بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين يسعدني أنا (الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف )أن ارحب بكم في مدونتي الثانية مدونة الدكتور ابراهيم خليل العلاف ..واود القول بانني سأخصص هذه المدونة لكتاباتي التاريخية والثقافية العراقية والعربية عملا بالقول المأثور : " من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار " .
الخميس، 30 يونيو 2016
وفاة الاستاذ سالم محمد الحفو المربي الموصلي المعروف
علمت قبل قليل بوفاة الاخ والصديق الاستاذ سالم محمد الحفو المربي الموصلي المعروف وهو شقيق صديقنا ورفيق دربنا الاستاذ الدكتور غانم محمد الحفو المؤرخ المعروف والاستاذ المتمرس في قسم التاريخ بكلية التربية -جامعة الموصل .
الاستاذ سالم محمد الحفو (أبو أحمد ) متخرج في قسم التاريخ بكلية الاداب -جامعة بغداد في مطلع الستينات من القرن الماضي عمل مدرسا للتاريخ في مدارس متوسطة وثانوية عديدة وكان استاذا متميزا احبه طلبته وزملائه اسأل الله له الرحمة ولاهله ومحبيه الصبر والسلوان ................ا.د. ابراهيم خليل العلاف
الأربعاء، 29 يونيو 2016
سلسلة (أعلام العرب ).. وكتاب عن ابو حيان التوحيدي اديب الفلاسفة وفيلسوف الادباء ابراهيم العلاف
ابراهيم العلاف
في سنوات الستينات من القرن الماضي ، وعندما كنتُ طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية -جامعة بغداد والتي كانت تسمى حتى سنة 1958 (دار المعلمين العالية ) أنعم الله علينا بالثقافة الشاملة شبه المجانية والتي كانت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا بعد وحدة 1958 ) بزعامة القائد الخالد جمال عبد الناصر واحدة من أبرز مصادرها ؛ فالكتاب المطبوع في مصر كان يباع عندنا في العراق بملاليم وقروش اي ببضع فلوس وهكذا تمكنت انا ومجايللي ان نؤسس لمكتباتنا من مصروفنا اليومي .
واليوم في مكتبتي اعداد كبيرة من سلسلة (أعلام العرب ) ومنها هذا الكتاب الموسوم (ابو حيان التوحيدي اديب الفلاسفة وفيلسوف الادباء ) تأليف الاستاذ الدكتور زكريا ابراهيم استاذ الفلسفة في كلية الاداب -جامعة القاهرة والذي يحمل الرقم (35 ) من السلسلة .
سلسلة (أعلام العرب ) وسيرة الامام الاستاذ محمد عبدة ابراهيم العلاف
ابراهيم العلاف
في سنوات الستينات من القرن الماضي ، وعندما كنتُ طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية -جامعة بغداد والتي كانت تسمى حتى سنة 1958 (دار المعلمين العالية ) أنعم الله علينا بالثقافة الشاملة شبه المجانية والتي كانت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا بعد وحدة 1958 ) بزعامة القائد الخالد جمال عبد الناصر واحدة من أبرز مصادرها ؛ فالكتاب المطبوع في مصر كان يباع عندنا في العراق بملاليم وقروش اي ببضع فلوس وهكذا تمكنت انا ومجايللي ان نؤسس لمكتباتنا من مصروفنا اليومي .
واليوم في مكتبتي اعداد كبيرة من سلسلة (أعلام العرب ) وترون غلاف الاصدار الاول عن ( عبقري الاصلاح والتعليم الاستاذ الامام محمد عبدة ) للاستاذ الكبير عباس محمود العقاد .وكما هو ظاهر على الغلاف فإن السلسلة اي : سلسلة أعلام العرب "مكتبة الثقافة الحية التي تساهم في اشتراكية الثقافة بقروش زهيدة (5 قروش ) تصدر شهرية عن إدارة الثقافة بوزارة (الثقافة ولإرشاد القومي ) بهدف المساهمة في التعريف بنوابغ المفكرين من اعلام العرب" .وتطلب من مكتبة مصر ومكاتب شركة توزيع الاخبار ووكلاء الشركة القومية في جميع البلاد العربية ومن مكتبة المثنى ببغداد .
وكان وزير الثقافة والارشاد القومي وقتئذ الدكتور ثروت عكاشة ، بينما كان محمد عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزراء للثقافة والارشاد القومي ومما قاله في تقديم السلسلة ان سياسة الوزارة اثمرت في تيسير اثمان السلسلة حتى تساعد كل بيت على ان ينشئ مكتبة له بثمن زهيد.
اما الدكتور ثروت عكاشة فقال ان الناس في قرننا هذا شغفوا بقراءة السير ؛ فهي تحررهم حين يقرأونها من حدود الزمن وتعيدهم الى الماضي يستمدون منه العبرة ويتزودون بالعظات فتتصل بذلك حلقات الانسانية ولا تنقطع .ثم قال ان للعرب نصيب كبير من الحضارة الانسانية والتاريخ العربي الاسلامي زاخر بالامجاد حافل بالاعلام في كل فرع من فروع المعرفة وفي كل ميدان من ميادين الحياة وما احوجنا في هذا الطور من اطوار نهضتنا العربية المتوثبة الى دراسة هؤلاء الاعلام والترجمة لهم في كتاب يؤلفه كاتب من المتخصصين يعرض فيه سيرته ويحللها ويصف عصره ووقائع حياته ويبرز شخصيته ويبين آثاره وفضله على التقدم الانساني .
كان الكاتب الكبير الاستاذ عباس محمود العقاد هو أول من وقع عليه الاختيار ليكتب اول كتاب في السلسلة (رقم 1 ) ، وكان الكتاب عن الشيخ الامام محمد عبدة؛ فوقف عند عصره ، وعلاقته مع جمال الدين الافغاني ، وموقفه من الثورة العرابية ودوره كمصلح ومعلم وتابع حياته منذ ولادته سنة 1849 بقرية محلة نصر وتلقيه اول دروس التجويد بالمسجد المحمدي وفي الجامع الازهر ونيله شهادة العالمية وتعيينه مدرسا في دار العلوم وعمله محررا لجريدة الوقائع المصرية ونفيه من مصر سنة 1882 لاشتراكه في الثورة العرابية ، وسفره من بيروت الى باريس لانشاء مجلة (العروة الوثقى ) مع السيد جمال الدين الافغاني سنة 1884 وعودته الى بيروت واشتغاله بالتدريس وترجمته ل(رسالة الرد على الدهريين ) و(شرح مقامات البديع ) و(شرح نهج البلاغة ) وعودته سنة 1889 الى مصر وتعيينه قاضيا بمحكمة الاستئناف سنة 1891 وتعيينه عضوا في مجلس ادارة الازهر 1895 وتأليفه (رسالة التوحيد ) وانتخابه مفتيا للديار المصرية وتأليفه كتاب ( الاسلام والنصرانية ) سنة 1902 .كانت زوجته لبنانية من آل حمادة هي السيدة رضا حمادة .ولم يعقب من الابناء الذكور غير ولد واحد توفي في طفولته واعقب اربع بنات تزوجن وكان له دار بصحراء عين شمس اشترته وزارة الشؤون الاجتماعية فيما بعد لتخليد ذكراه ولم يجتمع في يديه من ميراثه ومن مرتباته واثمان مؤلفاته غير مقدار يسير من المال كان عفيفا ورعا نزيها تقيا حكيما ذو عزيمة وقد توفي دون الستين من عمره بمرض سرطان الكبد .ووفاته كانت في الاسكندرية سنة 1905.
اسأل الله له الرجمة وجزاه خيرا على ماقدم .
كل هذه المحطات عن الامام محمد عبده قد كتبت بإسلوب العقاد الجزل صاحب العبقريات مما اضفى على الكتاب قيمة علمية وادبية لايفقدها أبد الدهر وقمين بشبابنا ان يقرأوا هذا الكتاب وكل ما صدر عن هذه السلسلة الغنية بالفوائد .
العلامة الشيخ نجم الدين الواعظ مفتي الديار العراقية
العلامة الشيخ نجم الدين الواعظ 1881-1976 مفتي الديار العراقية
____________________________________________________________
مجلة (ألف باء ) البغدادية : مجلة العائلة العراقية بلا منازع وفي عددها 416 في 8 ايلول 1976 تابعت خبر رحيل العلامة الشيخ نجم الدين الواعظ مفتي الديار العراقية ومن خلال صفحة ( للناس حكايات وحكايات للناس ) التي كان يحررها الاستاذ رشيد الرماحي وقالت وتحت عنوان :" غياب أشهر وجه رمضاني في بغداد " .. وفي الصورة يظهر العلامة الشيخ نجم الدين الواعظ الاول من اليسار .هو من مواليد محلة سوق حمادة ببغداد سنة 1298 هجرية الموافق للسنة1881 ميلادية . وقد نشأ على دراسة العلوم الاسلامية منذ صغره على يد كثير من العلماء البارزين في مفدمتهم العلامة الشيخ غلام رسول مولوي الهندي الجنسية والمتوفى ببغداد . شغل العلامة الشيخ الواعظ جهات الامامة والخطابة والتدريس في معظم جوامع بغداد ومساجدها :حنان -الشيخ صندل -مرجان -الامام الاعظم -واخيرا في جامع العسافي منذ شيد سنة 1956 حتى وفاته اسأل الله له الرحمة وقد سبق ان صار مفتيا لبغداد وللديار العراقية بعد وفاة المفتي الاسبق الشيخ قاسم القيسي ...........................ابراهيم العلاف
الرئيس العراقي الاسبق المهيب أحمد حسن البكر 1968-1979 يقدم تعازيه بوفاة الرئيس الجزائري هواري بومدين ويكتب كلمة في سجل التعازي ويحضر مجلس الفاتحة الذي اقامته السقارة الجزائرية في بغداد .... الخميس 28 كانون الاول 1978
الرئيس العراقي الاسبق المهيب أحمد حسن البكر 1968-1979 يقدم تعازيه بوفاة الرئيس الجزائري هواري بومدين ويكتب كلمة في سجل التعازي ويحضر مجلس الفاتحة الذي اقامته السقارة الجزائرية في بغداد .... الخميس 28 كانون الاول 1978 .....صورة تاريخية وفرها لي الصديق الاستاذ جعفر الزاملي فشكرا له ولمتابعته وتعاونه معي ............ابراهيم العلاف
الرئيس العراقي الاسبق عبد السلام محمد عارف يحضر مأدبة افطار اقامها اهالي الاعظمية الكرام في شهر رمضان 18-1-1966
كما سبق ان قلت فإن الرئيس العراقي الاسبق المشير الركن عبد السلام محمد عارف 1963-1966 كان يقيم مآدب إفطار في القصر الجمهوري طيلة شهر رمضان المبارك ولشرائح مختلفة من الشعب .. لكن في هذه الصورة نراه يحضر مأدبة إفطار في الشهر الفضيل :رمضان المبارك أقامها اهالي الاعظمية الكرام في جامع الامام الاعظم وحضر المادبة اللواء عبد الرحمن عارف وكيل رئيس اركان الجيش وتقي القزويني متصرف لواء بغداد وعدد من رجال الدين من كربلاء والنجف الاشرف وكان ذلك يوم الاربعاء 27 رمضان 1385 الموافق لليوم 18 كانون الثاني 1966.في الصورة يتحدث الرئيس مع العلامة الشيخ نجم الدين الواعظ مفتي الديار العراقية (توفي 1976 ) ..................تلك ايام قد خلت وتركت لنا فقط الصورة والخبر الذي يخلدها ويجعلها واحدة من صفحات تاريخنا العراقي المعاصر .......................ابراهيم العلاف
الرئيس العراقي الاسبق الفريق عبد الرحمن محمد عارف يصافح رئيس الوزراء العراقي الاسبق اللواء احمد حسن البكر 13-12-1966
سار الرئيس العراقي الاسبق الفريق عبد الرحمن محمد عارف 1966-1968 على نهج شقيقه الرئيس الاسبق عبد السلام محمد عارف في إقامة مآدب يومية في رمضان المبارك وفي هذه الصورة يظهر وهو يصافح رئيس الوزراء ( الاسبق ) اللواء أحمد حسن البكر خلال مادبة افطار اقامها لروؤساء الوزراء والوزراء السابقون وقادة الجيش والقوات المسلحة . يوم الثلاثاء 1 رمضان 1386هجرية الموافق لليوم 13-12-1966
الثلاثاء، 28 يونيو 2016
إبن اسحاق ومنهجه في كتابة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ابراهيم العلاف
إبن اسحاق ومنهجه في كتابة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ابراهيم العلاف
إبن اسحاق ومنهجه في كتابة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كتيب جميل أعده وألفه الصديق الاستاذ الدكنور رياض هاشم هادي استاذ السيرة النبوية في كلية العلوم الاسلامية -جامعة الموصل ..قدم له الصديق الشيخ الدكتور اكرم عبد الوهاب
وابن اسحاق واحد من اشهر مؤرخي السيرة وقد وصلنا ما كتبه ابن اسحاق بعد التهذيب والتعديل والتنقيح عن طريق ابن هشام .
وابن اسحاق مؤرخ مقتدر في مجال كتابة السير والمغازي .. وله منهج يعتد به وتكاد دراسة الاخ الدكتور رياض هاشم هادي عنه اصيلة ومبتكرة وفريدة .. وابن اسحاق هو محمد بن اسحاق ويكنى بأبي بكر او ابي عبد الله المدني القرشي ولد سنة 85 هجرية -705 ميلادية . وقدعكف منذ صغره على دراسة الحديث النبوي وجمعه كما اهتم بدراسة السور القرآنية التي ارتبطت بمسية الدعوة الاسلامية في مرحلتها المكية والمدنية وكان يكثر من سماع من وجد من كبار الصحابة في المدينة وابنائهم والتابعين وسافر الى مصر واستقر في الاسكندرية سنة 115 هجرية -734 ميلادية وفيها سمع من يزيد بن ابي حبيب الذي غرس في مصر دراسة الحديث وفي سنة 123 هجرية عاد الى المدينة المنورة وقابل سفيان بن عيينة وكانت عودته الى المدينة فرصة لاستاذه الزهري لكي يقدمه للناس واستقر بها الى سنة 132 هجرية وبعد خلافه مع علمائها سافر الى الكوفة ثم الحيرة ثم الجزيرة ثم الى الري فبغداد .
وفي سنة 151 هجرية 770 ميلادية توفي ودفن في مقبرة الخيزران ببغداد رحمه الله .
من شيوخه عبد الله بن ابي بكر وعاصم بن عمر الانصاري والزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب ويقول البروفيسور جوزيف هورفتش في كتابه :" المغازي الاولى ومؤلفوها " والذي ترجمه الدكتور حسين نصار 1949 ان لابن اسحاق 15 تلميذا ذكرهم بالاسم منهم ابراهيم بن سعد والبكائي الكوفي ابو يزيدومحمد بن سلمة بن الفضل الحراني ويونس بن بكير .
ولابن اسحاق منهج في كتابه السير والمغازي والذي يستند على ثلاثة اقسام رئيسية هي : المبتدأ ، والمبعث ، والمغازي . وقد ذهب في منهجه أبعد من حدود مدرسة المدينة بزعامة ابن مالك رضي الله عنه سواء اكان ذلك في رؤيته التاريخية ام في اسلوبه فقد جمع بين اساليب المحدثين والقصاصين في كتاباته واستفاد من مختلف نواحي الاهتمام بالمغازي وتواريخ الانبياء فجمع بين الاحاديث والروايات التاريخية والقصص الشعبي مع كثير من الشعر الصحيح والموضوع لذا يقول المؤلف ان مصادر معلوماته تكاد تكون خليطا يجلب الانتباه ففي المبتدأ روى عن اهل الكتاب وعن الداخلين حديثا في الاسلام من اليهود والنصارى واخذ كثيرا عن وهب بن منبه وفي المبعث تفرد عن غيره من جامعي المغازي بتدوين الوثيقة -المعاهدة المشهورة التي وقعها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد وصوله المدينة ومعلوماته وردت في الغالب دون إسناد .وفي المغازي استخدم ابن اسحاق منهجا محددا لعرض الغزوات الفعلية وتميزت رواياته بالجدية والعناية الواضحة بالاسناد مع وجود اثر للقصص الشعبي فيه .
ومن اهم المآخذ التي اخذت على ابن اسحاق استخدامه للشعر في عرض مادته وفضل ابن اسحاق انه سبق غيره في ترتيب سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بشكل نظامي ومنطقي وهذا ما جعل المؤلف يقول ان ابن اسحاق مؤرخ مبدع مبتكر له مكانته وشهد بذلك العديد ممن عاصروه او الذين جاؤوا بعده .جزى الله ابن اسحاق خيرا على ماقدمه وما يستحقه من رضى الله ورحمته .
الطربوش ابراهيم العلاف
الطربوش
ابراهيم العلاف
وكما قلنا أمس ، فإن من أغطية الرأس في عالمنا العربي والاسلامي (العمامة )، ووقفنا عندها واليوم نتحدث عن (الطربوش ) وقد كتب عنه كثيرون منهم صديقنا الحاج عبد الجبار محمد الجرجيس المؤرخ التراثي ومنهم اللواء ابراهيم محمد الفحام في مجلة (الدوحة ) القطرية عدد ايلول -سبتمبر 1982 وآخرون ليس ثمة مجال لذكرهم . والطربوش أو كما نسميه نحن في العراق (الفيس FEZ ) أو (الفينة ) من اغطية الرأس التي سادت في القرون الماضية خاصة في العهد العثماني .. ويقال ان والي بغداد الذي قضى على حكم المماليك علي رضا باشا فرضه كغطاء رسمي للرأس في العراق سنة 1834 وفي قصص الف ليلة وليلة ورد ذكر غطاء اسمه السربوش ولعل الكلمة فارسية حرفت الى شربوش وطربوش والسر الرأس ويوش غطاء وللطربوش الوان منه الاحمر الفاتح ومنه الاسود وفي كتاب "النجوم الزاهرة " للمقريزي ورد ذكره على انه شربوش مكلل مزين كما ورد في شعر ابن النبيه :
ترى قُندس الشربوشِ فوقَ جبينِهِ ***** كأهدابِ أحداقٍ بُهِتنَ من البدرِ
ومن خلال التداول صارت شربوش طربوش واهل المغرب هم اول من ارتداه والاوربيون وخاصة الانكليز يقولون عنه انه الفيس FEZ وكلمة الفيس هذه تعني مدينة فاس المغربية الشهيرة وارتداه اهل الاندلس واهل مصر والمغرب وتركيا ايام الدولة العثمانية وكثيرا ما شاهدنا ان هناك من يلبس الطربوش وقد لف عليه العمة وبعض الطرابيش تصنع من الصوف وبعضها من الجوخ وعلى شكل مخروط ناقص وتوجد في مصر وتونس محلات لصنع الطربوش ومن الطريف ان الطربوش مثلا في المغرب وخاصة في تونس يسمى الشاشية .لهذا تذكر الشاشية مع الطربوش لان الشاشية ليست سوى من حلقات التطور التاريخي للطربوش والشاشية هي طربوش احمر قصير يلبسه ايضا علماء الازهر لكن بدون الزر الذي يتدلى من المؤخرة كما يلبسه بعض شيوخ العشائر المصرية على الحدود مع ليبيا .
ويوثق الاستاذ جرجي زيدان في مقال له بعنوان :" تاريخ الازياء الشرقية " نشره في مجلته (الهلال ) عدد تشرين الثاني -نوفمبر سنة 1907 فيقول ان المصريين لبسوا الطربوش مجردا ثم تعمموا عليه بعد ذلك ، وكانوا يتعممون به بكساء من الخيوط الخضراء كالشراريب تعلق في قمته وترسل الى دائرة تغطيه لمجرد الزينة ونشر مع المقال صورة لقائد عثماني اسمه رشيد باشا يلبس طربوشا ذا شراريب من الخلف .
وثمة من يشير الى ان السلطان محمود الثاني 1809- 1839 اصدر اوامره بتعميم لبس الطربوش في الجيش بعدما شاهد جنودا تونسيين يلبسونه فأعجب به كما امر بإقامة مصنع للطرابيش في استنبول واتخذ الطربوش شكله النهائي في عهد السلطان عبد العزيز سنة 1861 وسمي الطربوش العزيزي والحقيقة انه ليس زيا للرأس عثمانيا بل زيا عربيا اصله من المغرب العربي .
ومصر رسميا هي اول دولة عربية استبدلت العمامة بالطربوش ويذكر الدكتور كلوت بك في كتابه ( لمحة عامة الى مصر ) ان ابراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر كان اول من لبس الطربوش واقتدى به الموظفين والاعيان ثم جعل الزي الرسمي للجيش المصري واسس في سنة 1823 اول مصنع للطرابيش في بلدة فوة بشمال الدلتا واستعين بخبير تونسي اسمه محمد المغربي .
وفي سنة 1838 امر ابراهيم باشا بعد ضمه بلاد الشام الامير بشير الشهابي وافراد اسرته ان يلبسوا الطربوش وبعدها انتشر لبسه وفي السودان الزم موسى حمدي باشا الحكمدار الموظفين السودانيين بإرتداء الطربوش .
وقد تعرض استخدام العرب للطربوش الى نقد شديد بعد تنامي الوعي القومي العربي اواخر القرن 19 ومطلع القرن 20 وانصب النقد على انه زي عثماني وتصاعدت الرغبة في تركه؛ ففي العراق صدر تشريع بإلغائه سنة 1924 وحاول الملك فيصل الاول مؤسس الدولة العراقية الحديثة ان يجد للعراقيين غطاءا آخر للرأس فأمر بلبس (السيدارة ) الفيصلية للمدنيين والعسكريين وحتى في تركيا انطلقت الدعوات لالغاء الطربوش في عهد مصطفى كمال اتاتورك الذي امر بالقبعة بدلا من الطربوش .
ومن الطريف ان يتصدى عالم الصحافة المصري الكبير الاستاذ الدكتور خليل صابات لهذا الموضوع فعرض في كتابه :(موقف الصحافة المصرية من العمامة والطربوش ) تفاصيل المعارك الفكرية بين (المعممين ) والطربوشيين ) .وصل الامر بالجمعية الطبية المصرية ان اصدرت قرارا سنة 1926 قالت فيه ان ارتداء الطربوش مضر من الناحية الصحية وخاصة على الرأس والعينين .وفي هذه السنة ايضا عقد الفلسطينيون اجتماعا في القدس لبحث مصير الطربوش فأصدروا عقب الاجتماع قرارا يقول بإنه "ليس لباس الرأس الوطني ولااهمية دينية له " ومعنى هذا ان لباس الرأس العربي الاصيل هو الكوفية والعقال .
وفي مصر تم استبعاد لبس الطربوش اولا بأول ففي سنة 1939 استبعد من زي ضابط القوات الجوية ثم من زي سائر قوات الجيش والشرطة سنة 1947 غير ان ظل يحتفظ بمكانته كزي للمناسبات الرسمية حتى انتهى دوره واهمل تقريبا مع قيام ثورة 23 يوليو -تموز 1952 .
الدرﮔﺯلي كتب الاستاذ أزهر العبيدي
الدرﮔﺯلي
كتب الاستاذ أزهر العبيدي
مهنة الدرﮔﺯلي من المهن الموصلية القديمة وسميّت محلّة الدرﮔﺯلية بهذه التسمية نسبة لهذه المهنة التي مورست شمال محلّة الفيصلية وقرب نهر الخوصر. ويقال أن أول من عمل في هذه المهنة تعلّمها عند سفره إلى مدينة (درﮔﺯين) في فارس، وعلّمها لعدد من صنّاعه وانتشرت لحاجة الناس لها في ذلك الزمان. ومن المنتوجات التي يصنعها الدرﮔﺯلي: الزير أو البرنية (البغنيي) كما يسمّيها أهل الموصل و(البستوﮔﺔ) في بغداد، وجرار الماء أي الشربة (الشغبي) أو (ﺍﻠﺘﻨﮔﺔ) والجرّة الكبيرة، والحبوب جمع حب، وقدح شرب الماء، والايقاع (الدنبك)، وإناء الطفل الذي يقضي به حاجته (القعّادي) و(السنجي)، وحاجات أخرى.
ومن الأسر التي عمل أجدادها في هذه المهنة أسرة (الدرﮔﺯلي) من محلّة الميدان وهم من السادة النعيم عرف منهم قاسم محمد مصطفى الدرﮔﺯلي والمهندس موفق يونس قاسم الدرﮔﺯلي مدير طرق وجسور نينوى الأسبق وفنان الفخار حمزة قاسم محمد الدرﮔﺯلي، والقمّاط أي بائع الأواني الفخارية مصطفى الدرﮔﺯلي الذي كان يجيد قراءة المقام العراقي في باب ﻟﮕﺵ في دكانه مقابل الحمّام. والمعلومات أدناه من الصديق العزيز سيف موفق يونس الدرﮔﺯلي.
يقول أحد المعمرين وهو آخر من عمل في هذه المهنة بأن الدرﮔﺯلية كانوا يمارسون عملهم في أماكن مبنية تحتوي على فرن، ويتم تخمير الطين الخالي من الشوائب مع الماء والرمل بنسبة الربع، ويضاف ملح الطعام للفخار الذي يحتاج إلى مسام تسمح بنضوح الماء في الشربات والحبوب مثلاً، وتضاف ثمرة نبات البردي لتزيد من تماسك الطين ومنع تشققه. بعدها يتم عمل الحاجات المطلوبة وتوضع في العراء لكي تجف قليلاً ثم تنقل إلى الفيء ليتم جفافها ولكي لا تتصدع أو تتفطر بالشمس. وبعدها توضع في الفرن لكي تتماسك وتجف تماماً.
أما الحاجيات التي تصبغ باللون الأخضر الغامق الزجاجي مثل البرنية وقدح الماء فإنها تصبغ من الداخل والخارج بعد اخراجها من الفرن بمحلول من مسحوق يتكون من عدة أكاسيد تخلط مع الزجاج المطحون والحصى الأبيض، وتعاد ثانية إلى الفرن لكي يتفاعل الصبغ ويتماسك مع الفخار ويجف ويصبح بلون أخضر غامق لمّاع. وتستغرق هذه العملية فترة أسبوع في الصيف وأكثر في الشتاء. أما الآن فقد عوّضت الأواني البلاستيكية عن هذه المواد التي كانت تستهلك الكثير من طاقة الأجداد ولكنها كانت تحمل طابع دقتهم وحرصهم وابداعهم.
الاثنين، 27 يونيو 2016
عبد العزيز بركات.. نقيب الصحفيين.. زاهد ويحب زملاءه بقلم : عبد الله اللامي
عبد العزيز بركات.. نقيب الصحفيين.. زاهد ويحب زملاءه
بقلم : عبد الله اللامي*
شيخ الصحافة العراقية سجاد الغازي الامين العام الاسبق لاتحاد الصحفيين العرب روى لي الجهد الكبير والمتميز الذي بذله نقيب الصحفيين العراقيين عبد العزيز بركات من أجل توحيد كلمة اصحاب الكلمة الحرة، ويحترم ويقدر تقديراً عالياً زملاءه وهو زاهد لكنه يعشق مهنته بشــكل كبير .
ينحدر الراحل عبد العزيز بركات من عائلة ( بركات ) وهم من سادة وملاك ابو الخصيب .ويقول عنه الغازي: هو صحفي من البصرة ، انتقل الى بغداد في اوائل الستينات واصدر جريدة يومية سياسية بأسم (المنار ) التي ضمت نخبة من افضل الصحفيين الحرفيين ابرزهم : صادق الازدي ومحمد حامد وعبد الله الخياط وسعيد الربيعي وفاضل العزاوي .وساهمت جهود هؤلاء الى جانب حشد كبير من الكتاب والمخبرين والمحررين والمترجمين والادباء والمثقفين في اصدار واحدة من اكبر واهم الصحف المحلية واكثرها انتشارا وتاثيرا وساعد على ذلك العلاقة الخاصة التي كانت تربط المرحوم بركات برئاسة الجمهورية في عهدي الرئيسين عبد السلام وعبد الرحمن محمد عارف وكذلك العلاقة الخاصة التي كانت تربطه مع الفريق طاهر يحيى رئيس الوزراء في حينه .
وكان من الشباب الذين تشربوا الفكر القومي في الاربعينات ، فانضم الى حزب الاستقلال عند تأسيسه عام 1946.حبه للصحافة دفعه الى خوض ميدانها بحماس فأصبح مديرا لتحرير جريدة (اخر الانباء ) التي تملكها السيدة فاطمة حسين وعندما تأسس حزب الاستقلال ولم تكن له جريدة في البصرة اتفق مع صاحبة جريدة (اخر الانباء ) لتكون في خدمة الحزب .
وفي عام 1948 تولى ادارة وتحرير جريدة ( البريد) التي انتقل امتيازها عام 1964 الى شقيقه الكاتب المعروف رجب بركات .وعندما صدرت جريدة (الناس ) لتكون لسان حزب الاستقلال في البصرة شارك في تحريرها قبل اختلافه مع صاحبها المرحوم عبد القادر السياب معتمد الحزب ثم حصل عام 1947 على امتياز جريدة المنار التي نقلها عام 1964 الى بغداد لتصبح في مقدمة الجرائد العراقية اخراجا وتحريرا ..وفي عام 1966 اصدر مجلة المنار.عرف عنه اهتمامه باحوال العاملين في جريدته التي استقطب فيها اكفأ الكوادر والاقلام برواتب ومكافات مجزية تفوق مايتقاضاه اقرانهم في الصحف الاخرى كما سن بادرة جديدة بالتامين على العاملين لديه .كما عرف بعلاقاته الاجتماعية الواسعة بشتى الاطياف والمراتب والمجتمعات والمسؤولين كما كانت له علاقات قرابة وصداقة بالعديد من الشخصيات والعوائل في الخليج وبالاخص في الكويت والسعودية.انتخبه الصحفيون نقيبا عام 1967 وجدد انتخابه في نيسان 1968 لسلوكه المهني الراقي وعلاقاته الطيبة بالمسؤولين (وكان يصرف على بعضهم ) فاستثمر هذه العلاقات لخدمة المهنة والعاملين فيها وفي انتخابات النقابة عام 1966 كان نائبا للنقيب في قائمة النقيب فيصل حسون .وفي المؤتمر الثاني لاتحاد الصحفيين العرب المنعقد في القاهرة في شباط 1968 ترأس اكبر وفد في المؤتمر تكون من 21 عضوا بينهم جميع اعضاء مجلس النقابة ورؤساء تحرير صحف المؤسسة العامة للصحافة ومشاركون من المؤسسات الاعلامية الاخرى ولانعقاد المؤتمر في العام التالي للنكسة حصل من رئيس الجمهورية الراحل عبد الرحمن عارف على تبرع مجز للمجهود الحربي للجمهورية العربية المتحدة وتبرع اخر لتكاليف الوفد في القاهرة من اقامة ومصاريف وعدم تحميل الجهة المصرية الداعية هذه النفقات انتخب في المؤتمر الثاني لاتحاد الصحفيين العرب عضوا في المكتب الدائم .
وفي عام 1969 جرى اعتقاله في قصر النهاية ليلقى ربه شهيدا.لقد تميز المرحوم عبد العزيز بركات بدماثة الخلق وحسن التعامل مع عموم الصحفيين وقد دفعه ذلك الى الترشيح لموقع نقيب الصحفيين وفاز بهذا الموقع للمرة الاولى في عام 1966 في انتخابات جرت في قاعة الشعب في الباب المعظم وقد نافسه على منصب النقيب المرحوم فوزي عبد الواحد صاحب جريدة صوت العرب غير ان بركات استطاع ان يحصد الغالبية الساحقة من الاصوات ومن ابرز الذين فازوا معه بعضوية المجلس الاستاذ سجاد الغازي والمرحوم احمد جميل الشيخلي كما فاز فلاح العماري كعضو مجلس كاحتياط اول في البداية ثم عضو مجلس .وقد فاز المرحوم بركات في الدورة التالية ايضا والتي جرت في قاعة السينما والمسرح في كرادة مريم وفي هذه الانتخابات تم تشكيل قائمة منافسة تضم عددا من الصحفيين القوميين والتقدميين وتم اختيار معاذ عبد الرحيم ليكون على راس القائمة وكنت انا احد المرشحين ضمن هذه القائمة الى جانب الاستاذ ضياء حسن ولطفي الخياط واخرون وصباح يوم الانتخابات وأثناء ماكنا في الطريق الى القاعة ابلغنا بعض الزملاء ان معاذ عبد الرحيم قد انسحب من المنافسة وان بيانا كان قد صدر في جريدة الثورة صبيحة يوم الانتخابات وقد فوجئنا لكون معاذ عبد الرحيم اتخذ قرار الانسحاب بأسم القائمة دون ان يرجع الى اي عضو من بقية اعضاء القائمة .وهكذا فاز المرحوم عبد العزيز بركات بدورة ثانية دون ان ينافسه احد اما نحن فقد التزمنا جميعا بقرار الانسحاب باستثناء ضياء عبد الرزاق حسن الذي رشح ولم يفز .لم يكن المرحوم عبد العزيز بركات نقيبا حادا او حازما انما كان ديمقراطيا وسمحا وكان يدير جلسات المجلس بروحية الاخ الاكبر الذي يحب الجميع وبالمناسبة فقد كان كريما للغاية وغالبا ماكان يقيم الدعوات لاعضاء المجلس على حسابه الخاص كما كان يساعد بعض الصحفيين ويعينهم على تخطي مشاكلهم المهنية والشخصية وفي زمنه تحققت الكثير من المكاسب والمنجزات النقابية ونجح في خلق اجواء مهنية هادئة فيما نجح في خلق علاقات نقابية عربية ودولية متوازنة .
**************************************************
*http://www.azzaman.com/?p=167757
عزيز الحافظ.. عقلية إقتصادية ناضجة بقلم : عبد الله اللامي
عزيز الحافظ.. عقلية إقتصادية ناضجة
بقلم : عبد الله اللامي
يروي هنا صبحي عبد الحميد ان رئيس الجمهورية عبد السلام محمد عارف كلف الفريق طاهر يحيى بتشكيل وزارة جديدة تخلف حكومة اللواء احمد حسن البكر بعد18 تشرين الثاني/1963 كما ان الرئيس عبد السلام عارف كلف رئيس جامعة بغداد عبد العزيز الدوري وطلب منه ترشيح اشخاص من مراتب علمية لوزارات الزراعة والاصلاح الزراعي والاقتصاد والاسكان وقد تم ترشيح عزيز الحافظ وزيراً للاقتصاد.
والحافظ شخصية وطنية وعروبية تحمل افكاراً اقتصادية كبيرة تسهم في عملية تطوير الاقتصاد وبناء سياسة علمية لذلك يجد عزيز الحافظ ان التخطيط هو اساس السياسة الاقتصادية ولهذا فأول مايعنى به هو تنظيم اجهزته على ضوء التجارة الماضية كي تقوم باعداد خطة اقتصادية سلمية للسنوات الخمس القادمة تستند على اساسين رئيسين هما تأمين الموارد اللازمة لتنفيذها وضمان التوازن في تطوير القطاعات المختلفة متوخين:
أù- تطوير القطاع الزراعي بالأسراع في تنفيذ مشاريع الري والبزل وتنفيذ مشاريع اسكي الموصل واعالي الفرات واستصلاح التربة والغايات
بù- تطوير القطاع العام والخاص والمختلط بغية الاستفادة من تنفيذ مشاريع توليد وتوزيع القوة الكهربائية وانجاز مشاريع الاسمدة الكيميائية والحرير الصناعي والغزل والنسيج والورق وانتاج الالات الزراعية والمعدات الكهربائية واستخلاص الكبريت واسثمار الغاز الطبيعي.
ج- تنفيذ مناهج التنمية الزراعية والصناعية يكون بتوسيع وتحسين وسائل الاتصال البريدية السلكية واللاسلكية وبقدر مايتعلق الامر بالاستثمار الفردي فأن الحكومة ستهيء الظروف الملائمة لتشجيع استثمار رؤوس الاموال في القطاع الخاص بفروعه المختلفة التجارة والصناعة والزراعة ضمن المصلحة العامة ..
وفي حقل السياسة التجارية تعمل الحكومة على تنمية العلاقات التجارية مع جميع الاقطار العربية على اساس اتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية ومع الدول الاجنبية على اساس المنافع المتبادلة وتشجيع التصدير وتخفيف قيود الاستيراد ولاسيما استيراد المواد المعاشية الضرورية والمواد الانتاجية كذلك توفير الحماية الكافيةللانتاج المحلي لاسيما حماية الصناعات النأشئة من المنافسة الاجنبية غير المتكافئة واهمية تخفيض اسعار المواد المعيشية الضرورية دون الاضرار بالمصالح الاقتصادية المشروعة بتخفيفها لذلك ستدعم الحكومة مشروع الاعاشة بتوفير المواد الغذائية الضرورية باسعار منخفضة.
وهنا يؤكد وزير الاقتصاد الجديد عزيز الحافظ وقوف العراق في جهة موحدة ضمن منظمة الاقطار المصدرة للنفط(اوبك) ويرى ان على هذه المنظمة ان تبدأ باستعمال طاقاتها الكامنة في حماية مصالح اعضائها وللحصول على عوائد من نفطها تتناسب وما هو عادل ومنطقي على ضوء المعلومات والحقائق التي توصلنا اليها من المفيد في نهاية كلامنا عن وزير الاقتصاد عزيز الحافظ انه يعد عقلية اقتصادية ناضجة يحتاجها العراق في كل مكان ومجال لما يتمتع به من نضوج اقتصادي فكري كبير.
_______________________________________
*http://www.azzaman.com/?p=167486
العقم الثقافي العربي وكيفة اختراق جداره ابراهيم العلاف
العقم الثقافي العربي وكيفة اختراق جداره
ابراهيم العلاف
وقد كتب الاستاذ الدكتور محمد جابر الانصاري وهو مفكر واكاديمي بحريني كبير في مجلة (الدوحة ) القطرية عدد ايلول -سبتمبر 1982 مقالا رائعا بعنوان :"كيف نخترق جدار العقم الثقافي ؟ " قال فيه ان "من بين اسباب العقم في الثقافة العربية ، هو عجزنا نحن ابناء هذه السنين عن تجديد نظراتنا لتراثنا القريب والبعيد واعطائه عمقا جديدا ، ومعنى جديدا ، وروحا جديدة . فنحن يتملكنا الشعور بأن حركاتنا الادبية والفكرية السابقة قد قيلت فيها الكلمة الفصل ، وانه لم يتبق شيء لمستزيد ولم يبق امامنا الا ان نكرر ماقيل دون حماسة ودون حيوية . لذلك هو يدعو الى ان نقرأ من جديد ما كتبه محمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي واحمد لطفي السيد وطه حسين وعبد الرحمن البزاز وابراهيم اليازجي وجميل صدقي الزهاوي وعباس محمود العقاد وقاسم امين ومحمد رشيد رضا .وبالقوة نفسها يجب ان نعيد قراءة ما تركه ابن خلدون وابن رشد والغزالي وابن تيمية ولن تجدينا نفعا الجامعات ومراكز البحوث التي نؤسسها واسسناها اذا لم ترافق هذه المؤسسات روح علمية ونهضة معنوية جوهرية داخلية في صميم الانسان وفي صميم الفكر والاخلاق والارادة والقيم ومن الخير ان نتصارح فنقول أننا لازلنا بعيدين عن ذلك ؛ فمحك النهضة ليس العمران المادي والتنمية الاقتصادية فحسب بل لابد من وجود روح التحدي وارادة التحدي ووقف عدوان الغرب ومجابهة الغزو العسكري والاقتصادي والفكري ، ومالم يتحقق ذلك فلا تقدم ولانهضة .
الأحد، 26 يونيو 2016
مع مجلة (الدوحة ) القطرية ابراهيم العلاف
مع مجلة (الدوحة ) القطرية
ابراهيم العلاف
مجلة (الدوحة ) القطرية ، ولدي منها بعض الاعداد في مكتبتي الشخصية وهي مجلة ثقافية ، محترمة ، ورصينة ، ومتنوعة .جاء في ترويستها انها :" مجلة شهرية ثقافية جامعة " .. وهي كما وضعت لها شعارا انها " ملتقى الابداع العربي والثقافة الانسانية " حجمها بحجم مجلة (آفاق عربية ) التي كانت تصدر في بغداد منذ 1975 وتوقفت بسبب الاحتلال الاميركي البغيض سنة 2003 .مجلة (الدوحة ) تطبع بورق آرت صقيل وتصدر عن وزارة الاعلام بدولة قطر تولى رئاسة تحريرها لفترة الناقد والكاتب المصري الكبير رجاء النقاش ، وكان لها مدير تحرير ومدير فني ومحرر عام كما ان فيها هيئة للتحرير وسكرتير للتحرير هو نبيل خالد الاغا .
والمجلة بالفعل ملتقى لنخبة من الكتاب والباحثين والمؤرخين والصحفيين والتشكيليين العرب .قرأت فيها لكتاب كبار من مختلف البلاد العربية منهم الاساتذة فتحي رضوان والاستاذ خالد محمد خالد والدكتور محمد جابر الانصاري والاستاذ محمود السعدني والاستاذ يوسف الشاروني والدكتور محمد عبد الرحمن عنبر والدكتور صالح الشماع والدكتور احمد حسين الصاوي والاستاذ احمد العناني والاستاذ مجدي نصيف والشاعر محمود درويش والدكتور محمد البهي والدكتور نعيم عطية والاستاذ صلاح الليثي والدكتور علي خليفة الكواري والدكتور عبد العظيم رمضان والدكتور عاصم الدسوقي والاستاذ ابراهيم اصلان والاستاذ نبيل خالد الاغا والاستاذ جمال قطب والاستاذ عبد الله الشيتي والاستاذ صلاح عبد الصبور والشاعر ابراهيم العريض والناقد الاستاذ مجاهد عبد المنعم مجاهد والناقد الاستاذ ماجد السامرائي والدكتور عبد المحسن صالح والدكتور يحيى الجمل والدكتور السيد فهمي الشناوي والاستاذ زكريا تامر والدكتور حسن الخياط والدكتور ماهر حسن فهمي والاستاذ مفيد فوزي .والاستاذ حسين احمد امين والدكتور كمال نشأت وغيرهم كثير .
في المجلة ابواب منها دراسات ومقالات واسلاميات وشؤون الخليج وادب وفنون ودوحة القراء واستراحة الدوحة .وفيها مقالات في موضوعات تاريخية وسياسية واقتصادية .
ليس من السهولة جرد كل مافي هذه المجلة الغراء من موضوعات تستحق الاهتمام وتثير الاعجاب لكن لابد ان اقول كلمتي في هذه المجلة وببساطة انها مصدر مهم للمشهد الثقافي العربي المعاصر بكل مفاصله وملامحه العامة سواء على صعيد المقالة أو القصة أو التشكيل أو النقد أو التاريخ أو الادب واللغة وتصلح ان تكون موضوعا لاطروحة دكتوراه تنصرف لتبيان دورها الفاعل في حركة الثقافة العربية المعاصرة .
ابراهيم العلاف
مجلة (الدوحة ) القطرية ، ولدي منها بعض الاعداد في مكتبتي الشخصية وهي مجلة ثقافية ، محترمة ، ورصينة ، ومتنوعة .جاء في ترويستها انها :" مجلة شهرية ثقافية جامعة " .. وهي كما وضعت لها شعارا انها " ملتقى الابداع العربي والثقافة الانسانية " حجمها بحجم مجلة (آفاق عربية ) التي كانت تصدر في بغداد منذ 1975 وتوقفت بسبب الاحتلال الاميركي البغيض سنة 2003 .مجلة (الدوحة ) تطبع بورق آرت صقيل وتصدر عن وزارة الاعلام بدولة قطر تولى رئاسة تحريرها لفترة الناقد والكاتب المصري الكبير رجاء النقاش ، وكان لها مدير تحرير ومدير فني ومحرر عام كما ان فيها هيئة للتحرير وسكرتير للتحرير هو نبيل خالد الاغا .
والمجلة بالفعل ملتقى لنخبة من الكتاب والباحثين والمؤرخين والصحفيين والتشكيليين العرب .قرأت فيها لكتاب كبار من مختلف البلاد العربية منهم الاساتذة فتحي رضوان والاستاذ خالد محمد خالد والدكتور محمد جابر الانصاري والاستاذ محمود السعدني والاستاذ يوسف الشاروني والدكتور محمد عبد الرحمن عنبر والدكتور صالح الشماع والدكتور احمد حسين الصاوي والاستاذ احمد العناني والاستاذ مجدي نصيف والشاعر محمود درويش والدكتور محمد البهي والدكتور نعيم عطية والاستاذ صلاح الليثي والدكتور علي خليفة الكواري والدكتور عبد العظيم رمضان والدكتور عاصم الدسوقي والاستاذ ابراهيم اصلان والاستاذ نبيل خالد الاغا والاستاذ جمال قطب والاستاذ عبد الله الشيتي والاستاذ صلاح عبد الصبور والشاعر ابراهيم العريض والناقد الاستاذ مجاهد عبد المنعم مجاهد والناقد الاستاذ ماجد السامرائي والدكتور عبد المحسن صالح والدكتور يحيى الجمل والدكتور السيد فهمي الشناوي والاستاذ زكريا تامر والدكتور حسن الخياط والدكتور ماهر حسن فهمي والاستاذ مفيد فوزي .والاستاذ حسين احمد امين والدكتور كمال نشأت وغيرهم كثير .
في المجلة ابواب منها دراسات ومقالات واسلاميات وشؤون الخليج وادب وفنون ودوحة القراء واستراحة الدوحة .وفيها مقالات في موضوعات تاريخية وسياسية واقتصادية .
ليس من السهولة جرد كل مافي هذه المجلة الغراء من موضوعات تستحق الاهتمام وتثير الاعجاب لكن لابد ان اقول كلمتي في هذه المجلة وببساطة انها مصدر مهم للمشهد الثقافي العربي المعاصر بكل مفاصله وملامحه العامة سواء على صعيد المقالة أو القصة أو التشكيل أو النقد أو التاريخ أو الادب واللغة وتصلح ان تكون موضوعا لاطروحة دكتوراه تنصرف لتبيان دورها الفاعل في حركة الثقافة العربية المعاصرة .
الجمعة، 24 يونيو 2016
جريدة (الفكر العربي ) الموصلية .. لمناسبة مرور 131 سنة على نشأة الصحافة الموصلية وصدور أول جريدة في الموصل يوم 25 حزيران 1885 ا.د. ابراهيم العلاف
جريدة (الفكر العربي ) الموصلية .. لمناسبة
مرور 131 سنة على نشأة الصحافة الموصلية وصدور أول جريدة في الموصل يوم 25 حزيران
1885
ا.د. ابراهيم العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
منذ أن الفت كتابي : " نشأة
الصحافة العربية في الموصل " سنة 1982 ، وكتابي الاخر الذي صدر عن نشأة وتطور
الصحافة الموصلية " سنة 1985 لمناسبة مرور 100 سنة على نشأة الصحافة الموصلية
وصدور أول جريدة في الموصل يوم 25 حزيران 1885 هي جريدة (موصل ) ، وانا اريد ان
اكتب عن جريدة متميزة صدرت في الموصل إبان الستينات من القرن الماضي هي جريدة : (
الفكر العربي ) التي صدر أول عدد منها في نيسان سنة 1963 ، وكان صاحب امتيازها
ورئيس تحريرها الاخ الدكتور أحمد عبد الله
الحسو وتولى ادارتها الاستاذ سالم عبد
الرزاق كما تولى رئاسة تحريرها لفترة من الزمن الدكتور عماد الدين خليل وجاء ذلك
بعد تنازل الدكتور احمد الحسو عنها بعدما انتقل بوظيفته الى القصر الجمهوري
مستشارا إعلاميا للرئيس العراقي الاسبق عبد السلام محمد عارف .
حين صدرت جاء في ترويستها أنها : "جريدة
غير سياسية تصدر اسبوعيا مؤقتا " ، وكان يوم صدورها في الاسبوع (السبت ) .اما
ادارتها فكانت في الموصل -شارع الفاروق والاسم البرقي : الحسو والمراسلات وكافة
الصكوك والحوالات ترسل الى مدير ادارة الجريدة الاستاذ سالم عبد الرزاق ، وكانت
الجريدة مسجلة بدائرة البريد في الموصل برقم ( 55) وكانت الجريدة تطبع في مطابع دار الزمان
ببغداد .
وضعت الجريدة لنفسها أهدافا محددة
تنسجم مع أمرين كانت لهما السيادة وقتئذ على الساحة السياسية والثقافية في الموصل
وهما : (التوجه العروبي) و( التوجه الاسلامي ) وكان لهذين التوجهين أثر كبير في
الموصل التي عرفت في كل تاريخها بمزج العروبة والاسلام بشكل عروة وثقى لاانفصام
لها .
لهذا كانت الجريدة تؤكد على هذه
الثوابت عبر ما يلي من المحددات وهي ان الجريدة تعمل من اجل :
1.حشد ضخم للامكانيات الفكرية التي
يزخر بها التيار الوحدوي الاصيل.
2. التقاء مع الانطلاقة العربية
التقدمية الجديدة ، ودعوة الى تطبيق كل ما يؤكد كرامة الانسان كأنسان .
3.إرتفاع الى مستوى ثورية الوجود
العربي التواق اليوم الخالد : يوم الوحدة الكبرى .
4.تفتح فكري نحو تبني ثورية الاسلام
، وتقدميته ،والدعوة الى ذلك بمنتهى ماتفرضه حرية الرأي .
في العدد الماثل أمامكم والصادر يوم
السبت 14 آذار سنة 1964 نقرأ مقالا للاستاذ الدكتور عماد الدين خليل بعنوان :
(الاسلام أو الفشل ) .كما نقرأ حوارا مع الزعيم يونس حسين عن ثورة الموصل 1959 ، وكذلك
هناك رد الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة على برقية التهنئة
التي ارسلها رئيس تحرير الجريدة الدكتور احمد الحسو له لمناسبة عيد الوحدة ، وهناك كلمة للرئيس
العراقي الاسبق المشير الركن عبد السلام محمد عارف وهو يحيي ثورة الموصل في ذكراها
الخامسة .
أخبرني الاخ الاستاذ الدكتور احمد
الحسو عندما سألته عن موقع الجريدة في حركة الصحافة العراقية والموصلية
آنذاك بالقول :" موقع الجريدة في تاريخ الصحافة ينبع من رسالتها التي كانت
تريد ان تقول للرئيس جمال عبد الناصر ان
هناك من ينظر الى الاسلام على انه نصير للاشتراكية والوحدة والحرية مقابل ما كان
يسود من اشكالات بينه وبين الجماعات الاسلامية، وعلى هذا الاساس فقد كنت ُ حريصا في كل كتاباتي
وفي جميع الاعداد على ترسيخ هذه المعاني لاني كنت ارى ان الوحدة ومشاريعها تذبح
بسبب الارتجال السائد آنذاك " ..وختم حديثه بالقول : " الكتابات التي
كنا نشجعها هي كل ما يدعو للوحدة العربية والوحدة الاسلامية ويوثق العلاقة مع الجمهورية العربية المتحدة " .
أدعو الى جمع نسخ الجريدة ، والكتابة
عنها وهي تصلح لان تكون موضوعا لرسالة ماجستير في التاريخ الحديث فمجلدات الجريدة –كما علمتُ من الاخ الاستاذ
الدكتور احمد الحسو - عند السيد حسام غانم إبن أخ الاستاذ سالم عبد الرزاق .كما
ذكرت السيدة زاهدة ابراهيم في "كشاف الجرائد والمجلات العراقية " الذي
صدر سنة 1976 أن اعدادا من الجريدة ومنها العدد 69 الى العدد 79 توجد في المكتبة
الوطنية ببغداد كما تتوفر في مكتبة المتحف الحضاري ببغداد الاعداد من 17 الى 77
واغلب الظن انها توقفت اثر نكسة حزيران سنة 1967 .
تحية لجريدة الفكر العربي في ذكراها
ال53 وتحية لاخي الاستاذ الدكتور احمد عبد الله الحسو وتمنياتي له بالعمر المديد
والعافية واسأل الله الرحمة لمن فقدانهم من الاخوة العاملين والمحررين في هذه
الجريدة الغراء .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل
الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...
-
(السسي) من جرزات الموصل المشهورة - ابراهيم العلاف * وعندما تحدثت عن جرزات او كرزات الموصل وقفت عند السسي ويبدو ان هناك من يحب السسي وسأل...
-
أهلا بنابتة البلاد ومرحبا جددتم العهد الذي قد أخلقا لاتيأسوا أن تستردوا مجدكم فلرب مغلوب هوى ثم إرتقى مدتْ له الامال من أفلاكها ...
-
وردحاق صاق ناصي ..............ورد الحق وصاغ النصيب ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل حين قدمتُ حلقة ...