الجمعة، 13 سبتمبر 2024

وثائق امريكية عن صدام حسين

وثائق امريكية عن صدام حسين الرئيس العراقي السابق منذ سنة 1969

كتب الاستاذ رياض  محمد رؤوف وهو صحفي استقصائي ينشر في مجلة (شؤون خارجية) فورين افيرز الامريكية تحقيقات صحفية  Riyadh Mohammed  في صفحته الفيسبوكية*  يوم 11 اغسطس - آب سنة 2019 وبعنوان : ( صدام : الصعود  ) عن بعض الوثائق الامريكية التي تناولت الرئيس العراقي السابق صدام حسين 1979-2003 ومنذ سنة 1969 فقال :" هذه وجبة ثانية او ثالثة من الوثائق التي عثرت عليها واستمتعت بمطالعتها. هذه الوثائق تتعلق بفترة ظهور وصعود صدام حسين في عام 1969 ومابعده.

الوثيقة الاولى وهي تقرير مطول عن العراق بعد اعدامات اليهود في مطلع 1969 اعده مدير مكتب استخبارات وزارة الخارجية الامريكية – نعم الخارجية الامريكية لديها وكالتها الخاصة للاستخبارات – لوزير الخارجية الامريكي روجرز. وربما تكون هذه الوثيقة اول ذكر لصدام في الوثائق الامريكية ويذكر هنا كما كان يسمى حينها صدام التكريتي. وتقول الوثيقة انه من متشددي الحزب وانه امينه العام.
اما الوثيقة الثانية وهي وثيقة مثيرة بحق فتتعلق بلقاء جرى بين رجل الاعمال العراقي لطفي العبيدي ومسؤول قسم العراق في الخارجية الامريكية في واشنطون في تشرين الاول 1969. المدهش ان هناك قناعة خاطئة لدى جيل كامل من سياسيي العراق في الستينيات ان لطفي العبيدي – وقد اختفت اثاره الان ولست ادري ان كان حيا او ميتا – كان ممثل وكالة المخابرات المركزية في العراق ويتهم بأنه كان يدفع مصاريف انقلابات امريكا في العراق مثل انقلابي شباط 1963 وتموز 1968.
اما الحقيقة فهي ابعد ما تكون عن ذلك. فالرجل لم يكن ممثلا للمخابرات المركزية (ولاهم يحزنون) لكنه كان يحظى بشبكة ممتازة من العلاقات بمصادر القوة والمعلومات في العراق وهم ضباط الجيش. وفي اللقاء يكشف العبيدي ان اجهزة الامن العراقية قد اخترقت انقلابا تموله ايران – سمي فيما بعد مؤامرة عبد الغني الراوي – كما يناشد الولايات المتحدة للتدخل لدعم مخططات اسقاط نظام البعث بينما يؤكد له المسؤول الامريكي انه يستطيع ان يستمع لما يقوله لكن الولايات المتحدة لن تتدخل في شؤون العراق الداخلية. المثير ان العبيدي ابلغ المسؤول الامريكي ان صدام هو رجل النظام القوي وكان هذا قبيل توليه منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة.
اما الوثيقة الثالثة فهي اول تحليل بريطاني صادر عن السفارة البريطانية في بغداد لتولي صدام منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في تشرين الثاني 1969 . اما الرابعة الصادرة عن نفس السفارة فتصف بالتفصيل اول لقاء يجمع السفير البريطاني في بغداد بصدام حسين بطلب السفير في كانون الاول 1969.
اما الوثيقة الخامسة فهي تحليل صادر من السفارة الامريكية في بيروت – وكانت توصف في ذلك الوقت بمطبخ انقلابات العالم العربي ولطالما اتهمت بالتخطيط لانقلاب 17 تموز 1968- عن عزل حردان التكريتي في تشرين الاول 1970. وتتسائل السفارة ان كان صدام سيستولي على السلطة بالكامل ويزيح البكر لكنها تميل في النهاية الى رأي مفاده ان صدام لن يصل لرأس السلطة لانه يميل للابتعاد عن الاضواء!
اما الوثيقة الاخيرة فهي تقرير عن اتصال هاتفي اجرته نفس السفارة (في بيروت) بنائب رئيس البرلمان اللبناني ميشال ساسين القادم من زيارة لبغداد. وكان ساسين يعتقد انه بسبب غياب صدام الكامل ؛ فان نجم منافسه صالح مهدي عماش قد ارتفع بينما تعلق السفارة على هذا الرأي بالقول : ان هذا الرأي قابل للنقاش.
من جديد ان ما تثبته هذه الوثائق هو عكس الخرافة الشائعة لدى الكثيرين – ومنهم من يصف نفسه بالمؤرخ والدكتور – من ان صدام جندته المخابرات الامريكية عام 1959 لقتل عبد الكريم قاسم ... الى اخره من الاسطوانه المشروخة عن عمالته.
الحقيقة هي ان صدام لم يكن قياديا في حزب البعث عام 1959 بل لم يكن حتى عضوا فيه. وحتى في سوريا ومصر فلم يكن لصدام اي مسؤليات مهمة تسترعي انتباه المخابرات الغربية فقد كان عضوا في قيادة البعث في مصر وشمال افريقيا وهي مسؤولية تكاد تكون مستحيلة في ظل سطوة اجهزة الامن المصرية.
وحتى بعد عودته للعراق بعد انقلاب شباط 1963 فلم يكن سوى عضو في (مكتب الفلاحين ) ، في الحزب وهي مسؤولية هامشية.
وكان اول دور قيادي لصدام في شباط عام 1964 عندما زكاه عفلق في (المؤتمر السابع لحزب البعث ) ، في دمشق ليصبح عضوا في القيادة القطرية الجديدة ثم نائب امين سرها عام 1966 لانه انتقد اوضاع البعث العراقي الذي يقوده علي صالح السعدي في مؤتمر البعث السادس عام 1963 في دمشق. وفي السنة ذاتها شارك صدام والبكر في الاعداد لمحاولة انقلابية في ايلول 1964 لكن سلطات الامن اكتشفتها والقت القبض عليه وظل معتقلا في معسكر الرشيد حتى هروبه بعد سنتين. وخلال السنتين التاليتين تمتع صدام – كما تمتع غيره من السياسيين – بفترة من الرخاوة النسبية التي ميزت اجهزة الامن في عهد عبد الرحمن عارف. وهنا الجدير بالذكر ان صدام لم يكن على رأس من تريد المخابرات المركزية الامريكية تجنيده فهو ليس ضابطا ولا يملك اي شهادة ولا اي خبرة في بلد يمتلئ بالضباط والكفاءات والخبرات.
وبعد انقلاب 17 تموز 1968 شكل صدام مكتب العلاقات العامة الذي تحول فيما بعد الى المخابرات وحتى في تلك المرحلة كان اهم اقطاب النظام بالاضافة الى البكر وزيرا الدفاع والداخلية حردان التكريتي و صالح مهدي عماش ولم يكن مكتب العلاقات العامة حديث النشأة معروفا لدى كثير من العراقيين فما بالك بالاجانب.
ولهذا كله مثل ظهوره للعالم في 1969 باعتباره الرجل الثاني في العراق مفاجئة للدوائر الغربية فحاولت جهدها في معرفته.
من جديد اؤكد اني اكره صدام ، اكثر من اولئك المؤمنين بنظرية المؤامرة التي تركز على عمالته ، لكني لا احتاج ان اصفه بالعميل ولا يهمني ذلك لاني اكره قراراته وسياساته التي اودت به وببلده الى الهاوية.
مصدر الوثائق : 1. موقع : ارشيف الامن القومي و2. موقع : وزارة الخارجية الامريكية.
  • RIYADH MOHAMMED is an investigative journalist who covered the Iraq war, corruption, ISIS, and the Middle East for The New York Times and The Fiscal Times. His articles also appeared in The International Herald TribuneThe Boston GlobeThe Los Angeles Times, and The Huffington Post among others.
*https://web.facebook.com/riyadh.mohammed.96/posts/2321005481281533
https://www.foreignaffairs.com/




  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...