تجليد الاخوين أحمد وراقي عبد الله في باب الجديد ومطبعة الزهراء : صفحة من تاريخ الوراقة والوراقين في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وأنا أُقلب في كتبي في مكتبتي الشخصية وعمرها 100 سنة ، وجدت انني جلدت بعض كتب والدي رحمة الله عليه عند محل تجليد في محلة (باب عراق ) القريبة من شهر وسوق وباب جديد في الموصل القديمة .وكان محل التجليد هذا يعود الى الاخوين احمد وراقي عبد الله .وهما من اقدم المجلدين في الموصل كان لدى والدهما ( عبد الله ) مكتبة صغيرة في شارع النجفي وكان لاحمد عبد الله فيما بعد الخمسينات واوائل الستينات مطبعة عامرة تعرف ب(مطبعة الزهراء ) وهو نفسه من بنى ( جامع الزهراء ) في حي الزهراء -صدام سابقا .اما راقي فكانت لديه مكتبة يبيع فيها القرطاسية ويجلد الكتب وقد جلدت عنده الكثير من كتبي بفلوس قليلة في الستينات .....تلك ايام قد خلت تذكرتها وانا ارى ختم (تجليد الاخوين أحمد وراقي عبد الله ) .
علق المربي الاخ والصديق الاستاذ ذنون احميدي على ما كتبته عن المرحوم راقي فقال :" مكتبة الزهراء لاحمد تقع بالقرب من دكان نايف مقابيلها صفو الجايجي كنت أشتري بعض أللوازم المدرسية منها لانها قرببة من ببتنا بعد ذلك ترك احمد ألمكتبة لاخيه راقي لان احمد إمتلك مطبعة سماها مطبعة الزهراء في شارع النجفي فبدا راقي في العمل في المكتبة في مكانها في باب الجديد وإضافة الى ذلك قام راقي بعمل تجليد الكتب وقد جلدت عنده بعض الكتب ... توفي أحمد واخوه راقي رحمهم الله رحمة واسعة ورحم أباهم اعرفه كان صاحب خلق رفيع ..." . وقد علمت ان ابن الاخ المرحوم راقي لديه كانت لديه مطبعة في شارع النجفي اسمها (مطبعة الراقي ) .
أما الاخ الاستاذ الدكتور عبد الوهاب العدواني فعلق على ما كتبته يقول :"
أتذكرهما جيدا.. كانت المكتبة التي اعرف مكانها بالضبط تسمى مكتبة الزهراء.. وقبالتها محل صفو لبيع الطرشي وشربت الزبيب وصفو هو المرحوم مصطفى الفركاحي ابو بشار وبجانب محله الدرج المفضي إلى محلة البارودجية.. رحم الله من مات ولطف بمن بقى.
وعقب الاخ الشيخ محمد الشماع على مقالي فقال : وكان الحاج احمد عبد الله مصورا فوتوغرافيا ايضا ، فتح محل تصوير ولوالدي الشيخ عبد الوهاب الشماع صور التقطها المرحوم الحاج احمد عبدالله ، واولاده لازالوا مستمرين في عملهم في مطبعة الزهراء" ...وللعلم فان المرحوم الاستاذ احمد عبد الله هو من بنى جامع الزهراء في حي الزهراء في الجانب الايسر من الموصل .
الاخ اللواء الركن ازهر العبيدي في كتابه (محلة باب الجديد) تحدث عن مكتبة الزهراء وقال ان مكتبة الزهراء تلي مسجد صفو الزيدان الذي جددت وزارة الاوقاف عمارته سنة 1980 ويرتقى المرء المكتبة بدرجتين وقد اسسها الاخوان احمد وراقي عبد الله وكانت تبيع القرطاسية وفيها ورشة لتجليد الكتب . وفي سنة 1959 افتتح الحاج احمد عبد الله ابا زهراء محل للتصوير مقابل مكتبة الزهراء وخلال احداث حركة الشواف المسلحة في الموصل 1959 هوجمت المكتبة ودمرت محتوياتها من قبل الشيوعيين والسبب توجهها العروبي القومي وتجمع عدد من الشباب القومي وحدث الاصطدام مع عناصر انصار السلام الذين جاؤوا من المحافظات العراقية واقاموا مهرجانهم في ملعب الادارة المحلية في قضيب البان بدعوى كسر شوكة القوميين هكذا كتبت صحفهم ومنها جريدة (اتحاد الشعب) .
وفي سنة 1960 طور الحاج احمد عبد الله محل التصوير الى مطبعة صغيرة وبقي اخاه راقي في مكتبته الزهراء وسرعان ما جددت المكتبة ووسعت بانتقالها الى دكان مجاور واصبح اسمها الى (مكتبة الاداب العربية) ثم (مكتبة راقي ) وقد عمل فيها المرحوم راقي ومن ثم اولاده عامر وماهر وثامر ومحمد .
اما مطبعة الحاج احمد عبد الله فقد انتقلت بعد ثلاث سنوات أي في سنة 1963 مع صاحبها الى محل في زقاق بشارع النجفي واسم اسمها (مطبعة الزهراء ) واستورد لها مكائن حديثة للطباعة وتولت طبع الكتب والاعلانات الملونة وعدت فيما بعد من المطابع المهمة في الموصل وكانت تدار من قبل الحاج احمد عبد الله ثم من قبل اولاده المهندس فارس وفائز والطبيب رائد والمهندس بشار ونشوان ومحمد .
عند كتابة هذه السطور فان مطبعة الزهراء تقع في صناعة المعارض – سايدين البراوي وهي (شركة مطبعة الزهراء المحدودة ) ولها مكاتب منها في دورة المحروق – الزهور وفي الفيصلية – مقابل مديرية التربية . تمنياتي للعاملين في مطبعة الزهراء بالتوفيق ورحم الله الاخ والصديق الاستاذ الحاج احمد عبد الله ورحم الله الاخ والصديق الحاج راقي عبد الله فقد خدما الموصل اجل خدمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق