ابراهيم بن عبدكة وشقاوات ايام زمان
ابراهيم العلاف
من ابداعات الصديق الكاتب والاديب باسم عبد الحميد حمودي مقال جميل منشور في مجلة "الرافدين " البغدادية عدد حزيران 1992 عن من اسماهم "الشطار والصعاليك والشقاة من علي الزيبق وابن عبدكة "وفيه يقف عند الشقاة والشقاوات الذين كانوا يتحلون بقيم النبل والفروسية أيام زمان وابتداءا من الصعاليك وشيبوب والعيارين والشطار وعلي الزيبق والحرافيش واولاد الطلسم .تحدث عن مآثرهم ومواقفهم البطولية الشجاعة في وقت كان فيه العثمانيون ومن بعدهم الانكليز يحكمون البلد.. واريد هنا ان اقف عند ابراهيم بن عبدكة الذي عرض تلفزيون العراق مسلسلا عنه ولكن بأسم "إبن عنتكة " واسم المسلسل "الايام العصيبة " .كان ابراهيم بن عبدكة قد ولد في قرية العبارة بلواء ديالي وقيل انه تحول الى شقي بعد مقتل ابن عم له اسمه عبد حسن في قرية العواشق من قرى المقدادية سنة 1917 وقد ثأر لمقتل اخيه في محلة باب الشيخ واسم قاتل اخيه جواد وقد هرب ابن عبدكة وتحول الى واحد من رجالات المقاومة ومن العمليات التي قام بها انه وجماعته الذين التفوا حوله تمكنوا من أسر قوة بريطانية صغيرة في شهربان كانت تقوم بحماية المس بيل السكرتيرة الشرقية لدار الاعتماد البريطاني وهنا قام ابن عبدكة بايصالها الى بغداد بأمان .وقد ضيقت السلطات البريطانية الخناق على ابن عبدكة واسرته وحكمت عليه محكمة بريطانية بالاعدام لكن المس بيل تدخلت فخففت الحكم الى المؤبد وبعد ان قضى في السجن 12 عاما افرج عنه سنة 1936 واهنا ضعيفا معدما .سكن في محلة باب الشيخ ببغداد وبعد فترة عين مراقبا للاثار في بابل وقضى في هذه الوظيفة 18 عاما وعرف عنه زهده وتعبده واستقامته . وفي يوم 5 ايلول -سبتمبر 1954 جاءه شاب اسمه سهيل بن نجم العزاوي ليثأر منه على قتل اباه بعد مرور 30 عاما وعندما اصابت الرصاصات ابن عبدكة لم يرتجف ولم يتألم وسأل من ضربه فقيل له فلان فرد :" ليش إحنه ما نوافينه بعد ؟! " ان عمامه قتلوا ابن عمي وانا قتلت ابوه " ولفظ انفاسه الاخيرة ليوثق صفحة من صفحات الثأر والشقاوات في عراقنا .
ابراهيم عبدكة في شيخوخته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق