إعادة الاعتبار للرئيس التونسي الاسبق الحبيب بورقيبة
ابراهيم العلاف
قبل ايام تم الاعلان في العاصمة التونسية (تونس) عن إعادة الاعتبار للرئيس التونسي الاسبق الحبيب بورقيبة 1903-2000 .لذلك عُدت بذاكرتي الى ايام هذا الرئيس وفترة حكمه الطويلة وانتخابه من قبل البرلمان التونسي في 25 تموز -يوليو -جوليه سنة 1957 رئيسا مدى الحياة .كما تذكرت صراعاته السياسية مع الرئيس جمال عبد الناصر ، وتصريحاته ذات البعد اللبرالي ، وكذلك ما قرأته عنه من انه هو صاحب المقولة :"خذ وطالب " وليس الملك فيصل الاول ملك العراق 1921-1933 .كما تذكرت ما اثارته تصريحاته بشأن رمضان والصيام وما احدثته من ضجة كبيرة في مختلف انحاء العالم الاسلامي وكذلك اصداره للعديد من القوانين التي تتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية ، واذا كنت قد نسيت كل ذلك فلن انسى تشبثه بالسلطة ، وعدم رغبته بمغادرة الكرسي حتى اجبره تلميذه ورئيس مخابراته ورئيس وزراءه الاسبق زين الدين بن علي الذي جاء بلجنة من الاطباء للكشف عن قدراته العقلية بعد ان بلغ من العمر 84 سنة وخروج تلك اللجنة بتقرير مفاده ان الرئيس لم يعد قادرا على الاستمرار في الحكم فعزل ووضع تحت الاقامة الجبرية ومع اطلاعه على الصحف حتى وفاته ، وتولى الحكم بدله زين العابدين بن علي الذي خلع هو الاخر ولكن بثورة شعبية عارمة في 14 كانون الثاني - يناير سنة 2011،
سبحان الله ، وانا افكر بالكتابة عن الحبيب بن علي بورقيبة وقعت بيدي نسخة من مجلة "الاهرام العربي " العدد الصادر في 15 ابريل –افريل –نيسان 2000 وفيها صورة قلمية عن "بورقيبة ..سي الحبيب " كتبها الاستاذ حسن فؤاد .ومما قاله في هذه السيرة ان الحبيب بورقيبة ابتدأ حياته مجاهدا من اجل استقلال تونس وان والده كان ضابطا في جيش الباي (ملك ) تونس الذي كانت تدعمه سلطات الاستعمار الفرنسي وان الحبيب درس في باريس وتزوج امرأة فرنسية وبعد ان حصل على شهادة الليسانس في الحقوق والعلوم السياسية من السوربون بباريس عاد الى بلاده وهو معبأ بكل مشاعر الثورة ضد المستعمرين الفرنسيين فإنضم الى الحزب الدستوري الذي كان يضم عناصر وطنية مناهضة للاستعمار لكنه انشق على هذا الحزب واسس حزبا بديلا بعنوان "الحزب الدستوري الجديد " وكان الحبيب بورقيبة خطيبا مفوها اقلق سلطات الاستعمار الفرنسي وقد اصدر صحيفة باللغة الفرنسية حملت مقالات ضد الاستعمار الفرنسي وعملاءه في تونس لذلك اعتقله الفرنسيون واتهموه بإثارة الشغب خلال الحرب العالمية الثانية وقد حلوا حزبه زنقلوه الى سجن في مارسيليا وعندما احتل الالمان باريس اطلقوا سراحه سنة 1942 الا انه لم يتعاون مع الالمان بالرغم من الحاحهم عليه وبعد انتهاء الحرب ذهب الى القاهرة ملتمسا الدعم من مصر وجامعة الدول العربية وفي سنة 1955 وافقت فرنسا على عودته الى بلاده كما وافقت على ان يتولى رئاسة الحكومة وعندئذ كان من ابرز فترة حكمه الغاء الملكية في تونس وتنصيب نفسه رئيسا للجمهورية .
بعد طلاقه زوجته الفرنسية (مفيدة ) سنة 1961 تزوج من امرأة تونسية إسمها وسيلة وقد اطلق عليها لقب (الماجدة ) فصارت تعرف في وسائل الاعلام ب(الماجدة وسيلة ) وكان له ولد من زوجته الفرنسية إسمه (الحبيب بورقيبة الابن 1927-2009 ) كانت له مشاكل مع زوجة ابيه التونسية الماجدة وسيلة ؛ لذلك طلق الحبيب بورقيبة الاب زوجته الثانية بعد ربع قرن من الزواج .
احب الفرنسيون سي الحبيب هكذا كانوا يسمونه وكان لايتورع عن عمل شيء ففي سنة 1984 ثار التونسيون احتجاجا على رفع الاسعار بنسبة 25% عندئذ قرر الرئيس الحبيب بورقيبة بعد ان سقط عدد كبير من المتظاهرين برصاص الشرطة طرد وزير الداخلية ووجه اللوم والتقريع الى رئيس الوزراء واعاد الاسعار الى ماكانت عليه .وبعد ثلاث سنوات دخل في صراع مع رئيس وزراءه الذي جاء به وهو زين العابدين بن علي الذي كان قد عينه قبل شهر واحد فقط وقد لجأ زين العابدين بن علي الى التخلص من استاذه في 7 تشرين الثاني -نوفمبر 1987 وتولى الرئاسة بعده .توفي في 6 نيسان سنة 2000.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق