السبت، 5 مارس 2016

الساسة انفسهم اذا تمادوا فأنهم يصبحون ألعن من العسكريين وأغبى واكثرية وحشية .





صفحة من تاريخ الحرب العالمية الاولى 
ورد في تقرير رفعه احد السفراء السويسريين الى حكومته التي ظلت محايدة في الحرب :"ان هذه الحرب هي حرب جنرالات ، وليس بوسع السلك الدبلوماسي ان يحرز اي وساطة او نجاح " .. وما اصدق هذه العبارة ؛ ففي الحرب العظمى تسلم الجنرالات زمام السلطة الفعلية ، وان لم تبلغ الوقاحة بهم ان يطلبوا ان يسموا سلاطين او ملوكا .اما الساسة المدنيون فقد تواروو خلف هؤلاء العسكريين كظل لهم .ولم يكن ذلك التواري بحكم الاخلاص لاولئك الجنرالات ، ولامن باب الثقة بهم ، وانما كان من جراء العجز عن ازاحتهم اولا والحيرة فيما يجب فعله للتخلص من الحرب ثانيا .كان الساسة يصغون الى الانتقادات المؤلمة ، والاتهامات الخطيرة التي يكشفها الجنرالات المتقاعدون ويشرحونها لهم ولكن ابعاد الجنرالات العاملين والاتيان بآخرين متقاعدين ما كان سيغير من الامر شيئا اذ سيظل الجنرالات هم الجنرالات . ولم يكن بين اولئك الساسة احد يمسك بين يديه دفتي السلم والحرب، كما فعل روزفلت وتشرشل وهتلر وستالين في الحرب العالمية الثانية ، فقد ظلوا يعتقدون ان البقاء بعيدين عن طريق المغامرين العسكريين أسلم وليظل الجنود يقتل بعضهم بعضا وهذ عجيب حقا ويقينا ان العقلية العسكرية حين تتمادى تتجرد من كل اعتبار انساني. كما ان الساسة انفسهم اذا تمادوا فأنهم يصبحون ألعن من العسكريين وأغبى واكثرية وحشية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...