في فلسفة التاريخ
ابراهيم العلاف
طلب مني الصديق الاستاذ عبد الرزاق صعب ، قبل قليل وعلى الخاص ، ان أتحدث قليلا عن (فلسفة التاريخ ) أي عن هذا المصطلح .. فأقول ان لدينا الكثير مما كتب عن فلسفة التاريخ ، ومعظم المفكرين والمؤرخين الذين تحدثوا عن (ماضي البشرية ومستقبلها ) تناولوا موضوع ( فلسفة التاريخ) كل من وجهة نظره . ويتساوى في هذا المؤرخون والمفكرون المسلمون والغربيون ونكاد نجد في كتابات كل من كتب جوانب من فلسفة التاريخ ، الا ان المؤرخ وعالم الاجتماع العربي الاسلامي الكبير عبد الرحمن بن خلدون (توفي في القرن 14 الميلادي ) الف في هذا كتابا ووضع فيه مقدمة تعرف اليوم ب(مقدمة ابن خلدون ) . ولعل من ابرز ما كتبه في المقدمة فصل بعنوان :"في فضل علم التاريخ " وفيه عرف فلسفة التاريخ ببساطة وهي ان هناك (الاحداث ) في التاريخ ، وهناك (دراسة لهذه الاحداث ) ، وهذه الدراسة التي تعتمد النظر والتدقيق والتحليل ومعرفة اسباب الاحداث ولماذا وكيف وقعت هي (فلسفة التاريخ ) .
ومن المؤكد ان لدينا في عالمنا العربي والاسلامي ( مؤرخون) كثر لكن لدينا القلة من (فلاسفة التاريخ ) .فالعدد الكبير من المؤرخين يتناول الاحداث ويسردها دون ان يجد القوانين التي تنتظمها .وهم لايدرون انه كما خلق الله قوانين للطبيعة اي تنظم سير حركة الطبيعة ومظاهرها ؛ فإن هناك قوانين تنظم سير حركة المجتمع البشري وتنظمها .ولابد للمؤرخ ان يعرف تلك القوانين وبموجبها يفسر حركة التاريخ .
واعود فأقول انه من خلال متابعتنا لاعمال المؤرخين المسلمين وغير المسلمين وضعنا ايدينا على تفسيراتهم للاحداث التاريخية وقسم منهم انطلق من نظرية البطل في التاريخ ، وقسم آخر تحدث عن عوامل الجغرافية ، وآخرون وقفوا عند العامل الديني، وهناك من فسر التاريخ تفسيرا معتمدا على العوامل الاقتصادية وهكذا .
لا أريد ان أدخل القارئ في متاهات كثيرة ، ولكن اختم فأقول بأن للتاريخ منطق ، وان للتاريخ قوانين، وان في التاريخ نظريات تفسر الواقع ، وان في التاريخ وظائف، وان للتاريخ منهج يكتب بموجبه ولكل من هذه المفاصل مدلولات.. والتاريخ أقصد كتابة التاريخ تظل في نهاية الامر عملية تفاعل بين المؤرخ ووقائعه فبدون المؤرخ تظل الاحداث راكدة ، وبدون الوقائع لايستطيع ان يفعل المؤرخ شيئا اي لايستطيع ان يقدم لقراءه شيئا ، والمؤرخ الموضوعي هو من يعيد تشكيل احداث التاريخ كما وقعت بالضبط ، ولكن هذا لايعني ان لايقول كلمته وكلمته ( أي رأيه ) لابد ان تستند الى نصوص ووقائع ووثائق وإلا لايعد هذا مؤرخا بل كاتب نشرة سياسية .
ابراهيم العلاف
طلب مني الصديق الاستاذ عبد الرزاق صعب ، قبل قليل وعلى الخاص ، ان أتحدث قليلا عن (فلسفة التاريخ ) أي عن هذا المصطلح .. فأقول ان لدينا الكثير مما كتب عن فلسفة التاريخ ، ومعظم المفكرين والمؤرخين الذين تحدثوا عن (ماضي البشرية ومستقبلها ) تناولوا موضوع ( فلسفة التاريخ) كل من وجهة نظره . ويتساوى في هذا المؤرخون والمفكرون المسلمون والغربيون ونكاد نجد في كتابات كل من كتب جوانب من فلسفة التاريخ ، الا ان المؤرخ وعالم الاجتماع العربي الاسلامي الكبير عبد الرحمن بن خلدون (توفي في القرن 14 الميلادي ) الف في هذا كتابا ووضع فيه مقدمة تعرف اليوم ب(مقدمة ابن خلدون ) . ولعل من ابرز ما كتبه في المقدمة فصل بعنوان :"في فضل علم التاريخ " وفيه عرف فلسفة التاريخ ببساطة وهي ان هناك (الاحداث ) في التاريخ ، وهناك (دراسة لهذه الاحداث ) ، وهذه الدراسة التي تعتمد النظر والتدقيق والتحليل ومعرفة اسباب الاحداث ولماذا وكيف وقعت هي (فلسفة التاريخ ) .
ومن المؤكد ان لدينا في عالمنا العربي والاسلامي ( مؤرخون) كثر لكن لدينا القلة من (فلاسفة التاريخ ) .فالعدد الكبير من المؤرخين يتناول الاحداث ويسردها دون ان يجد القوانين التي تنتظمها .وهم لايدرون انه كما خلق الله قوانين للطبيعة اي تنظم سير حركة الطبيعة ومظاهرها ؛ فإن هناك قوانين تنظم سير حركة المجتمع البشري وتنظمها .ولابد للمؤرخ ان يعرف تلك القوانين وبموجبها يفسر حركة التاريخ .
واعود فأقول انه من خلال متابعتنا لاعمال المؤرخين المسلمين وغير المسلمين وضعنا ايدينا على تفسيراتهم للاحداث التاريخية وقسم منهم انطلق من نظرية البطل في التاريخ ، وقسم آخر تحدث عن عوامل الجغرافية ، وآخرون وقفوا عند العامل الديني، وهناك من فسر التاريخ تفسيرا معتمدا على العوامل الاقتصادية وهكذا .
لا أريد ان أدخل القارئ في متاهات كثيرة ، ولكن اختم فأقول بأن للتاريخ منطق ، وان للتاريخ قوانين، وان في التاريخ نظريات تفسر الواقع ، وان في التاريخ وظائف، وان للتاريخ منهج يكتب بموجبه ولكل من هذه المفاصل مدلولات.. والتاريخ أقصد كتابة التاريخ تظل في نهاية الامر عملية تفاعل بين المؤرخ ووقائعه فبدون المؤرخ تظل الاحداث راكدة ، وبدون الوقائع لايستطيع ان يفعل المؤرخ شيئا اي لايستطيع ان يقدم لقراءه شيئا ، والمؤرخ الموضوعي هو من يعيد تشكيل احداث التاريخ كما وقعت بالضبط ، ولكن هذا لايعني ان لايقول كلمته وكلمته ( أي رأيه ) لابد ان تستند الى نصوص ووقائع ووثائق وإلا لايعد هذا مؤرخا بل كاتب نشرة سياسية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق