ويليام جيمس William James 1842-1910 مؤسس البراغماتية في ذكرى وفاته ال ( 113)
-ابراهيم العلاف
امران مهمان يتعلقان بالفيلسوف والمفكر وعالم النفس الامريكي الكبير ويليام جيمس 1842-1910 . اولهما انني ومنذ كنت طالبا في كلية التربية بجامعة بغداد 1964-1968 عرفته ودرسته دراسة علمية عميقة .
وثاني الامرين ، هو ان عددا من كتبه قد ترجم الى اللغة العربية منذ زمن مبكر ، واهم ما ترجم الى العربية كتابه (البراغماتية) وكتابه (معنى الحقيقة ) وكتابه( العقل والدين) وكتابه ( ارادة الاعتقاد) ، ومعنى هذا ان ويليام جيمس كان معروفا عند القارئ العربي.
وفضلا عن ذلك كله ، وجدت ان هناك كتبا ودراسات عديدة عنه ايضا ترجمت الى العربية وهذا بحد ذاته كافيا لأن يعرفه المختصون والمهتمون بالفلسفة وعلم النفس ؛ اليس هو مخترع ( الفلسفة البراغماتية ) ومكتشف قوانينها وآلياتها ؟! والتي ترجمها البعض بالنفعية وهي ( ان لاقيمة لاية فكرة الا اذا كانت مؤهلة لكي تطبق على ارض الواقع) ؛ فالفكرة قيمتها تظهر بالتطبيق .
وويليام جيمس يقولون عنه انه مؤسس علم النفس الامريكي، ومع انه لم يعّمر طويلا ، فقد توفي وعمره لايتجاوز ال (68) سنة الا انه كان غزير الانتاج المعرفي في حقل تخصصه ، واهتماماته . وكان يشاركه في تأسيس الفلسفة البراغماتية (البراجماتية او البراكماتيةهكذا نحن نلفظها) شارل ساندرز بيرس وهي تندرج تحت اطار علم النفس الوظيفي او العملي او التجريبي ، وقد تركت منجزات ويليام جيمس المعرفية اثرا كبيرا في الثقافة الانسانية المعاصرة ، وما يزال هناك الكثيرون ممن يعتنقون البراغماتية منهجا وفلسفة للحياة والتعامل اليومي .
ومن الطريف ان ويليام جيمس ، كفرويد ويونغ جاء من تخصص الطب ومع انه لم يعمل طبيبا ، الا انه افاد كثيرا من علم التشريح الذي درسه في جامعة هارفرد . ومن القضايا التي يجب ان نسجلها لصالحه انه ربط بين الفلسفة والطب وعلم النفس وعلم الروح والف كتابه عن (مبادئ علم النفس) ويعد مرجعا مهما واساسيا ومؤسسا لهذا العلم الجديد .. وقد كتب الكثير من النصوص حول البراغماتية ، والراديكالية ، والاعتقاد الروحي ، والنزعة الراديكالية (الجذرية) ، وما يتعلق بكل هذا من امور دينية روحية مستوحاة من التجربة الايمانية للانسان .
نحتاج الى وقت طويل ، وجهد عظيم ، لكي نلم بكل اطراف افكار وفلسفة ويليام جيمس .. لكن ما اردت فقط ان اقوله هو ان نرجع اليه والى كتبه لنعيد مرة اخرى اكتشافه ومعرفة موقعه في حركة الفكر والفلسفة في عصرنا الراهن ، وهو عصر لايهتم كثيرا بمثل ما اهتم به ويليام جيمس واضرابه من الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع وحتى الاطباء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق