المفكر والفيلسوف البريطاني توماس مور 1478-1535 في ذكرى اعدامه ال (489)
- ابراهيم العلاف
في مثل هذا اليوم 6 من تموز-يوليو سنة 1535م أي قبل ( 489) سنة قُطع رأس الكاتب والفيلسوف والمفكر البريطاني ( توماس مور ) ، والذي منح فيما بعد لقب (سير أي فارس) ورُد اليه اعتباره .
كان من مفكري القرن السادس عشر ، وهو واحد من الكتاب والمفكرين الذين رسموا (صورة مستقبلية لمدينة فاضلة ) ، حاله حال الفيلسوف والمفكر الاغريقي ( افلاطون) في جمهوريته الفاضلة ، وحاله حال الفيلسوف العربي (ابو نصر الفارابي) في مدينته الفاضلة وهكذا المفكرين العالميين يحلمون بمدن تسود فيها الفضيلة وينعدم فيها الظلم ويعيش فيها الانسان حرا .
اما لماذا أُعدم وفصل رأسه عن جسده ، فكان بسبب معارضته للملك هنري الثامن وكان يشغل منصب وزير العدل في حادثة طلاق الاميرة كاترين من ارغون ورفضه الاعتراف به رئيسا للكنيسة الرومانية الكاثوليكية في انكلترا .له عدة مؤلفات منها كتابه عن تاريخ الملك ريتشارد الثالث 1501 فضلا عن كتابه (اليوتوبيا )
وقد وجهت له تهمة الخيانة العظمى للملك .
وانا اكتب لكم عن السير توماس مور تذكرت استاذي قبل (60 ) ستين سنة في جامعة بغداد المرحوم الاستاذ الدكتور حاتم عبد الصاحب الكعبي وكتابه (نمو الفكر الاجتماعي ) 1964 ، وفيه تحدث عن الاضطراب والقلق وعدم الرضا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني الذي عانته اوربا وعاناه المجتمع في الغرب اواخر العصور الوسطى نتيجة فعل كثير من العوامل التي كانت تحطم في النظام الاجتماعي القائم وما كان ينطوي عليه من قيم ورؤى للعيش والحياة وهذا ما دفع المفكرين لأن يهربوا من الواقع المؤلم الى عوامل خيالية يبحثون فيها عن الاستقرار والطمأنينة وينفسون بواسطتها عن ما الم بهم من توتر نفسي وكان من نتائج ذلك ان كتبوا طوبائيات شبيهة بطوباوية افلاطون والفارابي وهذه (الطوباوية او اليوتوبيا ) ، تنطوي على نوع من العصر الذهبي وفيها نقدوا حياتهم ومجتمعهم وقدموا افكارا واراء ورؤى جديدة وكان توماس مور في مقدمتهم وطوباوية او يوتوبيا توماس مور احتوت على نقد لاذع للاوضاع في انكلترا في القرنين 15 و16 وهذه اليوتوبيا يؤكد الدكتور حاتم الكعبي ان توماس مور قد ادرك كغيره ممن كتب اليوتوبيات اثر الاحتكاك الاجتماعي والحضاري في احداث التحلل الاجتماعي ومن ثم التغير الاجتماعي ومن ثم في احداث المشاكل والازمات واشاعة القلق وعدم الاستقرار في المجتمعات وكان ثمن ما كتبه توماس مور ان فقد حياته وفتح المجال امام مرحلة جديدة من الحياة في اوربا مرحلة التهيئة لعصر جديد وافكار جديدة وعوامل جديدة ادت الى تغيير نصاب الحياة في اوربا وكان من ابرز ما حدث نشوء حركة الاصلاح الديني وظهور البروتستانتية وتوسع اوربا وامتداد نفوذها الى القارات الاخرى والثورة الصناعية والنهوض العلمي والادبي وهذا يتطلب منا الوقوف لتقديم تفاصيل جديدة عن ما حدث في مقال لاحق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق