عبد الرزاق الحَصان 1895-1964 ....كاتب عراقي مثير للجدل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
من الكتاب الذين اثارت كتاباتهم الكثير من الجدل ، وخاصة في الثلاثينات من القرن الماضي ، وما اعقبها من سنوات ....كان يتولى إدارة مكتبة الاوقاف ببغداد ، وله من الكتب :"بين الامس والغد " و"الحسبة " هو عبد الرزاق بن رشيد بن حميد بن حميد الحصان البغدادي الكرخي من مواليد سنة 1384 هجرية-1895 .
حسبه البعض من ( آل الحصان ) الاسرة الكويتية المعروفة ، وساعدهم على ذلك انه عاش في الكويت وعمل مع تجارها وسافر معهم الى بومباي بالهند وله معهم مصالح ... لكنه من آل الحصان الاسرة البغدادية المعروفة قيل عنه انه( طائفي يحمل افكارا مغلوطة ) ، وقيل عنه انه من كتاب القومية العربية .
ذكر بأنه اوصى بالتبرع بمكتبته الخاصة عبر السفارة السعودية في بغداد الى ما كان يسمى في حينه ب"المكتبة السعودية " .. وتحدث عن ذلك الدكتور رشيد الخيون وقال انه قرأ في جريدة الرياض (السعودية ) ان احد المثقفين العراقيين وهو عبد الرزاق الحصان قد اهدى مكتبته للمكتبة السعودية التي افتتحت سنة 1373 -1953 وجاء في المراسلات الخاصة بهذا التبرع :" `.
: “أتشرف بأن أنهي إلى علم سموكم بأن عبدالرزاق الحصان من كتاب العراق ، تقدم منذ سنة إلى سفارة جلالة الملك في بغداد، واضعاً مكتبته وقفاً على نجد، وسلم السفارة قسما من هذه المكتبة ، على أن يقدم القسم الآخر في ما بعد. ولدى تقديم كشوف الكتب المسلمة إلى السفارة وهي مرفقة بهذا مع المعاملة إلى فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم انتقى بعضها وترك الآخر. وبالنظر لأن القسم المتبقي يحتوى على كتب مختلفة ، فإن جلالة مولاي الملك يأمر بصدد الكتب المسلمة إلى السفارة بما يلي:
1. تجلب الكتب المذكورة إلى الرياض.
2. لدى وصولها إلى الرياض يكلف الموظف القائم بتفتيش الكتب الواردة، فما كان منها فيه مساس في أمور الدين أو غير مرغوب فيه يحرق حالاً، والباقي يسلم إلى دار الكتب السعودية التابعة لأمانة مدينة الرياض، فأرجو الأمر بإجراء اللازم نحو ذلك وتقبلوا بقبول فائق الاحترام.
بتاريخ 10/6/1378 هـ
نشر ذلك في جريدة الرياض وبعنوان :" خمسون عاماً مضت بين أول مكتبة حديثة (المكتبة الوطنية) ومعرض الكتاب في مدينة الرياض" ، العدد ( 14501) المؤرخ في 7 آذار - مارس 2008 .
ويعلق الدكتور رشيد الخيون على ذلك فيقول:" أن عبد الرَّزاق الحصان كان باحثاً قومياً متعصباً، أثارت بعض مؤلفاته لغطاً، وكان ينادي بالوحدة العربية ، وبالتربية الإسلامية، وقد أحدث كتابه “العروبة في الميزان”(1935) ضجة لم تهدأ إلا بتدخل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (توفي 1954)، عمل عبد الرزاق الحصان مديراً لمكتبة الأوقاف، ثم هجر بغداد إلى الزبير، ثم أقام بالكويت فترة وتوفي هناك سنة 1964" . .
أما الاستاذ خير الدين الزركلي فيكتب عن عبد الرزاق الحصان في كتابه الاعلام فيقول :" ان عبد الرزاق الحصان "مؤرخ القومية العربية " عاش حياته في شبه بؤس الى أن عمل في مكتبة الأوقاف العامة (سنة 1948 - 1961) ورحل إلى الكويت وإلى السعودية. ووقف مكتبته على مكتبة الحرم النبوي في المدينة. وتوفي سنة 1964 غريبا في فندق بالكويت" .
وكما سبق ان قدمت فإن اكثر كتبه كتاب اثار جدلا كتابه الموسوم :"العروبة في الميزان " والذي صدر سنة 1933 وفيه حاول مناقشة بعض القضايا التي تتعلق بولاء البعض لايران وقد سبب صدور الكتاب احتجاجات في بعض مدن الجنوب الامر الذي اضطر حكومة رشيد عالي الكيلاني الى مصادرة الكتاب وتقديم مؤلفه الى المحاكمة وصدر حكم بحقه وهو السجن لمدة اربعة اشهر سافر بعدها الى السعودية والكويت وعمل مع عدد من تجار الكويت وسافر مع بعضهم الى بومبي في الهند وقد استفاد هؤلاء التجار من كونه متمكنا من اللغتين الفرنسية والتركية فضلا عن لغته الام :العربية .
من كتبه :
1. الحسبة :رسالة تبحث في نظام الهيئة الاجتماعية عند العرب 1946
2. ما العلاج ؟ : رسالة انتقادية تتناول صفحة من تاريخ العراق السياسي 1931
3. نحن ذكرى لدعاة الوحدة العربية 1935
4. عربي المستقبل :دعوة الى تكوين رأي عام عربي 1367
5. ذكرى الكشاف العراقي 1953
6. ربيعة العراق 1938
7. بين الامس والغد 1356 هجرية
8. نظرة عابرة الى شمال العراق 1940
9. المهدي والمهدوية في الاسلام 1377 مطبعة الامالي بغداد
عندما أسس نوري السعيد رئيس وزراء العراق المزمن (شكل خلال العهد الملكي 14 وزارة ) " حزب العهد " وصار للحزب جريدة هي جريدة "صدى العهد " في 7 اب سنة 1930 مُنح امتيازها الى عبد الرزاق الحصان وقد تفرغت هذه الجريدة في الرد والتهجم على الصحف المعارضة .. كما روجت للمعاهدة مع بريطانيا 1930 . وفي عهد حكم وزارة ناجي شوكت في تشرين الثاني 1932 عطلت الحكومة هذه الجريدة .
وثمة من اشار الى ان عبد الرزاق الحصان هو من كان ينتقي الكتب لنوري السعيد ليقرأها ويقوم عبد المسيح وزير واحمد المناصفي بشرائها من المكتبات او جلب نسخ منها من المكتبات العالمية ومنها مثلا كتاب "الاعتبار " لإسامة بن منقذ الذي حصله نوري السعيد عندما زار اميركا مع الوصي عبد الاله من جامعة برنستون .
رأيت في الصحف والمجلات كثيرا من كتابات عبد الرزاق الحصان ومنها عن الامارة العربية في ميسان ورسالة الغفران وما شاكل وتحتاج الى ان تجمع وتخضع للدراسة مع كتبه ومؤلفاته واحاديثه ويمكن انجاز رسالة ماجستير عنه من قبل أحد الشباب .ومن المقالات الجميلة التي قرأتها له في مجلة "الذكرى "1939 مقال بعنوان :" عثمان بن عفان رضي الله عنه وفتح القسطنطينية " .وفيه يقف عن علاقة العرب بركوب البحر ومحاولات والي الشام معاوية فتح القسطنطينية وتوسع الاسطول الاسلامي في البحر المتوسط وغزوة ذات الصواري وغزوة الاساودة في البحر المتوسط .
رحم الله عبد الرزاق الحصان وجزاه خيرا ، وغفر له فقد كان كاتبا نحريرا ، يمتلك قلما قويا ، واسلوبا متميزا ، وافكارا تثير الجدل ، وتبعث على الحوار وسواء اتفقنا مع ما كان يكتبه أم اختلفنا يظل عبد الرزاق الحصان واحدا من الذين مثلوا المشهد الفكري والثقافي في العراق خلال سنوات الثلاثينات وما بعدها .
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
من الكتاب الذين اثارت كتاباتهم الكثير من الجدل ، وخاصة في الثلاثينات من القرن الماضي ، وما اعقبها من سنوات ....كان يتولى إدارة مكتبة الاوقاف ببغداد ، وله من الكتب :"بين الامس والغد " و"الحسبة " هو عبد الرزاق بن رشيد بن حميد بن حميد الحصان البغدادي الكرخي من مواليد سنة 1384 هجرية-1895 .
حسبه البعض من ( آل الحصان ) الاسرة الكويتية المعروفة ، وساعدهم على ذلك انه عاش في الكويت وعمل مع تجارها وسافر معهم الى بومباي بالهند وله معهم مصالح ... لكنه من آل الحصان الاسرة البغدادية المعروفة قيل عنه انه( طائفي يحمل افكارا مغلوطة ) ، وقيل عنه انه من كتاب القومية العربية .
ذكر بأنه اوصى بالتبرع بمكتبته الخاصة عبر السفارة السعودية في بغداد الى ما كان يسمى في حينه ب"المكتبة السعودية " .. وتحدث عن ذلك الدكتور رشيد الخيون وقال انه قرأ في جريدة الرياض (السعودية ) ان احد المثقفين العراقيين وهو عبد الرزاق الحصان قد اهدى مكتبته للمكتبة السعودية التي افتتحت سنة 1373 -1953 وجاء في المراسلات الخاصة بهذا التبرع :" `.
: “أتشرف بأن أنهي إلى علم سموكم بأن عبدالرزاق الحصان من كتاب العراق ، تقدم منذ سنة إلى سفارة جلالة الملك في بغداد، واضعاً مكتبته وقفاً على نجد، وسلم السفارة قسما من هذه المكتبة ، على أن يقدم القسم الآخر في ما بعد. ولدى تقديم كشوف الكتب المسلمة إلى السفارة وهي مرفقة بهذا مع المعاملة إلى فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم انتقى بعضها وترك الآخر. وبالنظر لأن القسم المتبقي يحتوى على كتب مختلفة ، فإن جلالة مولاي الملك يأمر بصدد الكتب المسلمة إلى السفارة بما يلي:
1. تجلب الكتب المذكورة إلى الرياض.
2. لدى وصولها إلى الرياض يكلف الموظف القائم بتفتيش الكتب الواردة، فما كان منها فيه مساس في أمور الدين أو غير مرغوب فيه يحرق حالاً، والباقي يسلم إلى دار الكتب السعودية التابعة لأمانة مدينة الرياض، فأرجو الأمر بإجراء اللازم نحو ذلك وتقبلوا بقبول فائق الاحترام.
بتاريخ 10/6/1378 هـ
نشر ذلك في جريدة الرياض وبعنوان :" خمسون عاماً مضت بين أول مكتبة حديثة (المكتبة الوطنية) ومعرض الكتاب في مدينة الرياض" ، العدد ( 14501) المؤرخ في 7 آذار - مارس 2008 .
ويعلق الدكتور رشيد الخيون على ذلك فيقول:" أن عبد الرَّزاق الحصان كان باحثاً قومياً متعصباً، أثارت بعض مؤلفاته لغطاً، وكان ينادي بالوحدة العربية ، وبالتربية الإسلامية، وقد أحدث كتابه “العروبة في الميزان”(1935) ضجة لم تهدأ إلا بتدخل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (توفي 1954)، عمل عبد الرزاق الحصان مديراً لمكتبة الأوقاف، ثم هجر بغداد إلى الزبير، ثم أقام بالكويت فترة وتوفي هناك سنة 1964" . .
أما الاستاذ خير الدين الزركلي فيكتب عن عبد الرزاق الحصان في كتابه الاعلام فيقول :" ان عبد الرزاق الحصان "مؤرخ القومية العربية " عاش حياته في شبه بؤس الى أن عمل في مكتبة الأوقاف العامة (سنة 1948 - 1961) ورحل إلى الكويت وإلى السعودية. ووقف مكتبته على مكتبة الحرم النبوي في المدينة. وتوفي سنة 1964 غريبا في فندق بالكويت" .
وكما سبق ان قدمت فإن اكثر كتبه كتاب اثار جدلا كتابه الموسوم :"العروبة في الميزان " والذي صدر سنة 1933 وفيه حاول مناقشة بعض القضايا التي تتعلق بولاء البعض لايران وقد سبب صدور الكتاب احتجاجات في بعض مدن الجنوب الامر الذي اضطر حكومة رشيد عالي الكيلاني الى مصادرة الكتاب وتقديم مؤلفه الى المحاكمة وصدر حكم بحقه وهو السجن لمدة اربعة اشهر سافر بعدها الى السعودية والكويت وعمل مع عدد من تجار الكويت وسافر مع بعضهم الى بومبي في الهند وقد استفاد هؤلاء التجار من كونه متمكنا من اللغتين الفرنسية والتركية فضلا عن لغته الام :العربية .
من كتبه :
1. الحسبة :رسالة تبحث في نظام الهيئة الاجتماعية عند العرب 1946
2. ما العلاج ؟ : رسالة انتقادية تتناول صفحة من تاريخ العراق السياسي 1931
3. نحن ذكرى لدعاة الوحدة العربية 1935
4. عربي المستقبل :دعوة الى تكوين رأي عام عربي 1367
5. ذكرى الكشاف العراقي 1953
6. ربيعة العراق 1938
7. بين الامس والغد 1356 هجرية
8. نظرة عابرة الى شمال العراق 1940
9. المهدي والمهدوية في الاسلام 1377 مطبعة الامالي بغداد
عندما أسس نوري السعيد رئيس وزراء العراق المزمن (شكل خلال العهد الملكي 14 وزارة ) " حزب العهد " وصار للحزب جريدة هي جريدة "صدى العهد " في 7 اب سنة 1930 مُنح امتيازها الى عبد الرزاق الحصان وقد تفرغت هذه الجريدة في الرد والتهجم على الصحف المعارضة .. كما روجت للمعاهدة مع بريطانيا 1930 . وفي عهد حكم وزارة ناجي شوكت في تشرين الثاني 1932 عطلت الحكومة هذه الجريدة .
وثمة من اشار الى ان عبد الرزاق الحصان هو من كان ينتقي الكتب لنوري السعيد ليقرأها ويقوم عبد المسيح وزير واحمد المناصفي بشرائها من المكتبات او جلب نسخ منها من المكتبات العالمية ومنها مثلا كتاب "الاعتبار " لإسامة بن منقذ الذي حصله نوري السعيد عندما زار اميركا مع الوصي عبد الاله من جامعة برنستون .
رأيت في الصحف والمجلات كثيرا من كتابات عبد الرزاق الحصان ومنها عن الامارة العربية في ميسان ورسالة الغفران وما شاكل وتحتاج الى ان تجمع وتخضع للدراسة مع كتبه ومؤلفاته واحاديثه ويمكن انجاز رسالة ماجستير عنه من قبل أحد الشباب .ومن المقالات الجميلة التي قرأتها له في مجلة "الذكرى "1939 مقال بعنوان :" عثمان بن عفان رضي الله عنه وفتح القسطنطينية " .وفيه يقف عن علاقة العرب بركوب البحر ومحاولات والي الشام معاوية فتح القسطنطينية وتوسع الاسطول الاسلامي في البحر المتوسط وغزوة ذات الصواري وغزوة الاساودة في البحر المتوسط .
رحم الله عبد الرزاق الحصان وجزاه خيرا ، وغفر له فقد كان كاتبا نحريرا ، يمتلك قلما قويا ، واسلوبا متميزا ، وافكارا تثير الجدل ، وتبعث على الحوار وسواء اتفقنا مع ما كان يكتبه أم اختلفنا يظل عبد الرزاق الحصان واحدا من الذين مثلوا المشهد الفكري والثقافي في العراق خلال سنوات الثلاثينات وما بعدها .
.
كتاب ربيعة العراق ، هل يوجد بصيغة pdf؟
ردحذف