لنستذكر الدبلوماسي العراقي الاسبق الاستاذ نزار حمدون 1944-2003
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
كان المرحوم الاستاذ نزار حمدون رجلا شجاعا ، وصوتا وطنيا نظيفا . عمل من اجل العراق رحمة الله عليه ...قال الصحفي ميلتون فيورست من واشنطن ان الدبلوماسي العراقي المخضرم نزار حمدون لخص بعد بضعة اسابيع فقط من سقوط بغداد على يد الاميركان الغزاة 2003 رؤيته لمستقبل العراق في مذكرة من حوالي 2500 كلمة كتبها باللغة الانجليزية ووزعها على أصدقائه وزملائه السابقين في واشنطن حيث عمل سفيرا خلال عقد الثمانينات ونيويورك حيث كان ممثلا للعراق لدى الامم المتحدة حتى سنة 1998. . نشر المذكرة الصحافي ميلتون فيورست. توفي نزار حمدون في نيويورك في 4 يوليو (تموز) الجاري بعد صراع طويل مع المرض ودفن في العراق بعد عشرة ايام. قال حمدون في مذكرته ان العراقيين يجب ان يؤسسوا نظاما ملكيا وليس جمهوريا وشدد على الحاجة الى تكوين برلمان من مجلسين بموجب دستور يصوغه العراقيون انفسهم، لكنه أضاف قائلا ان الشعب اذا اختار نظاما جمهوريا، يجب ان يحترم الكل هذا الخيار، فمن الممكن إنشاء جمهورية ديمقراطية دستورية لها برلمان مكون من مجلسين مع الفصل الكامل او شبه الكامل بين السلطات وانتخاب رئيس للوزراء.وكان للمرحوم نزار حمدون اراء اخرى تتعلق بالجيش والشرطة ودوائر الدولة الاخرى قابلة للجدل والحوار لكنه حذر من حل الجيش العراقي وقد وضح وجهة نظره الشخصية في ظرف لم يكن مناسبا -برأينا - لطرح تلك الافكار .كما اننا غير متأكدين من صحة الوثيقة وهل انها تعود اليه فعلا خاصة وانه كان يمر بظروف صعبه بسبب مرضه الخطير وربما نترك ذلك للمؤرخين لكي يدلو بدلوهم في هذا المجال ........ابراهيم العلاف
*بعد ان نشرت هذا المقال في الفيسبوك قبل عشر سنوات واعدت نشره في مدونتي والرابط التالي :
علق الاستاذ موفق ايوب قائلا :"
الأستاذ ابراهيم العلاف المحترم, تحية وتقدير... عملت مع المرحوم نزار حمدون عن قرب عندما كان وكيل وزارة الخارجية (مديرا لمكتبه) ومرة اخرى على مدى سنتين في نيويورك عندما كان ممثلا دائماً لدى الأمم المتحدة . نزار حمدون رجل جرئ في طرح ارائه الوثيقة التي تذكرها صحيحة وقدمها الى الأدارة الأمريكية بناء على طلبها وليس الى الى اصدقائه انا شخصيا لم اطلع عليها الذي نشر في صحيفة الشرق الأوسط نقلا عن الواشنطن بوست شئ مشوه ومجتزء من الوثيقة لاسباب معروفة في ذلك الوقت . ومن اجل ان نحكم على تلك الوثيقة وعلى الآراء التي وردت بها بشكل دقيق يجب ان نطلع على النص الحرفي لها وهذا غير متاح في الوقت الحاضر. سبق ان اخبرني زميل دبلوماسي (توفي الى رحمة الله بعد سنتين من الأحتلال )..حيث قال ان الأمريكان لو اخذوا بالأراء التي قدمها نزار حمدون لهم في وثيقته لما وصلت الأمور الى ما وصلت اليه في ذلك الوقت (اصبحت الأن اسوء باشواط بعيدة.) مع خالص تحياتي" .كما قال :"كان المرحوم نزار قد فرض احترامه على اعدى اعداء العراق في فترة مابعد 1991 وكنا عندما نسير في الأمم المتحدة ويمر احد سفراء تلك الدول يلقي على نزار حمدون التحية ويرد هو ايضا عليه بأدب جم واذكر من بينهم اثنان سفير الكويت ابو الحسن وسفر امريكا رينشدسون" .
أما الاستاذ سامي مهدي فقال :"
رحم الله الأستاذ نزار حمدون . كان رجلاً شر يفاً ونزيهاً وصاحب عقل نير وحر ورصين ، عرفته عن كثب عندما عمل وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام" .ت
وعلق الاستاذ نواف شاذل طاقة قائلا :" عرفت على الاستاذ نزار حمدون رحمه الله في فترة متأخرة (سنة 1999) ورافقته في سفرة عمل طويلة امتدت نحو شهر لدول خليجية وأخرى في أمريكا اللاتينية. كنا نسير في عواصم دول عربية ولاتينية وغالبا ما نصادف مواطنين أو سواح من مختلف أنحاء العالم في شوارع تلك العواصم حيث يتوجهون إليه مستفسرين إن كان هو نفسه نزار حمدون الذين يروه على شاشات سي.إن.إن أو سواها من الاخباريات ثم يطلبون منه بعد ذلك التقاط صور للذكرى!!.
وعلق السيد محمد صباح الشابندر :" وكان ايضا مهندسا معماريا مرموقا انشأ الجمعية المعمارية في التسعينات من القرن الماضي.....والدي كان معلمه في مدرسة تطبيقات دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية....رحمه الله..."
وعلق الاستاذ ياسين الحسيني قائلا :" عند زيارتي لمقر الامم المتحدة بعد حديث طويل قال رحمه الله هل تعلم ان المخابرات الامريكية تتجسس علينا نحن العرب والمسلمين بواسطة اجهزة مختلفة وعلى هواتفنا العادية والخلوي وحتى في سياراتنا مع صور من يزورنا في البيت او المقر ومعرفة سكن الزائر حتى السكرتيرات في مكاتبنا من( الاباك) الذي يحكم الولايات المتحدة رحمه الله رحمة واسعة" .
توفي الاستاذ نزار حمدون يوم 4 تموز - يوليو سنة 2003 رحمه الله وطيب ثراه وقد علمت ان لديه اوراقا ومذكرات شخصية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق