ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
مدينة الموصل العريقة تزخر بالكثير من المساجد والجوامع والكنائس والاديرة
والمعابد والمراقد والمزارات . واليوم أريد أن أتحدث لكم عن بعض المزارات التي تعود الى (نساءٍ من بنات الحسين في الموصل ) . ومن هذه المزارات او المراقد مزار الست فاطمة ، ومزار الست كلثوم ، ومزارالست نفيسة ومزار شاه زنان المعروف في الموصل بمزار أُم التسعة .
وفيما يتعلق بمزار الست فاطمة ، فقد اشار المؤرخ الموصلي الكبير أحمد
بن الخياط ، والمتوفى سنة 1780 ميلادية
1285 هجرية في كتابه (ترجمة الاولياء في
الموصل الحدباء ) ، الى ان الست فاطمة
عليها السلام ورضي الله عنها ، هي بنت الحسين بن الامام علي بن ابي طالب سلام الله عليهم ، ورضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وهذه
العبارة مكتوبة على باب مشهدها أو مرقدها المحترم .
ومشهد أو مرقد أو مزار الست فاطمة مشهد قديم في مدينة الموصل
مجاور لمشهد أو مرقد الامام محسن عليه السلام في محلة الشفاء مقابل كنيسة
الطاهرة ، والزقاق المؤدي الى قصر قره سراي على شاطئ نهر دجلة الخالد .
وللاسف ليس لدينا تاريخ محدد لبنائه ، لكن
هناك ما يشير الى ان الملوك اي ملوك الموصل المتقدمين هكذا وردت العبارة هم من بناه وتاريخ عمارته سنة
... واربعمائة من الهجرة اي ان السنة معروفة اي سنة بنائه وهي (400 ) هجرية
اي 1010 ميلادية . والملوك
المتقدمين هم الملوك الاتابكيون ومن حكم بعدهم من الايلخانيين المغول وبعدهم
الجلائريون والقره قوينلو والاق قوينلو والعثمانيون .
ويقول احمد بن بكر الخياط ، انه
رأى ذلك مكتوبا على باب المشهد بالخط القديم ، وقال انه لم يجد قبرا لكنه يخمن بأن
السيدة فاطمة بنت الامام الحسين عليهما السلام ورضي الله عنهما ، َشرَفتْ هذا
المكان ، وسكنت فيه لفترة ، واحتراما لها
قام الموصليون ببناء هذا المشهد لئلا تندرس آثارها ، وقد كان الناس يزورون هذا
المقام ، ويتبركون به ويرون بركته .
أما مسجد الست كلثوم والذي يقع بالقرب من
جامع حمو القدو في سوق الخشابين بمحلة الميدان في الموصل ، فقد اخبرني اخي الاستاذ يوسف ذنون شيخ الخطاطين
الموصليين ، انه وجد في مرقد الست كلثوم محراب جميل ورائع يعود الى القرن الثالث الهجري أي
القرن التاسع الميلادي ، وان في المرقد أعمدة عباسية تدل على قدمه ، وان الناس كان
تسمي المرقد بمرقد الست كلفون وانه أثر عباسي صرف ، وانه كان قريبا من القلعة
الداخلية (إيج قلعة ) .
وعندما عدت الى كتاب (ترجمة الاولياء في
الموصل الحدباء ) ، تأليف المؤرخ الكبير أحمد بن الخياط الموصلي
المتوفى سنة 1285 هجرية – 1780 ميلادية ، وجدت انه يقول ان الست كلثوم عليها
السلام ورضي الله عنها هي بنت الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب عليهم
السلام ورضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وبناء المرقد عبارة عن قبة صغيرة كانت في
الستينات من القرن الماضي ماثلة للانهدام ، وحولها قبور لأسرة ال مسطوني ، وهذه
المعلومات وردت ايضا في كتاب المؤرخ الموصلي الكبير ياسين العمري والموسوم : (منية
الادباء في تاريخ الموصل الحدباء ) .
كما ان المؤرخ احمد بن بكر الخياط قال ان
المشهور المتواتر في الموصل ، وعند سادتنا الحسينية ان هذا هو مرقد الست كلثوم ، وهذا
المشهد قديم محترم بناه الملوك المتقدمين يقصد ملوك الموصل أو اصحابها بلغة ذلك
الزمان ، لكنه لم يذكر اي الملوك يقصد وقد تهدم المرقد مرارا ، لكن اهالي المنطقة
كانوا يهرعون دوما لتعميره ولعل هذه السيدة الطاهرة المطهرة الكريمة هي أم الامام
الهمام يحيى بن القاسم تزوجها أبوه الامام القاسم في كربلاء ومما اكده المؤرخ احمد
بن الخياط في كتابه الذي اشرت اليه انفا
وهو كتاب (ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء ) ان كثيرا من الناس جربوا زيارة هذا
المرقد ، وتوسلوا الى الله سبحانه وتعالى بها في قضاء حوائجهم ، فقضيت سريعا رضي
الله تعالى عنها وعن آبائها الكرام أجمعين
.
وفيما يتعلق بمسجد الست نفيسة في الموصل ، أقول
أن مسجد الست نفيسة ، هو مسجد صغير يسمى ايضا مسجد حمام السراي ، ويقع
بالقرب من الجامع النوري الكبير ومن محلة خزرج وسط مدينة الموصل والمسجد ينخفض عن
الارض المحيطة به بمقدار مترين وفيه محراب جميل من المرمر فيه كتابات وعليه ستر
قديم يزوره الناس ويتبركون به كما جاء في كتاب نيقولا سيوفي ( مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل ) 1956 ويقولون انه مزار الست
نفيسة ( 165 -208 هجرية 782-824 ميلادية ) ، بنت الحسن بن زيد بن الإمام الحسن
عليه السلام، من سيدات أهل البيت، اشتهرت بالعبادة والزهد، محدثة فاضلة حافظة
للقرآن الكريم. تزوجت من إسحاق المؤتمن إبن الإمام الصادق عليه السلام. ولها مرقد
في القاهرة ترون صورته الى جانب هذا الكلام . فقط اريد ان اقول ان في مدينة الموصل ثلاث مزارات تحمل اسم الست
نفيسة الاول في شارع النجفي والثاني في باب السراي والثالث في محلة خزرج .
.
وتاريخ المسجد يعود الى سنة 1345 ميلادية ، ومسجد الست نفيسةُ عُمر اكثر من مرة منها ان الشيخ يونس وهو شيخ الاصناف السبعة في الموصل ، جدده عمره وفي اعلى باب المصلى هناك كتابة تقول ان الشيخ يونس عمر المسجد تقربا الى الله ، وقد عمره سنة 1057 هجرية اي سنة 1746 م. والمسجد تم تفجيره من قبل عناصر داعش عند سيطرتها على الموصل بحجة انه مزار يقصده الناس للتبرك وهكذا بقية المراقد .
وتاريخ المسجد يعود الى سنة 1345 ميلادية ، ومسجد الست نفيسةُ عُمر اكثر من مرة منها ان الشيخ يونس وهو شيخ الاصناف السبعة في الموصل ، جدده عمره وفي اعلى باب المصلى هناك كتابة تقول ان الشيخ يونس عمر المسجد تقربا الى الله ، وقد عمره سنة 1057 هجرية اي سنة 1746 م. والمسجد تم تفجيره من قبل عناصر داعش عند سيطرتها على الموصل بحجة انه مزار يقصده الناس للتبرك وهكذا بقية المراقد .
ايضا
فإن مدينة الموصل تضم مزارات اخرى منها
مثلا مزار الست شاه زنان عليها السلام ورضي الله عنها وهم التي يعرفها
الناس بإم التسعة أو هي ام الائمة التسعة ، ويقع هذا المزار في محلة (الحمام
المنقوشة ) قرب بيوت ال كشمولة الكرام وام الائمة التسعة اي الامام زين العابدين
وابنه الامام محمد الباقر وابنه الامام جعفر الصادق وابنه الامام موسى الكاظم
وابنه الامام علي الرضا وابنه الامام محمد الجواد وابنه الامام علي الهادي وابنه
الامام الحسن العسكري وابنه الامام الحجة رضوان الله عليهم وسلام الله عليهم
اجمعين والست شاه زنان هي حرم الامام الحسين عليه السلام لم يتزوج غيرها وهي ام
الامام زين الدين علي السجاد رضي الله عنه وهذا هو المشهور المتواتر في مدينتنا
الموصل عبر السنين الطويلة .
ومزار الست شاهزنان في الموصل ، ولها مشهد قديم من بناء ملوك
الموصل وللاسف لانستطيع تحديد تاريخ بناءه ، ومع ان الاستاذ سعيد الديوه جي يشير الى ان
بدر الدين لؤلؤ صاحب او ملك الموصل هو من اتخذ فيها مقاما الا انني ارى بأن
المقام عباسي متأخر اي يعود الى الفترة العباسية ، واهل الموصل يزورون القبر كثيرا ويتبركون به ، وعند
زيارته يخشع القلب وتذرف العين ويجاب
الدعاء ويكشف الكرب وتشفى الاسقام وقد جرب ذلك كثيرون كما جاء ذلك في عدد من
الاثار والمصادر التاريخية .
وقد اورد نيقولا سيوفي في كتابه (مجموع
الكتابات المحررة في أبنية مدينة الموصل ) أن فوق باب حضرة ام التسعة او شاه زنان
عبارة ان متصرف لواء الموصل عبدي افندي بين سنتي 1873 – 1875 ميلادية اي 1289-1291
هجرية قد عمر هذا الضريح سنة 1291 هجرية 1875
ميلادية وان فوق باب التكية التي ضمن المزار ابيات من الشعر تقول :
ذا مرقد لله *** من
شاده فاز بمرضاته
بالخير لما تم تعميره *** نادى الهي في سمواته
عبدي لوجهي قد بنى مسجدا *** أرخته دام لخيراته
سنة 1291 هجرية -1875 ميلادية
واخيرا اذا كان الشيء بالشيء يذكر فلدينا في
الموصل مرقد يسمى ( مرقد الست ملكة) كتب
عنه المؤرخون ، وهو مرقد قريب من جامع النبي جرجيس عليه السلام بمحلة النبي جرجيس
في الموصل وقد اعتاد عدد من ابناء الموصل زيارته والتبرك به ، ويقال ان الست ملكة
هي ليست الا المرأة التي حُبس في بيتها النبي جرجيس وهي اول من آمن به ، وكان أحد
الفقراء ، قد اتخذ من هذا المكان دارا له ، والمرقد كما يقول شيخنا الاستاذ سعيد
الديوه جي يقع في سوق الشعارين خلف بناية مركز شرطة السراي في محلة باب النبي
والزقاق الذي فيه المرقد يقع قبالة جامع النبي جرجيس .
طبعا في مدينة الموصل مسجد يسمى ( مسجد بنات
الحسن) عليهم السلام ورضي الله عنهم ، وهو
مسجد بيت شهيدو في سوق الصياغ وقد سمي كذلك لان أحمد شهيدو هو من جدد عمارته سنة
1236 هجرية – 1821 ميلادية . وهو مسجد
صغير فيه مصلى ، ومدرسة ، وسرداب في غربي المصلى ، وفيه محراب نفيس من المرمر
المطعم نقل لأهميته والحفاظ عليه الى المتحف الحضاري في الموصل سنة 1956 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق