سنواتي ..............مذكرات وزير الخارجية الليبية في عهد القذافي

                                                        غلاف مذكرات الدكتور عبد الرحمن شلقم 

سنواتي ..............مذكرات وزير الخارجية الليبية في عهد القذافي

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

وكما هو معروف ؛ فإن ( المذكرات الشخصية) ، تعد واحدة من اهم مصادر دراسة التاريخ الحديث .وجميل جدا ان يقدم مسؤولا على ان يكتب ما مر به وما واجهه من احداث ضمن كتاب يفيد المؤرخين والمهتمين بالتاريخ وكثيرون منا يميلون الى قراءة المذكرات الشخصية ؛ فهي تضم تجاربا معمة نفيد منها في حياتنا وقد تساعدنا في معرفة وتحليل الكثير من الاحداث .

عبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا السابق وهو يحمل شهادة الدكتوراه في الادب العربي من جامعة القاهرة .كان كاتبا ، وكان شاعرا لديه محاولات في الشعر عمل سفيرا لبلاده في العاصمة الايطالية روما لعقد كامل كما اختاره الرئيس الليبي السابق العقيد معمر القذافي وزيرا للخارجية ، وبعد سقوط نظام حكم القذافي 2011 خرج من بلاده وهو يعيش خارج ليبيا .

ما يهمني قوله ان من يريد ان يعرف كيف كان القذافي يحكم ليبيا عليه ان يقرأ مذكرات الدكتور عبد الرحمن شلقم ، ومن يريد ان يعرف كيف كانت رؤى القذافي السياسية والاقتصادية والثقافية عليه ان يطلع على مذكرات الدكتور عبد الرحمن شلقم .كان مسؤولا عن الاعلام فيما سمي بمجلس قيادة الثورة وعمل سفيرا ثم مندوبا لليبيا في الامم المتحدة قبيل سقوط النظام في (ليبيا معمر القذافي) .

الدكتور عبدالرحمن شلقم ، انقلب على النظام بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية ووصفه بالنظام الفاشي وقبل هو ان تفرض على ليبيا العقوبات الاقتصادية مع انه اي شلقم كان قريبا جدا جدا من الرئيس الراحل القذافي .

تنقل جريدة (الشرق الاوسط ) اللندنية في عددها الصادر في 2 آب -اغسطس سنة 2023 ، بعضا مما ضمته المذكرات ، ومن ذلك ان القذافي واجه امرين أرقاه كثيرا هما اولا : الغارات الأميركية على طرابلس وبنغازي رداً على تفجير الطائرة الأميركية فوق بلدة لوكربي الأسكوتلندية سنة 1988 ، وثانيا : الغزو الأميركي للعراق في نيسان 2003 ، أثار الغزو مخاوف القذافي من أن تمتد ذيول الغزو إلى أنظمة عربية أخرى بهدف تغييرها بالقوة واولها نظامه مما اشعره بالقلق . ومما ينقله شلقم عن القذافي رأيه في الرئيس العراقي السابق صدام حسين يقول فيه إن صدام كان مهتماً بمجده الشخصي .ومما يشير اليه ان القذافي كان قارئا نهما ، لكنه كان يقرأ ما يساعده على ان يتمثل بالقادة والزعماء الاقوياء في العالم ومنهم ماو تسي تونغ ، وقد حرص على ان يؤلف كتابا بنفسه عن ما اسماه النظرية الثالثة عبر كتابه الموسوم (الكتاب الاخضر ) ، ولم يستعن بأحد عندما الف الكتاب .

قرأ لعددمن المفكرين والاكاديميين العرب ابرزهم العلامة العراقي وعالم الاجتماع الدكتور علي الوردي . كما قرأ كثيرا للكاتب والمفكر المغربي الدكتور عبد الله العروي ، والكاتب والمفكر التونسي عبد المجيد الشرفي .

يقول الدكتورعبد الرحمن شلقم ان الرئيس القذافي بعد غزو الامريكان للعراق حاول ان يراجع سياساته وقال : " لا أعرف ما الذي دفعنا للدخول في عداء وصراع عنيف وطويل مع أميركا ؟ " .

قتل القذافي يوم 20 تشرين الأوّل- - أكتوبر سنة 2011

بعد ان حكم ليبيا (42) سنة .