ما الذي حققه الحراك الشبابي لحد الان ؟
.ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس جامعة الموصل
منذ تشرين الاول -اكتوبر 2019 والشابات والشباب في العراق ، غاضبين ومعهم ملايين من ابناء الشعب العراقي .. غاضبين من الفساد ، وغاضبين من المفسدين ، وغاضبين على الطبقة السياسية الحاكمة المتمثلة برؤساء الكتل الذين يحكمون العراق بشكل أو بآخر منذ الاحتلال الاميركي سنة 2003 وتسليم السفير بول بريمر رئيس ما كان يسمى سلطة الائتلاف مقاليد الحكم في العراق لهؤلاء الذين تحولوا الى طبقة سياسية اجتماعية لها نفوذ اقتصادي وأذرع عسكرية .
وسألني أحد الأحبة ، تُرى هل حقق الثوار، ثوار تشرين ويحلو لي أن أسميهم هكذا هل حققوا شيئا من مطاليبهم ؟ واقول نعم الى حد ما .
واول ما حققوه إجبار حكومة الدكتور عادل عبد المهدي على الاستقالة . وثاني ما حققوه انهم زرعوا الخوف في نفوس الفاسدين الذين بدأوا يشعرون بأن الاستمرار في السرقة ، والاهمال أمر لايمكن ان يذهب بدون حساب .
ويقينا ان الثورة دائمة ، ومستمرة ، وسيعود الثوار بعد انقشاع ازمة كورونا الوبائية . ومما حققوه انهم اثبتوا للعالم أجمع أن في العراق شعبا حيا يريد وطن ، وأن العراقيين ليسوا نائمين بل مستيقظين ، ويعرفون ما يجري وبحكم تاريخهم النضالي سوف لن يستكينوا ابدا .
والثورة أثبتت أن شابات العراق وشباب العراق ، ومن يساندهم ويدعمهم من العراقيين ليسوا كما قيل انهم جيل الانترنت ، وجيل الاركيلة وجيل البوبجي اثبتوا أنهم على درجة عالية من ( الوعي ) ، وعلى درجة عالية من ( الوطنية ) ، وعلى درجة عالية من ( الثقافة ) .
ومن بين الشباب رجال قادرين على ان يحكموا البلد ، وانهم في صراع مع الجيل القديم وتلك سنة من سنن التاريخ ، وأن على الجيل القديم أن يُخلي الساحة للجيل الجديد لكي يحكم .. وما يجري هو نوع من الصراع السياسي والاجتماعي بين الجيلين .
وكان الغاء (مجالس المحافظات والاقضية ) واحدا من منجزات الحراك وقد تخلص العراق من حلقة زائدة كانت تقض مضاجع المخلصين الذين كانوا يرون فيها مجالس للفساد لااكثر ولا اقل .
ومما أنجزته الانتفاضة أن الحكومة إستجابت لكثير من المطالب منها وضع الخطط لإجراء انتخابات مبكرة ، وإعادة النظر في قانون الانتخابات، وتفعيل كثير من القرارات بشأن الموقوفين والمعتقلين والمختطفين ، وبدأت بتوجيه الوزارات لخلق فرص عمل لإلآف من الشباب . كما ان العديد ممن فَسخت عقودهم من الجيش والشرطة عادوا الى عملهم وباتوا يتسلمون رواتبهم ... هذا فضلا عن إنحياز عدد من النواب لمطالب المنتفضين .
عززت الانتفاضة وحدة العراق ، وعززت الفكرة الوطنية ، وعززت فكرة ان العراق لايستطيع العيش بدون محيطه العربي ، وان لابد من ان تكون علاقات العراق الخارجية متوازنة وذات بعد وطني .
كما فعلت الكثير من قرارات القضاء والنزاهة بشأن ملاحقة الفاسدين.
كل هذه الامور وغيرها لم تُرض المنتفضين ، وهاهو رئيس الوزراء المكلف السيد مصطفى الكاظمي يتبنى جانبا من مطالب المنتفضين ، ويؤكد ان حكومته المقبلة ستكون خادمة للشعب ولننتظر لنرَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق