ضريح المقداد في قضاء المقدادية - محافظة ديالى

                                                                             مقبرة المقداد 

ضريح المقداد في قضاء المقدادية - محافظة ديالى

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

وسألني الاخ الاستاذ نبيل عبد الكريم الحمد الحسيناوي عن ضريح المقداد وقال :"انه دفين في قضاء المقدادية واختلف أهالي القضاء عن تاريخ حياته ...ارغب أن تزودنا معلومات عنه لكي نرفع اللبس من الناس هناك

خالص تقديري واحترامي" .

واقول ، شكرا لك اخي الاستاذ نبيل ، ومن المقداد سميت المقدادية وهي اليوم قضاء تابع لمحافظة ديالى العزيزة ، وضريح المقداد هو من ضمن مقبرة كبيرة ، كما ترون في الصورة التي نشرت الى جانب تحقيق صحفي عن المقدادية في جريدة (المدى) عدد 2015/06/06، تسمى مقبرة المقداد كما هو عندنا في الموصل او عندكم في بغداد او كما هو موجود في البصرة وهكذا والمقدادية بلدة جميلة بأهلها وبساتينها وتاريخها وتنوعها وهي من مدن طريق الحرير والمقدادية اسمها الاصلي شهربان( شاره بان ) وقد اشتهرت بأفضل انواع الرمان (رمان شهربان ) .

ولازلت اذكر صدور ديالى وسفراتنا الجامعية اليها عندما كنت طالبا في جامعة بغداد بين 1964-1968.

ولشهربان تاريخ وتاريخ ثر كانت ناحية عثمانية ثم اصبحت قضاء ملكي بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة وسبب تسميتها المقدادية ومنذ سنة 1950 هو انها تضم رفات الامام ابو عبد الله الشيخ جمال الدين المقداد بن عبد الله ابن محمد بن الحسين بن محمد الاسدي السيوري الحلي المتوفى في شهربان (المقدادية) سنة 826 هجرية - 1422 ميلادية يعني في القرن التاسع الهجري - الخامس عشر الميلادي. واهل المقدادية يعرفونه ب(المجداد) . وللاسف تعرض القبر لبعض التدمير واعيد ترميمه والحمد لله .

والمقبرة مقبرة المقداد تعد كمقبرة الخيزران في بغداد ومقبرة قريش في الموصل ومقبرة الحسن البصري في البصرة من المقابر التاريخية التي تضم قبورا لاعلام ومشاهير وقادة عرب واسلاميين لهذا يتبارك بها اهالي المقدادية ويزورونها .

اقول هذا واؤكد ما اقول اعتمادا على ما قاله المرحوم العّلامة الاستاذ الدكتور مصطفى جواد ، لكن لابد لي ان انقل اراء آخرين منهم المرحوم الاستاذ عباس العزاوي في كتاب (المنشيء البغدادي) الذي حققه من ان المقداد هو الصحابي مقداد بن الاسود الكندي المتوفى سنة 33 هجرية - 653 ميلادية والذي اشتهر يقول الاستاذالمحامي جمال بابان في كتابه (اصول اسماء المدن والمواقع العراقية ) بإسم (قره مختار ) ويقول العزاوي مشككا :" لم تعرف لهذا الصحابي وفاة في العراق ، الا انه اشتهر بهذا الاسم في المحل المذكور ) بمعنى ان الرواية التي ذكرتها اعلاه ، وهي ان المقصود الذي نسبت اليه المقدادية هو (الامام ابو عبد الله الشيخ جمال الدين مقداد بن عبد الله ابن محمد بن الحسن بن محمد الاسدي الحسيني المتوفى 826 هجرية - 1422 ميلادية ) .

بين يدي الان صفحات من الجزء الثاني من كتاب (مراقد المعارف في تعيين مراقد العلويين والصحابة والتابعين والرواة العلماء والادباء والشعراء) تأليف البحاثة محمد حرز الدين ارسلها لي الاخ الاستاذ محمد حمزة العذاري ، وفيه ما يؤكد ما ذهبت اليه اعلاه . ومرقد المقداد السيوري الاسدي مشيد عليه قبة بيضاء قديمة البناء وقيل انه توفي 826 هجرية - 1422 ميلادية وقيل 828 هجرية - 1424 ميلادية " والقبر في طريق كرمنشاه - خانقين -شهربان -بعقوبة وبغداد طريق القوافل التي تقدم العراق من ايران وافغانستان وما والاهما لزيارة العتبات المقدسة وهو من اوصى بدفنه هناك لكونه على طريق القافلة الراحلة الى العتبات العاليات " .وكان المقداد عالما متكلما محققا تتلمذ على الشهيد الاول محمد بن مكي وفخر المحققين ولد العلامة الحلي ويروي عنهما ايضا وقد اشاد مدرسة لطلاب العلوم الدينية في النجف الاشرف معروفة بمدرسة المقداد السيوري (وسيور من قرى الحلة ) وهو بالاصل منها ومن مؤلفاته (كنز العرفان ) وهو في الفقه وكتاب (التنقيح الرائع) في شرح (مختصر الشرايع ) وكتاب (ارشاد الطالبين ) في شرح (نهج المسترشدين ) في اصول الدين للعلامة الحلي وكتاب (الانوار الجلالية ) في شرح ( الفصول النصيرية) لنصير الدين الطوسي وهو في علم الكلام ومنه مختصر بالفارسية وكتاب (جامع الفوائد) في اختصار (القواعد) للشهيد وكتاب (اللوامع الالهية ) في علم الكلام وكتاب (شرح مبادئ الاصول ) وكتاب (شرح باب حادي عشر ) وكتاب (الاسئلة المقدادية ) وكتاب (الاربعين حديثا ) الفه لولده الشيخ عبد الله .