الجمعة، 18 يوليو 2014

مع الروائي والكاتب والناقد الاستاذ عباس لطيف

علمت ُ قبل قليل من الصديق الاستاذ كامل حسب الزهيري بأن الروائي والكاتب والناقد الاستاذ عباس لطيف مريضا ندعو له بالشفاء العاجل ان شاء الله ..أعيد نشر حوار أجراه معه الاستاذ قحطان جاسم جواد قبل فترة لغرض التذكير بإنجازاته :
سبق للروائي والكاتب المسرحي الاستاذ عباس لطيف أن خصل على جائزة افضل رواية عراقية من قبل وزارة الثقافة (جائزة الابداع الكبرى) لعام 2000 عن روايته (الاعالي) وصدرت له مجموعتان قصصيتان (شقاء الذاكرة) (احتفاء بلون رماد المالك) وفي عام 2000 صدرت له رواية (رماد المالك) التي اثارت الكثيرمن الجدل والنقاش بين المثقفين والنقاد لحساسية فكرتها وتقنيتها السردية الجديدة.
وتمتد تجربته الى اكثر من ربع قرن اقترنت بتعددية التوجه متنقلاً بين القصة القصيرة والنص المسرحي والرواية والنقد لكنه تميز في منطقة السرد الابداعي اذ تهيمن على ترسيماته التقنيات الحديثة والمنهجيات الحداثوية كذلك تجربته الثرية تميل بكفتها الى عالم المسرح تاليفا ونقداً وعلى مدى سنوات عديدة ظل عضواً فاعلاً في لجنتي قراءة النصوص والمشاهدة مستثمراً وعيه ومجساته النقدية في تقويم عشرات العروض التي ظهرت الى النور. وعبر قصصه ورواياته ومسرحياته اكد على مكابدات الانسان واستلاباته في واقع ملتبس.
اجرينا هذا الحوار مع الروائي والناقد المسرحي عباس لطيف بعد ان وضعنا امامه عدة تساولات من شأنها استشراف تجربته في الكتابه النقدية.. سالناه:

◙ في عالم السرد تتداخل الاجناس الادبية الى الحد الذي يجعل الملتقي يتساءل : هل كان النص الذي قرأه رواية ام شعراً ام سيرة ذاتية ام نصاً مفتوحاً.. هل تعتقد ان تداخل الاجناس الادبية في العمل السردي يزيد من ثرائه وسحره؟
☉ بدأت اشكالية الاجناسية او تداخل الاجناس الادبية وتنافذها مع التوجهات الحداثوية من منطلق السعي الى كسر الحدود التقليدية وصولاً الى مايعرف بالنص المفتوح وقد تباينت الاستجابة لمثل هذا الانزياح في معنى ووظيفة النص، بعضهم يرى ان جمالية وعمق النص يكمنان في خصوصيته وهويته واي اختراق او تدخل او تداخل او تنشيط يؤدي الى الضياع والتشويش والكينونة الجوهرية وكتابة النص المفتوح تتطلب قدرة وموهبة عاليتين ولاباس ان يكون هذا النوع من الكتابة سائداً في عالم الابداع شريطة الايكون بديلاً.

◙ تشكل سيرة الكاتب الذاتية وتجربته الشخصية في الكثير من الاعمال القصصية والروائية والمسرحية نبعاً مهما تتدفق منه الرؤى والافكار، هل يستطيع الكاتب ان يوظف او يستثمر خطابه السيري؟
☉ يذكرني هذا السؤال الحاذق بمقولة او رأي احد النقاد في ان كل الكتابات والمدونات الابداعية ماهي الا تنويعات او عزف على وتر الذات ونجد تجارب عالمية لكتاب معروفين كرسوا الكتابة الذاتية المتناهية مع عالم السرد والدراما ولعل اقرب واشهر مثال اعمال هنري ميلر والى حد ما اعمال دستوفسكي، كما كانت مسرحيات تشيخوف انعكاساً لمعاناته الشخصية اذ لا احد يفلت من وقائع سيرته الذاتية لكن البراعة تكمن في كيفية ادماج النسيج الابداعي للعمل مســرحا كان ام قصة ام رواية ام قصيدة.. ولعل تجربة السياب خير نموذج في ميدان الشعر.

◙ الى اي نوع تميل في كتابة النصوص المسرحية؟
☉ تستهويني كتابة الاعمال القائمة على التجريب المسرحي والبحث عن الابتكارفي ايجاد الشكل المسرحي الجديد واختزال الحدوتة الى شفرات داخل النص ويستهويني الاقتراب من الهم المحلي ولقد حصلت على جوائز في المسرح تطبيقاً لهذا المنهج في مسرحيتي (تراتيل الاحزان) التي فازت بجائزة افضل عرض مسرحي في المهرجان الثالث عشر لمنتدى المسرح كما فازت مسرحيتي (مرايا) على افضل عرض وافضل اخراج للفنانة نغم فؤاد كما نالت مسرحيتي (الفزاعة) على استحسان واثارت الكثير من المبدعين حينما عرضت في مهرجان المسرح الفقير وهي من بطولة واداء شيماء جعفر وساهرة عويد ووظفت فيها اسلوب انشطار الشخصية.

◙ تعددت اهتماماتك الثقافية ومجالات كتاباتك الابداعية فانت تكتب القصة القصيرة والرواية والمسرحية والدراسات النقدية.. اين سيكون فضاء حريتك اوسع واكثر اشراقاً؟
☉ اجد نفسي في ظل عملي اكتبه بصدق ومتعة واراني قد اكتشفت به زاوية مهملة او ابتكرت فكرة على مستوى المضمون اوالشكل الجمالي فالاشكال غالباً ماتأسرني ولهذا اميل الى التجريب والكتابة الحداثية لانها تمنحي حرية من نوع خاص وتتلمس صوتك بعيداً عن الاستنساخ والتقليدية الجامدة لا افرق في هوسي الكتابي بين القصة والرواية والمسرح والدراسة النقدية وحتى الكتابات السياسية.

◙ كيف ترى المشهد الثقافي الراهن؟
☉ مازال المشهد الثقافي العراقي ملتبسا وشائكا بحسب تبعية الواقع الثقافي للواقع السياسي، واعتقد ان عوامل النكوص والتردي لماهو ثقافي لم تكن بفعل الظروف السياسية وان كانت تمثل مركز الثقل والتاثير في هذا السياق لكن الانتلنجسيا اوالنخب المثقفة تسهم احياناً في رداءة النتائج من خلال السلوكات البراغماتية والنهلستية والانوية والغنائية وانعدام اواصر التنوير لاسيما الذين غيروا توجهاتهم من النقيض الى النقيض مع اني اؤمن بتحولات فكر المثقف ولكني اتنكر للانقلابية الانتهازية.

◙ الخطاب المسرحي في جوهره خطاب انساني وديمقراطي هل يمكن ان يزدهر المسرح بعيداً عن شرط الحرية؟
☉ لايمكن للمسرح ان يزدهر او يتنفس في اجواء المصادرة والقمع والرقابة البوليسية فالرؤى المسرحية تستند الى الحرية وقد يتميزالمسرح بهذه الخاصية ونحن نتحدث عن المسرح الحقيقي وليس الملفق.
◙ يفرق البعض بين النص المسرحي الادبي ونص العرض المسرحي كيف يمكن التمييز بينهما؟
☉ في حقيقة الامرهناك نصان نص مسرحي ادبي يكتبه الادباء والمثقفون وهناك نص العرض الذي يكتب وفق معايير واشتراطات العرض المسرحي وتنوع انساقه البصرية والسمعية والاشارية لذا نجد ظاهرة تلاعب او تدخل المخرج بالنص فغالباً مايواجه المخرجون مشكلة طغيان السردي واللادرامي في كثير من النصوص.

◙ كتبت الكثير من النقد المسرحي وفي جماليات وتقنيات المسرح ويعرف عنك عدم التساهل في الكتابة النقدية كيف تقرأ ذلك؟
☉ لقد افادني عملي ناقداً مسرحياً ضمن رابطة نقاد المسرح الذي اشغل فيه حالياً منصب نائب رئيس الرابطة وقد اوجدنا مع زملائي النقاد المؤسسين لهذه الرابطة وابرزهم د. عقيل مهدي ود. رياض موسى سكران ود. حسين علي هارف ود. باسم الاعسم ود. محمد ابو خضير ود. يوسف رشيد وعبد الخالق كيطان ود. حسين الانصاري وقاسم مطرود والراحل عزيز عبد الصاحب ود. عواطف نعيم ود. محمد حسين حبيب وعدنان منشد ود. كريم شغيدل، نوعا من الحرص على تقاليد الكتابة النقدية تلك التي تزيد من وعي الكاتب ابداعياً لاسيما ان الرابطة اوجدت خطاباً نقديا حداثويا يختلف عن النقد الانطباعي والمضموني الذي اختفى من ساحة الابداع.
*http://magazine.imn.iq/articles/view.14991/

صورة: ‏علمت ُ قبل قليل  من الصديق الاستاذ كامل حسب الزهيري بأن الروائي والكاتب والناقد الاستاذ عباس لطيف مريضا ندعو له بالشفاء  العاجل ان شاء الله ..أعيد نشر حوار أجراه معه الاستاذ قحطان جاسم جواد قبل فترة لغرض التذكير بإنجازاته :
 سبق للروائي  والكاتب المسرحي  الاستاذ عباس لطيف  أن خصل على جائزة افضل رواية عراقية من قبل وزارة الثقافة (جائزة الابداع الكبرى) لعام 2000 عن روايته (الاعالي) وصدرت له مجموعتان قصصيتان (شقاء الذاكرة) (احتفاء بلون رماد المالك) وفي عام 2000 صدرت له رواية (رماد المالك) التي اثارت الكثيرمن الجدل والنقاش بين المثقفين والنقاد لحساسية فكرتها وتقنيتها السردية الجديدة.
وتمتد تجربته الى اكثر من ربع قرن اقترنت بتعددية التوجه متنقلاً بين القصة القصيرة والنص المسرحي والرواية والنقد لكنه تميز في منطقة السرد الابداعي اذ تهيمن على ترسيماته التقنيات الحديثة والمنهجيات الحداثوية كذلك تجربته الثرية تميل بكفتها الى عالم المسرح تاليفا ونقداً وعلى مدى سنوات عديدة ظل عضواً فاعلاً في لجنتي قراءة النصوص والمشاهدة مستثمراً وعيه ومجساته النقدية في تقويم عشرات العروض التي ظهرت الى النور. وعبر قصصه ورواياته ومسرحياته اكد على مكابدات الانسان واستلاباته في واقع ملتبس.
اجرينا هذا الحوار مع الروائي والناقد المسرحي عباس لطيف بعد ان وضعنا امامه عدة تساولات من شأنها استشراف تجربته في الكتابه النقدية.. سالناه:

◙ في عالم السرد تتداخل الاجناس الادبية الى الحد الذي يجعل الملتقي يتساءل : هل كان النص الذي قرأه رواية ام شعراً ام سيرة ذاتية ام نصاً مفتوحاً.. هل تعتقد ان تداخل الاجناس الادبية في العمل السردي يزيد من ثرائه وسحره؟
☉ بدأت اشكالية الاجناسية او تداخل الاجناس الادبية وتنافذها مع التوجهات الحداثوية من منطلق السعي الى كسر الحدود التقليدية وصولاً الى مايعرف بالنص المفتوح وقد تباينت الاستجابة لمثل هذا الانزياح في معنى ووظيفة النص، بعضهم يرى ان جمالية وعمق النص يكمنان في خصوصيته وهويته واي اختراق او تدخل او تداخل او تنشيط يؤدي الى الضياع والتشويش والكينونة الجوهرية وكتابة النص المفتوح تتطلب قدرة وموهبة عاليتين ولاباس ان يكون هذا النوع من الكتابة سائداً في عالم الابداع شريطة الايكون بديلاً.

◙  تشكل سيرة الكاتب الذاتية وتجربته الشخصية في الكثير من الاعمال القصصية والروائية والمسرحية نبعاً مهما تتدفق منه الرؤى والافكار، هل يستطيع الكاتب ان يوظف او يستثمر خطابه السيري؟
☉  يذكرني هذا السؤال الحاذق بمقولة او رأي احد النقاد في ان كل الكتابات والمدونات الابداعية ماهي الا تنويعات او عزف على وتر الذات ونجد تجارب عالمية لكتاب معروفين كرسوا الكتابة الذاتية المتناهية مع عالم السرد والدراما ولعل اقرب واشهر مثال اعمال هنري ميلر والى حد ما اعمال دستوفسكي، كما كانت مسرحيات تشيخوف انعكاساً لمعاناته الشخصية اذ لا احد يفلت من وقائع سيرته الذاتية لكن البراعة تكمن في كيفية ادماج النسيج الابداعي للعمل مســرحا كان ام قصة ام رواية ام قصيدة.. ولعل تجربة السياب خير نموذج في ميدان الشعر.

◙  الى اي نوع تميل في كتابة النصوص المسرحية؟
☉  تستهويني كتابة الاعمال القائمة على التجريب المسرحي والبحث عن الابتكارفي ايجاد الشكل المسرحي الجديد واختزال الحدوتة الى شفرات داخل النص ويستهويني الاقتراب من الهم المحلي ولقد حصلت على جوائز في المسرح تطبيقاً لهذا المنهج في مسرحيتي (تراتيل الاحزان) التي فازت بجائزة افضل عرض مسرحي في المهرجان الثالث عشر لمنتدى المسرح كما فازت مسرحيتي (مرايا) على افضل عرض وافضل اخراج للفنانة نغم فؤاد كما نالت مسرحيتي (الفزاعة) على استحسان واثارت الكثير من المبدعين حينما عرضت في مهرجان المسرح الفقير وهي من بطولة واداء شيماء جعفر وساهرة عويد ووظفت فيها اسلوب انشطار الشخصية.

◙  تعددت اهتماماتك الثقافية ومجالات كتاباتك الابداعية فانت تكتب القصة القصيرة والرواية والمسرحية والدراسات النقدية.. اين سيكون فضاء حريتك اوسع واكثر اشراقاً؟
☉  اجد نفسي في ظل عملي اكتبه بصدق ومتعة واراني قد اكتشفت به زاوية مهملة او ابتكرت فكرة على مستوى المضمون اوالشكل الجمالي فالاشكال غالباً ماتأسرني ولهذا اميل الى التجريب والكتابة الحداثية لانها تمنحي حرية من نوع خاص وتتلمس صوتك بعيداً عن الاستنساخ والتقليدية الجامدة لا افرق في هوسي الكتابي بين القصة والرواية والمسرح والدراسة النقدية وحتى الكتابات السياسية.

◙ كيف ترى المشهد الثقافي الراهن؟
☉  مازال المشهد الثقافي العراقي ملتبسا وشائكا بحسب تبعية الواقع الثقافي للواقع السياسي، واعتقد ان عوامل النكوص والتردي لماهو ثقافي لم تكن بفعل الظروف السياسية وان كانت تمثل مركز الثقل والتاثير في هذا السياق لكن الانتلنجسيا اوالنخب المثقفة تسهم احياناً في رداءة النتائج من خلال السلوكات البراغماتية والنهلستية والانوية والغنائية وانعدام اواصر التنوير لاسيما الذين غيروا توجهاتهم من النقيض الى النقيض مع اني اؤمن بتحولات فكر المثقف ولكني اتنكر للانقلابية الانتهازية.

◙  الخطاب المسرحي في جوهره خطاب انساني وديمقراطي هل يمكن ان يزدهر المسرح بعيداً عن شرط الحرية؟
☉  لايمكن للمسرح ان يزدهر او يتنفس في اجواء المصادرة والقمع والرقابة البوليسية فالرؤى المسرحية تستند الى الحرية وقد يتميزالمسرح بهذه الخاصية ونحن نتحدث عن المسرح الحقيقي وليس الملفق.
◙  يفرق البعض بين النص المسرحي الادبي ونص العرض المسرحي كيف يمكن التمييز بينهما؟
☉ في حقيقة الامرهناك نصان نص مسرحي ادبي يكتبه الادباء والمثقفون وهناك نص العرض الذي يكتب وفق معايير واشتراطات العرض المسرحي وتنوع انساقه البصرية والسمعية والاشارية لذا نجد ظاهرة تلاعب او تدخل المخرج بالنص فغالباً مايواجه المخرجون مشكلة طغيان السردي واللادرامي في كثير من النصوص.

◙  كتبت الكثير من النقد المسرحي وفي جماليات وتقنيات المسرح ويعرف عنك عدم التساهل في الكتابة النقدية كيف تقرأ ذلك؟
☉  لقد افادني عملي ناقداً مسرحياً ضمن رابطة نقاد المسرح الذي اشغل فيه حالياً منصب نائب رئيس الرابطة وقد اوجدنا مع زملائي النقاد المؤسسين لهذه الرابطة وابرزهم د. عقيل مهدي ود. رياض موسى سكران ود. حسين علي هارف ود. باسم الاعسم ود. محمد ابو خضير ود. يوسف رشيد وعبد الخالق كيطان ود. حسين الانصاري وقاسم مطرود والراحل عزيز عبد الصاحب ود. عواطف نعيم ود. محمد حسين حبيب وعدنان منشد ود. كريم شغيدل، نوعا من الحرص على تقاليد الكتابة النقدية تلك التي تزيد من وعي الكاتب ابداعياً لاسيما ان الرابطة اوجدت خطاباً نقديا حداثويا يختلف عن النقد الانطباعي والمضموني الذي اختفى من ساحة الابداع.
*http://magazine.imn.iq/articles/view.14991/‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...