السلطان سليمان القانوني وموقعه في حركة التاريخ العثماني
-ابراهيم العلاف
في كتابي (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916) ، وصدر عن مطبعة جامعة الموصل سنة 1983 وقفت عنده . اقصد عند السلطان سليمان القانوني 1520-1566 م .
في مثل هذا اليوم 7 من ايلول - سبتمبر 2024 ، أي قبل (458) سنة توفي .. توفي في 7 ايلول - سبتمبر سنة 1566 . وقد كتبتُ عنه وقلتْ في مبحث السيطرة العثمانية على العراق ، ان والده السلطان سليم الاول قام باعداد حملة لاحتلال العراق وطرد الفرس الصفويين ولكن المنية عاجلته سنة 1520 . وعندما تبوأ السلطان سليمان القانوني العرش 1520-1566 وضع في منهاجه توجيه ضربة قوبة الى الدولة الصفوية عن طريق السيطرة على العراق ، والذي يمكن اتخاذه قاعدة للانطلاق نحو الخليج العربي تعزيزا لجهودها أي لجهود الدولة العثمانية في مواجهة البرتغاليين في البحرين العربي والاحمر .
لقد حاول السلطان سليمان القانوني ، في بداية الامر تنفيذ احتلال العراق بإستمالة بعض حكامه المحليين ولكن هذه الخطوة ، كانت سببا في جعل العراق ساحة للصراع العثماني - الفارسي .الشاه طهماسب الاول الذي تولى الحكم بعد ابيه اسماعيل سنة 1524 ، قام بهجوم كبير على بغداد سنة 1530 وهذه الاحداث شجعت السلطان سليمان القانوني سنة 1534 للتحرك بإتجاه بغداد ، ودخولها في 30 كانون الاول سنة 1534 دون ان يواجه مقاومة تذكر .
طبعا ، قبل دخوله بغداد ، اتجه بجيش كبير نحو تبريز ووصل سلطانية في 13 تشرين الاول 1534 ، وكانت الجيوش الفارسية تنسحب من امامه مرحلة بعد اخرى حتى وصل همدان ، وعبر جبال زاكروس وتوجه غربا الى بغداد.
وفي عهد السلطان سليمان القانوني اصبح العراق مقسما الى خمس مناطق ادارية عرفت ب(الايالات) والايالات تنظيم اداري قبل (الولايات) وهي ايالة البصرة وايالة الموصل وايالة بغداد وايالة الاحساء وايالة شهرزور وصارت البصرة قاعدة بحرية بعد قاعدة السويس للانطلاق نحو الخليج العربي,
السلطان سليمان القانوني ، والده ياووز سليم وامه حفصة خاتون .ولد في 27 نيسان - ابريل في طرابزون سنة 1495 وتوفي في 7 ايلول -سبتمبر 1566 في زيغتوار وعندما تولى الحكم كان عمره 25 سنة وبقي في الحكم 46 سنة وانتهى حكمه وعمره 71 سنة ومن وزراءه بيري محمد باشا -فرنك ابراهيم باشا - اياس محمد باشا - لطفي باشا - حدم سليمان باشا - رستم باشا - قره احمد باشا - سميز علي باشا - صوقو للو محمد باشا واولاده الذكر محمود - مصطفى - مراد - محمد - عبد الله -السلطان سليم الثاني - بايزيد - جيهان كير - اورخان .
السلطان سليمان القانوني ، تلقى دروسا في الدين والتاريخ والادب والفن والادب والعلوم على ايدي اساتذة معروفين وشارك في عهد والده في حملات عسكرية في بلغراد ، وهو من سيطر عليها سنة 1521 واستولى على جزيرة رودس 1522 ودخل معارك في المجر منها معركة ميدان موهاتش 1526 وسيطر على بودابست ، وضرب حصارا على فيينا ، لكنها انسحب بسبب طول الحصار ، واقتراب فصل الشتاء وفي عهده استطاع خير الدين بربروسا وهو من امراء البحر الجزائريين العثمانيين ، فرض سيطرته على البحر المتوسط وصار البحر المتوسط بذلك بحيرة عثمانية وتمت في عهده السيطرة على اليمن ، وعدن ، وتونس وحاصر قلعة ديو في الهند سنة 1538 وحاصر ويتغوار ولكن المنية وافته .
المؤرخون يقولون انه وسع رقعة الامبراطورية العثمانية لتشمل اراضٍ في ثلاث قارات هي آسيا واوربا وافريقيا ، وتوسعاته امتدت الى رومانيا وبلغراد في صربيا وكرواتيا وسلوفينيا ورودس وجورجيا والعراق وشبه الجزيرة العربية واليمن وحضرموت وعدن واريتريا وجيبوتي والصومال والحبشى ةتشاد وليبيا وتونس والجزائر والصحراء الكبرى وخاضت اساطيله البحار الى الهند .فقط مساحة الامبراطورية العثمانية - كما جاء في البوم السلاطين العثمانيين - اتسعت الى 15 مليون كيلومتر مربع بعد ان كانت 6.5مليون كم مربع في زمن والده .كان متمسكا بالقوانين لهذا سمي بالقانوني وفي الغرب يسمونه (سليمان العظيم ) suleiman the magnificent ، وتوجد كتب كثيرة صدرت عنه ، وبمختلف اللغات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق