاني الكبير ( بيوري ) صاحب مقولة (التاريخ علم لااكثر ولااقل)
-ابراهيم العلاف
وانا اكتب محاضرتي حول المنظور الفلسفي للتاريخ والتي سألقيها غدا الاحد 27-3-2022 في الكلية التربوية المفتوحة -مركز نينوى وقفت عند المؤرخ الايرلندي الكبير جون بانيل بيوري ( John Bagnell Bury) 1861-1927 والذي طالما رددنا كلمته الدقيقة (التاريخ علم لااكثر ولااقل ) والتي اثارت الكثير من ردود افعال اهل العلم واهل الادب .
وجون بانيل بيوري لم يكن متخصصا بالتاريخ فقط بل كان ايضا كاتبا ولغويا وهو من مواليد ايرلنده سنة 1861 عمل استاذا لمادة العصور الوسطى الاوربية في جامعة كمبردج وخلال عمله نشر العديد من الكتب تجدون اغلفة بعضها الى جانب هذه السطور وهو من نشر كتاب المؤرخ الكبير ادوارد كيبون الموسوم : (اضمحلال الإمبراطورية البريطانية وسقوطها).توفى في سنة 1927 في روما بايطاليا .ومن مؤلفاته كتاب (مؤرخو اليونان القديمة ) وكتاب (تاريخ اليونان حتى الاسكندر الكبير ) وكتاب( فكرة الحرية ) وقد ترجمه الاستاذ محمد عبد العزيز اسحاق الى اللغة العربية وكتابه ( فكرة التقدم) .
المؤرخ الدكتور ج. ب. بيوري يعتبر من اشهر مؤرخي انكلترا في الربع الاول من القرن العشرين وكما قال الاستاذ الدكتور عبد الحميد العبادي فانه كان استاذا للتاريخ الحديث في جامعة كمبردج وكان مهتما بتاريخ الاغريق والرومان والبيزنطيين وهو من اسهم في اصدار مجموعتي كمبردج للتاريخ القديم والتاريخ الوسيط .
ولقد اثار في السنوات الاولى من القرن العشرين ردود فعل كبيرة في الاوساط العلمية والادبية والتاريخية عندما القى محاضرته الافتتاحية في 3 من يناير - كانون الثاني 1903 في جامعة كمبردج بالمملكة المتحدة وقال : "ان التاريخ علم لااكثر ولا اقل " . وطلب من الذين لايذهبون مذهبه الى النقاش وبرز من عارضه فالفلاسفة قالوا ان التاريخ دون العلم بكثير ورجال الادب قالوا ان التاريخ فوق العلم بكثير وقد اتسع نطاق المعركة وتفاقم النزال وراح كل فريق يأتي بالادلة والبراهين على صدق رأيه ونحتاج الى العديد من الصفحات والوقت لنعرض وجهات نظر كل الاطراف .كان اللورد اكتن 1834- 1903 وهو استاذ التاريخ الحديث بجامعة كمبردج ممن ناقش القول وعرف العلم بأنه اجتماع طائفة كبيرة من الوقائع المتشابهة تنشأ عن اجتماعها وحدة عامة على هيئة قانون يساعدنا في التبؤ بحدوث وقائع متشابهة للوقائع المذكورة في ظروف معينة " وبعد هذا التعريف اجاب بالنفي اي نفي ان يكون التاريخ علما وسأل :" هل يمكن والحال هذه حال العلم ان يكون التاريخ علما ؟ " ومع هذا ساد الاعتقاد بعد ذلك في ان صة العلم تسند الى اي موضوع يمضي الانسان في دراسته مع صرف شيء من عنايته الى توخي الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة والتاريخ من هذه الزاية علم يبحث عن الحقيقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق