حلقة ( الانصاف) من برنامج ( ماقل ودل ) يقدم من قناة ( الموصلية ) يقدمه ابراهيم العلاف
الأنصاف ..........الحلقة السادسة من برنامج ( ماقل ودل)
الان الساعة 30و4 مساء يوم الاربعاء 6 من رمضان المبارك 1441 هجرية الموافق لليوم 29 من نيسان 2020 بُثت الحلقة السادسة من برنامجي التلفزيوني اليومي (ماقل ودل ) من على شاشة ( الموصلية ) وكانت عن ((الانصاف )) ...وادناه نص الموضوع :
الانصاف
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
والانصاف من القيم الانسانية النبيلة التي يجب ان نتحلى بها والانسان المنصف هو من يضع الاخرين في مكانهم الصحيح لايغمطهم حقهم ولايعطيهم اكثر مما يستحقونه بل يكون منصفا والمؤرخ الثبت الموضوعي الامين الشجاع يجب ان يكون منصفا بحق من يكتب عنهم وان يراعي الذمة في ما يكتب .
والانصاف اسم مصدره أنصف وإنصاف المظلوم استيفاؤه حقه اي ازالة الظلم عنه وانصف اي عدل وانصف في حكمه او في معاملته اي عامله بالعدل وانصف بين الخصمين اي سوى بينهما وعاملهما بالعدل وانصفه منه اي اخذ له حقه منه .
والانصاف صفة ايجابية لابد ان يتحلى بها الانسان لانها تظهره بين الناس بمظهر الانسان العادل والعدالة والانصاف مفهومان مترابطان وعندما تتحق العدالة والانصاف يَصْلُح المجتمع وتستقيم الحياة فبالعدل والانصاف تقوم الحضارات وتقوم الدول وتقوم المجتمعات لان ما قامت عليه السماوات والارض هو العدل والانصاف .
نعم العدالة ترتبط بالانصاف ومفهوم العدالة يرتبط بمفهوم الانصاف فالانسان عندما يكون متصالحا مع نفسه ومتصالحا مع مجتمعه يحقق نوعا من الانصاف لنفسه اي انه يضع نفسه في المكانة التي تستحقها فلا افراط وتفريط اي ان يعمل على ان لايذل نفسه ولا يضخم ذاته على حساب غيره اي ان ينصف نفسه ويعطيها ما تستحقه من مكانة .
والمجتمع والدولة لابد لها ان تنصف الناس اي تأخذ لهم حقوقهم وتلبي احياجاتهم وتنصفهم بإعطائهم ما يستحقون من خير وهذا لن يكون الا من خلال سيادة القانون فالقانون هو الاداة التي تتحقق بموجبها العدالة وينال الانسان حقه في الحياة والعيش والكرامة .
نعم القوانين هي من تنصف الناس وهي من تحول دون الظلم وهي من تساعد على تحقيق العدالة بين ابناء المجتمع الواحد واذا ما غابت قيمة الانصاف وغابت قيمة العدالة فإن المجتمع يدخل في حالة من الفوضى وانتشار الفساد وعدم الاستقرار .
وتحقيق الانصاف في توزيع الثروات بين المواطنين وبين المحافظات يجنب الدولة الكثير من حالات عدم الاستقرار فالانسان اذا شعر بعدم الانصاف يكون انسانا ثائرا متذمرا ويكون مستعدا للخروج على الدولة عندما تحين الفرص لذلك فالحكومات والدول المتقدمة تبذل الجهود الكبيرة من اجل انصاف مواطنيها وبوسائل كثيرة منها انها تحميهم وتؤمن لهم العيش الكريم وتحقق العدالة بينهم ويقينا ان ما يجب ان تقوم به الدولة عندنا هو ان تنصف المواطنين تنصفنا من خلال توفير الفرص للاستفادة من ثروات بلدنا وتحقيق الامن ومنع الاعتداء على الحقوق الفردية وتقديم ما يساعدنا على العيش الكريم التي تؤمن كرامة الانسان مصداقا لقول رب العزة والجلال بسم الله الرحمن الرحيم ( ولقد كرمنا بني آدم ) .
عندما يسود عدم الانصاف مجتمعاتنا فإن هناك من يتسلط على اقتصاد البلد ويعبث بأموال ومقدرات الناس غير عابئ بما سوف يؤول اليه البلد من تخلف ودمار ...ان تحصر الدولة اموال البلد بأيدي قلة متحكمة تمتلك السلطة والمال والسلاح بمعنى انها دولة ظالمة غير منصفة تتيح للقلة من الناس ان تتحكم بالكثرة مما يخلق فرص للثورة والانتفاض والتذمر وتحري الانصاف والموضوعية في التعامل مع المواطنين يقوي الدولة يقوي السلطة يقوي الحكومة لانه يتيح لها الفرص لان تتقدم وتزدهر اوضاعها في كل جوانب الحياة .
اذا الانصاف في جانب من جوانه هو اعطاء الحق اي ان الانسان يعطي لاخيه من الحق ما يحبه لنفسه وقد اكد الفقهاء على ان الانصاف عبارة عن رعاية العدالة والمساواة بين شخصين او جهتين في تأدية ما لهما من الحقوق ومما اثبتوه في الفقه قاعدة العدل والإنصاف وهو ما قام في النفوس على انه مستقيم وهو ضد الظلم .
لقد حث الاسلام على الانصاف والى شيء من هذا القبيل ذهب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على ان(سيد الاعمال إنصاف الناس من نفسك ، ومواساة الاخ في الله ، وذكر الله على كل حال ) .
وقد ذهب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ورضي الله عنه المذهب نفسه حين قال : (إن من يُنصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزا ) .
ويؤكد الباحثون على ان على القاضي ان يساوي بين الخصمين حتى وان تفاوتا شرفا وضعة .
الانصاف ان تنصف بين عمالك وان تنصف بين تلاميذك وان تنصف بين اولادك بين الابناء وبين البنات وان تنصف بين زوجاتك ان كن اكثر من زوجة الانصاف ان توزع الحقوق والاموال مناصفة بين المدعين الانصاف ان تنصف بين الورثة انها قاعدة العدل والانصاف التي يعرفها الفقهاء ومن ذلك ان ثمة رجل اقر عند موته لفلان وفلان لاحدهما عندي الف درهم ثم مات على تلك الحال فقال الامام علي عليه السلام ورضي الله عنه : ( أيهما أقام البينة فله المال وإن لم يقم واحد منهما البينة فالمال بينهما نصفان ) .
احبتي الكرام الانصاف خُلق عظيم مبني على العدل وتابع له .قال رب العزة والجلال في الاية الثامنة من سورة المائدة : بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) .
واخيرا هل يستطيع كل انسان ان يكون منصفا ؟ والجواب ان البشر يختلفون والانسان نفسه في داخله الخير والشر والطريق لاقامة العدل والانصاف شاق وفيه الكثير من المشاكل والعقبات وهنا يتدخل العقل وتتدخل الحكمة فليس من المعقول ان يجعل الانسان وخاصة ممن يتولى القضاء الهوى يتسرب الى نفسه ويحكم كما يقول الشاعر :
فعين الرِّضا عن كُلِّ عيبٍ كليلةٌ *** كما أن عين السُّخط تبدي المساويا
بل لابد ان يجعل الله بين عينيه وان ينصف المظلوم ويأخذ حقه من الظالم وان تكون نظرته معتدلة ومنصفة وان لاينظر الى الامور بعين واحدة وانما ينظر بكلتا العينين وان لايكيل بمكيالين فالله سبحانه وتعالى يؤكد دوما على القسط والعدل والانصاف بسم الله الرحمن الرحيم ( فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ) الأعراف:85
اللهم اجعلنا من المنصفين قولا وفعلا ...........صيامكم مقبول ودعائكم مستجاب والى حلقة اخرى من برنامج ( ما قل ودل ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الان الساعة 30و4 مساء يوم الاربعاء 6 من رمضان المبارك 1441 هجرية الموافق لليوم 29 من نيسان 2020 بُثت الحلقة السادسة من برنامجي التلفزيوني اليومي (ماقل ودل ) من على شاشة ( الموصلية ) وكانت عن ((الانصاف )) ...وادناه نص الموضوع :
الانصاف
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
والانصاف من القيم الانسانية النبيلة التي يجب ان نتحلى بها والانسان المنصف هو من يضع الاخرين في مكانهم الصحيح لايغمطهم حقهم ولايعطيهم اكثر مما يستحقونه بل يكون منصفا والمؤرخ الثبت الموضوعي الامين الشجاع يجب ان يكون منصفا بحق من يكتب عنهم وان يراعي الذمة في ما يكتب .
والانصاف اسم مصدره أنصف وإنصاف المظلوم استيفاؤه حقه اي ازالة الظلم عنه وانصف اي عدل وانصف في حكمه او في معاملته اي عامله بالعدل وانصف بين الخصمين اي سوى بينهما وعاملهما بالعدل وانصفه منه اي اخذ له حقه منه .
والانصاف صفة ايجابية لابد ان يتحلى بها الانسان لانها تظهره بين الناس بمظهر الانسان العادل والعدالة والانصاف مفهومان مترابطان وعندما تتحق العدالة والانصاف يَصْلُح المجتمع وتستقيم الحياة فبالعدل والانصاف تقوم الحضارات وتقوم الدول وتقوم المجتمعات لان ما قامت عليه السماوات والارض هو العدل والانصاف .
نعم العدالة ترتبط بالانصاف ومفهوم العدالة يرتبط بمفهوم الانصاف فالانسان عندما يكون متصالحا مع نفسه ومتصالحا مع مجتمعه يحقق نوعا من الانصاف لنفسه اي انه يضع نفسه في المكانة التي تستحقها فلا افراط وتفريط اي ان يعمل على ان لايذل نفسه ولا يضخم ذاته على حساب غيره اي ان ينصف نفسه ويعطيها ما تستحقه من مكانة .
والمجتمع والدولة لابد لها ان تنصف الناس اي تأخذ لهم حقوقهم وتلبي احياجاتهم وتنصفهم بإعطائهم ما يستحقون من خير وهذا لن يكون الا من خلال سيادة القانون فالقانون هو الاداة التي تتحقق بموجبها العدالة وينال الانسان حقه في الحياة والعيش والكرامة .
نعم القوانين هي من تنصف الناس وهي من تحول دون الظلم وهي من تساعد على تحقيق العدالة بين ابناء المجتمع الواحد واذا ما غابت قيمة الانصاف وغابت قيمة العدالة فإن المجتمع يدخل في حالة من الفوضى وانتشار الفساد وعدم الاستقرار .
وتحقيق الانصاف في توزيع الثروات بين المواطنين وبين المحافظات يجنب الدولة الكثير من حالات عدم الاستقرار فالانسان اذا شعر بعدم الانصاف يكون انسانا ثائرا متذمرا ويكون مستعدا للخروج على الدولة عندما تحين الفرص لذلك فالحكومات والدول المتقدمة تبذل الجهود الكبيرة من اجل انصاف مواطنيها وبوسائل كثيرة منها انها تحميهم وتؤمن لهم العيش الكريم وتحقق العدالة بينهم ويقينا ان ما يجب ان تقوم به الدولة عندنا هو ان تنصف المواطنين تنصفنا من خلال توفير الفرص للاستفادة من ثروات بلدنا وتحقيق الامن ومنع الاعتداء على الحقوق الفردية وتقديم ما يساعدنا على العيش الكريم التي تؤمن كرامة الانسان مصداقا لقول رب العزة والجلال بسم الله الرحمن الرحيم ( ولقد كرمنا بني آدم ) .
عندما يسود عدم الانصاف مجتمعاتنا فإن هناك من يتسلط على اقتصاد البلد ويعبث بأموال ومقدرات الناس غير عابئ بما سوف يؤول اليه البلد من تخلف ودمار ...ان تحصر الدولة اموال البلد بأيدي قلة متحكمة تمتلك السلطة والمال والسلاح بمعنى انها دولة ظالمة غير منصفة تتيح للقلة من الناس ان تتحكم بالكثرة مما يخلق فرص للثورة والانتفاض والتذمر وتحري الانصاف والموضوعية في التعامل مع المواطنين يقوي الدولة يقوي السلطة يقوي الحكومة لانه يتيح لها الفرص لان تتقدم وتزدهر اوضاعها في كل جوانب الحياة .
اذا الانصاف في جانب من جوانه هو اعطاء الحق اي ان الانسان يعطي لاخيه من الحق ما يحبه لنفسه وقد اكد الفقهاء على ان الانصاف عبارة عن رعاية العدالة والمساواة بين شخصين او جهتين في تأدية ما لهما من الحقوق ومما اثبتوه في الفقه قاعدة العدل والإنصاف وهو ما قام في النفوس على انه مستقيم وهو ضد الظلم .
لقد حث الاسلام على الانصاف والى شيء من هذا القبيل ذهب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على ان(سيد الاعمال إنصاف الناس من نفسك ، ومواساة الاخ في الله ، وذكر الله على كل حال ) .
وقد ذهب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ورضي الله عنه المذهب نفسه حين قال : (إن من يُنصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزا ) .
ويؤكد الباحثون على ان على القاضي ان يساوي بين الخصمين حتى وان تفاوتا شرفا وضعة .
الانصاف ان تنصف بين عمالك وان تنصف بين تلاميذك وان تنصف بين اولادك بين الابناء وبين البنات وان تنصف بين زوجاتك ان كن اكثر من زوجة الانصاف ان توزع الحقوق والاموال مناصفة بين المدعين الانصاف ان تنصف بين الورثة انها قاعدة العدل والانصاف التي يعرفها الفقهاء ومن ذلك ان ثمة رجل اقر عند موته لفلان وفلان لاحدهما عندي الف درهم ثم مات على تلك الحال فقال الامام علي عليه السلام ورضي الله عنه : ( أيهما أقام البينة فله المال وإن لم يقم واحد منهما البينة فالمال بينهما نصفان ) .
احبتي الكرام الانصاف خُلق عظيم مبني على العدل وتابع له .قال رب العزة والجلال في الاية الثامنة من سورة المائدة : بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) .
واخيرا هل يستطيع كل انسان ان يكون منصفا ؟ والجواب ان البشر يختلفون والانسان نفسه في داخله الخير والشر والطريق لاقامة العدل والانصاف شاق وفيه الكثير من المشاكل والعقبات وهنا يتدخل العقل وتتدخل الحكمة فليس من المعقول ان يجعل الانسان وخاصة ممن يتولى القضاء الهوى يتسرب الى نفسه ويحكم كما يقول الشاعر :
فعين الرِّضا عن كُلِّ عيبٍ كليلةٌ *** كما أن عين السُّخط تبدي المساويا
بل لابد ان يجعل الله بين عينيه وان ينصف المظلوم ويأخذ حقه من الظالم وان تكون نظرته معتدلة ومنصفة وان لاينظر الى الامور بعين واحدة وانما ينظر بكلتا العينين وان لايكيل بمكيالين فالله سبحانه وتعالى يؤكد دوما على القسط والعدل والانصاف بسم الله الرحمن الرحيم ( فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ) الأعراف:85
اللهم اجعلنا من المنصفين قولا وفعلا ...........صيامكم مقبول ودعائكم مستجاب والى حلقة اخرى من برنامج ( ما قل ودل ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق