السبت، 5 مارس 2016

قصيدة القدس للشاعر الكبير الابيوردي






الابيوردي المتوفى سنة 1130 محمد بن ابي العباس احمد بن محمد القرشي ابو المظفر عالم بالادب ، مؤرخ ، نسابة ، راوية .. كان كما - يقول ابن خلكان - من أخبر الناس بعلم الانسان مؤلف له تصانيف عديدة شاعرا مقدما في عصره ظريفا متين السبك عالج ابرز اغراض الشعر وكان من الشعراء البارزين الذين خصصوا جهودهم لمواجهة الحروب الصليبية وتحريض اولي الامر على التصدي لها ومواجهتها لانقاذ ارض المسلمين ومقدساتهم مما تعرضت له من تدنيس وامتهان له ديوان شعر مطبوع كما ان له كتاب بعنوان :" ما اختلف وائتلف من انساب العرب .ترجم له ابن خلكان في "وفيات الاعيان " واخرين منهم الاستاذ ممدوح حقي في كتابه : "الابيوردي ممثل القرن الخامس في تاريخ الفكر " يقول :
مزجنا دماءً بالدموع السَّواجم
فلم يبقً منّا عَرضَةٌ للمراحِمِ
وشرُّ سلاح المرء دمعٌ يُفيضُه
إذا الحرب شُبَّت نارُها بالصوارم
فإيهاً بني الإسلام إنّ وراءكم
وقائِعَ يُلحقنَ الذُرا بالمناسم
أَتهويمة في ظلّ أمن وغبطة
وعيشٍ كنوّار الخميلةِ ناعم
وكيف تنام العين ملء جفونها
على هفوات أيقظت كل نائم
وإخوانكم بالشام يضحي مُقيلُهم
ظهورَ المذاكي أو بطون القشاعم
تسومهمُ الرومُ الهوانَ وأنتمُ
تجرون ذيل الخفض فِعْلَ المُسالِم
وكم من دماءِ قد أُبيحت ومن دُمىً
تواري حياءً حُسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرّة الظبا
وسمر العوالي داميات اللهاذم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة
تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروبٌ منْ يغِبْ عن غمارها
ليسلمَ يقرعْ بعدها سنَّ نادم
سَلًلْنَ بأيدي المشركين قواضباً
ستُغمدُ منهم في الطُّلى والجماجم
يكاد لهُنّ المستجنّ بطيبةٍ
ينادي بأعلى الصوت: يا آل هاشم
أرى أمتي لا يُشرِعون إلى العِدا
رماحهم والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفاً من الردى
ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى
ويُغضي على ذلّ كماة الأعاجم
فليتهم إذْ لم يذودوا حميةً
عن الدين ضنّوا غيرةً بالمحارم
وإن زهدوا بالأجر إذ حَمِسَ الوغى
فهلاّ أتَوه رغبةً في الغنائم
لئن أذعنت تلك الخياشيم للبرى
فلا عطسوا إلاّ بأجدعَ راغِم
دعوناكم والحرب ترنو مُلِمّةً
إلينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارةً عربيةً
تُطيلُ عليها الرومُ عضّ الأباهم
فإنْ أنتمُ لم تغضبوا بعد هذه
رمينا إلى أعدائنا بالجرائم
وعنوان القصيدة هذه : (القدس ) كما ينقل ذلك الاستاذ اسماعيل مروة في مجلة "المعرفة " الدمشقية قالها بعد ان استولى الصليبيون على بيت المقدس 1099 م وقتلوا في المسجد الاقصى ما يزيد على سبعين الفا من المسلمين وكان امراء المسلمين مختلفين متنابذين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...