الأربعاء، 11 سبتمبر 2024

الشيخ غازي حنش 1937-2007 أمير قبيلة طي في العراق والوطن العربي


 


الشيخ غازي حنش 1937-2007 أمير قبيلة طي في العراق والوطن العربي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وقبيلة طي ، من القبائل العربية الكبيرة . لها تاريخ ، وتاريخ ثر .ولها مواقف محمودة من قضايا العراق والقضايا العربية ، ولها رموزها ، ودورها ومواقفها المشرفة . وقبيلة طي تشكل العمود الفقري للعشائر العراقية ـ ولها الثقل الكبير في العراق ، تتوزع في معظم المحافظات العراقية وخارج العراق وخاصة في سوريا والاردن .
صفحات التاريخ تستذكر الشيخ غازي الحنش الهوار ، وتستذكر استشهاده في السادس من نيسان -ابريل سنة 2007 اي قبل (17 ) سنة ، ووجدت ان الشيخ جواد الخالصي الشخصية الوطنية العراقية الكبيرة قد استنكر قيام القوات الامريكية المحتلة بإغتياله نظرا لمواقفه الوطنية ومقاومته للمحتلين الغزاة . استشهد رحمه الله وطيب ثراه بعد خروجه من صلاة الجمعة في حي الوحدة بالموصل .
الشيخ غازي الحنش (1937-2007) ، أمير قبيلة طيء في العراق والوطن العربي ، من مواليد قرية الهويرة التابعة لناحية الكوير ، بعد استشهاد عمه الشيخ حنش حمود الهوار سنة 1968 تولى هو رئاسة عموم عشائر طي العربية المعروفة .وقد خلفه ولده الامير الشيخ صباح غازي الحنشوهو الرئيس الحالي لعموم عشائر طي .
عرف الشيخ غازي الحنش ، منذ صباه وشبابه بالخلق القويم ، والاستقامة ، والحياء ، والتواضع ، والسماحة ، وطلاقة الوجه ، والكرم ، والحكمة ، والشجاعة ، وطيب الكلام ، ولباقته .وكان له حضور فاعل بين من يكون معهم وبين الناس وتتوفر فيه كل صفات القيادة .
بعد وقوع الاحتلال الامريكي للعراق في 9 نيسان -ابريل 2003 ، لم يكن الشيخ غازي الحنش مرتاحا الى هذا الاحتلال ، واعرب عن رفضه له ، ومقاومته لهذا تعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الأمريكي يوم 22 كانون الاول - ديسمبر سنة 2003 مع اولاده وعدد من أبناء عمومته وأقاربه ، ودوهمت دوره ودور ابناء عمومته في الموصل وبغداد ، وتعرضت للتخريب وبقي في سجن ابي غريب احد عشر شهرا .
جريدة (الشرق الاوسط ) اللندنية في عددها الصادر في 25-12-2003 قالت ان القوات الامريكية اعتقلت الشيخ غازي الحنش وثلاثة من ابنائه في منزله في حي الوحدة سرقي مدينة الموصل بعد اشتباك قتل فيه احد حراسه .كما اصيبت ابنة الشيخ غازي بجروح في الاشتباك الذي جرى بين القوات الامريكية وحراس منزل الشيخ غازي .
الاستاذ موفق الحمد كتب مقالا عن استشهاده وعبر الرابط التالي
https://baghdad-times.net/
فقال :"بعد اعتقاله سنة ٢٠٠٤ من قبل الأمريكان وتحطيم داره في الموصل وشقته في بغداد واعتقال أولاده واقاربه وكل من كان معه واستشهاد ابن عمه محمد عجيل الجلعو اثناء المداهمة .. وبعد سنة من اعتقاله في ابو غريب مارس الأمريكان المحتلون بعد اطلاق سراحه سياسة الترغيب والترهيب ضده وفي آخر استدعاء له من قبل قائد القوات الأمريكية في الموصل وبعد سجال قال القائدالامريكي للشهيد : تضع عينك في عيني ، وركبتك تقابل ركبتي ، وعندما أقوم تقف ، وعندما أجلس تجلس فقال له الشهيد بحده عندما اقف سأذهب ولن اعود ولن تراني … عندما خرج من القاعدة الأمريكية ، قال له الذين حضروا اللقاء “وهم أحياء الآن” قالوا له … إن هذا الأمريكي قاتلك لا محال … فانظر ماذا تصنع… ويجب أن تغادر العراق !!! وكان المرحوم يدرك ذلك ، وقد حزم أمره على السفر ولكنهم عاجلوه فقتلوه قبل يوم أو يومين من سفره …" . كانت التهمة ان له علاقة بالمقاومة للمحتلين الامريكان ، والتعاون مع نائب الرئيس العراقي السابق عزت الدوري .
لم يقف الموصل واهالي محافظة نينوى وابناء عشيرته مكتوفي اليد بل نظموا المظاهرات ووقفات الاحتجاج في عموم العراق استنكارا لاعتقاله وسجنه وبعد استجابة المحتلين للافراج عنه وضعوه تحت الاقامة الجبرية سنة كاملة وبعدها خرج وغادر العراق الى سوريا والاردن للالتقاء بأبناء عمومته من قبيلة طي وبعدها عاد الى الموصل .
عمل من اجل وحدة العراق والعراقيين .. لم يكن الا مع الوحدة والتماسك الاجتماعي والقبلي في وقت كان العراق فيه بحاجة الى التماسك والتعاون وهذا مما لايسر المحتلين والغزاة ومن قبل بالتعاون معهم للاسف الشديد . كان يدرك ما تمثله قبيلة طي في كل العراق والوطن العربي من دور لهذا سار في قيادة قبيلته سيرا حسنا فعلاقاته مع الدولة والمجتمع كانت قوية وواسعة لهذا كان تأثيره عظيما . واسمع واقرأ الكثير من مقالات الثناء والمديح بحقه ومن هنا فهو من رموز العراق وقادته وشخصياته في تاريخنا المعاصر ولايمكن اغفال دوره وقيادته ابدا ويقينا ان سيرته ومواقفه تستحق ان تكون موضوعا لرسالة ماجستير في التاريخ الحديث .رحم الله الشيخ الجليل غازي حنش الهوار وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم ومع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين عكاب سالم الطاهر وابراهيم خليل العلاف

                                            عكاب سالم الطاهر وابراهيم خليل العلاف   بين عكاب سالم الطاهر وابراهيم خليل العلاف كتب الاخ والصد...