كتب الاستاذ ليث الحمداني
أية مشاهد اقتطع من ذاكرتي لسيرة عمل استمرت اكثر من 3 سنوات مع الزميل الراحل رشيد الرماحي فما اكثر تلك المشاهد التي لاتنسى . يوم كنت اضع الخطوط العريضة لاصدار اول اسبوعية عراقية لرجال الاعمال (الاتحاد) بدعم من رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية العراقية الراحل عبدالقادر عبداللطيف وتشجيع من الصديق طلال طلعت امين عام الاتحاد ، وضعت امامي قائمة اسماء تصدرها اسمي الراحلين شهاب التميمي ورشيد الرماحي، ولعل من المفارقة ان يبدأ (الصراع الفكري) بينهما بعد ايام قليلة من انطلاق الجريدة ، فقد كان الزميل المغدور شهاب التميمي يصر على تصنيف الكتاب على اساس (رجعي) و(تقدمي) وكان الراحل رشيد يرفض هذا التمييز ويصر على تسمية شهاب التميمي بـ ( ابو المباديء) وعلى هذا الاساس كانت تجري المناقشات في غرفة رشيد التي كانت تضمه مع الراحلين قتيبة عبدالله التكريتي ومنعم حسن (منعم العظيم) كما كان يسميه جيل الستينات ومع الزميل عادل العرداوي ( امده الله في عمره ) وكانت تلك الغرفة بمثابة المنتدى يلتقي فيها الكتاب من مختلف الاتجاهات والتيارات في زيارات متقطعة ابتداء من الاستاذ حسين جميل مرورا بالسياسي القديم خليل كنه والاديب عبدالحمديد الرشودي و الشيخ جلال الحنفي والصحفي صادق الازدي وشيخ المذيعين محمد علي كريم شاكر علي التكريتي وعزيز جاسم الحجية واحمد فوزي عبدالجبار وجميل الجبوري وخالص عزمي وناجي جواد الساعاتي واحمد سامي الجلبي وعبدالغفار الصائغ وانتهاء بالكاتب والمحقق رفعت عبدالرزاق (امده الله في عمره) ، وكان الزميل شهاب التميمي يصر على اشعال نار الحوارات السياسية عن مرحلة مابعد 14 تموز 1958 فيستنجد رشيد بي لتغيير الجو خشية ان يزعل من يسميهم شهاب بـ (الرجعيين) فينقطعوا عن الكتابة وكان قتيبة عبدالله يضفي على الاجواء مناخا مرحا لتخفيف حدتها ، ورشيد يريد ارضاء الجميع من مختلف الاتجاهات كي تظل صفحاته والجريدة عموما ناجحة .
المشهد المتكرر في حياة الراحل رشيد الرماحي هو وفاءه لابناء جيله ، كان حريصا على التواصل مع المصورين القدامى امري سليم وحازم باك الذي كان يزوره اسبوعيا في مشغله بشارع السعدون ويتواصل مع الشاعرة عاتكة الخزرجي ويتابع نشاطاتها الادبية ، ومع الفنان الكبير عزيز علي الذي نشر له بعضا من ذكرياته في الجريدة ، وايضا مع الفنانة عفيفة اسكندر التي كانت قد اعتكفت في سكنها ولاتقابل احدا واستطاع ان يقنعها وزارها مع الصحفي الكبير صادق الازدي وقام باجراء حوار للعدد التجريبي من مجلة (الحضارة) امتدحت فيه اسرة نوري السعيد فاوقعتنا في ورطة مع بعض ضيقي الافق من مسوؤلي الاعلام يومها .
كان الزميل الرماحي متواضعا ومستعدا لاداء اي عمل يخدم الجريدة اذا كان هذا العمل سيعزز مكانتها واذكر اننا وبعد الاتفاق مع عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي لنشر مقالة اسبوعية له اشترط قبل الكتابة ان يصحح مقالته رشيد الرماحي وحصل الشيء نفسه مع عبدالحميد العلوجي الذي كان يكتب اسبوعيا ايضا مما وضع عبئا على رشيد الذي كان يمازح المصحح منعم حسن قائلا له : (لازم نتقاسم الراتب اني وياك) .
ظل الراحل الرماحي يؤكد دائما انه تلميذ للصحفي الكبير عبدالقادر البراك و يشعر البراك في تعامله معه بذلك ، وتلك والله ميزة لابناء جيلنا من الصحفيين ..
رحم الله رشيد الرماحي وشهاب التميمي وقتيبة عبدالله ومنعم حسن وسعيد الربيعي وعلي البدري وصادق الخزرجي (الخطاط) واحمد الربيعي (رسام الكاريكاتير) وكل من رحل من اسرة (الاتحاد) ومن ساهم فيها .
وامد الله في عمر الاحياء طلال طلعت ووليد لقمان ورفعت عبدالرزاق ومريم السناطي وعبدالرحمن عناد ولؤي غائب ورعد اليوسف وعلاء لفته موسى وعادل العرداوي ونصير النهر وندى النعيمي وفارس شاكر وحسب الله يحيي ومؤيد معمر وعكاب سالم الطاهر وخالد النعيمي وسيفي هادي المخزمي وهناء العزاوي وهناء شلش وصادق البركاوي وشاكر عباس و القسم الفني حسام الصفار ومزهر رديني ونبيل ابو شوارب وكريم سعدون وعماد البكري وعادل ياسين وكمال مهدي وفلاح حسن الخطاط وشهاب الحميري وابراهيم رشيد وتحية لهم في عيد الصحافة العراقية
واخيرا اعتذر ممن فاتتني اسماؤهم .
وتهنئة من القلب لكل الزملاء في عيد الصحافة العراقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق