السبت، 21 سبتمبر 2024

الثورة العرابية في مصر


 


الثورة العرابية في مصر
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في 9 من سبتمبر -ايلول سنة 1881 ، بدأت في مصر الحبيبة أحداث ما عُرف لاحقا ب(الثورة العرابية) .والبداية كانت توجه الضابط المصري إبن قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية وعاصمتها الزقازيق ، المناضل احمد عرابي في موكب مع قادة الجيش المصري الى ( قصر عابدين ) مقر إقامة الخديوي توفيق لعرض ما سمي (مطالب الامة في الحكم الرشيد) .
في 9 من ايلول -سبتمبر سنة 1882 اي بعد سنة بدأت (معركة التل الكبير ) المشهورة بين قوات الثورة العرابية الثائرة والانكليز المحتلين .
كتبت مرة مقالا عن بعض احداث هذه الثورة وقلت :" سألتني إحدى الاخوات من طلبة الدراسات العليا عن بعض جوانب الثورة العرابية 1882 واقول ان الثورة العرابية التي سميت كذلك نسبة الى قائدها احمد عرابي 1841-1911 ونشبت ضد المحتلين والمستعمرين الانكليز محطة مهمة من محطات النضال المصري ، ومرحلة مهمة من مراحل تاريخ مصر الحديث ، وكانت لها نتائج كبيرة وخاصة من حيث انها الهمت المصريين لكي يثوروا سنة 1919 ضد الانكليز ، ويطالبوا بالاستقلال ، كما انها حفزت الضباط الاحرار ليقوموا بثورتهم التي اودت بالنظام الملكي في يوم 23 تموز -يوليو 1952 .
وثمة حقيقة مهمة لم يقف عندها المؤرخون كثيرا وهي ، ان قائد هذه الثورة : احمد عرابي عراقي الاصل يتصل نسبه بجده الاعلى السيد صالح البلاسي وبلاس هي قرية في بطائح العراق ، كما يقول الاستاذ حميد المطبعي الذي كتب عن احمد عرابي في موسوعة اعلام العرب .
وكانت رتبة احمد عرابي في الجيش عندما قاد الثورة (لواء ) ، وكان يظهر معارضة للضباط الشراكسة والاجانب في الجيش المصري لذلك التف الضباط والجنود العرب حوله ومعظمهم من البدو ، وشكل منهم كتلة كبيرة .
وكان شعار الثورة : (مصر للمصريين) ، وليس للانكليز والاغراب .. وقد اضطرت الحكومة المصرية في عهد وزارة محمود سامي البارودي ان تعين اللواء اركان حرب احمد عرابي وزيرا للحربية وقامت الثورة 1882 وكانت عارمة ، لكن الانكليز تمكنوا من قمعها ، ونفي احمد عرابي الى جزيرة سيلان (سيريلانكا حاليا ) سنة 1882 . وقد أعدم عدد من ضباط وجنود الثورة .
كتب احمد عرابي في المنفى مذكراته وهي بعنوان 🙁 كشف الستار عن سر الاسرار ) ، وهي قد طبعت بجزئين وقد بقي احمد عرابي في منفاه 19 سنة ثم اعيد الى وطنه سنة 1901 الى ان توفي رحمه الله سنة 1911 .
ويحتل عرابي مكانة متقدمة في ذاكرة المصريين ، لكن الانكليز كثيرا ما حاولوا من خلال كتابهم ومؤرخيهم الاساءة للثورة وتقليل اهميتها ووصفها ب"الهوجة " وعمل مثلهم في نهشه عدد من الكتاب المصريين ؛ الا ان المؤرخين والكتاب الوطنيين المصريين تصدوا لهم وممن كتب في هذا المجال الاستاذ محمود الخفيف الذي دافع عن احمد عرابي في كتابه الذي نشره سنة 1947 بعنوان : ( أحمد عرابي :الزعيم المفترى عليه ) .
كانت ثورة عرابي ثورة وطنية قومية ويقال ان احمد عرابي وزملائه ارادوا ان يحولوا مصر الى جمهورية .ومع هذا فقد كان للثورة اثرها الكبير في ايقاظ الوعي بأهمية التخلص من المستعمرين الانكليز وعملائهم .
الاستاذ صلاح عيسى الف كتابا رائعا عن ( الثورة العرابية ) .كما ان الدكتور عبد الله محمد عزباوي الف كتابا مميزا وجميلا بعنوان ( البدو ودورهم في الثورة العرابية) وطبيعي مؤرخ مصر الرسمي الاستاذ عبد الرحمن الرافعي كتب عن الثورة العربية ، ولدينا كتابات كثيرة .ولاحمد عرابي تمثال في مصر ، وقد صدر طابع مصري يوثق للثورة العرابية كما ترون الى جانب هذه السطور . والبطل القائد أحمد عرابي يتمتع بمكانة سامية في التاريخ المصري الحديث .توفي رحمه الله وطيب ثراه في مثل هذا اليوم 21-9-1911 أي قبل (113) سنة .واليوم 21-9-2024 هي الذكرى ال 113 لوفاته .
جميل جدا ان يتوافق موعد بدء الثورة العربية مع عيد الفلاح المصري وهو ذكرى صدور قانون الاصلاح الزراعي في مصر في 9-9-1953 فألف تهنئة للفلاحين المصرين عيدهم الاغر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...