الجمعة، 24 يونيو 2016

جريدة (الفكر العربي ) الموصلية .. لمناسبة مرور 131 سنة على نشأة الصحافة الموصلية وصدور أول جريدة في الموصل يوم 25 حزيران 1885 ا.د. ابراهيم العلاف





جريدة (الفكر العربي ) الموصلية .. لمناسبة مرور 131 سنة على نشأة الصحافة الموصلية وصدور أول جريدة في الموصل يوم 25 حزيران 1885
 ا.د. ابراهيم العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
منذ أن الفت كتابي : " نشأة الصحافة العربية في الموصل " سنة 1982 ، وكتابي الاخر الذي صدر عن نشأة وتطور الصحافة الموصلية " سنة 1985 لمناسبة مرور 100 سنة على نشأة الصحافة الموصلية وصدور أول جريدة في الموصل يوم 25 حزيران 1885 هي جريدة (موصل ) ، وانا اريد ان اكتب عن جريدة متميزة صدرت في الموصل إبان الستينات من القرن الماضي هي جريدة : ( الفكر العربي ) التي صدر أول عدد منها في نيسان سنة 1963 ، وكان صاحب امتيازها ورئيس تحريرها  الاخ الدكتور أحمد عبد الله الحسو وتولى ادارتها  الاستاذ سالم عبد الرزاق كما تولى رئاسة تحريرها لفترة من الزمن الدكتور عماد الدين خليل وجاء ذلك بعد تنازل الدكتور احمد الحسو عنها بعدما انتقل بوظيفته الى القصر الجمهوري مستشارا إعلاميا للرئيس العراقي الاسبق عبد السلام محمد عارف .
حين صدرت جاء في ترويستها أنها : "جريدة غير سياسية تصدر اسبوعيا مؤقتا " ، وكان يوم صدورها في الاسبوع (السبت ) .اما ادارتها فكانت في الموصل -شارع الفاروق والاسم البرقي : الحسو والمراسلات وكافة الصكوك والحوالات ترسل الى مدير ادارة الجريدة الاستاذ سالم عبد الرزاق ، وكانت الجريدة مسجلة بدائرة البريد في الموصل برقم (  55) وكانت الجريدة تطبع في مطابع دار الزمان ببغداد .
وضعت الجريدة لنفسها أهدافا محددة تنسجم مع أمرين كانت لهما السيادة وقتئذ على الساحة السياسية والثقافية في الموصل وهما : (التوجه العروبي) و( التوجه الاسلامي ) وكان لهذين التوجهين أثر كبير في الموصل التي عرفت في كل تاريخها بمزج العروبة والاسلام بشكل عروة وثقى لاانفصام لها .
لهذا كانت الجريدة تؤكد على هذه الثوابت عبر ما يلي من المحددات وهي ان الجريدة تعمل من اجل :
1.حشد ضخم للامكانيات الفكرية التي يزخر بها التيار الوحدوي الاصيل.
2. التقاء مع الانطلاقة العربية التقدمية الجديدة ، ودعوة الى تطبيق كل ما يؤكد كرامة الانسان كأنسان .
3.إرتفاع الى مستوى ثورية الوجود العربي التواق اليوم الخالد : يوم الوحدة الكبرى .
4.تفتح فكري نحو تبني ثورية الاسلام ، وتقدميته ،والدعوة الى ذلك بمنتهى ماتفرضه حرية الرأي .
في العدد الماثل أمامكم والصادر يوم السبت 14 آذار سنة 1964 نقرأ مقالا للاستاذ الدكتور عماد الدين خليل بعنوان : (الاسلام أو الفشل ) .كما نقرأ حوارا مع الزعيم يونس حسين عن ثورة الموصل 1959 ، وكذلك هناك رد الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة على برقية التهنئة التي ارسلها رئيس تحرير الجريدة الدكتور احمد الحسو  له لمناسبة عيد الوحدة ، وهناك كلمة للرئيس العراقي الاسبق المشير الركن عبد السلام محمد عارف وهو يحيي ثورة الموصل في ذكراها الخامسة .
أخبرني الاخ الاستاذ الدكتور احمد الحسو  عندما سألته عن موقع الجريدة في حركة الصحافة العراقية والموصلية آنذاك بالقول :" موقع الجريدة في تاريخ الصحافة ينبع من رسالتها التي كانت تريد ان تقول للرئيس  جمال عبد الناصر ان هناك من ينظر الى الاسلام على انه نصير للاشتراكية والوحدة والحرية مقابل ما كان يسود من اشكالات بينه وبين الجماعات الاسلامية،  وعلى هذا الاساس فقد كنت ُ حريصا في كل كتاباتي وفي جميع الاعداد على ترسيخ هذه المعاني لاني كنت ارى ان الوحدة ومشاريعها تذبح بسبب الارتجال السائد آنذاك " ..وختم حديثه بالقول : " الكتابات التي كنا نشجعها هي كل ما يدعو للوحدة العربية  والوحدة الاسلامية ويوثق العلاقة مع  الجمهورية العربية المتحدة " .
أدعو الى جمع نسخ الجريدة ، والكتابة عنها وهي تصلح لان تكون موضوعا لرسالة ماجستير في التاريخ الحديث  فمجلدات الجريدة –كما علمتُ من الاخ الاستاذ الدكتور احمد الحسو - عند السيد حسام غانم إبن أخ الاستاذ سالم عبد الرزاق .كما ذكرت السيدة زاهدة ابراهيم في "كشاف الجرائد والمجلات العراقية " الذي صدر سنة 1976 أن اعدادا من الجريدة ومنها العدد 69 الى العدد 79 توجد في المكتبة الوطنية ببغداد كما تتوفر في مكتبة المتحف الحضاري ببغداد الاعداد من 17 الى 77 واغلب الظن انها توقفت اثر نكسة حزيران سنة 1967 .
تحية لجريدة الفكر العربي في ذكراها ال53 وتحية لاخي الاستاذ الدكتور احمد عبد الله الحسو وتمنياتي له بالعمر المديد والعافية واسأل الله الرحمة لمن فقدانهم من الاخوة العاملين والمحررين في هذه الجريدة الغراء .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...